الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11803)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(4 أصوات)
أمّ إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري المصلين في صلاة الجمعة بالمسجد الحرام واستهل فضيلته خطبته

بالحمدُ للهِ الذي علَّمَ بالقلمِ، عَلَّمَ الإنسانَ مَا لم يعلمْ، هَدانَا للإسلامِ فجعلنَا خيرَ الأممِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، المبعوثُ رحمةً للعالمين، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليهِ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، والتابعين ومَنْ تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ.
أما بعدُ:
فأوصيكُم أيها الناسُ ونفسي بتقوى اللهِ، فالتقوى هدايةٌ منَ الضلالةِ، ونجاةٌ منَ الجهالةِ، {وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ}.

معاشرَ المسلمين:
وقال فضيلته إن للعلمِ في الإسلامِ منزلةً عُظمى، ومرتبةً كُبرى، يبلغُ العبدُ بهِ منازلَ الأبرارِ، في جناتٍ تجري منْ تحتهَا الأنهارُ، قالَ تعالى: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ}، فالعلمُ أفضلُ ما أُفنيتْ فيهِ الأعمارُ، وأُنفقتْ فيهِ الأموالُ، فهو الطريقُ إلى معرفةِ اللهِ وخشيتِهِ، وتعظيمِهِ ومخافتِهِ، قالَ تَعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، ولكلِّ ساعٍ إلى النجاةِ وصولٌ، وإنَّما الوصولُ إحكامُ العَملِ بأحكامِ العِلْمِ المنقولِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الجَنَّةِ». رواهُ مسلمٌ.

عبادَ الله:
إنَّ العلمَ حياةُ القلوبِ، ونورُ البصائرِ والعقولُ، بهِ يُطاعُ الله ويُعبدُ، ويُذكرُ ويحمدُ، وبهِ توصلُ الأرحامُ، ويُعرفُ الحلالُ منَ الحرامِ، طلبُه قُربةٌ، وبذلهُ صدقةٌ، ومدارستُهُ عبادةٌ، ولذا جاءتْ نصوصُ الوحيين متضافرةً في بيانِ فضلِهِ، وما أُعدَّ لأهلِهِ، قالَ تَعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، وعن مُعَاوِيَةَ قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ». رواه البخاريُّ ومسلمٌ.

أيها المسلمون:
إن العِلمَ بالكتابِ والسنةِ هو الأصلُ الذي تُبنى عليه سائرُ العلومِ، وعلماءُ الشريعةِ الراسخون همْ ورثةُ الأنبياءِ، وهم الأخيارُ الأصفياءُ، والأئمةُ الثقاتُ، والأعلامُ الهداةُ، والأدلّاءُ الذين يُهتدى بهم في المُلماتِ، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي اللهُ عنهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرِثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ». رواه أحمد، فمِنْ سلكَ الطريقَ بلا علمٍ، وقطعَ مفازةَ الحياةِ بلا بصيرةٍ وفهمٍ، فقدْ سلكَ عسيراً ورامَ مستحيلاً، إذ لا يستطيعُ المرءُ أنْ ينفعَ نفسَهُ، أو يقدِّمَ خيراً لمجتمعِهِ إلا بالعلمِ، فبالعلمِ تُبنى الأمجادُ، وتُشيّدُ الحضاراتُ، وتسودُ الأممُ، وما فشَا الجهلُ في أمةٍ منَ الأممِ إلا قَوَّضَ أركانَهَا، وصدَّعَ بنيانَهَا.

