اطلقت وكالة الشؤون النسائية ممثلة بالوكالة المساعدة للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية مبادرة "وثبة ريادة" بـ (10) برامج رقمية وخدمية.

حيث أبانت سعادة الوكيل المساعد للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية الدكتورة عبير بنت محمد بن عبدالعزيز الجفير بأن المبادرات استهدفت المشاريع والخدمات الرقمية بالوكالة المساعدة للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية والإدارات المرتبطة بها المقدمة لقاصدات البيت الحرام ومنسوبات الوكالة المساعدة للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية والإدارات المرتبطة بها إضافة إلى ارتكازها على الوثبات النوعية.

ومن ضمن وثباتها ومشاريعها الرقمية :
-  وثبة مِداد:
وتعنى بكتابة ملفات الإدارة الأساسية بلغة تتسامى بها القيم والرؤى وتتجلى بها الأهداف"
-  وثبة ذكرى:
وتعنى بتصميم 3 خدمات إبداعية رقمية لصناعة الذكرى لقاصدات المسجد الحرام تقنياً
-   وثبة تَكوين:
وتعنى بتفعيل الأساليب الإدارية للموظفات تحفيزياً برفع معنوياتهم نحو تفعيل الخطط التشغيلية لإدارتهن بطرق إبداعية ومبتكرة
-  وثبة دُرَبة:
وهي لقاءات إثرائية داخلية بوثبة فكرية نوعية للموظفة لبناء هوية ذاتية شخصية متميزة مهنياً بالوكالة المساعدة للخدمات الاجتماعية والأعمال التطوعية والإنسانية النسائية، موائمة للمخرجات الرقمية المتطلبة
-  وثبة مَضمار:
المشاركة الخارجية بهاكثونات تقنية موائمة للمجالات الإنسانية والاجتماعية
 
-  وثبة سَنا:
وهي عبارة عن تفعيل 10   من الأيام العالمية المرتبطة بالوكالة المساعدة للخدمات الاجتماعية والأعمال التطوعية الإنسانية لعام  1444هـ

-  وثبة فكر:
هي بنك الأفكار التشاركي الرقمي للمشاريع المتميزة تخطيطاً وتنفيذاً وتصميماً وتسويقاً  

-  وثبة رقمنة :
هي عبارة عن صناعة 5 قصص إنسانية كمحتوى رقمي يقدم في مواقع التواصل الاجتماعي

-  وثبة تجربة:
وهي معرض لإثراء تجربة الحاج دينياً وتربويباً واجتماعياً وثقافياً

-  وثبة تجويد:
وتعنى بتجويد المخرجات والمشاريع الرقمية

وقالت الجفير انتهجت الوكالة المساعدة من خطة (2024) المتوافقة مع رؤية المملكة السامية 2030   وما نصت عليه نبراسًا لها في انطلاقها وانطلاق البرامج التابعة لها نحو الريادة في جميع المجالات والميادين وعلى الأصعدة المختلفة.

إلا المضي قدمًا على نفس النهج؛  لتحقيق الهدف وتعميق الأثر في رحلة التحول سعيًا في إحداث نقلة نوعية بمختلف القطاعات،  وذلك باستحداثها للبرامج والمبادرات المترجمة للطموح اللا محدود للمملكة العربية السعودية،  إضافة إلى تحقيق المرتكزات الاستراتيجية لخطة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تبنبها للتطوير والإبداع الموصل لرسالتها المباركة للعالمين بكل مهنية واحترافية وكفاءة عالية مع استخدام التقنيات المتجددة والشراكات الفعالة.


وأوضحت سعادة الوكيل المساعد للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية الدكتورة عبير بنت محمد بن عبدالعزيز الجفير بأن انطلاق مبادرة "وثبة ريادة"؛  لتعزيز مفاهيم الأداء المتميز والسير نحو وثبة نوعية، ومخرجات رقمية، وخدمات ريادية.

كما أعربت سعادتها بأن مبادرة "وثبة ريادة"  تعدُّ إحدى مبادرات وخطط الوكالة المساعدة ذات رؤية خاصة، نحو مجتمع رائد إبداعيًا متسق مع قيم الوكالة المساعدة للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية المنطلقة من قيم الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وقيادتها الحكيمة.

