نفذت وكالة الشؤون التأهيلية والتدريبية والإثرائية ممثلة في الإدارة العامة للشؤون التدريبية والتأهيلية والإثرائية وبالتعاون مع الإدارة العامة للطوارئ ومواجهة المخاطر دورة تدريبية بعنوان: (تقييم المخاطر في أوقات الطوارئ والأزمات ) , أوضح ذلك سعادة وكيل الرئيس العام للشؤون التأهيلية والتدريبية والإثرائية الدكتور وليد بن صالح باصمد.
ومن جانبه أكد سعادة الوكيل المساعد للشؤون التأهيلية والتدريبية والإثرائية الأستاذ أحمد بن عيد الوذيناني، أن الدورة التي أقيمت لمدة خمس ساعات تضمنت مجموعة من المحاور أبرزها التعريف بنظام إدارة السلامة والصحة المهنية، وأنواع المخاطر، والتعرف على حوادث وشيكة الوقوع، وما هي الصحة المهنية، وأسباب الحوادث، وطرق منع الحوادث، وتقييم المخاطر، وتحليل المخاطر الوظيفية.
وأكد الوذيناني أن وكالة الشؤون التأهيلية والتدريبية والإثرائية مستمرة في تقديم عددٍ من الدورات لمنسوبي ومنسوبات الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، إنفاذاً لتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وذلك لتطوير العملية التدريبية والمنظومة العملية داخل الحرمين الشريفين.
كما أكد مدير عام الإدارة العامة للطوارئ ومواجهة المخاطر الأستاذ سعيد بن حمود الغامدي، أن هذه الدورات تأتي ثمرة للتعاون بين الإدارات ويستفيد منها منسوبو الرئاسة.  
حضر الدورة (24) متدربًا في قاعة التدريب بمكتبة الحرم المكي الشريف ببطحاء قريش وقدمها سعادة المدرب المهندس الدكتور طلال بن صالح مندورة.


أطلقت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في وكالة المكتبات والبحث العلمي لقاءات الدورة الأولى لبرنامج صناعة الأصولي.