أمةَ الإسلامِ:
وأضاف فضيلته إنَّ ديننَا الحنيف كما فرضَ طلبَ العلومِ الشرعيةِ، فإنه حثَّ على اكتسابِ العلومِ الكونيةِ؛ التي بها صلاحُ الإنسانِ وعمارةُ الأرضِ، قالَ تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}، ومنْ محاسنِ هذا الدينِ وكمالِهِ أنهُ جاءَ بالأخلاقِ العاليةِ، والمبادئِ الساميةِ، التي تحكمُ الحياةَ وعلومَهَا، وتضمنُ استقرارَهَا واستمرارَهَا، محققةً المقاصد الكبرى والغاياتِ العظمى، التي أرادَهَا اللهُ تَعالى، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ». رواه البيهقيُّ.
فاتقوا اللهَ - عبادَ الله - واستزيدُوا منَ العلومِ أنفعهَا، ومنَ المعارفِ أفضلهَا، ومنَ الأخلاقِ أكملهَا، والتزمُوا بمنهجِ ربِّكُم، تصلحُ حياتُكُم، وتزكُوا نفوسُكُم، وتفوزوا برضَا ربِّكُم.

عبادَ الله:
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ والسنةِ، ونفعني وإياكُم بما فيهما منَ الآياتِ والحكمةِ، أقولُ ما سمعتُم، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، فاستغفرُوه إنهُ هو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ نبيِّنَا محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبِهِ ومَنْ والاهُ، أما بعدُ:

معاشرَ المسلمين:
أوشكتِ الإجازةُ على الانقضاءِ، وأيامُها على الانتهاءِ، غَنِمَ فيها قومٌ، وفرَّطَ آخرونَ، وها نحنُ على مشارفِ عامٍ دراسيٍّ جديدٍ، تستأنفُ فيه رحلةُ العلمِ والمعرفةِ، وتنطلقُ مسيرةُ التعليمِ في طريقِ الرُّقي والازدهارِ والعِزَّةِ والافتخارِ.
واعلموا - رحمكم الله - أنَّ المؤسساتِ التعليمية إنما أُنشئتْ لتكونَ مناراتٍ للهُدى، وأبوابًا للخيرِ، ونماءً للعلمِ، وزكاءً للنفسِ، وتأسيسًا للفضيلةِ، فعلينا أنْ نستشعرَ هذه المسؤوليةَ العظيمةَ، وأنْ تتحدَ جهودُنَا لتحقيقِ تلكَ الأهدافِ الساميةِ، والغاياتِ النبيلةِ، وأنْ يكونَ مدارُ أعمالِنَا على الإخلاصِ؛ فما كان للهِ يدومُ ويتصلُ، وما كانَ لغيرهِ ينقطعُ ويضمحلُ، فإنما الأعمالُ بالنياتِ، يقولُ ابنُ المباركِ رحمه الله: «أَوَّلُ العِلْمِ النِّيَّةُ، ثُمَّ الِاسْتِمَاعُ، ثُمَّ الفَهْمُ، ثُمَّ الحِفْظُ، ثُمَّ العَمَلُ».

معاشرَ المعلمينَ والمعلماتِ:
وبين فضيلته إنَّ التعليمَ مِهنةٌ جليلةٌ، تقلَّدهَا الأنبياءُ، وورثَهَا العلماءُ، وقامَ بها الأخيارُ والصلحاءُ، فطوبى لمن عَرَفَ حقَّهَا، وبذلَ الوسعَ في إتقانِهَا، فالتعليمُ رسالةٌ وأنتم حملتُهَا، وعليكمْ بعدَ اللهِ تُعقدُ الآمالُ، وتُحطُّ عندكمْ الرِّحَالُ، فبينَ أيديكمْ عقولُ الناشئةِ، فأغنوهُم بالعلومِ النافعةِ، وأَقْنُوهُم بالوصايا الجامعةِ، وابذلوا قصارَى جهدِكُم في التربيةِ على الأخلاقِ الفاضلةِ، والآدابِ الزاكيةِ، والمكارمِ الساميةِ، واغرسُوا في القلوبِ الولاءَ للهِ ولرسولِهِ ، ثم السمعَ والطاعةَ لولاةِ الأمر، واحرصُوا على تعزيزِ الانتماءِ للوطنِ، والمحافظةِ على ثقافتِهِ ومقدراتِهِ، والسعي لتحقيقِ رؤيتِهِ وتطلعاتِهِ.
يا مصابيحَ العلمِ والنورِ، لقدْ كانَ نبيُّكم ﷺ في تعليمِهِ حليماً رفيقاً، رحيماً شفيقاً، ييسِّرُ
ولا يُعسِّرُ، يبشِّرُ ولا يُنفِّرُ، فعنْ معاويةَ بنِ الحكمِ رضيَ اللهُ عنه قالَ: «فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ
مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَاللهِ، مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي». رواه مسلمٌ.

