الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11737)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(3 أصوات)

أمّ المسلمين لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ واستهل فضيلته خطبته الأولى عن خطورة الإشاعات وتناقلها فقال : من الأمور الخطيرة على الأفراد والمجتمعات ، تلك الإشاعات من الأخبار المتناقلة، دون برهان على صحتها، ولا دليل على صدقها، إنها الإشاعات التي تنتشر في وسائل الإعلام المختلفة، من مصادر مجهولة تبث الأراجيف، وتثير الفتن العريضة والشرور المستطيرة.
 
إشاعات متنوعة الطرح، تحمل المخاوف، وتبث القلاقل، وتتناول ولاة أمور المسلمين وعلمائهم بالسوء والفحشاء، ذات مقاصد سيئة، وأهداف مغرضة.
 
إن تلك الإشاعات سلاح فتاك، يبثها الأعداء لتدمير الأمة، وشق صفها، وتمزيق وحدتها. وقديماً قيل في وثائق الأعداء : الصحافة بأيدينا، وسنستعملها لبث الإشاعات، حتى تصبح حقائق.
 
ولذا فالإشاعات صناعة من صناعات أعداء الإسلام للصد عن المناهج الربانية، والشرائع الإلهية، ومع تطور العالم أصبحت صناعة متقنةً، وفق قواعد مرسومة لتدمير الدول، سياسياً، واقتصادياً، وأخلاقياً، وسلماً، وحرباً.

وتحدث فضيلته عن موقف المؤمن الصحيح من هذه الإشاعات فقال: موقف المسلم من تلك الإشاعات اتباعُ المنهج الإسلامي الذي يدعو إلى الوعي واليقظة، وإدراك أضرار هذه الإشاعات، يقول تعالى:{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }.

والمعنى أنه إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة العامة، مما يتعلق بالأمن، وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا، بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أولي الأمر ، ممن يعرفون الأمور على حقيقتها، ويدركون ما وراء نشر تلك الأخبار من المصالح والمضار.

ففي هذا المنهج النهي عن العجلة والتسرع بنشر الأخبار حين سماعها، بل لا بد من التأمل الدقيق والنظر العميق في حقائق الأمور وعواقبها، قال أهل العلم وفيها تحريم إذاعة الأخبار، خاصة في حالات المحن، إلا بعد التأكد من صحتها وعدم الأضرار من نشرها، والله سبحانه أمرنا بالتثبت والتيقن، فقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.

قد ربى النبي صلى الله عليه وسلم أمته على التبين ، والتأني وحذرهم من الانزلاق في نشر الأخبار حين سمعها.
 
روى الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين منها، يزل بها في النار أبعد ما بين المشرقين».
والمعنى أنه يتكلم بما لا يتدبر فيه، ولا يفكر في قبحه، ولا ما يترتب عليه من المفاسد.

وتحدث فضيلته عن عن فوائد العمل بالثوابت لدرء الإشاعات فقال : إنما يدرء شرور الإشاعات المغرضة، العمل بالثوابت الدينية والعمل بالحكمة والتروي، وإجادة تقدير المواقف والتعاضد والتعاون مع ولاة الأمر، والوقوف صفا واحداً فيما يخدم الدين والدنيا معاً، وعلى الجميع الحذر من تلك المعارك الجدلية في وسائل التواصل، فيما لا نفع فيه ولا جدوى.
 
وعلى الجميع الحذر من السير وراء كل ناعق، والركض وراء كل صيحة، فالله حذرنا من ذلك بقوله: ﴿وَفِيكُمْ سَمَّعُونَ لَهُمْ، أعاذنا الله وإياكم من شرور الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

احذروا خاصة أيام المحن والبلايا، كهذه الأيام من تلك الأطروحات التي تستغلها وسائل التواصل من ادعاءات كاذبة، ظاهرها الإخلاص للأمة والصدق لقضاياها، وهم يحدثون فتناً أكبر، ومخاطر أعظم، ومحناً أطم للأمة، فكلما برزت محنة احدثوا منها ما يثير الفتن على المجتمعات، والتاريخ الحديث أعظم شاهد، وأكبر برهان.

وحث فضيلته المسلمين بالتعاون مع ولاة الأمر في درء الشرور عن المسلمين فقال: لقد آن الأوان للعمل الجاد الحكيم، الذي نتعاون فيه مع ولاة الأمور، بما يدرء عن المسلمين الشرور، بعيداً عن العواطف النفسية والمشاعر المجردة عن معرفة ما وراء الأمور، من فتن للإسلام وأهله آن لنا أن نسلك المسالك السديدة الحكيمة، التي تحملها المقاصد الشرعية الكبرى لتنظيم حياتنا، ونصرة ديننا، وقضايانا، وفق وحدة صف واجتماع كلمة، فكم عانت الأمة قبل عقود من وراء دعوات وأطروحات، ما جنت منها البلدان إلا خراباً ودماراً، وتشديداً، وتهجيراً. فالأمة المسلمة، يجب أن تستقبل الفتن بالتعاون المثمر، والأخوة الإيمانية، والنصرة الإسلامية، بقواعد الشريعة وأصول الحكمة، التي تضمن بإذن الله رؤية الأمور بمنظور واضح، ينظر للعواقب والمالات، بصلابة إيمان صادق مع الله سبحانه.

فمتى صدقت النوايا وكان العمل صواباً، على ضوء سنة المصطفى، لنصرة الإسلام وأهله، ووفق تصور واضح راسخ مدروس مبني على الثوابت الإسلامية، لا على العواطف المحمودة فقط، كانت العاقبة حميدة، والمالات ناجحة، والعمل ناجعاً.

ولذا فما أعظم ما اتفقت عليه الأمة اليوم، حكاماً وشعوباً، من الاهتمام بقضية العالم المطروحة من الظلم الأعظم والإرهاب الأكبر والجرم الذي تعظم الكلمات البليغة عن قبحه وفداحته، من المغتصبين المحتلين على أهل غزة، فيا أهل الإسلام تعاونوا وتناصحوا وناصروا إخوانكم بكل ما يمكنكم، مخلصين لله في ذلك، ومتعبدين له وحده، راجين نصره، وعزه، وتمكينه، على حرص كامل لوحدة الصف واجتماع الكلمة، وحذر من مكائد الأعداء، وحبائل المتربصين.
 