ويتحدث الدكتور محمود بن محمد الكبش خلال الدورة الأولى للبرنامج عن "مصادر علم الأصول وخصائصها" وذلك ابتداء من اليوم الأحد الموافق ٢٧/٦/١٤٤٣ هـ حتى الثلاثاء المقبل الموافق ٢٩/٦/١٤٤٣ هـ من الساعة الرابعة حتى الثامنة مساءً.
عقدت لجنة تفعيل مبادرة تشجير ساحات المسجد الحرام اجتماعها لمناقشة إعداد نطاق وخطة عمل ورسم خارطة طريق لأبرز المستهدفات والمواقع المقترحة لتنفيذ المبادرة، من خلال إعداد دراسة هندسية وفنية وبيئية لمواقع التجربة المستهدفة، وذلك بالتنسيق بين فريق الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي والجهات ذات العلاقة ومنها المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومعهد أبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى.
حيث جرى خلال الاجتماع تقديم عرض مرئي من سعادة رئيس اللجنة وكيل الرئيس العام للشؤون الفنية والتشغيلية والصيانة وإدارة المرافق سعادة المهندس سلطان بن عاطي القرشي، أوضح من خلاله ما تم من أعمال تنسيقية مع القطاع العام والخاص المتخصصة في المجال البيئي، وما تخللها من اجتماعات وزيارات ميدانية، بحضور أعضاء الفريق مع ممثلو تلك الجهات، كما تم عرض مخرجات تلك الاجتماعات والزيارات الميدانية من دراسات هندسية تصميمية ومقترحات لأنظمة الزراعة الحديثة لبعض المواقع المستهدفة والخاضعة لمعايير محددة معتمدة من فريق المبادرة، وفي نفس الوقت مراعاة الظروف التشغيلية المختلفة للمسجد الحرام وعدم تأثرها من مبادرة التشجير مع ما سيتم تحقيقه من جوانب إيجابية بيئية وتغذية بصرية جمالية للتشجير المزمع تنفيذه بالساحات.
 كما أكد "القرشي" على جاهزية واعتماد النطاق الفني والبيئي لمرحلة تطبيق التجربة المراد تنفيذها، والتي تعتمد في مرحلتها الأولية على الحوائط الخضراء (Green wall) من خلال تطبيق نظام (الهيدروبونيك) Hydroponic)) أو الزراعة المائية، وهو نظام يعتمد على زراعة النبات بدون تربة، باستخدام دائرة مغلقة من الأنابيب يمر بها محلول مغذي أسفل النبات إما بدون تربة أو في تربة خاملة مثل الصوف الزجاجي و (البير لايت) كبديل للتربة التقليدية، والتربة الخاملة لا تتفاعل نهائياً مع مكونات المحلول المغذي الذي يزود النبات بالعناصر الغذائية الضرورية بطريقة تجعله سهل الامتصاص.
 وأضاف "القرشي" أن هذا النظام يوفر في استخدام الماء ما يصل نسبته إلى 80% عن الزراعة التقليدية، ويجعل النباتات تنمو بشكل أسرع من الزراعة التقليدية، مع إمكانية تغيير النباتات المتضررة بسبب الإصابة الحيوية، أو العوامل المناخية بكل سهولة، ومنوهاً إلى أن المبادرة  تتبنى استخدام التقنية الحديثة في مراقبة حالة النباتات، عبر مستشعرات تقيس نسبة رطوبة النباتات وإرسال البيانات الحيوية لها ولأداء نظام الري مع التحكم به، من خلال ربط المستشعرات مع الأجهزة الحاسوبية أو الأجهزة الذكية لتسهيل إدارة النظام وبشكل فعال.
 واختتم القرشي حديثه رافعا خالص الشكر والتقدير لمعالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس على حرصه واهتمامه ودعمه غير المحدود في تفعيل مبادرة تعزيز الغطاء النباتي المستمدة من مبادرة (السعودية الخضراء) التي أطلقها سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان.
حضر الاجتماع أعضاء الفريق سعادة وكيل الرئيس العام لشؤون المعارض والمتاحف المهندس ماهر بن منسي الزهراني، وسعادة الوكيل المساعد للشؤون الفنية والتشغيلية وإدارة المرافق المهندس فارس بن مفوز الصاعدي، و سعادة مدير الإدارة العامة للمشاريع المهندس أحمد بن حسين السويهري، وسعادة مدير عام الدراسات والأبحاث الهندسية مساعد مدير عام مكتب الرئيس العام للشؤون الهندسية والفنية والتشغيلية المهندس عبدالله بن محمد الحريقي، وسعادة رئيس لجنة المتابعة الميدانية سعادة الأستاذ محمد بن عقال الندوي.
IMG 6973IMG 6975IMG 6972
تلقت وكالة الشؤون النسائية بالمسجد الحرام دعوة كريمة من إدارة سكن النساء لحضور الحفل الترفيهي السنوي لعام ٢٠٢٢م، والمقام بسكن عاملات المسجد الحرام بحي النسيم.
حيث حضر الحفل كوكبة من صاحبات السعادة من القيادات بوكالة الشؤون النسائية بالمسجد الحرام من وكلاء، ووكلاء مساعدين، ومديرات الإدارات والوحدات اللاتي أشدن بحفاوة الترحيب من قبل القائمات على الحفل، وأبدين سعادتهن لما رأينه من تنظيمات وترتيبات وفعاليات ترفيهية ومن انتشار روح التآخي فيما بين إدارة السكن النسائي والعاملات.
ولقد ابتدأ الحفل بتلاوة عطرة من الذكر الحكيم ومن ثم كلمة ترحيبية من مديرة السكن النسائي الأستاذة نادية بنت عبد القادر بخش تلتها كلمة صوتية لمساعد الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية بالمسجد الحرام الدكتورة العنود بنت خالد العبود، عقب ذلك تم استكمال فقرات الحفل الترفيهي بعد الاستماع لكلمات القيادات النسائية الحاضرات.
وفي الختام رُفع الشكر الجزيل لسعادة مساعد الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية بالمسجد الحرام الدكتورة العنود بنت خالد العبود، على دعمها واحتوائها ومتابعتها المستمرة لكل ما من شأنه الارتقاء بالمنظومة النسائية بالمسجد الحرام وبالمرافق الخارجية التابعة له.
كما ثمنت إدارة السكن النسائي والعاملات تلبية منسوبات وكالة الشؤون النسائية بالمسجد الحرام للدعوة والمشاركة الفاعلة في فعاليات الحفل.
أغلق معرض عمارة الحرمين الشريفين أبوابه عن استقبال الزوار اليوم السبت الموافق 25-06-1443هـ، وذلك لعمل الصيانة الدورية والعناية بنظافة المعرض ومقتنياته.
وأوضح سعادة وكيل الرئيس العام لشؤون المعارض والمتاحف المهندس ماهر بن منسي الزهراني، أن هذه الصيانة تتم بشكل دوري آخر كل شهر، حيث تحرص وكالة شؤون المعارض والمتاحف بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على تهيئة الأجواء المناسبة لمرتادي المعرض ومراعاة سلامتهم.
كما أكد "الزهراني" أن إجراء إغلاق المعرض إجراء اعتيادي وسيعود المعرض إلى استقبال زواره إن شاء الله، مع بداية دوام يوم الأحد26-06-1443هـ.