معاشِرَ الآباءِ والأمهاتِ:
وختم فضيلته ربُّوا أبنائَكُم وبناتِكُم على حُبِّ العلمِ وإجلالِ العلماءِ، وعلِّمُوهُم أنَّ الأدبَ قبلَ العلمِ رفعةٌ وسناءٌ، فهذه والدةُ الإمامِ مالكٍ كانتْ تُلبسُهُ أحسنَ الثيابِ، ثمَّ تقولُ لَه: اذهبْ إلى ربيعةَ فتعلَّمْ مِنْ أدبِهِ قَبلَ علمِهِ.
واعلمُوا - رحمكم اللهُ - أن لكم في التربيةِ والتعليم الجانبَ الأكبرَ، والحظَّ الأوفرَ، فإنَّ
أولادَكُم ودائعُ عندَكُم، قالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». متفقٌ عليهِ.

فاللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صليتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ في العالمين إنكَ حميدٌ مجيدٌ، وباركْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ في العالمين إنكَ حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم عنِ الخلفاءِ الراشدين الأئمةِ المهديين: أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ، وارضَ اللهم عنِ الصحابةِ أجمعين، وعنِ التابعين، ومَنْ تبعهُمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهُم بمنِّكَ وكرمِكَ وإحسانِكَ يا أكرمَ الأودنيانَا وأهلنَا وأموالنَا، واسترْ عوراتِنَا وآمنْ روعاتِنَا، وفرِّجْ همومَنَا، ونفِّسْ كُروبَنَا، واقضِ ديونَنَا، واشفِ مرضانَا، وارحمِ اللهمَّ موتانَا.
اللهمَّ آمِنَّا في أوطانِنَا، وأيِّدْ بالحقِ إمامَنَا ووليَّ أمرِنَا خادمَ الحرمين الشـريفين الملكَ سلمانَ، ووليَّ عهدِهِ الأميرَ محمدَ بنَ سلمانَ، واجزِهم عنَّا وعنِ البلادِ والعبادِ وعنِ الإسلامِ والمسلمين خيرَ الجزاءِ، ووفِّقْ جميعَ ولاةِ المسلمين لكلِّ ما تُحبُّ وترضَى، وخُذْ بنواصيهِم للبرِّ والتقوى.
اللهمَّ انصرْ رجالَ أمنِنَا وجنودَنَا على ثغورِنَا، واحفظْهُم بحفظِكَ، وتولَّهم بعنايتِكَ، واكلأْهُم برعايتِكَ.
اللهمَّ كُنْ للمستضعفينَ منَ المسلمين في كلِ مكانٍ، واجعلْ لهمْ مِنْ كلِّ همٍّ فرجاً، ومِنْ كلِّ ضيقٍ مخرجاً، ومِنْ كلِّ بلاءٍ عافيةً.
اللهمَّ آتنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنَا عذابَ النارِ.
سبحانَ ربِّكَ ربِّ العزةِ عما يصفونَ، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
IMG 20240816 134227 400



قيم الموضوع
(4 أصوات)


أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ أحمد بن طالب حميد في خطبة الجمعة المسلمين بتقوى الله تعالى قال جل من قائل ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) .