أما الذين يتخذون من هذه المحنة سبباً للطعن وإحداث الفتن فذلكم هم الذين يسلكون مسلك الأعداء المتربصين، فالأمة أمة تعاون وتعاطف وتشارك وتناصح وإخلاص وصدق، لا أمة تخاذل وتخاصم وغش وخداع {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}.

واختتم فضيلته خطبته الأولى بالحديث عن موقف المملكة العربية السعودية من نصرة المسلمين في فلسطين فقال: وإن بلاد الحرمين الشريفين منذ نشأتها حكاماً ،ومجتمعاً علماء وعامة، هم من أوائل الأمة الذين سطر التاريخ لهم المواقف المحمودة، والنصرة المشهودة لقضية فلسطين وأهلها، من منطلق إسلامي، وواجب ديني، هذا مبدأ يتواصى عليه حكامها، وتربى عليه مجتمعها، فلا مزايدة عليها لأحد، إلا لعدو متربص أو حاقد مغرض.
 
وبهذه المناسبة، نناشد الجميع بالاستجابة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين، أطال الله في عمره على طاعته، ووفقه، وولي عهده حفظه الله وسدده للتبرع بما تجود به الاستطاعة، لإخواننا في غزة، فالله الله تجار المسلمين بادروا وابذلوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم، والدعوة لكل مسلم في هذه البلد، أن يبادر بما تجود به نفسه مما أعطاه الله وأنعم عليه، قال تعالى:{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }.

ودعا فضيلته في خطبته الثانية بنصرة المسلمين في فلسطين فقال: قال ربنا: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، اللهم إنا نتوجه إليك، وندعوك بأسمائك الحسنى، وصفاتك العلى يا عزيز يا ناصر المستضعفين ومهلك الظالمين وقاهر المتجبرين، اللهم عليك بالصهاينة المعتدين، اللهم أرهم عجائب قدرتك، اللهم منزل الكتاب وهازم الأحزاب، ومنشئ السحاب، أهزمهم وردهم خائبين ،مخذولين اللهم زلزلهم وأقذف الرعب في قلوبهم، اللهم يا حافظ يا معين كن لإخواننا في غزة وفلسطين، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، ومن فوقهم، ونعوذ بك أن يغتالوا من تحتهم اللهم اربط على قلوبهم وانصرهم نصراً عزيزاً، اللهم قوي عزائمهم واشف مرضاهم وارحم موتاهم واجعلهم من الشهداء يا رحمن يا رحيم، اللهم احفظ المسلمين في كل مكان ووحد صفهم ، واجمع كلمتهم على الحق والسنة يا كريم.
 
اللهم وآمنهم في أوطانهم، اللهم من أراد بأهل الإسلام شراً فرد كيده، وأبطل مكره، واجعل تدميره في تدبيره اللهم احفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ووفقهما وسددهما وانصر بهما الإسلام والمسلمين اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لما فيه خير مجتمعاتهم ونصرة هذا الدين، اللهم استجب دعاءنا وفرّح قلوبنا بنصرة المسلمين.

WhatsApp Image 2023 11 10 at 2.24.18 PMWhatsApp Image 2023 11 10 at 2.24.30 PMWhatsApp Image 2023 11 10 at 2.24.39 PM
قيم الموضوع
(1 تصويت)

وسط منظومة من الخدمات المتكاملة بالمسجد الحرام أمّ المسلمين لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني فتحدث فضيلته في خطبته الأولى عن الدنيا ومفهومها والآخرة والتجهز لها فقال: وصف الله عز وجل حقيقة الدنيا وما هي عليه ، وبين غايتها وغاية أهلها ، وبين قصر مدتها ، وانقضاء لذتها ، بأنها لعب لا ثمرة فيه إلا التعب ، ولهو يشغل صاحبه عن آخرته ، وهذا مصداقه ما هو موجود وواقع من أبناء الدنيا، فإنك تجدهم قد قطعوا أوقات أعمارهم بلهو القلوب ، والغفلة عن ذكر الله وعما أمامهم من الوعد والوعيد ، وتراهم قد اتخذوا دينهم لعبا ولهوا ، بخلاف أهل اليقظة وعمال الآخرة ، فإن قلوبهم معمورة بذكر الله ، وبمعرفته ومحبته ، وقد أشغلوا أوقاتهم بالأعمال التي تقربهم إلى الله عز وجل ، من النفع القاصر والمتعدي ، قال تعالى :( إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا …..) والدنيا والآخرة ضرتان ، أن أرضيت أحدهما أغضبت الأخرى ، ومن عرف الدنيا ومآلها ، وعرف الآخرة ودوامها ، أعطى كل واحدة حقها .

إن لا تلذذ للمرء من نعيم دنياه إلا بمسكن يظله ، وبكساء يستره ، وبطعام يتقوى به على آداء مهمته في هذه الحياة الدنيا ، وهي عبادة الله سبحانه وتعالى وحده حتى يبلغ منتهاه ، وما زاد عن ذلك فإنما هو لمن بعده ، للوارث غنمه وعلى المورث حسابه وغرمه ، فأيكم مال وارثه أحب إليه من ماله .

في الصحيحين عن أنس بن مالك رضى الله عنه عن رسول الله ﷺ قال يتبع الميت ثلاثةٌ : أهله وماله وعمله ، فيرجع اثنان ويبقى واحد ، يرجع أهله وماله ويبقى عمله .

وقد جعل الله الدنيا دار ابتلاء واختبار ، والعاقل من تزود منها لآخرته ، وقد حث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما على ملازمة التقوى ، وعدم الانشغال بظواهر الدنيا وزينتها .

وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما أعرف الناس بالدنيا ، وأكثرهم زهدا وقناعة بها ، فقد كان يخيط ثوبه ، ويخصف نعله ، ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم من الاشتغال بمهنة الأهل والنفس إرشادًا للتواضع وترك الكبر ، وكان قوته خشنا لم يأكل خبزا مرققا حتى مات ، وما شبع من خبز الشعير حتى مات صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما ، وما رأى النقي من الحَبِّ منذ بعثته حتى قبضه ربه عز وجل ، وما ترك بعد موته دينارا ولا درهما ولاعبدا ولا أمة ، ولا شيئا إلا بغلته التي كان يركبها وسلاحه وأرضا جعلها لابن السبيل صدقه .