برعاية معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس-حفظه الله- يسر وكالة الشؤون العلمية والفكرية والتوجيهية النسائية ممثلة بالإدارة العامة للآداب والشؤون التربوية النسائية وبالتعاون مع الإدارة العامة لأكاديمية المسجد الحرام وإدارة الأكاديمية والتدريب النسائية إطلاق برنامج صناعة التربوي في نسخته الأولى.


وأبانت سعادة مديرة الإدارة العامة للآداب والشؤون التربوية النسائية الدكتورة عبير بنت محمد الجفير بأن هذا البرنامج الذي يستهدف أعضاء هيئة التدريس بمعهد الحرم المكي الشريف النسائي، وكلية الحرم المكي الشريف القسم النسائي عبر المنصة الافتراضية الزوم. سيتطرق لعدة جوانب منها:
-الجانب العقدي الإيماني من ٧/١/ ١٤٤٣هـ
إلى ١٤٣٣/٧/٥هـ
-والجانب الخلقي السلوكي من ٢٠ / ٧ / ١٤٤٣هـ
إلى ١٤٣٣/٧/٢٦هـ
تلقيه سعادة الدكتورة ابتسام بنت بدر الجابري أستاذ دكتور بكلية الدعوة وأصول الدين قسم الكتاب والسنة بجامعة أم القرى

- الجانب التربوي من ٨/ ٧ / ١٤٤٣هـ
و١٢/ ٧ /١٤٤٣هـ
إلى ١٤/ ٧ / ١٤٤٣هـ
- الجانب العلمي الفكري  من ٢٩ / ٧ / ١٤٤٣هـ
إلى
٤ / ٨ /١٤٤٣هـ
تلقيه سعادة الدكتورة صفية بنت عبدالله بخيت أستاذ دكتور بكلية التربية قسم التربية الإسلامية والمقارنة بجامعة أم القرى

- الجانب الاجتماعي    ١٠ / ٨ /١٤٤٣هـ
- الجانب العاطفي النفسي    ١٤ /  ٨ / ١٤٤٣هـ
تلقيه سعادة الدكتورة فاطمة بنت سالم با جابر أستاذ مشارك في كلية التربية قسم التربية الإسلامية والمقارنة بجامعة أم القرى 

ومن جهة أخرى أكدت سعادتها بأن هذا البرنامج يعتبر نوعي ومهاري ينفذ على يد نخبة من المختصين في أصول التربية الإسلامية.

واختتمت "الجفير" برفع وافر الشكر والتقدير لسعادة مساعد الرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية بالمسجد الحرام الدكتورة العنود بنت خالد العبود لدعمها لمثل هذه البرامج الهادفة والقيمة والتي تأتي تنفيذًا لتوجيهات معالي الرئيس العام -حفظه الله- في تجويد المنظومة التعليمية النسائية بالمسجد الحرام بما يتواكب مع رؤية المملكة السامية ٢٠٣٠م.

تجدر الإشارة إلى أن مدة البرنامج (١١يومًا)
وإعطاء المتدربات شهادات معتمدة من إدارة الأكاديمية والتدريب النسائية.


أم المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله البعيجان، واستهل فضيلته خطبته الأولى عن مصدر كرامة الإنسان فقال: الإيمان مصدر كرامة الإنسان، وأعظم نعمة أنعم الله بها المؤمنين، قال تعالى: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا ۖ قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم ۖ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } .

الإيمان شرط في قبول الطاعات، وسبب لرفع الدرجات، وهو من أفضل وأعظم القربات.

الإيمان وسيلة النجاة والأمان، والسعادة والاطمئنان، والفوز والنجاح، والنصر والفلاح.

الإيمان هو منبع السلوك والأخلاق والقيم، ومستمد الإخلاص والخشوع والهمم، تظهر حقيقته في الهيأة والتصرف والسيرة، وكنهه كامن في القلب والسريرة.

وحقيقة الإيمان: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره" متفق عليه.

ثم تحدث فضيلته عن أهم أركان الإيمان فقال: إن من أصول الإيمان العظيمة وأركانه المهمة الإيمان باليوم الآخر، الإيمان بيوم الحساب والجزاء، يوم يقوم الناس لرب العالمين، يوم لا تملك نفس لنفس شيئا
والأمر يومئذ لله.