وقال فضيلته: يقول الله جل وعز: (للَّهُ خَلِقُ كُلِّ شَيء وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيء وَكِيل لَّهُ مَقَالِيدُ لسَّمَوَتِ وَلأَرضِ وَلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَايَتِ للَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ لخَسِرُونَ).، فكل خلق الله بأمره، وتحت سلطانه وقهره، وبمقتضى علمه وقدره؛ فلا الأسباب تخلق، ولا الأعمال ترزق، ولا الأدواء تعدي، ولا الأهوال تردي، ولا الأقوات تغذي، ولا الطبيب يشفي، ولا العائل يكفي.

ونوه فضيلته أن الله سبحانه شرع الأسباب رحمة بخلقه، وأقام حياتهم على مقتضى سنن حكمته وحكمه، وعلق بها آثارها، وأظهر في البرية أسرارها، وبث في الخلق علومها، وأورثهم فهومها، فمن أخذ بأسباب الخير ورث خيرًا، ومن أخذ بأسباب الشر ورث شرًا.

وأضاف فضيلته: صح الخبر عن سيد البشر أنه لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا نوء ولا صفر؛ فلا العدوى تخلق الأدواء، ولا مع حركة الطير شر ولا خير، ولا البوم والغراب تأتي بالخراب، ولا الأنواء والنجوم تنزل بسيب الغيوم، ولا حلول شهر صفر يحل مشؤوم الأثر؛ وصحت الأخبار عن النبي المختار في اجتناب أسباب الأذى والهلاك، كمقاربة المجذوم، والورود على بلد الوباء، فالفرار من القدر بالقدر، والتوكل على الصمد البر.

وبيّن فضيلته أنه من انقبض عن شي أقبل عليه لحال شهده أو قال سمعه، فلا يصدنه، وليتوكل على مولاه، وعليه بلا حول ولا قوة إلا بالله فإنها رأس التوكل وكنز العبد في الجنة، وليقل اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك، فإن قعدت ولم تمض فقد طعم قلبك طعم الإشراك.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: اعلموا أن من مشروع الأسباب أن يتحول المرء عن دار أو زوج أو دابة أو تجارة أو حال، لا يجد خيرها ولا يأنس بركتها، أو وجد معها النقص والمحق والضرر، مع استقامة الأسباب ظاهرًا؛ واعلم عبدالله أن كل زمان شغلته بطاعة الله فهو بركة ستجد أنوارها، وكل زمان شغلته بمعصية الله فهو شآمة ستذوق مرارتها؛ وفر من مواطن الآثام ومواقع الحرام فرارك من سيء الأسقام؛ وكما أنه لا يمنع حذر من قدر، فإن الله يمحو بالدعاء ما يشاء، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".
GUiFiVTXsAA5LAiGUiFiVUXcAA9CDo
قيم الموضوع
(1 تصويت)


أمّ إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة المصلين في صلاة الجمعة بالمسجد الحرام واستهل فضيلته خطبته قائلًا: أيُّها المسلمونَ...خلقَ اللهُ النفسَ البشريةَ، وأودعهَا طبائعَ وأخلاقاً، لتكونَ أكثرَ اِئتلافاً واتِّفاقاً، لِما يعرضُ لها في دينِها ودُنياها. فالحُبُّ والبُغضُ، والرِّضا والسُّخْطُ، والحِلْمُ والجَهْلُ، والأَناةُ والعجلَةُ، والجُودُ والبُخْلُ، كلُّ أولئكُمُ وغيرُها من الأخلاقِ ممَّا جُبلتْ عليهِ تلكَ النفسُ ولابُدَّ، ولم يخلُ منهَا مهمَا عَظُمَ أحدٌ.

ولقدْ جاءَ أمرُ اللهِ لعبادهِ تَشْريعًا وتَكْلِيفًا، بِتزكِيَة هذه النفسِ وتَهذِيبِهَا، لِيُسْلَكَ بها سَبِيلُ المُتَّقِينَ، ويُنْتَهَجَ بها نهْجُ الصَّالِحينَ المُصْلِحِينَ، ألا وإنَّ مِن أعظَمِ هذهِ الطَّبائعِ أثراً على العبادِ، خُلُقَ الإِلْفِ والِاعْتِيادِ، وهُوَ في ذاتِهِ خُلُقٌ يَدُلُّ على استكمالِ النِّعَمِ ودوامِها، وثُبُوتِها واستقرارِها، واستمرارِها واستمرائِها، وهُوَ لعَمْرُ اللهِ خُلُقٌ ينبَغِي أن يدفَعَ بالمؤمنِ إلى مَزيدٍ مِن الشُّكرِ والاِعترافِ، والتَّوْبةِ والاِزْدِلافِ.