وتهدف إلى إحداث وثبة فكرية نوعية للموظفة لبناء هوية ذاتية متميزة مهنيًا بالوكالة المساعدة للخدمات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية والإدارات المرتبطة بها

والجدير بالذكر  إطلاق الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس" لجائزة وثبة ريادة" أتى تعزيزاً للإبداع الرقمي وتطويراً للخدمات الريادية وتسخير الابتكارات والخدمات الإبداعية المقدمة لقاصدي وقاصدات بيت الله الحرام وتشجيعاً وتحفيزاً للجهود المباركة للقائمين على تنفيذها وتجويدها وتدويرها على كافة الوكالات ، كما رفع معاليه خالص الشكر  لله - عزوجل - على منه وفضله ومن ثم شكر القيادة الرشيدة -أيدها الله - على الرعاية الجليلة والعناية الفائقة تجاه خدمة الحرمين الشريفين فجزاهم الله خير الجزاء، وضاعف مثوبتهم. 

وفي الختام رفعت الجفير موفور الشكر لمعالي الرئيس العام -حفظه الله - على دعمه وتدشينه هذه المبادرة، وتعزيزها بإعلان جائزة باسمها تحقيقًا للتنافسية في الإبداع والابتكار وللأداء المتميز والسير نحو وثبة ريادية في المشاريع المقدمة في المسجد الحرام، والشكر موصول لفريق الوكالة المساعدة ولكل من ساهم في اتمام هذه المبادرة الهادفة لتطوير العمل بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بما يتواكب مع الرؤية المباركة 2030.
أوضح سعادة وكيل الرئيس العام لشؤون مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة المهندس أمجد بن عايض الحازمي أن القطن خام مهم واساسي في صناعة كسوة الكعبة المشرفة حيث يدخل في إنتاج قطع مذهبات كسوة الكعبة المشرفة كحشوة لابراز الحروف المطرزة للايات الكريمة المستخدمة في كسوة الكعبة المشرفة، اضافة الى ان القطن ينسج في اقسام المجمع عبر أحدث آلات النسيج لاستخدامه كبطانة لقماش كسوة الكعبة المشرفة لما له من خواص تعطي كسوة الكعبة المشرفة المتانة والقوة اللازمة للصمود في مختلف عوامل التعرية التي تمر عليه خلال العام ، جاء ذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للقطن وابرازاً لاستخداماته في صناعة كسوة الكعبة المشرفة .

وأضاف سعادته ان وزن القطن المستخدم في كسوة الكعبة المشرفة يبلغ ٤١٠ كيلو جرام من إجمالي وزن كسوة الكعبة المشرفة البالغ ١٣٠٠ كيلو جرام.

وبين سعادته ان هذه المشاركة في الاحتفاء باليوم العالمي للقطن جاءت بتوجيه من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس ، لإبراز ما يقدمه مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبه المشرفه من تعزيز للجانب الإثرائي.


واختتم سعادته بالشكر لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وسعادة مساعد الرئيس العام لشؤون مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة والشؤون الاثرائية الأستاذ عبدالحميد بن سعيد المالكي.
أقامت الوكالة المساعدة للتخطيط الاستراتيجي وتحقيق الجودة النسائية ممثلة بإلإدارة العامة للتخطيط الإستراتيجي سلسلة من ورش العمل لمنسوبات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف حول كيفية تعبئة الخطة التشغيلية وتحقيقها لخطة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الاستراتيجية .

حيث أوضحت مديرة إلإدارة العامة للتخطيط الإستراتيجي الأستاذة العنود بنت فهد الدهاس أن تلك الورش تهدف إلى توضيح آلية تعبئة نموذج الخطة التشغيلية والخطوات المتبعة لتحسين جودة الخطط المُخرجة وتم تقديم الورش لمنسوبات وكالة الشؤون النسائية ووكالة تمكين المرأة والوكالات المساعدة والإدارات التابعة لها .

من جهة أخرى عبرت سعادة الوكيل المساعد للتخطيط الاستراتيجي وتحقيق الجودة النسائية الأستاذة ديمة بنت سالم باسليم عن امتنانها الجزيل لسعادة وكيل الرئيس العام للشؤون النسائية الدكتورة نورة بنت هليل الذويبي على دعمها الدائم وتحفيزها المستمر لكل ما من شأنه الإرتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لقاصدات بيت الله الحرام .
رفع فضيلة وكيل الرئيس العام لشؤون الأئمة والمؤذنين مساعد أمين المجلس الاستشاري للإقراء في الحرمين الشريفين الشيخ محمد أسامة خياط شكره وتقديره لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس على قراره المضيء الوهاج بتشكيل المجلس الاستشاري للإقراء في الحرمين الشريفين.