الإيمان باليوم الآخر يبعث على محاسبة النفس وصدق مراقبتها، وعلى تعهدها وتزكيتها، وعلى إيثار الآخرة دار القرار؛ على الدنيا دار الغرور والبوار، فالآخرة هي دار البقاء، والدنيا هي دار الفناء، {فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل } فتجهزوا للرحيل، واستعدوا للخطب الجليل، وتزودوا فإن السفر طويل، {وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ }.

الإيمان باليوم الآخر يبعث في النفس وازعا يستحضر الجزاء والحساب، فيبادر صاحبه إلى الإحسان والثواب، ويتقي بئس المصير والمآب.

الإيمان باليوم الآخر يبعث في النفس زاجرا عن الظلم والفساد، فإن القصاص بالمرصاد، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء، من الشاة القرناء» رواه مسلم .

وتحدث فضيلته عن يوم الفزع وقيام الساعة فقال: وحين يأذن الله بخراب الدنيا يأمر بنفخة الفزع والصعق فتنتهي الحياة، {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّهُ } ولا تأتي نفخة الفزع الا بغتة {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ*مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ*فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ} .

ثم يأمر بنفخة البعث {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ } فتتزلزل الأرض وتخرج أثقالها، وتنثر ما في بطنها، وإذا القبور بعثرت،
علمت نفس ما قدمت وأخرت.

واختتم فضيلته خطبته الأولى عن جمع الأولين والآخرين حفاة عراة فقال: ويجمع الله الأولين والآخرين حفاة عراة غرلا {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } فيساق الناس إلى أرض المحشر للعرض على الله والحساب، {يَوْمَئِذٍۢ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ} قد عظم الهول والفزع، واشتد الكرب والجزع، وشاب الولدان، ونصب الصراط، ووضع الميزان، وأزلفت الجنة للمتقين، وبرزت الجحيم للغاوين، وتطايرت صحف الأعمال، لا تغادر صغيرة ولا كبيرة، {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ {7} فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا {8} وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا {9} وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ {10} فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا {11} وَيَصْلَى سَعِيرًا} القلوب واجفة، والأبصار خاشعة، والأحداث مفجعة، والأهوال مفزعة، {يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (8) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ (9) يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ (10) أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً (11) قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ (12) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ }.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن شفاعة النبي يوم القيامة فقال : جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال { يَجْمَعُ اللَّهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، يُسْمِعُهُمُ الدَّاعِي، وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ، وَتَدْنُو الشَّمْسُ، فَيَبْلُغُ النَّاسُ مِنَ الْغَمِّ وَالْكَرْبِ مَا لَا يُطِيقُونَ وَلَا يَحْتَمِلُونَ، فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: أَلَا تَرَوْنَ مَا أَنْتُمْ فِيهِ؟ أَلَا تَرَوْنَ مَا قَدْ بَلَغَكُمْ؟ أَلَا تَنْظُرُونَ مَنْ يَشْفَعُ لَكُمْ إِلَى رَبِّكُمْ؟ فَيَقُولُ بَعْضُ النَّاسِ لِبَعْضٍ: أَبُوكُمْ آدَمُ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فَيَقُولُونَ: يَا آدَمُ، أَنْتَ أَبُو الْبَشَرِ، خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَمَرَ الْمَلَائِكَةَ فَسَجَدُوا لَكَ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ آدَمُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ نَهَانِي عَنِ الشَّجَرَةِ فَعَصَيْتُ، نَفْسِي، نَفْسِي، نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى نُوحٍ، فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ: يَا نُوحُ، أَنْتَ أَوَّلُ الرُّسُلِ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ، وَسَمَّاكَ اللَّهُ عَبْدًا شَكُورًا، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ نُوحٌ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنَّهُ كَانَتْ لِي دَعْوَةٌ دَعَوْتُ بِهَا عَلَى قَوْمِي، نَفْسِي، نَفْسِي، نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ، فَيَأْتُونَ إِبْرَاهِيمَ فَيَقُولُونَ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَنْتَ نَبِيُّ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ - وَذَكَرَ كَذبَاتِهِ - نَفْسِي، نَفْسِي، نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى مُوسَى، فَيَأْتُونَ مُوسَى فَيَقُولُونَ: يَا مُوسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَاتِهِ وَبِتَكْلِيمِهِ عَلَى النَّاسِ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ مُوسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ، وَإِنِّي قَتَلْتُ نَفْسًا لَمْ أُومَرْ بِقَتْلِهَا، نَفْسِي، نَفْسِي، نَفْسِي، اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى عِيسَى، فَيَأْتُونَ عِيسَى فَيَقُولُونَ: يَا عِيسَى، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، قَالَ: هَكَذَا هُوَ، وَكَلَّمْتَ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَيَقُولُ لَهُمْ عِيسَى: إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ الْيَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ - وَلَمْ يَذْكُرْ لَهُ ذَنْبًا - اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي، اذْهَبُوا إِلَى مُحَمَّدٍ ﷺ. فَيَأْتُونِي فَيَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ، وَخَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ، غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ذَنْبَكَ، مَا تَقَدَّمَ مِنْهُ وَمَا تَأَخَّرَ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ، أَلَا تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ؟ أَلَا تَرَى مَا قَدْ بَلَغَنَا؟ فَأَقُومُ، فَآتِي تَحْتَ الْعَرْشِ، فَأَقَعُ سَاجِدًا لِرَبِّي عزوجل، ثُمَّ يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيَّ وَيُلْهِمُنِي مِنْ مَحَامِدِهِ وَحُسْنِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ شَيْئًا لَمْ يَفْتَحْهُ عَلَى أَحَدٍ قَبْلِي، فَيُقَالُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، سَلْ تُعْطَهْ، اشْفَعْ تُشَفَّعْ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، يَا رَبِّ، أُمَّتِي أُمَّتِي، فَيَقُولُ: أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لَا حِسَابَ عَلَيْهِ مِنَ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ الْأَبْوَابِ. ثُمَّ قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لمَا بَيْنَ مِصْرَاعَيْنِ مِنْ مَصَارِيعِ الْجَنَّةِ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَهَجَرَ، أَوْ كَمَا بَيْنَ مَكَّةَ وَبُصْرَى}.