واكمل فضيلته خطبته عن تقوى الله في الدنيا فقال : والمسلِم الحَقُّ يَسعى في حياتِه إلى تَحصيلِ تَقوى اللهِ عز وجل ورِضاه ، ويأخُذَ مِن الدُّنيا اليَسيرَ بقدْرِ ما يوصِلُه إلى ربِّه ، دونَ أن يَنشَغِلَ عنه بأمورِ الدُّنيا . 

قال أحد السلف : الزهد في الدنيا يريح القلب والبدن ، والرغبة فيها تكثر الهم والحزن .

وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى : ومما يعين على الزهد أن يتأمل الإنسان في هذه الحياة الدنيا، وأنها دار ممر، وليست دار مقر، وأنها لم تبق لأحد من قبلك ، وما لم يبق لأحد من قبلك فلا يبقى لك قال الله تعالى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ﴾. يعني لن يخلد أحد في هذه الدنيا، وكذلك ليعلم أن هذه الدنيا دار تنقيص وكدر، ما يسر بها إنسان يوما إلا ساء وكدر في اليوم الثاني، فإذا علم حقيقة الدنيا فإنه بعقله وإيمانه سوف يزهد بها ولا يؤثرها على الآخرة قال الله تعالى ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا۞وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى۞إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى۞صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى﴾.

واختتم فضيلته خطبته الأولى بتذكير المسلم بالتزود من الدنيا للآخرة فقال : الإسلام لم يبغض الدنيا في هذا الوجود، ولكنه يعتبرها قنطرة يمر بها العاقل إلى دار البقاء والخلود ، معتمدا عليها في زمان محدد ، ليصلح بها ذلكم المسكن المؤبد، ولهذا وذاك فإن المرء محتاج في الدنيا إلى الضروريات التي هي المطعم والملبس والمال والأثاث والمنكح والمسكن والجاه ، وعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال يا رسول الله، دلني على عمل إذا أنا علمته أحبني الله ، وأحبني الناس ، فقال رسول الله إزهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما في أيدي الناس يحبوك) رواه ابن ماجة ومعنى الحديث أن تفضل أمر الله على أمر الناس أجمعين ، وأن تفضل الآخرة على الدنيا بعمل صالح مع صبر ويقين والمهم أن تكون الدنيا في يدك لا في قلبك ، وأن تملكها ولا تملكك ، وبعبارة أخرى ، فإن حب الله يكمن في الخوف والرجاء ، وعدم الإغترار بالدنيا لأنها للفناء، وإن حب الناس هو القناعة بما رزقت من الأشياء ، وترك الحقد والعداوة والبغضاء، وكيف لا يفوز المتقي بهذين الحبين الجليلين، وهو قد فضل الآخرة على الدنيا مشتغلا بالحلال ، راضيا بما قسم الله له فاستحق الإكرام والإجلال .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : ( قل متاع الدنيا قليل والآخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا ).

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن ابتلاء الله العبد بالدنيا فقال : إن الابتلاء في هذه الحياة الدنيا من سنن الله تعالى وهو مرتبط بالتمكين ارتباطاً وثيقا ، فلقد ابتلى الله تعالى أنبياءه ورسله عليهم الصلاة والسلام ، فأُوذوا وصبروا ، فمكن الله لهم في الأرض ونصرهم على الأعداء قال تعالى : ( وَلَقَدۡ كُذِّبَتۡ رُسُلٞ مِّن قَبۡلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَىٰ مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّىٰٓ أَتَىٰهُمۡ نَصۡرُنَاۚ وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِ ٱللَّهِۚ وَلَقَدۡ جَآءَكَ مِن نَّبَإِيْ ٱلۡمُرۡسَلِينَ ).

ومنذ فجر الإسلام شاء الله تبارك وتعالى أن يبتلي المؤمنين ويختبرهم ليمحص إيمانهم ، وليقوم بنيانهم بعد ذلك على أسس متينة راسخة ، ثم يكون لهم التمكين والانتصار ، وهذا الابتلاء من الله عز وجل على المؤمنين ابتلاء رحمة لا ابتلاء غضب .

وما يقع على المسلمين اليوم من محن وابتلاءات لاينبغي أن يكون ذلك سببا لضعف نفوسهم وخور عزائمهم بل لابد أن يكون ذلك دافعا لهم لتقوية إيمانهم بالله عز وجل والعزم الصادق والصبر الجميل .

ولن يكون الإخلاص والنجاة إلا بالتمسك بكتاب الله عز وجل ، وسنة رسوله الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما ، والبراءة من الشرك وأهله ، ولزوم جماعة المسلمين  ، لأن الجماعة قوة لا تقهر ، والحذر من التفرق في الدين والتحزب ، قالت أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها : إلا أن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد برئ ممن فرق دينه واحتزب ، وتلت قول الله تعالى: ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ) ،  ويجب على المؤمن أن يكون على ثقة ويقين بنصر الله القريب وإن كثر الأعداء وتكالبوا وعظمت قوتهم ، فإن الله سينصر دينه والمؤمنين ، قال تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُحَى مَن نَّشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بأسنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ وقال تعالى: ﴿وَلَا تَأْتِنَسُوا مِن رُوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَأْيْسُ مِن روْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَفِرُونَ ﴾ وقال سبحانه: ﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَدُ يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّلِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سوءُ الدَّارِ ).

واختتم فضيلته خطبته الثانية بتوجيه المسلمين بنصرة إخوانهم في غزة والتبرع لهم فقال: إن المؤمن مأمور بأن ينصر دينه ، ومأمور بأن ينصر إخوانه ، ومن هذا المنطلق جاء التوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله - بحملة وطنية لجمع التبرعات عبر منصات مخصصة لذلك ، لنصرة أشقائنا في غزة ، وإن من الواجب على المسلمين أن يسارعوا بالبذل والعطاء ، والقيام بحق الأخوة وتلبية النداء ، استجابة لأمر ربهم عز وجل حيث يقول : ﴿ آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ﴾ وتأتي هذه الحملة المباركة بإذن الله امتداداً لمواقف المملكة العربية السعودية  التأريخية والمشرفة في الوقوف مع القضية الفلسطينية ودعم الشعب الفلسطيني .

msg 1001468035115 50839msg 1001468035115 50840IMG 20231110 WA0013
قيم الموضوع
(2 أصوات)

شاركت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ضمن جناح السعودية في معرض "سوق السفر العالمي 2023" المقام في مدينة لندن خلال الفترة 6 - 8 نوفمبر.