وأكد الشيخ خياط أنّ القرآن الكريم هو منبع العلوم، ودائرة شمسها ومطلعها، أودع سبحانه فيه علم كل شيء، وأبان فيه كل هدى وغي، فترى كل ذي فن منه يستمد، وعليه يعتمد، وتبصر كل ذي عقل إليه يثوب ويفد.
وإن من أهم الواجبات وآكد المهمات، كمال العناية بالقرآن الكريم وما يرتبط به من علوم، ومنها: الإقراء، يقول الله عز وجل: ﴿ وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ﴾، وقد تلقَّى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن الكريم مِن جبريل -عليه السلام-، وتلقَّى الصحابةُ رضوانُ اللهِ تعالى عليهم القرآن من النبيّ -صلى الله عليه وسلم-.

وبيّن خياط أنه من أقدس الأمكنة، وأطهر البقاع، المسجد الحرام والمسجد النبوي؛ جاء هذا المجلس الاستشاري للإقراء في الحرمين الشريفين، في قرار مضيء وهاج، انطلاقاً من حرص الرئاسة على العناية بكتاب الله عز وجل، وعلومه المتصلة بقراءته وتلقِّيه، والاهتمام بتعليم القراءات القرآنية المتواترة وعلومها، والإجازات القرآنية المتصلة السند برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وأوضح فضيلته بأنّ المجلس يضمُّ نخبة من مشايخ الإقراء في الحرمين الشريفين، والجامعات السعودية، والمعتنين بعلومه وتفسيره، ويُعنى بخدمة القرآن الكريم والاهتمام به، وضوابط إقرائه وتنظيمها، وتطوير آليات تعليمه، ومنح الإجازة فيه، وتنسيق الجهود وتوحيدها بين المسجد الحرام والمسجد النبوي، يأتي ذلك وفق رؤية معالي الرئيس العام-حفظه الله- وحرصه الدائم على إيصال رسالة الحرمين الشريفين للعالمين؛ استشعارًا لما جعله الله للحرمين من قيمة كبرى ومكانة عظمى حيث ترنو نحوَهُما قلوب المسلمينَ، وتشتاق إليهِما أفئدة المؤمنين.

والشكر لولاة أمرنا -حفظهم الله- على ما يولونه من دعم كريم، وعناية فائقة بالحرمين الشريفين وقاصديهما، والسعي للإرتقاء برسالة القرآن الكريم وأهله.
أشاد سعادة مساعد الرئيس العام لمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة والشؤون الإثرائية أمين جائزة الرئاسة للتميز الأستاذ عبدالحميد بن سعيد المالكي بالمستوى العالي الذي تم إنجازه في المراحل النهائية من الجائزة.

وأوضح سعادته أنه بتوجيهات من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس تسير الأعمال في جائزة الرئاسة للتميز في دورتها السادسة وفق أعلى المعايير العالمية المعتبرة في جوائز التميز المؤسسي.

وأضاف المالكي أن الجائزة تُقام في دورتها السادسة وتقام فعاليتها في وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي بالمدينة المنورة، وفي جو من التعاون والتكامل بين منسوبي الرئاسة لشؤون المسجد الحرام، ووكالتها لشؤون المسجد النبوي والعمل بروح الفريق الواحد، مما يعكس المستوى الكبير الذي تعيشه الرئاسة من العمل الاحترافي المتميز، والذي يعكس القرارات الحكيمة التي اتخذها معالي الرئيس العام من الهيكلة الإدارية والتنظيمية الشاملة، والتي تُوجت بتمكين الشباب، وتمكين المرأة، واعتماد الحوكمة، وقياس الأداء، في تقويم الأعمال والخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

وقدّم سعادته الشكر والتقدير للجنة التحكيم ولجان التقييم والمسؤولين عن الجائزة من الرئاسة والوكالة، مبيّناً بأنّنا نهدف إلى نتائج تعكس ملامح التميز المؤسسي في وكالات الرئاسة وفروع الجائزة المختلفة، بكل شفافية وموضوعية، لنشر ثقافة التميز المؤسسي في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، والتي تنعكس أهدافها على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن باستخدام أفضل أساليب التطوير، والتقنية لإثراء تجربتهم، وتحقيق تطلّعات القيادة الرشيدة -أيّدها الله- بالاهتمام بضيوف الرحمن وتيسير أدائهم لمناسكهم بكل يُسر وسهولة وطمأنينة.
أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ أحمد بن طالب إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