الإلفُ عبادَ اللهِ، هو المقوِّمُ الأكبرُ الَّذِي يقفُ وراءِ ثباتِ العبدِ على الاستقامةِ، والباعثُ لهُ على السيرِ على منهاجِ الصَّلاحِ والدِّيانةِ، إذا ما عوَّدَ صاحبَهُ على الطاعةِ، وربَّاهُ على البِرِّ والعبادةِ، فيألَفُ العباداتِ، ويعتادُ فعلَ الخيراتِ، مِن صلاةٍ، وصيامٍ، وصدقةٍ، وتِلاوَةٍ للقرآنِ، وصِلةٍ للأرحامِ، وسعيٍ في تَفريجِ الكُرُباتِ، وقضاءِ الحاجاتِ، وصُنعِ المعروفِ وإغاثةِ الملهوفِ، وهذا إلفٌ محمودٌ، مرغَّبٌ فيهِ مقصودٌ، يُشكرُ عليهِ صاحبُهُ، ويزدانُ بهِ حائزُهُ، حينَ يقودُ نفسَهُ لدروبِ الطاعاتِ، فتصبحُ لهُ عادةً، يصعُبُ عليهِ انفكاكُهُ منهَا، ولا يَتَصَوَّرُ نفسَهُ بدُونِها، وهذَا وأَيْمُ اللهِ لهو التَّوفِيقُ للهِدَاية وللبِرِّ، ولِلصَّلاحِ وطِيبِ الأثرِ.

ومِن أضربِ الإلفِ المحمودِ عبادَ اللهِ: ما أودعهُ اللهُ في الإنسانِ من تعوُّدٍ على المصائبِ، وقُدرةٍ على تحمُّلٍ للمتاعبِ، ولولَاهُ لما صفتْ حياةُ أولئكَ الذينَ نزلتْ بهِمُ الشدائدُ، وأحاطتْ بهِمُ المُدلهِّماتُ؛ لأنَّ صدمةَ المصيبةِ إنَّما تؤلـِمُ أوَّلَ حدوثِها، كما قال  : « ‌إِنَّمَا ‌الصَّبْرُ ‌عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى.» متفقٌ عليهِ، ثُم ما إن تلبَثُ حتَّى تخِفَّ وطأتُها، ويسهُلَ أمرُها، فتتقبَّلُها النفسُ وترضَى بها، تسلِيمًا للهِ وإذعانًا، ورِضًا بقضاءِ اللهِ وقَدرِهِ وإيماناً، وهذهِ مِن النِّعمِ الَّتي تستوجبُ الشكرَ، ذلكَ أنَّ المصائبَ لا يدومُ أثرُها، إذاً فتتنغَّصُ حياةُ أصاحبِها، ويعسُرُ عليهِم قَبولُها.

عبادَ اللهِ: وهناكَ إِلفٌ مذمومٌ، صاحبُهُ ملومٌ، وهو إلفُ نِسيانِ النِّعمِ، والغفلةُ عن ذكرِها وشُكرِها، وذلكُمْ هو بَريدُ كُفرانِها، المُؤذنُ بزوالِها، فلا يَعتَرِفُ للهِ بنعمَةٍ، ولا يُقِرُّ له بِمنَّةٍ، ورُبَّما نَسبَها إلى نفسِهِ وإلى آبائِه وأجدادِهِ، كُفرًا منهُ وجُحودًا، ومعالجةُ ذلكَ، إنَّما تكونُ بالحرصِ على عَدِّ النِّعمِ واستشعارِها، والاعترافِ بها للمُنعمِ وادِّكارِها، وإعقابِ ذلكَ حمدًا وشكرًا، قولًا باللِّسانِ وفعلًا.