واستعرضت خلال مشاركتها قطعة من ثوب الكعبة المشرفة التي تتم حياكته، وأتاحت الفرصة للزوار بالمشاركة في حياكة الكسوة، وعرض بعض الأدوات المتعلقة بغسل الكعبة المشرفة، وكذلك عرض المقتنيات الخاصة بالرواق السعودي داخل المسجد الحرام، بالإضافة إلى مصحف بخط النسخ يعود لعام 1296هـ.

وشاهد الزوار العديد من الخدمات التي تقدمها الهيئة لقاصدي الحرمين الشريفين، وإثراء تجربة ورحلة الزائر والمعتمر والحاج، وتعريفهم بالجهود التي تقدمها المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن.

يذكر أن معرض سوق السفر العالمي 2023 يعد من أهم المعارض العالمية التي تهتم بالسياحة وفتح آفاق التعاون والتواصل الدولي في قطاع السياحة وصناعة السفر.

photo1699365329photo1699365328photo1699365291photo1699365263 2photo1699365311photo1699365322 1photo1699365263 1
قيم الموضوع
(1 تصويت)
يأتي الزائر والقاصد من أقصى البلاد من ثقافة ولسان مختلفان إلى المسجد الحرام يريد أداء العبادة؛ صلاة أو عمرة أو زيارة، فيتواجد في المكان مع التوسعات الضخمة والأبواب الكثيرة والمداخل المتعددة، إلى أيهم يذهب ومن أين يدخل حتى يؤدي عبادته؟، سؤال يطرحه الزوار والقاصدون دائمًا، وهنا يأتي دور إرشاد الزائر بغض النظر من أي بلاد كان وبأي لسان يتكلم.

لذلك هيأت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لهم منذ دخولهم إلى ساحات المسجد الحرام من يرشدونهم إلى مقصدهم، وهم موزعون على 7 مناطق (باب الملك عبدالعزيز، باب الملك فهد، باب أجياد، باب المسعى، باب السلام، جسر أجياد والصفا، التوسعة الثالثة) يجيبون عن أسئلتهم واستفساراتهم بـ 51 لغة وعلى مدار الساعة.

بالإضافة إلى إشعارهم بمواقيت الصلاة قبل حلولها بدقائق، وإعانتهم على الوصول إلى المصليات المخصصة للرجال والمصليات المخصصة للنساء، وأيضًا إرشادهم إلى البوابات المخصصة لذوي الإعاقة وكبار السن، وإرشادهم إلى أكشاك التوجيه والإرشاد للإجابة على أسئلتهم الشرعية في نسكهم.

كما يسهم المرشدون الميدانيون في توجيههم نحو أماكن إقامة الدروس العلمية في المسجد الحرام، والمتخصصين في ترجمة الدروس والخطب ليعم النفع وتحصل الفائدة، وإرشادهم يوم الجمعة إلى مواقع ترجمة خطب الجمعة، وهناك يتواجد 74 مترجم يقدمون الدعم لمقدمي الخدمات في الحرم المكي بالترجمة اللفظية للقاصدين.

وحين إقامة المعارض داخل المسجد الحرام يتواجد موظفون يرشدونهم إلى أماكنها ويعرفونهم بأوقات زياراتها، ويتيحون لهم فرصة التعرف على التراث الثقافي والتاريخي العريق للمسجد الحرام من عمارة ومعالم.

وعند حاجة الزائر أو المصلي أو المعتمر إلى مساعدة صحيّة يرشدونهم إلى مراكز الإسعاف المتواجدة داخل المسعى وحول المطاف وعند مداخل المسجد الحرام.

تقدّم هذه الخدمات لراحة الزائر والقاصد بأرقى مستويات وأعلى معايير بكفاءات يهمهّا خدمة القاصدين ومساعدتهم لأداء مناسكهم على أكمل وجه.

قيم الموضوع
(1 تصويت)


خطب وأم بالمصلين فضيلة الشيخ أحمد بن طالب حميد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المؤمنون: إن الله تبارك وتعالى قد أرسل رسله بالوحي وأيدهم بالصدق ووعدهم بالنصر، وجعل في التنزيل شرف الذكر وقصم الظلم، قال تعالى: (وَمَآ أَرۡسَلۡنَا قَبۡلَكَ إِلَّا رِجَالٗا نُّوحِيٓ إِلَيۡهِمۡۖ فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ ؛؛ وَمَا جَعَلۡنَٰهُمۡ جَسَدٗا لَّا يَأۡكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَمَا كَانُواْ خَٰلِدِينَ ؛؛ ثُمَّ صَدَقۡنَٰهُمُ ٱلۡوَعۡدَ فَأَنجَيۡنَٰهُمۡ وَمَن نَّشَآءُ وَأَهۡلَكۡنَا ٱلۡمُسۡرِفِينَ.)
جعل الله سبحانه وتعالى وراثة الأرض للصالحين أتباع المرسلين، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)، وقال عز وجل: (وَٱلَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوٓاْ أَوۡ مَاتُواْ لَيَرۡزُقَنَّهُمُ ٱللَّهُ رِزۡقًا حَسَنٗاۚ وَإِنَّ ٱللَّهَ لَهُوَ خَيۡرُ ٱلرَّٰزِقِينَ).
وأضاف فضيلته قائلاً: فطوبى لمن كان من أهل قول القوي العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
وبيّن فضيلة الشيخ أحمد بن طالب أن القلم قد جف بما هو كائن، فلو اجتمع الخلق على النفع أو الضر لم يكن إلا ما قدره الله، فاعملوا لله بالشكر واليقين،واعلموا أن في الصبر على ما تكرهون خيرًا كثيرًا، وأن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرا، ومن أقامه الله في باب من الخير فليلزمه مع الإخلاص والصدق فإنه يبارك له فيه، ويفتح فيه عليه، ومن أصلح قلبه أجابته بالخير أطرافه، فإذا صح الرأس، فما على الجسد من باس، وأتوا من الأقوال والأفعال لغيركم بما تحبون أن يؤتى به إليكم، وأحبوا لإخوانكم ما تحبون لأنفسكم، وجانبوا السوء وأهله، واستحيوا من الله حق الحياء، بأن تحفظوا الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكروا الموت والبلى، وآمنوا بالله واستقيموا على أمره وتوكلوا عليه حق توكله ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا، ونفسوا عن المكروبين، ويسروا عن المعسرين، واستروا المسلمين يستركم الله يوم الدين، والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه.
واختتم الخطبة بقوله: اعلموا أن في الصد عن سبيل الله ضلال الأعمال، وأن في الإيمان بالتنزيل والعمل به صلاح البال، وأن مشيئة الله نافذة حتى يبلغ قدر الله منتهاه، قال الله عز وجل: (وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ وَهُوَ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡ كَفَّرَ عَنۡهُمۡ سَيِّـَٔاتِهِمۡ وَأَصۡلَحَ بَالَهُمۡ (2) ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡبَٰطِلَ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّبَعُواْ ٱلۡحَقَّ مِن رَّبِّهِمۡۚ كَذَٰلِكَ يَضۡرِبُ ٱللَّهُ لِلنَّاسِ أَمۡثَٰلَهُمۡ).