وبعد أن حمد الله تبارك في علاه استهل خطبته قائلاً: إن أحداً من الناس مهما علا فضله، واتسع علمه وكمل عقله لا يستطيع أن يحيط بمحاسن رسول الله، ولا أن يستقصي أنواع كماله، وألوان جماله صلى الله عليه وسلم، بل كلهم عاجز عن التعبير عن تلك المعاني المحمدية، والصفات المصطفوية.
والله أمر العباد بالإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يكون ذلك إلى بمعرفة فضله، وما أسبغ الله عليه من الكمالات النفسية، وأولاه من الآداب الكريمة الرضية، وما وهبه من الخُلق العظيم، والخَلق الحسن الكريم، فجعل جوهره الكريم عالياً على سائر الأفراد والأجناس، بحيث لا يقاس بغيره من الناس،كيف وقد خصه ربه بأنواع الاختصاص، رباه بعنايته، ورعاه برعايته، فآواه وهداه وأغناه، ووهبه التمكين، لتلقي الوحي عن رب العالمين.
والله تبارك وتعالى أمر العباد باتباع نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- وجعله آية محبتهم لله ورسوله فقال عز وجل (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)

وكان حب الصحابة رضوان الله عليهم لنبيهم يحملهم على تتبع عاداته فضلا عن غيرها، وحب النبي -صلى الله عليه وسلم- واجبٌ فوق محبة النفس و الآباء والأبناء والأزواج والعشيرة، والتجارة والأموال، ولا ريب أن أسباب المحبة ترجع إلى أنواع الجمال والكمال والنوال، التي اجتمعت في مجمع صفات الكمال، ومحاسن الخصال، من أبدع الله تعالى صورته العظيمة وهيئته الكريمة، وطوى فيه أنواع الحسن والبهاء والطهر والنقاء.

وإن الله خلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في أجمل صورة بشرية، وأكمل خلقة آدمية، وأجمعت كلمة واصفيه أنه لم يُر له مثيل سابق ولا نظير لاحق، فقد كان أحسن الناس خَلقا وخُلقا، فلم ير شيئ قط قبله ولا بعده أحسن منه ولا مثله صلى الله عليه وسلم، فهو أجود الناس صدراً، وأصدقهم لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، إذا صمت فعليه الوقار، وإذا تكلم سما وعلاه البهاء، حلو المنطق، كلامه فصل لا نزر ولا هذر،كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن، أبهى الناس وأجمله من بعيد، وأحسنه من قريب، لا تشنؤه عين من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الناس منظراً،
وأحسنهم قداً، إذا قال استمع لقوله، وإذا أمر ابتدر لأمره، محفود محشود، لا عابس ولا مفند، وكان رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم
منير الوجه مشرق المحيا، يتلألؤ بالنور الباهر، والضياء الزاهر، والبهاء الظاهر. لو رأيته لرأيت الشمس طالعه، فخم مفخم يتلألؤ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر.

وقد زاد الله في جمال خلق هذا النبي الكريم حتى اعتلى ذروة الخلق الحسن القويم، وكان مع ما سبق من جماله متجملاً، فكانت له حلة يلبسها للعيدين والجمعة، وخرج ذات يوم إلى إخوانه فنظر في كوز من ماء إلى لمته أي شعره وهيئته وقال: ((إن الله جميل يحب الجمال، إذا خرج أحدكم إلى إخوانه فليتهيأ في نفسه))

وأكمل فضيلته: وأما صوته صلى الله عليه وسلم فكان غاية في الحسن والإسماع، حسن النغمة في صحل كالبحه، في غير حدة، وإذا خطب أسمع العواتق من خدورهن، وكانت أم هانئ رضي الله عنها: تسمع قراءته في جوف الليل عند الكعبة وهي على سريرها.
حلو المنطق حسن الكلام، إذا تكلم أخذ بمجامع القلوب، وسبى الأرواح والعقول، ويُرىى كالنور يخرج من بين ثناياه.

وفي الخطبة الثانية أوضح فضيلة الشيخ أحمد بن طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أوسع الناس علماً، وأعظمهم فهماً، أفاض الله عليه العلوم النافعة الكثيرة، والمعارف العالية الوفيرة، فهو أعرف الخلق بالله، وأتقاهم له، بل هو أكثر الأنبياء علماً، وأشجعهم قلباً، وخرج ذات يوم فصعد المنبر فقال: سلوني، لا تسألوني عن شيء إلا بينته لكم، ومع ذلك كله فقد أمره الله أن يسأله الزيادة في العلم دائماً أبداً، قال تعالى: (وقل رب زني علما).

وكان من يقظة قلب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أن كان خلقه القرآن، يغضبُ لغضبه، ويرضى لرضاه، لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً، ولا صخاباً في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، وما دعاهُ أحد من أصحابه، ولا من أهلِ بيته، إلا قال لبيك.