واستهل فضيلته خطبته الثانية قائلاً أمَّا بعْدُ: فاعلمُوا رحمكُمْ اللهُ أنَّ أَقْبَحَ أنواع الإلفِ: إِلْفُ المَعْصِيَةِ واعتيادُها، والتغافُلُ عن شُؤمِها وبلائِها، وأشنعَ مِن ذلكَ: عدَمُ التأثُّمِ مِن فعلِهَا، وعدَمُ التأَلُّمِ من مُقارفَتِها، حتَّى تُصبِحَ كأنَّها مِن قَبِيل المُباحاتِ، حينهَا يُختمُ على قلبِ صاحِبها، وهذِهِ لعمرُ اللهِ مِن أعظَمِ العُقوباتِ، الَّتي تستنزِلُ غضبَ رَبِّ الأرْضِ والسَّماواتِ.

والشفاءُ من ذلكَ عبادَ اللهِ: بأوانِ الأَوْبةِ، ودوامِ التَّوبةِ، حتَّى تبقَى في النفسِ وحشَةٌ مِن كُلِّ معصيَةٍ وخطيَّةٍ، ونُفرةٌ مِن كُلِّ زَلَّةٍ ورَدِيَّةٍ، وذلكَ من أماراتِ الإيمانِ، في جامعِ الترمذيَّ وصححَهُ، قال : « ‌مَنْ ‌سَرَّتْهُ ‌حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ ».
IMG 20240809 134214 302IMG 20240809 134223 744IMG 20240809 134232 840
قيم الموضوع
(4 أصوات)
أم إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ المصلين في يوم الجمعة بالمسجد النبوي واستهل خطبته قائلًا: إن الإنسان تمر به في هذه الحياة من آيات الله الكونية ما ينبغي أن يتخذ منها العبر والعظات، فها هو فصل الصيف نمر به وبحرارته الشديدة مما يجعل الناس يلجؤون لأسباب مختلفة تقيهم شدة الحرّ وقسوته هذا وهم في دنيا زائلة ودار فانية فكيف بدار القرار وأن مصيرها إما جنة لا تفنى أو نار تتلظى.

مضيفاً: إن العاقل من ينتهز الفرص حين تمر سنن الله الكونية وآياته الباهرة، فيستعد لدار الجزاء بكل ما يرضي به مولاه ويكون سبباً للفلاح السرمدي والفوز الأبدي، وشدة حرارة الصيف يجب أن تذكرنا لما بعد النقلة من هذه الدار إلى دار فيها الأهوال المفزعة والمشاهد المرعبة وقال تعالى: وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81).

وأوصى فضيلته من أسرف على نفسه بالعصيان، المسارعة بالتوبة الصادقة إلى الرحمن قبل فوات الأوان، فتذكر أيها الغافل عن حقوق خالقك ، تذكر باشتداد الحرّ المواقف العصيبة ، والأهوال المفزعة عند الانتقال من هذه الحياة الزائلة يقول جل وعلا: ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين.

 وأكد آل الشيخ أنه لا فلاح إلى لمن حافظ على المفروضات ولا نجاة إلا لمن خاف مقام ربه، فاجتنب الموبقات والسيئات قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)، وتذكروا أيها الناس حرّ الدنيا وحرّ النار الكبرى فخذوا حذركم بالأعمال الصالحة والبعد عما يغضب الله جل وعلا، واتعظوا بالآيات الربانية الكونية والشرعية فمن اتعظ واعتبر واستجاب واتقى، كان برحمة ربه في فلاح دائم وفوز عظيم.
b8618765 5127 4295 a570 f8b35a1200a25aaf529e 112a 4eca 8026 3f1070f0cecf73f374ea 7f30 4698 9b2e deb26619b23a
قيم الموضوع
(1 تصويت)
أم إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عواد الجهني المصلين في يوم الجمعة بالمسجد الحرام واستهل فضيلته خطبته قائلًا: أيها الناس اتقوا الله حق التقوى، وراقبوه مراقبة من يعلم أنه يسمع ويرى، واستمسكوا بالعروة الوثقى، و آثروا ما يبقى على ما يفنى، فالآخرة باقية، والدنيا فانية، وارغبوا فيما عند الله، فما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.