54CB1B76 3F1C 4D36 8AE0 819CD3B5AE07EB4FCCC3 26D1 4CA4 AB9E 39E8D176A391537D1DF7 6C2F 4590 B588 31B5B71C9728
قيم الموضوع
(1 تصويت)


أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل معاليه خطبته الأولى قائلاً: أوصيكم – عباد الله ونفسي – بتقوى الله ، فاتقوا الله رحمكم الله ، واعلموا أن بعض الأبواب لم تفتح لكم لأنها ليست لكم ، وما قسم لكم فهو خير لكم ، وإن كان مؤلما: ﴿فَعَسى أَن تَكرَهوا شَيئًا وَيَجعَلَ اللَّهُ فيهِ خَيرًا كَثيرًا﴾، كونوا رحمكم الله ممن يتغاضى ويتراضى ، ولا تكونوا ممن يحقق ويدقق ، والدنيا دار ممر لا دار مقر ، وخيركم من يرجى خيره ويؤمن شره ، ومن أطعم الطعام ورد السلام ، وخير الناس أنفعهم للناس ، وإذا تنازع في الفؤاد أمران فاعمدوا للأعف الأجمل : ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذينَ اتَّقَوا وَالَّذينَ هُم مُحسِنونَ﴾.

معاشر المسلمين : أعظم نعم الله وأجلها توفيقه عبده للإيمان ، وما يورثه هذا الإيمان من طمأنينة في النفس ، وسكينة في القلب .

وأضاف معاليه: قد استشعر السلف من الصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم هذه النعمة العظيمة ، وعبروا عن مقدار حفاوتهم ورضاهم بها ، فعن معاوية بن قرة أن سالم بن عبدالله حدثه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : " ما فرحت بشيء من الإسلام أشدَّ فرحًا بأن قلبي لم يدخله شيء من هذه الأهواء " ، أي الشبهات والانحرافات .

وقال أبو العالية رحمه الله : ما أدري أي الغنيمتين عليّ أعظم ؛ إذ أخرجني الله من الشرك إلى الإسلام ، أو عصمني في الإسلام أن يكون لي فيه هوى ، يعني : شبهة أو شك .

لقد كان الصحابة أشدّ تحوطًا لدينهم ، وفرارِهم من الشبهات والمشتبهات والإشكالات ، جاء رجل إلى الحسن فقال : يا أبا سعيد : تعال أخاصمْك في الدين ؟ ؛ يعني أجادْلك وأحاورْك ، فقال الحسن : أما أنا فقد أبصرت ديني ، فإن كنت أضللت دينك فالتمسه ؛ أي ابحث عنه .

ودخل رجلان من أهل الأهواء ، أي : - أهل الجدل والمراء ، وإثارة الشبهات - على محمد بن سيرين فقالا : يا أبا بكر نُحدثك بحديث ؟ قال : لا، قالا : فنقرأ عليك آية من كتاب الله، قال : لا، قال: تقومان عني وإلا قمت ، فقام الرجلان فخرجا ، فقال بعض القوم : ما كان عليك أن يقرآ آية ؟ قال : إني كرهت أن يقرآ آية فَيحرِّفانها فَيَقِرَّ ذلك في قلبي .

أيها الشباب : ليس هذا التحوطُ والفرارُ من الشُّبَه لضعف في الدين ، أو ضعفٍ في التصور ، أو ضعفٍ في الحجة – حاشا وكلا - ، بل صحةُ التصور عند هؤلاء السلف رحمهم الله مبنيةٌ على حجج وبراهين ، ومعرفةٍ للحق في كل الثوابت الشرعية ، ولكن لا مصلحة من الاستماع إلى شيء من الباطل ، بل يتمثلون قول الله عز وجل : ﴿هُوَ الَّذي أَنزَلَ عَلَيكَ الكِتابَ مِنهُ آياتٌ مُحكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذينَ في قُلوبِهِم زَيغٌ فَيَتَّبِعونَ ما تَشابَهَ مِنهُ ابتِغاءَ الفِتنَةِ وَابتِغاءَ تَأويلِهِ وَما يَعلَمُ تَأويلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرّاسِخونَ فِي العِلمِ يَقولونَ آمَنّا بِهِ كُلٌّ مِن عِندِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلّا أُولُو الأَلبابِ ۝ رَبَّنا لا تُزِغ قُلوبَنا بَعدَ إِذ هَدَيتَنا وَهَب لَنا مِن لَدُنكَ رَحمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهّابُ﴾.

وقال مالك بن أنس رحمه الله: الداء العضال: التنقل في الدين ، أي : الاضطراب وعدم الاستقرار ، فالسلامة لدين المرء – أيها الشباب - البعدُ عن هذه الموارد ، أما البروز لكل شبهة ، أو الدخول في كل إشكال فعرضة لكثير من الزلل والخطأ والخطل ، والاضطراب والقلق .

يقول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله : من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل ؛ يعني أنه يضطرب ، ولا يستقر على حال ، نسأل الله السلامة .
ومن أكل الطعام الفاسد ، أو المسموم سوف يمرض ، أو يموت ، وكذلك شأن الأفكار على العقول والقلوب .

ثم أوضح معالي الشيخ بن حميد للشباب والشابات أنّالميدان الأكبر لإثارة الشبهات ، وبثِّها ، واستقبالهِا ، ونشرِها ، والخوض فيها هو كثير من شبكات التواصل ، احذروا هذه المواقع المشبوهة ، وميزوا بين السمين النافع ، والغث الذي لا نفع فيه ، فقد هلك فيها خلق كثير ، فإياكم أن تحكموا على ما ترون ، أو تسمعون من هذه الشبكات والمواقع ، فخلفها صور زائفة وادعاءات كاذبة ، وكلمات منمقة ، وواقع كريه ، يدَّعون النصح وهم الكذَّابون ، ويزعمون الإخلاص وهم المخادعون ، في كثير منها متابعٌة لما لا ينفع ، واطلاعٌ على ما لا يفيد .