بعثهُ اللهُ بشيراً ونذيرًا، لا يقول الخنا، وفتح بهِ أعيُنًا عمياء، وآذانًا صمّاء، وقلوبًا غلفا، وسدده بكل أثرٍ جميل، ووهب لهُ كل خلقٍ جليل، وجعل السكينة لباسه، والبر شعاره، والتقوى ضميره، والحكمة منطقه، والصدق والوفاء طبيعته، والعفو والمعروف خلقه، والحقّ شريعته، والعدل سيرته، والهدى إمامه، والإسلام ملته، وأحمد اسمه، فعرف الله به بعد النكره وكثر به بعد القلة، وأغنى به بعد العيلة، وجمع به بعد الفرقة، واستنقذ بهِ فئاماً من الناس عظيمًا من الهلكة، وجعل أمتهُ خير أمةٍ أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، موحدين مؤمنين، مخلصين مصدّقين بماء جاءت به الرسل.

كان -صلى الله عليه وسلم- أشدّ الناس لطفًا، وما سأله سائلاً قط إلا أصغى إليه، فلا ينصرف حتى ينصرف السائل، ولا تناول أحد يده قط الا ناوله إياها، فلا ينزع حتى يكون الرجل هو الذي ينزعها منه، وكان ينبسط مع الأهل وذوي القربى،كريم العشرة حسن المعاملة مع زوجاته وسائر أهله يلاطفهن ويمازحهن ويعاملهن بالود والإحسان.
وكان -صلى الله عليه وسلم- أطلق النّاسِ وجهًا، وأكثرهم تبسمًا، وأحسنهم بِشرا، يرد التحيّة بأحسنَ منها، ويرحبّ بالقادم عليه، ويسألُ عن حالِ أصحابه، ويكرم كرام القوم، ويباسطُ جلساءه ويوسع لهم، ويتبسم حين يلقى أصحابه وحين يُحدثهم، وكان -صلى الله عليه وسلم- يلاطفُ الصبيان، ويكافئُ الكرام، ويُقابل الإحسان بأجمل إحسان، يتفقد أصحابه، ويحفظ الود، ويحتفظ بالعهد، ويصدق الوعد.
أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل فضيلته خطبته الأولى قائلاً: ابتلى الله سبحانه نبيه أيوب عليه السلام، في نفسه وماله وأبنائه، ولم يبق له من عافية بدنه، إلا قلبَه ولسانَه، وهو صابر محتسب، لا يفتأ عن ذكر ربه المجيب، ومكث في مرضه ثماني عشرة سنة، حتى عافه الجليس، وأَوْحَشَ منه الأنيس، ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجه، فكانت ترعى له حقه، وتحفظ قديم إحسانه، وهي صابرة محتسبة، مع ما حل بها من فراق المال والولد، وضيق ذات اليد، وغدا بلاء أيوب عليه السلام، سلوى لكل صابر مدكر، وعابد معتبِر، والله قد يبتلي عبده الصالح، من غير هوان به عليه؛ ولكن ليبلغ بصبره واحتسابه، منزلة في الجنة أعدها الله له، وفي مسند الإمام أحمد، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: «الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ، فَالْأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلائِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ، وَمَا يَزَالُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَمْشِيَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ لَيْسَ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ»، ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وَعَذابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وَشَرابٌ (42) وَوَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (43) وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾.

إن الصبر من فضائل الأعمال، وأجل أخلاق الكرام، وهو نصف الإيمان، فالإيمان نصفان: صبر وشكر، ولأهمية الصبر وعُلُوِّ منزلته، جاء بيان فضله في القرآن الكريم، في أكثر من تسعين موضعا، يقرنه سبحانه تارة بالصلاة: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ﴾، وبحبه تارة: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾، والفوز بمعيته الخاصة تارة: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، ويوجب سبحانه للصابرين أجرهم بغير حساب: ﴿إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ﴾، ولقد خص الله تعالى الصابرين بأمور ثلاثة لم يخص بها غيرهم: الصلاة منه عليهم، ورحمته لهم، وهدايته إياهم، وحسبُك قوله جل جلاله: ﴿وَبَشّرِ الصّابِرينَ * الّذِينَ إذا أصَابَتَهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّا إلَيهِ راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتُ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ﴾، فالصبر خَيْرٌ كُلُّهُ: ﴿وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ﴾.