واختتم فضيلته خطبته الثانية بنصح المسلمين عن الغفلة فقال : إياكم والغفلة عن يوم الحساب والجزاء، إياكم ونسيان الموعد واللقاء، فمن
ازداد استحضاره وشعوره بيوم الحساب والميعاد، ازداد إيمانه وحذره فأكمل الاستعداد،{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

05E0A474 D1CD 447E AF16 96DD9985C55A6A4F8728 A923 4784 ADF5 60EAB8EEB2B48C8E930D 1655 4293 BF83 92F2EAAE1BCA74E6FB64 681B 44D3 9562 82BB6B88FB9A916C7A8A 177E 40A5 BDF2 5BC7382DB558A4DE5DCE 5FAC 4287 AF9A 99C41D8BADFA


أم المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، فتحدث في خطبته الأولى عن الاقتداء بالأخيار فقال: في الاقتداء بالأخيار، والتأسِّي بالأبرار، واقتفاء آثار المتقين، والسير على منهاجهم، وسلوك سبيلهم: فوزٌ عظيم، ومغنمٌ كريم، وسعادة لا نظير لها، ونجاح لا حدود ولا منتهى له، وفيما ذكره الله تعالى في كتابه، من توجيه الأنظار إلى مسلك الصفوة، ونهج عباد الرحمن، وسبيل البَرَرة، ما يحقق هذه الغاية، ويبلِّغ هذا المراد؛ إذ هو المثال الذي يُحتذى، والنهج الذي يقتدى.

من ذلك قوله عزَّ اسمه: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾، إنَّهم يمشون على هذه الأرض: مِشية المؤمن الذي تعلوه السكينة ويزيِّنه الوقار، لا يتكبَّر ولا يتجبَّر، لا يريد علوًّا في الأرض ولا فسادًا، وإذا بسط إليهم الجاهلون ألسنتهم بالسوء، لم يقابلوا ذلك بمثله، بل بالعفو والصفح والمغفرة، والإغضاء عن الزلات، والتجاوز عن الهفوات؛ فَهُمْ كما قال الحسن البصري  -رحمه الله-: "حُلماء لا يجهلون، وإن جُهِل عليهم لم يجهلوا". 
 
 هذا نهارهم –يا عباد الله- فكيف ليلهم؟ إنَّه خير ليل، إنَّه ليل أبيض مضيء بألوان الطاعة، يزدلفون بها إلى مولاهم، : ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾، صفُّوا أقدامهم، وأجرَوا دموعهم، واتصل نشيجهم، يحذرون الآخرة ويرجون رحمة ربهم، ضارعين إليه: ﴿رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾، أي: لأنَّه كان هلاكًا دائمًا، وخسرانًا ملازمًا ﴿إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾.