معاشر الشباب: إن القلب المنهمك في مطالعة الكتب ، وتصفح المواقع المتضمنة للتصورات الفاسدة ، والتشكيكات المضلة ، يكون عرضة لتشرب هذه المفاهيم المنحرفة ، واسمعوا نصيحة شيخ الإسلام ابن تيمية لتلميذه ابن القيم -رحمهما الله- يقول : " ‌لا ‌تجعل ‌قلبك للإيرادات والشبهات مثلَ السِّفنجة ، فيتشربها ، فلا ينضح إلا بها ، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة ، تمر الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها ، فيراها بصفائه ، ويدفعها بصلابته ، وإلا فإذا أَشْرَبتَ قلبَك كلَّ شبهة تمر عليك صار مقرًّا للشبهات " .

وبيّن معاليه قائلاً: أيّها الشباب: عليكم بالعناية بمصادر التلقي ، من أجل الوصول إلى المعلومات الصحيحة ، والحقائق الثابتة ، وضبط العلاقة بين العقل والنقل ، والتفريق بين خبر المعصوم ، وخبر غير المعصوم ، فالمعصوم هو الذي لا يصدر عنه خطأ ، وهذا هو خبر الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .

والسنة الصحيحة الثابتة ممن لا ينطق عن الهوى -عليه الصلاة والسلام- إن هو إلا وحي يوحى ، وإجماع الأمة الثابت .

أما ما عدا ذلك فهي مصادر محترمة يستفاد منها ، وفيها خير كثير ، ولكنها ليست معصومة مهما بلغ صاحبها من المنزلة العلمية ، والإمامة في العلم ، والدين .

وفي الخطبة الثانية تحدّث معالي الشيخ صالح بن حميد في شأن من تعرض له فتنة في دينه ، أو شبهة في قلبه حيث يقول الله عز وجل: ﴿وَمِنَ النّاسِ مَن يَعبُدُ اللَّهَ عَلى حَرفٍ فَإِن أَصابَهُ خَيرٌ اطمَأَنَّ بِهِ وَإِن أَصابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلى وَجهِهِ خَسِرَ الدُّنيا وَالآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبينُ﴾.

وتأملوا – رحمكم الله - تعليق العلامة بن سعدي -رحمه الله- ، على هذه الآية: "من الناس من هو ‌ضعيف ‌الإيمان لم يدخل الإيمان قلبه ، ولم تخالطه بشاشته ، بل دخل فيه إما خوفا ، وإما عادة على وجه لا يثبت عند المحن ، {فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ} أي : إن استمر رزقه رغدا ، ولم يحصل له من المكاره شيء ، اطمأن بذلك الخير ، لا بإيمانه ، فهذا ربما أن الله يعافيه ، ولا يقيض له من الفتن ما ينصرف به عن دينه : {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ} من حصول مكروه ، أو زوال محبوب : {انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ} أي : ارتد عن دينه {خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ} أما في الدنيا ، فإنه لا يحصل له بالردة ما أمله الذي جعل الردة رأسا لماله ، وعوضا عما يظن إدراكه ، فخاب سعيه ، ولم يحصل له إلا ما قسم له ، وأما الآخرة : فقد حُرِم الجنة التي عرضها السماوات والأرض ، واستحق النار ، {ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} أي : " الواضح البين".

تأملوا ما يقوله ابن القيم -رحمه الله- : إن في القلب فاقةً وفراغاً، وحاجة لا يسدها شيءٌ سوى الله تعالى، وإن في القلب شعثًا لا يلمه إلا الإقبال عليه سبحانه، وفيه مرض لا يشفيه غير الإخلاصِ له، وعبادتِه وحده لا شريك له، فالقلب دائماً يضرب على صاحبه حتى يسكن ويطمئن إلى إلهه ومعبوده، وحينئذ يذوق طعم الحياة، ويصير له حياة غير حياة الغافلين المعرضين .

واختتم خطيب المسجد الحرام خطبته بالصلاة والسلام على نبينا محمد ﷺ ، ثم دعا الله بالعزة للإسلام والمسلمين، والذلّ للشرك والمشركين ، وأن يُآمنا في أوطاننا ، ويصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، وأن يجعل ولايتنا فيمن يخاف الله ويتقيه.
اللهم وفق إمامنا وولي أمرنا بتوفيقك ، وأعزه بطاعتك ، وأعلِ به كلمتك ، واجعله نصرة للإسلام والمسلمين ، اللهم وفقه وولي عهده، وإخوانه وأعوانه لما تحب وترضى ، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى .

اللهم من أرادنا وأراد ديننا ، وكتابنا ، ونبينا ، ومقدساتنا ، وأمننا ، واجتماع كلمتنا بسوء اللهم فاشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل دائرة السوء عليه، واجعل تدبيره تدميرا عليه ، اللهم إنا ندرء بك في نحورهم ، ونعوذ بك من شرورهم ، اللهم اكفناهم بما شئت يا قوي يا عزيز .

ثم اختتم معالي الشيخ صالح ابن حميد خطبته بالدعاء لأهلنا في فلسطين حيث قال: اللهم إنا نتوجه إليك ، ونرفع أكف الضراعة إليك ، وأنت القريب المجيب ، السميع العليم لا يخفى عليك شيء ، ولا يعزب عنك شيء ، أنت الحي الذي لا يموت ، والقيوم الذي لا ينام ، عز جارك ، وجل ثناؤك ، وتقدست أسماؤك ، وعظم سلطانك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، ولا إله غيرك ، يا سامع كل نجوى ، ويا مجيب كل شكوى ، يا عالم كل خفية ، ويا كاشف كل بلية ، ندعوك دعاء من اشتدت فاقته ، وضعفت قوته ، وقلت حيلته ، يا من لا يخيب سائله ، ولا يُردُّ طالبه نسألك بفضلك ومنِّك أن تحفظ إخواننا في فلسطين ، اللهم احفظهم بحفظك ، واكلأهم بعنايتك ، واحفظهم برعايتك ، اللهم احفظهم من بين يديهم ومن خلفهم ، وعن أيمانهم وعن شمائلهم ، ونعوذ بك أن يغتالوا من تحتهم .