وكم من صابر على البلاء، رحل بلاؤه، وبقي له حب الله ومعيته، ولربما بقي البلاء، حتى فارق المرء الدنيا، فينال الفوز يوم القيامة، بجنة عرضها السموات والأرض، حتى أن أهل العافية، يتمنون أنهم أصيبوا في الدنيا، لما يرون ما أعد الله للصابرين من النعيم، ففي سنن الترمذي: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَوَدُّ أَهْلُ العَافِيَةِ يَوْمَ القِيَامَةِ حِينَ يُعْطَى أَهْلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَوْ أَنَّ جُلُودَهُمْ كَانَتْ قُرِضَتْ فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ)) ، ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ﴾.

وبين فضيلته بأن مفهوم الصبر عند بعض الناس، مرتبط غالباً بالأحداث التي لا يمكن ردها، والنوازل التي لا يستطيع دفعها، بينما الصبر زينة يتحلى به المرء، في غدوه ورواحه، مع أهل بيته وأُجرائه، وجيرانه وأصحابه، فإن المخالطة مظنة حصول الأذى، فلابد من الصبر على أخلاق الناس وطبائعهم، وجهلهم واستعدائهم: ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا ﴾، وفي مسند الإمام أحمد: أن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْرًا مِنَ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ))، فيتعلق الصبر بجميع أمور العبد وكمالاته، وكل حال من أحواله، كالصبر على الطاعة: ﴿فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾، والصبر عن المحرمات، من شهوات النفس ونزواتها، ورغباتها ومطامعها: ﴿قالَ أَنَا يُوسُفُ وَهذا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ﴾، وأعظم الصبر هنا: ما كان دافعه في المرء قويا، ومنا له سهلا، فكيد امرأة العزيز والنسوة، وما صاحبها من إغواء وفتنة، وقد أغلقت الأبواب، وهيئت الأسباب، وتزينت ودعت، والعقوبة قد أُمنت، فاجتمعت على يوسف عليه السلام دواعي الفتنة، فصبر عن معصية ربه، ولاذ بحماه، واعتصم بتقواه، وقال: ﴿مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23) وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِها لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾، وفي الصحيحين، قال صلى الله عليه وسلم: ((وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ مِنْ عَطَاءٍ، خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ))، قال الشيخ السعدي رحمه الله: "وإنما كان الصبر أعظم العطايا، لأنه يتعلق بجميع أمور العبد وكمالاته وكل حالة من أحواله تحتاج إلى صبر، فإنه يحتاج إلى الصبر على طاعة الله، حتى يقوم بها ويؤديها، وإلى صبر عن معصية الله حتى يتركها لله، وإلى صبر على أقدار الله المؤلمة، فلا يتسخطها، بل إلى صبر على نعم الله ومحبوبات النفس، فلا يدع النفس تمرح وتفرح الفرح المذموم، بل يشتغل بشكر الله، فهو في كل أحواله يحتاج إلى الصبر. وبالصبر ينال الفلاح"

فالصبر زاد المسلم في الطريق إلى الله والدار الآخرة، ومدد كل أمر من أمور حياته، وعِدة كل مرحلة من مراحل إنجازاته، وكلما كان العبد صابرا، وصل بإذن الله لمراده، وتحققت آماله، فالفلاح يكون بالمجاهدة والمثابرة، والكفاح والمصابرة، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾، والصبار: هو الذي يعود نفسه الهجوم على المكاره، فيجاهد نفسه على الصبر لبلوغ هدفه، فيقدم ماله وجهده ووقته، ليبلغ غايته،