وفي هذا من المدح لهم والثناء عليهم ما لا يَخفى، ذلك أنَّهم مع حسن معاملتهم للخَلق، وشدَّة اجتهادهم في عبادة الخالق وَحده لا شريك له، يخافون أن ينزل بهم عذابه، فيبتهلون إليه أن يصرفه عن ساحتهم، غير آبهين ولا ملتفتين إلى جميع أعمالهم، وعظيم رصيدهم منها.

وأما في إنفاقهم على أنفسهم وأهليهم، فَلَقد سلكوا فيه أعدل السُّبُل، ونهجوا فيه أقوم الطرق، ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾ ، فكان وسطًا عدلًا لا تبذير فيه ولا تقتير؛ فلم يكونوا مبذرين شأن أولئك الذين يولعون بمظاهر البذخ، ولم يكونوا كذلك مقترين شأن أولئك الذين يقبضون أيديهم عن واجب النفقات، ويشحون بالمعروف، ويبخلون بما آتاهم الله من فضله؛ لأنَّ من شأن الإسراف استنفاد المال في غير مواضعه، فينقطع الإنفاق وتذبل زهرته، ولأنَّ من شأن الإقتار إمساك المال فيحرم مستحقه.

وتحدث فضيلته عن صفات عباد الرحمن فقال : ولقد كان من صفات عباد الرحمن أيضًا، التخلِّي عن المفاسد، والتجافي عن الشرور، حيث تنزَّهوا عن الشِّرك بالله وقتل النفس التي حرَّم الله قتلها والزِّنا، جاء ذلك في قوله عزَّ من قائل: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾.

إنَّه إخلاص الدين لله، وصرف جميع أنواع العبادة له وحده دون سواه؛ فلا يدعون في الشدائد إلا إياه، ولا يسألون العون ولا يرجون الغوث ولا يطلبون المدد إلا من الله، ولا يعتمدون في كل شأن من شؤونهم إلا عليه سبحانه، ولا يخشون أحدًا إلا الله.
 
 وذلك هو التوحيد الخالص، والإيمان الكامل، الذي رفع الله به أقوامًا فجعلهم في الخير قادة، وخفض به أقوامًا نبذوه واتخذوه وراءهم ظهريًّا، فحق عليهم وعيد الله لهم بقوله: ﴿إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾.

واختتم فضيلته خطبته الأولى بنصح المسلمين بالاقتداء بالصفوة الأخيار فقال: واعملوا على الاقتداء بالصفوة والتأسِّي بالأخيار، وسلوك مسالكهم، واقتفاء آثارهم، والتخلُّق بأخلاقهم؛ فإنَّهم كانوا على هدى وطريق مستقيم، ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾.

وتحدث فضيلته في خطبته الثانية عن أقسام أهل العلم فقال: لقد قسَّم أهل العلم الصفات التي وصف الله بها عباد الرحمن في ختام هذه السورة العظيمة "سورة الفرقان" إلى أربعة أقسام:
قسم منها هو من التحلِّي بالكمالات الدينية، وهي التي بُدء بها من قوله سبحانه: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا﴾ إلى آخر الآية.
وقسم هو من التخلِّي عن ضلالات أهل الشرك، وهو من قوله عزَّ اسمه قائل: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ﴾ الآية

وقسم هو من الاستقامة على شرائع الإسلام، وهو قوله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا﴾ ، وقوله: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا﴾ ، وقوله: ﴿وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ﴾ إلى قوله عزَّ اسمه: ﴿وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ﴾.

وقسم من طلب الزيادة في صلاح الحال في هذه الحياة، وهي قوله سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾.

واختتم فضيلته خطبته الثانية بنصح المسلمين بالتأمل في الصفات الكريمة فقال : وأكثروا من التأمل في هذه الصفات الكريمة، والسجايا العظيمة، ومن دوام الحرص على التحلِّي بها، والتخلِّي عما يضادها؛ ففي ذلك الفلاح والفوز والنجاة: ﴿أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا﴾.

02FF73C1 4B6D 41A0 930E 6B404B3C43C70982B029 D8C2 4030 A0D6 91DB0887A40D2C6A1976 84C0 44BF 90BF 0F28C0F8C7494C382236 2055 4147 9833 8B2CA6F5A09A6ADFFEEE 5A80 4C0D AF20 0B587844C3A38C3133E6 0B46 496A 8BC8 E3C6563108F78FB935FD 1BEA 48D1 B40B 111265B1176631DB2BCC CD17 4AEC 9836 50CAE41B5D4760A8B871 5537 4D97 BBC0 ED28372B122765CFFD50 8E36 4D06 8A08 F4E425266510170D4F17 6219 4B7F B145 6BEFE0D669AD925BAE3A E4A4 4722 833C 83191CB0D6E28835DB84 9583 48D2 AD6D 18DC19AA5A16A94A2668 D394 4103 82B8 C333232D704AA8476ED8 916F 44AC BEDA 2B1BBF193477AC9E2F7C 3FA5 488C AD46 11BFAD71C77DAF15B8EC BA7A 4ED2 AD68 DD71B2338D52B842A1A9 C5F6 4CD3 816C 607EDB74271FBACF7C62 894D 4CF9 8B61 9A19F2DF8080C0186A68 7A09 46E7 B469 D4CDFDD2E806C6E73C3C 8578 44FF BF05 46CA01FD905CDEE713D1 16DB 4568 9976 CAB544E3E5B7E0190DDE 7160 465B BE47 114876209C7EF48EA8DA 92EB 4EEE B482 1A982DFDAA01