مضيفاً: ما أحوج المسلمين في هذا الزمن المملوء بالفتن والإحن والمحن المملوء بالحقد والضغائن ، المحفوف بالعقوبات والأخطار ما أحوجهم إلى تقوية الصلة بالله للتغلب على عوامل الفساد ودعاة الهلاك ، وإن أقوى الصلات بالله -عز وجل - وأقربها إليه هي الصلاة، فالصلاة قوة لها نفوذ  تنفذ إلى أعماق النفس وإلى أحاسيس الضمير تطهر من الخبائث والفواحش ، يستعين بها المسلم على نفسه وشهواته وشيطانه , وهي وسيلة من وسائل الشكر لله سبحانه وتعالى، على ما أنعم على العبد من نعم لا تعد ولا تحصى، فواجب على العبد المسلم، أن يظهر للإله المنعم المتفضل، الخضوع والعبودية بأداء الصلاة التي فرضها عليه، تعبيراً عن شكر الله تعالى، وإقراراً بربوبيته، واعترافاً بفضله ونعمه.

 وأكد فضيلته أن الصلاة هي عماد الدين الأرفع، وأن من حافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع قال تعالى : ﴿ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ﴾ وقال تعالى :( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) وأنها بعد الشهادتين أعظم أركان الدين اعتباراً وثبوتاً، وكرر الله تعالى ذكرها في القرآن الكريم معرفا بالألف واللام سبعا وستين مرة في ثمان وعشرين سورة ، تارة يأمر بإقامتها وأدائها في أوقاتها المختصة بها على أكمل وصف قال تعالى: ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) ، وتارة يمدح فاعلها ويثني عليه وما يناله من الأجر والثواب، وتارة يذم تاركها ويبين عقوبته.

فاتقوا الله وأحسنوا صلواتكم، يحسن الله أحوالكم ، واطمئنوا في الركوع والسجود والاعتدال بعد ركوعكم وبين السجدتين في القعود ، فإن الإخلال بالطمأنينة مبطل للصلاة قطعاً ، والمصلي بغير اطمئنان وسكون في الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، ألا وإن روح الصلاة الخشوع والخضوع وعمادها تدبر القراءة في القيام وتدبر التسبيح في السجود والركوع، ولعظم شأن الصلاة فإنها لا تسقط عن العاقل البالغ بحال ولا تترك إلى الكفاءة والإبدال ولا تجزئ فيها النيابة ولا عذر للمكلف في تركها ولو في حالة القتال، والمحافظ على الصلاة في الجماعة يُشهد له بالإيمان، ومن ترك فعلها جماعة في بدو أو قرية فقد استحوذ عليه الشيطان.   

وفي ختام خطبته أوصى الدكتور الجهني عباد الله: أن امتثلوا المأمور، واجتنبوا المحظور، وأمروا أولادكم وأهليكم بأدائها والمحافظة عليها، فإنكم عنهم مسؤولون، وأعدوا زاداً كافياً ليوم البعث والنشور، ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور، وجعلني الله وإياكم ممن تاب وأناب وغفر لنا بمنه وكرمه و وقانا سوء الحساب.
964bdfc9 0719 422c 997a 40c98678d3959d54f7bd c710 462f afa5 87c57364c818499eea55 44b8 4112 bf48 c6c4353a136e80b74046 f3d9 464b a4d1 4a2e4b04ed9da85a6189 f2db 4b01 a593 8dae97f79c00
قيم الموضوع
(1 تصويت)
أم إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم المصلين بالمسجد النبوي واستهل فضيلته خطبته: اتقوا الله عباد الله حق التقوى، وراقبوه في السرّ والنجوى، فلقد بعث الله رسله ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، فمن أجابهم خرج إلى نور الهداية، ومن لم يحبهم بقي في ظلمة الجهل والغفلة عن نفسه وكمالها؛ والغفلة عن الدين والدار الآخرة أصل الشرور، ومن أعظم أمراض القلوب، ويحرم بها العبد خير الدنيا والآخرة، ولذّة النعيم فيهما، ولا يدخل النقص على العبد إلّا من بابها.