وأوضح فضيلته بأن الصبر ديدن الأصفياء، وخلق الأنبياء، وزادُهم في عبادة ربهم، وبلاغ رسالتهم، ولذا جاء نداءُ الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، أن يقتديَ بصبر أولي العزم منهم، فقال جل جلاله: ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ﴾، فامتثل صلى الله عليه وسلم لأمر ربه، فكان يقتدي بهديهم، ويتصبر بذكر سيرهم، ففي الصحيحين: قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَرْحَمُ اللهُ مُوسَى، قَدْ أُوذِيَ بِأَكْثَرَ مِنْ هَذَا فَصَبَرَ))، فصبر صلى الله عليه وسلم، صبرًا لم يصبره نبي قبله، وسيرة رسولنا الكريم، صلوات ربي وسلامه عليه، شاهدة بالعناء والتعب، وأطوار من المشقة والنصب، سواء في مكة أو المدينة، من تكذيب قومه له، واتهامه بالكهانة والسحر، والجنون والشعر، واستهزؤوا به وسخروا، وهمزوا ولمزوا، وناصبوه العداء، وآذوه أشد الإيذاء، فطرحوا الشوك في طريقه، وسلا الجزور على ظهره، وحاصروه في الشِّعب ثلاث سنين، لقي فيها البأس والجوع والشدة، بل وقد تآمروا على قتله، ﴿وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ﴾، وفي سنن الترمذي: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَقَدْ أُخِفْتُ فِي اللهِ وَمَا يَخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُوذِيتُ فِي اللهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ))، فخرج صلى الله عليه الصلاة والسلام من مكة، وهي أحب البقاع إليه، وقَالَ: ((عَلِمْتُ أَنَّكِ خَيْرُ أَرْضِ اللهِ، وَأَحَبُّ الْأَرْضِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَوْلَا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا خَرَجْتُ))، رواه أحمد، ومات بنوه كلهم في حياته صلى الله عليه وسلم، سوى فاطمة رضي الله عنها، فاحتسب وصبر، وكان يمر عليه الهلال والهلال والهلال، ثلاثة أهلة وما أُوقدت في بيوته نار، وفي صحيح مسلم: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: ((مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟))، قَالَا: الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ((وَأَنَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا))، وفي مسند الإمام أحمد: أَنَّ فَاطِمَةَ رضي الله عنها، نَاوَلَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كِسْرَةً مِنْ خُبْزِ شَعِيرٍ، فَقَالَ: ((هَذَا أَوَّلُ طَعَامٍ أَكَلَهُ أَبُوكِ مِنْ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ))، بل ((خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الدُّنْيَا، وَلَمْ يَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ))، رواه البخاري.
وأما صبره على الطاعة، ومواصلة العبادة، في الحضر والسفر، والعلن والسر، والصحة والسقم، والحرب والسلم، فتبين لنا الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها شيئا من ذلك، ففي الصحيحين: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: ((أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا)).
فيا إخوة الإيمان: اصبروا على طاعة الله، وعن معصية الله، وعلى أقدار الله؛ أسوة بإمام المتقين، وطمعًا فيما أعده الله تعالى للصابرين: ﴿وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا﴾.

وفي الخطبة الثانية عدّد فضيلة الدكتور المعيقلي فضائل الصبر مبيناً بأنه من أركان الإيمان، وطريق إلى رضى الرحمن، فالصَّبر من الدين، بمنزلة الرأس من الجسد؛ فلا إيمان لِمن لا صبر له، فلذا أكَّد الرب في طلبِه، وجعله من عزم الأمور، ورتَّب عليه مزيد حبِّه، ووعد مَن اتصف به عظيم الأجور، فأهل الصبر: هم أهل العزائم والهمم العالية: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلى مَا أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾، وأهل الصبر: هم أهل التفكر والتدبر، والانتفاع بالآيات والعبر: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِي فِي الْبَحْرِ كَالأعْلامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ﴾. والإمامة في الدين، لا تنال إلا بالصبر واليقين: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ﴾.
قال ابن القيم رحمه الله: "وَجمع سُبْحَانَهُ بَين الصَّبْر وَالْيَقِين، إِذْ هما سَعَادَة العَبْد، وفقدهما يفقده سعادته، فَإِن الْقلب تطرقه طوارق الشَّهَوَات الْمُخَالفَة لأمر الله، وطوارق الشُّبُهَات الْمُخَالفَة لخبره، فبالصبر يدْفع الشَّهَوَات، وباليقين يدْفع الشُّبُهَات، فَإِن الشَّهْوَة والشبهة، مضادتان للدّين من كل وَجه، فَلَا ينجو من عَذَاب الله، إِلَّا من دفع شهواته بِالصبرِ، وشبهاته بِالْيَقِينِ".

1B0479C7 7A46 4043 BA56 1C56C2E2A7C43FE0DF37 249D 4995 95B1 00E78201A6355D64AE2F D0E1 483E 96F6 4BF2340B30B46F64E2CD 39A6 411E A8CA 74F4131642A78B2162D5 2C80 4925 A61E 3BFEA9CA254D9FDE1D0B 1D9E 48DE A948 B41EDACB4A7BA4B4C3F2 5A74 44DA 9F02 1F69941A46B7D73D5FDD 94A0 4FB4 A62D 716C8E6972FFE4724345 3E9D 4623 8D48 5EC43EA57C02F4F031BA C318 4E06 A8A1 E27606B34BBD

بمناسبة اليوم العالمي للمعلم احتفت وكالة الرئاسة للشؤون العلمية والاكاديمية بالمعلمين والمعلمات  من منسوبيها، تقديرًا لجهودهم العظيمة وتضحياتهم الجليلة في سبيل تنشئة الأجيال على العلم النافع والعمل الصالح، وتعزيزًا لمكانتهم التي استحقوها بجدارة واقتدار.