3B88E420 58E5 4604 B3C5 314F976FDB2ACC8257FA 5C6E 439E 97EB D3060CACD616D525F91C 67E9 4DD7 8B36 462327383F0552C09CAF BEB7 4B59 9B7F 3B8941ED38928245C670 14ED 47B8 81DF 7B000297468298F2F767 BC22 4CE4 AFA4 37EC07C0D02169C54193 F3EB 4A1B A07A 8D8A3997FDE6
قيم الموضوع
(3 أصوات)

تتيح الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خدمات الإرشاد المكاني فـي المسجد الحرام عبر (22) موقعًا، تشمل أيضًا تقديم خدمات إثرائية وثقافية على مدار 24 ساعة، بأكثر من (50) لغة عالمية؛ ولغير الناطقين باللغة العربية يمكن الاستفادة من خدمات الترجمة والبث المباشر للدروس والخطب بلغاتٍ عدة.

كما يمكن لقاصدي المسجد الحرام الاستفادة من خدمة إرشـاد السائلين وتوجيههم إلى أماكن الاستدلال داخل المسجد الحرام وساحاته الخارجية، والإرشاد الزماني الذي يُمكنهم من معرفة أوقات الصلوات والدروس والمحاضرات ومواعيد زيارة المتاحف والمعارض، والإرشاد الثقافي لإثراء تجربتهم بالمعلومات الثقافية والتاريخية، والأرقام المتعلقة بالمسجد الحرام، ومراكز الاستعلامات الخارجية للاستدلال الشامل عن كافة الخدمات وأماكن تقديمها.

ويضاف إلى ذلك البطاقة الإرشادية باللغات وهي بطاقة تحتوي على مجموعة من الروابط (باركودات)؛ تُسهل عملية الوصول إلى الخدمات الإلكترونية المقدمة للغات والترجمة، ومنها تطبيق منصة منارة الحرمين الشريفين، إضافة إلى خرائط تفاعلية تدل على المواقع في المسجد الحرام.

وتدعم خدمة الإرشاد المكاني في رحاب المسجد الحرام مقدمي الخدمات الأخرى بالترجمة اللفظية بواسطة (74) مترجما؛ لتمكينهم من تقديم خدماتهم بعدة لغات، ومقاطع مرئية توضح الخدمات المقدمة للزوار والمعتمرين.

‏200 "QR" إرشادية موزعة في المسجد الحرام

يُمكن للقاصد تجربة الخدمات الرقمية للإرشاد المكاني باستخدام نظام الملاحة (GPS)، للوصول إلى خدمة الخريطة التفاعلية الرقمية باستخدام 200 "QR" رقمي موزعة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

وتهدف الخريطة التفاعلية الرقمية إلى تسهيل الوصول والتنقل على قاصدي البيت العتيق، وتحديد مواقع الشعائر الدينية، ومعالم الجذب الرئيسية، بما فيها صحن المطاف و مبنى المسعى، وكيفية الوصول إليه عبر مسارات حركة مباشرة، والتي يتمكن من خلالها ضيف الرحمن من تحديد موقعه الفعلي، وتحديد وجهته المطلوبة باستخدام الهاتف المحمول بنظامي IOS و Android.

وتتيح الخريطة التفاعلية الرقمية كافة المرافق التي تقدمها الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ومنها الأبواب والمكتبة ودورات المياه ومكاتب الإرشاد، وخدمة تقديم العربات اليدوية والكهربائية، والسلالم الكهربائية، والمصاعد، والمشافي الميدانية والجسور، ومناطق الصيانة والعمل، كما تراعي الخريطة التنوع الثقافي الذي يحتضنه المسجد الحرام من خلال إضافة (6) لغات وهي اللغة العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والأردو، والإندونيسية، والتركية.

ويقدم لضيف الرحمن دليل الإرشاد "الورقي" بـ4 لغات؛ كما يعزز (نظام مكاني) دور المنظومة الإرشادية من خلال تحديد موقع المستخدم، وإمكانية تحديد مساره الخاص الذي يرغب بالتوجه إليه.

وتتوزع في أرجاء المسجد الحرام لوحات إرشادية داخلية وخارجية تدل على المواقع والخدمات، وتساهم في تنظيم حركة الحشود، وتقليل الازدحام والتدافع، مما يوفر تجربة أفضل للجميع.

msg 1001468035115 50560msg 1001468035115 50561msg 1001468035115 50562msg 1001468035115 50564msg 1001468035115 50563msg 1001468035115 50566msg 1001468035115 50567msg 1001468035115 50568msg 1001468035115 50569msg 1001468035115 50570msg 1001468035115 50571msg 1001468035115 50573msg 1001468035115 50575msg 1001468035115 50576msg 1001468035115 50578msg 1001468035115 50579
قيم الموضوع
(3 أصوات)

عملت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على استكمال أعمال تثبيت هلال مأذنة منارة باب الفتح في المسجد الحرام، وهو الهلال الثالث عشر والأخير الذي يتم تركيبه على مآذن المسجد الحرام.

ويبلغ ارتفاع الهلال قرابة 9 أمتار، مع قاعدة عرضها 2 متر، وهو من مادة الكربون فايبر المتميزة بتحملها العالي.

وقد تم طلائه بلون ذهبي لإعطائه مظهرًا جميلًا، وبالنسبة للهيكل الداخلي، تم تصنيعه من هيكل حديدي يهدف إلى الحفاظ على متانته.

78926B3C 5391 43DB 83FF C11D19A3847E7BC372B0 FB5A 45DE B93F 4E96F4D4032DE13637D9 1CA7 4AA2 92AA 5825C9B65E83AC70360E E847 4E03 BDE3 ED4C3A2913F9B60EE212 3A6B 4901 ACD8 06367A0E25548AC461C4 7850 47EE B2DB 0E0BEB84619A3EDD8BEA 6EEE 407A 94BD B04346342860
قيم الموضوع
(3 أصوات)

نفذت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إجراءاتها المتبعة للتعامل مع الحالات المطرية، وذلك بالتزامن مع هطول أمطار خفيفة شهدها المسجد الحرام عصر اليوم الجمعة.

وقد عُززت مسبقًا أعداد العاملين والمعدات لمباشرة أعمالها وفقًا للمتابعة الدورية للطقس بالتنسيق مع الجهات المختصة؛ لضمان سلامة القاصدين خلال أداء نُسكهم.