تحدث معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس عبر مداخلته مع قناة الإخبارية السعودية بمناسبة قرار الاحتفاء بذكرى تأسيس المملكة العربية السعودية.

وقال معاليه عن هذه المناسبة: هذه البشرى التي زفها إلينا خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- في هذا الأمر التاريخي الاستثنائي بالعناية بيوم التأسيس ذلكم لأن الأمم والحضارات والمجتمعات والأمجاد تعنى بتاريخها وتعنى بتأسيسها وهي مناسبات ينبغي ألا تمر دون أن تكون لها دلالات وأحداث ولهذا كان قراراً موفقاً وأمراً حكيماً له أهدافه العظيمة في ربط هذا الجيل بتأسيس هذه البلاد المباركة وقادتها الميامين وهو يوم من أيام نعمة الله علينا نشكره جلا وعلا على نعمه بأن أنعم علينا بهذا اليوم التاريخي المجيد.

وذكر معاليه بأننا بيوم التأسيس كنا، وبدونه لم نكن، ولهذا فنحن في نعمة عظيمة لازلنا نتفيأها ولله الحمد والمنة ، الإمام محمد بن سعود-رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الأولى له إنجازات عظيمة من أهمها وحدة هذه البلاد والسلام ونشر الاستقرار والاهتمام بالأمور الداخلية والحرص على الاستقرار والأمن الإقليمي ودعوة للجميع للانضمام للدولة السعودية وبناء سور الدرعية وبدء حملات التوحيد والاستقلال السياسي وعدم التبعية لأي نفوذ ومناصرة دعوة الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- وحمايتها وتوحيد معظم مناطق نجد والبلاد القريبة منها والتصدي لعدد من الحملات ضد الدولة وأهمها العناية بالحرمين الشريفين وتأمين طرق الحج والحجاج وضيوف الرحمن والمعتمرين رحمه الله رحمةً واسعة .

وأكد معاليه على حاجة أبناء المملكة إلى التعرف على ولاتها فقال : ما أحوج هذا الجيل إلى التعرف على ولاة أمر هذه البلاد منذ تأسيسها في يوم التأسيس، هذا البلاد المبارك التاريخي المجيد الذي أسس فيه الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- مؤسس الدولة السعودية الأولى وحرص على رسوخ هذا الوطن العظيم وتاريخه المجيد الممتد منذ أكثر من ٣٠٠ عام أي ثلاثة قرون كلها ولله الحمد والمنة عريقة ، يوم التأسيس يعد ذكرى تاريخية ووطنية وفخر لأبناء المملكة العربية السعودية بل وللعالم أجمع وللمسلمين أجمعين لأن هذه البلاد قبلتهم وهي متنزل وحي ربهم وهي محل مناسكهم فكل مسلم يدين لهذه البلاد المباركة بهذه النعمة العظيمة ويستحضر من خلالها الأحفاد تضحيات الآباء والأجداد وما كنزوه من تحديات لبناء هذا الوطن الغالي، ولهذا فالدولة السعودية دولة تأسيسية ودولة ممتدة ودولة امتداد ودولة تجديد عبر تاريخها من قيامها من الدولة الأولى والعهد الثاني في عهد الإمام تركي بن عبدالله وهو مايؤكد على امتداد الدولة ووضوح المبادئ الراسخة التي قامت عليها .

وبين معاليه بأن دولتنا دولة أصول ومبادئ وعلاقات وأسس وركائز ودستورها الكتاب والسنة والعقيدة والتوحيد تطبيق شرع الله تبارك وتعالى وحماية الحرمين الشريفين ورعاية ضيوف الرحمن ولهذا الدولة السعودية بتاريخها الوطني العظيم ليست دولة مغمورة ولا في ثنايا التاريخ مطمورة وليست دولة طارئة على التاريخ ولا على الجغرافيا هي لها من الأسس التي تشكلت من خلاله وحدة أبناء الجزيرة العربية في تاريخها الحديث بعد أن عانت لعقود من هولات الفرقة والشقاق والنزاعات والصراعات .