وقد أقامت الوكالة عدداً من الفعاليات بهذه بمناسبة منها لقاء وكيل الرئيس العام للشؤون العلمية والأكاديمية بالمدرسين والمدرسات وأعضاء هيئة التدريس في معهد وكلية الحرم المكي الشريف وقد تم خلال اللقاء الاستماع إلى كلمة ضافية من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بهذه المناسبة تقديراً لجهودهم المبذوله في نشر العلم في رحاب الحرمين الشريفين. 

وقد كان من ضمن الفعاليات مشاركة الطلاب والطالبات مشاعرهم بهذه المناسبة عن طريق مقاطع تم نشرها، إضافة إلى نشر مقالات من فضيلة وكيل الرئيس العام للشؤون العلمية والاكاديمية الدكتور عبدالرحمن الشهري، وفضيلة الوكيل المساعد للشؤون العلمية والأكاديمية مدير عام الحرم المكي الشريف الشيخ صالح السلمي. وفضيلة عميد كلية الحرم الدكتور حسن بالبيد، وإضافة إلى إهداء بطاقات شكر وتقدير للمعلمين والمعلمات وأعضاء هيئة التدريس بمعهد وكلية الحرم تقديراً لجهودهم المبذولة في هذا الصرح المبارك. 

وأكد فضيلة وكيل الرئيس العام حرص وكالة الشؤون العلمية والأكاديمية بإبراز دورها في مثل هذه المناسبات داعياً الله عزوجل وجل أن يجزى قادة بلادنا الميامين خيرا، و أن يجزي معالي الرئيس العام لشؤون الحرمين على دعمه وعنايته بالمنظومة التعليمية، وحرصه في أن تكون على مستوى تطلعات القيادة الرشيدة أيدها الله.


أشاد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس ، بالموافقة الكريمة على تسمية باب رقم 100 في المسجد الحرام بباب الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله ، وذلك عرفاناً بجهوده المباركة رحمه الله في عمارة الحرمين الشريفين.

وأكد معاليه أن الملك عبدالله بن عبد العزيز -رحمه الله- كان له الفضل في إطلاق العديد من المشاريع التنموية في الحرمين الشريفين، والتي توجت باهتمام ومتابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان رئيس مجلس الوزراء -حفظهم الله- وكان لها الأثر في زيادة الخدمات المقدمة لقاصدي المسجد الحرام.

وذكر معاليه أن ولاة الأمر الميامين -حفظهم الله- سخروا أنفسهم لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما عبر عمارتهم والحرص على تهيئة جمٌيع الإمكانيات لهم ، فجزاهم الله من الخير الوفير لقاء خدمتهم للحرمين الشريفين.

أصدر معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس قراراً بتشكيل المجلس الاستشاري للإقراء في الحرمين الشريفين.

ويتولى مجلس الأمناء تنظيم عمل الإقراء في الحرمين الشريفين ، ويرتبط مباشرةً بمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وقد تم تشكيل المجلس برئاسة وعضوية كلٍ من:

1- فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي رئيساً.
2- فضيلة الشيخ إبراهيم الأخضر القيم نائباً وشيخاً للقراء بالمسجد النبوي.
3- فضيلة الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي مساعداً لرئيس المجلس بالمسجد الحرام.
4- فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن علي الحذيفي مساعداً لرئيس المجلس بالمسجد النبوي.
5- فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني نائباً لمساعد الرئيس للمسجد الحرام.
6- فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم عضواً.
7- فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن سليمان المهنا عضواً.
8- فضيلة الشيخ أحمد بن طالب حميد عضواً.
9- فضيلة الشيخ محمد خليل قاري عضواً.
10- فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن سالم باعثمان عضواً.
11- فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور سالم بن غرم الزهراني عضواً.
12- فضيلة الشيخ الدكتور أمين بن إدريس فلاته عضواً.
13- فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد الجارالله عضواً.
14- فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور أحمد بن علي السديس عضواً
15- فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد برهجي عضواً.
16- فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن القرافي عضواً.
17- فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن أحمد الخضيري أميناً للمجلس.
18- فضيلة الشيخ محمد بن أسامة خياط مساعداً لأمين المجلس.

ورفع معاليه شكره لولاة الأمر -حفظهم الله- على دعمهم وعنايتهم بالحرمين الشريفين وقاصديهما، والسعي للإرتقاء برسالة القران الكريم وأهله في الحرمين الشريفين، ودعم مسيرة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لخدمة ضيوف الرحمن.