وفي ذات الإطار وجهت الهيئة العامة رسائل توعوية عبر حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعية تتضمن إرشادات للزوار والمصلين للتعامل مع الحالات المطرية أثناء التواجد في المسجد الحرام.
قيم الموضوع
(1 تصويت)


خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المسلمون: حقيقة العبودية لله تنشأ من غاية الحب له مع غاية التذلل، والعلم بأسماء الله تعالى وصفاته أصل العلوم وأشرفها، فهو العلم الذي يقوم عليه توحيد الرب سبحانه وعبادته، وأعظم حاجة للأرواح معرفة بارئها وفاطرها، ولا سبيل إلى هذا إلا بمعرفة أوصافه واسمائه، وبقدر معرفة العبد بأسماء الله تعالى وصفاته يكون حظه من العبودية لربه والأنس به ومحبته، وإجلاله وتعظيمه، وكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته، ازداد إيمانه وقوي يقينه.

وأكمل: والله ينزل العبد من نفسه حيث ينزله العبد من نفسه؛ وأسماء الرب تعالى كلها أسماء مدح؛ وقد وصفها الله سبحانه بأنها حسنى كلها؛ لدلالتها على أوصاف الكمال، ومن أسمائه سبحانه «الكبير»؛ فهو الكبير في ذاته واسمائه وصفاته، الموصوف بالجلال والكبرياء،
وتحقيق أن الله أكبر من كل شيء؛ لا تبقي لمخلوق ربانية سوى ربانية الله، فلا يستحق العبادة أحد سواه، قال سبحانه: (ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ).
وأضاف فضيلته: والمخلوقات لا يحصي عددها، ولا يدرك علومها وحقائقها غائبها وشاهدها، ولا يحيط بها إلا الكبير سبحانه، والله تعالى موصوف بالكلام، وكلامه موصوف بالجلال والعظمة، قال
النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قضى الله الأمر في السماء، ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كانه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم، قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا للذي قال: الحق، وهو العلي الكبير».

وبيّن: وربنا له الكبرياء والعظمة، حاكم في خلقه، عادل بينهم: فالحكم لله العلي الكبير، قال شيخ الإسلام رحمه الله: «في قوله: الله أكبر؛ إثبات عظمته فإن الكبرياء يتضمن العظمة ولكن الكبرياء أكمل، وامر الله عباده أن يكبروه تكبيراً؛ تبرئة له من كل نقص وعيب نسب إليه.

وأكمل فضيلته: وعبادات أهل السماوات والأرض كلها المقصود منها تكبيره وتعظيمه، وإجلاله وإكرامه، ولهذا كان التكبير شعاراً للعبادات الكبار، فالتكبير في الصلاة ذل وانكسار بين يدي كبرياء الله وعظمته، فتكبيرات الصلاة في اليوم - من الأذان إلى الفراغ من الذكر في الصلوات الخمس وسننها الراتبة - أربع مئة وإحدى وأربعون تكبيرة، فالدعاء إليها تكبير وبه يختم، والإقامة مثل ذلك، وتحريمها والانتقال بين أركانها تكبير، وبعد انقضاء الصلاة تسبيح وتحميد وتكبير.

وأوضح: الهداية نعمة عظيمة تستحق الشكر، وشكرها بالتكبير كما في ختام الصيام؛ والحج من أعلام الدين الظاهرة، شعاره التوحيد وتعظيم الله بالتكبير على
الصفا والمروة، وعند رمي الجمار.
وأعظم الأيام عند الله يستحب فيها الإكثار من التكبير، ويسن التكبير في الأفراح؛ كالعيدين، وعند المسرات وسماع البشارات، ويشرع عند رؤية آية من آيات الله كالكسوف، وعند التعجب وكل أمر مهول؛ والمسلم يأوي إلى فراشه مسلماً نفسه لله مسبحاً محمداً مكبراً، ومن دعته نفسه إلى ظلم ضعيف من زوجة وغيرها؛ فليتذكر أن الله أكبر منه، والتكبير مشروع في المواطن الكبار، والمواضع العظام، قال شيخ الإسلام رحمه الله: «شرع التكبير على الهداية والرزق والنصر؛ لأن هذه الثلاث أكبر ما يطلبه العبد وهي جماع مصالحه».

وبيّن: و «الله أكبر» كلمة عظيمة أمر الله بها؛ ليستولي كبرياؤه في القلوب، وثوابها جزيل، وبها تنال الدرجات العلا، وهي من الكلمات التي يحبها الله؛ وبالتكبير والتحميد والتسبيح تفتح أبواب السماء؛ عن ابن عمر رضي الله عنه قال: بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال رجل من القوم: الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من القائلُ كلمة كذا وكذا؟» قال رجل من القوم: أنا، يا رسول الله. قال: «عجبتُ لها، فتحت لها أبواب السماء»؛ وقال صلى الله عليه وسلم (بخ بخ لخمس ما أثقلهن في الميزان : لا إله إلا الله، وسبحان الله، والحمد لله ، والله أكبر،…).

وأكمل فضيلته: فالله هو الكبير الأكبر، وله الكبرياء في قلوب أهل السماء والأرض، وكبرياؤه أمر تعجز العقول عن إدراك حقيقته، أو تصوره، أو معرفة كيفيته، وكل ما يخطر بنفوس العباد من التعظيم فالله أكبر منه، والمؤمن يتوكل على الرب الكبير، ويفوض أموره إليه، ويدعوه وحده ويتعلق به.

واختتم الخطبة بقوله: لا سعادة للعباد، ولا صلاح لهم، ولا نعيم إلا بأن يعرفوا ربهم ويكون وحده غاية مطلوبهم، والتعرف إليه قرة عيونهم، والكبرياء من خصائص الربوبية، وتوعد الله من اتصف به من الخلق؛ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ﷺ: قَالَ اللَّه عزَّ وجلَّ: (العِزُّ إِزاري، والكِبْرياءُ رِدَائِي، فَمَنْ يُنَازعُني في واحدٍ منهُما فقَدْ عذَّبتُه) رواه مسلم.


فليحذر العبد من العلو في الأرض، والتكبر على الخلق، والتعاظم عليهم وظلمهم. 

5D6583CB D649 4805 ACD4 48C42AFB136001C0CBD7 CC57 4A8A 85DE 3B9C6C1D531D1ECA5209 3A86 414A 8007 7DC3E8D09572