إن هذا الإعلان وهذا الأمر الملكي الكريم يجسد عناية المملكة العربية السعودية بقيمة رفيعة من الاهتمام بتاريخها الذي يعد امتداداً أصيلاً لحاضرها ومستقبلها فدولةً ليس لها ماضي ولا تاريخ ليس لها حاضر ولا مستقبل وتستلهم من خلال عزيمة أئمتها وملوكها وقادتها الذين سعوا في مراحل بناء هذه الدولة ولهذا فإنه يحق لكل أمة من الأمم أن تفخر بتاريخها ونحن أبناء المملكة العربية السعودية يحق لنا أن نرفع رؤوسنا لتعانق السماء احتفاء بهذا اليوم التاريخي المجيد وتذكير الأجيال به.

إعلان المملكة اليوم لاينفصل عن هذا النهج الذي يسعى إلى تأصيل امتدادات الدولة ورؤيتها التطويرية لأنها ضاربة في جذور التاريخ وفي ذاكرة الوطن ولهذا فإن للإمام محمد بن سعود -رحمه الله- حقاً علينا وللإمام تركي بن عبدالله وللإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن ولأبنائه البرره حتى هذا العهد الزاهر المجيد عهد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين في رحلة بناء دولة عصرية عظيمة شكلك واحدة من أهم المشروعات الحضارية والوحداوية والعالمية التي لم تعرفها الجزيرة العربية منذ قرون طويلة .

إن استحضار يوم تأسيس هذه الدولة المباركة هو امتداد أصيل طبيعي لحرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين بتاريخ هذه البلاد وسمو ولي عهده الأمين والحفاظ على التاريخ السعودي أولاً وتاريخ الجزيرة العربية ثانياً وما يوليانه بالعناية بالتاريخ من مصادره الحقيقية والموثوقة ولهذا نحن بحاجة اليوم إلى إعادة قراءة تاريخ تأسيس بلادنا والاهتمام به وأرى أن تكون لجان على مستوى عالي ورفيع من وزارة الإعلام ووزارة الثقافة ووزارة التعليم ودارة الملك عبدالعزيز والمؤرخين والمعنيين بهذه البلاد بأن يكون هناك عناية واحتفائية بهذه المناسبة وربط طلابنا وأجيالنا ونشئنا بهذه القيم الوطنية المهمة والسعي نحو ترسيخها بالشكل الذي يليق بمكانتها في نفوس أبناء وبنات المملكة العربية السعودية بل وأبناء العالم الإسلامي والعالم الإنساني بأسره.


وفي الختام دعا معاليه بأن يحفظ الله علينا ديننا وعقيدتنا وقيادتنا وأن يديم الأمن والاستقرار ويجزي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين خير الجزاء على العناية بتذكيرنا وربطنا ونحن نرفع التهنئة باسم أبناء المملكة العربية السعودية للقيادة الرشيدة على هذا القرار.

أشاد معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بأن يكون يوم (22 فبراير) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، ويسمى (يوم التأسيس)، وقال معاليه جاء الأمر ليؤكد العمق التاريخي والحضاري لدولتنا المباركة، فهو يوم راسخ يحمل دلالات تاريخية أمتدادا لأكثر من ثلاثة قرون.

وأوضح معاليه أهمية يوم التاسيس وأنه يوم تاريخي في ذاكرة الوطن وعمق التاريخ وتأصيل لجذور المملكة العربية السعودية التاريخية الراسخة منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى، ثم الدولة السعودية الثانية، ثم الثالثة التي أرساها الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – تغمده الله بواسع رحمته-، وأبناؤه البررة من بعده الذين ساهموا في بناء وازدهار هذه البلاد المباركة.

وأكد الشيخ السديس أن يوم تأسيس المملكة هو بداية تقدمها وازدهارها، حيث منًَ الله علينا بالوحدة والتلاحم بين ولاة الأمر حفظهم الله-،وأبناء هذا الوطن الكريم والمعطاء، حيث يرسخ هذا اليوم في نفوس أبنائنا حب الوطن وشرف الانتماء له.

وأضاف معاليه أن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وهي تُعنى بالإسلام وتتخذ من الكتاب والسنة دستوراً لها، وتسير على نهج السلف الصالح، وتقوم على رعاية وخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، داعياً الله عز وجل أن يحفظ بلادنا ويديم عليها أمنها ورخاءها واستقرارها.