وأضاف فضيلته: وقد أخذ سبحانه على بني آدم الميثاق بأنّه ربّهم ومعبودهم وحده لئلًا يعتذروا بالغفلة، وأنزل تعالى القرآن قطعًا لحجّتها، ونهى الله رسوله أن يكون من الغافلين فقال: ولا تكن من الغافلين" وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوّذ منها بقوله:" اللهم إنّي أعوذ بك من العجز والكسل، والبخل والهرم، والقسوة والغفلة"(رواه ابن حبّان). وأمر الله رسوله بإنذار الناس قبل أن يتحسّروا على غفلتهم، وأخبر سبحانه باقتراب حساب الناس ليستيقظوا من غفلتهم "اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون" وذمّ من يعلمون ظاهرًا من الدنيا وهم غافلون عن الآخرة؛ وكلّ أمّة انقطع عنها الإنذار وترك فيها التذكير تقع في الغفلة "لتنذر قومًا ما أنذر آباؤهم فهم غافلون" وأخبر الله أنّ كثيرًا من الناس عن آياته غافلون.

وتابع فضيلته: ومن أسباب الغفلة حبّ الدنيا والركون إليها، وتقديم محابّها على الآخرة؛ قال بعض الحكماء" من نظر إلى الدنيا بغير العبرة؛ انطمس من بصر قلبه بقدر تلك الغفلة"، والإعراض عن تلاوة القرآن وذكر الله يوجب الغفلة ومت القلب، قال النبي صلى الله عليه وسلم "مثل الذي يذكر ربّه والذي لا يذكر ربّه، مثل الحي والميت" (متفق عليه)، ومآل ترك الجمعات تهاونًا وكسلًا يوجب الغفلة، وصحبة الغافلين سبيل لها، وقد نهى سبحانه عن صحبتهم، وعن طاعتهم والقبول منهم (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا). ومن الاغترار أن يسيء العبد فيرى إحسانًا؛ فيظنّ أنّ قد سومح، وربما رأى سلامة بدنه وماله؛ فظنّ أن لا عقوبة عليه، وما علم أن غفلته عمّا عوقب به من أعظم العقوبة، والسلامة من الغفلة أمرٌ عزيز؛ فقد تلحق العبي التقيّ، ولكنّه سرعان ما ينتبه ويتذكر فيتوب، قال تعالى" إنّ الذين اتقوا إذا مسّهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون".

وأشار فضيلته: واليقظة من الغفلة أول مفاتيح الخير؛ وتتحقق بامتثال أوامر الله ورسوله، ومما يوقظ منها تلاوة كتاب الله العظيم؛ (هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين)، والمحافظة على الصلوات الخمس مما ينجي من الغفلة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:" من حافظ على هؤلاء الصلوات المكتوبات؛ لم يكتب من الغافلين" (وراه ابن خزيمة)، وقيام الليل ولو بآيات قليلة زكاةٌ من الغفلة، قال النبي صلى الله عليه وسلم:" من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين" (رواه أبو داود)، وحِلق القرآن والسنة ومجالس العلم تزيل الغفلة عن القلوب؛ قال ابن القيّم رحمه الله:" مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشياطين، فلتخيّر العبد أعجبهما إليه، وأولاهما به؛ فهو مع أهله في الدنيا والآخرة"، والغفلة حجاب بين العبد وربّه، والذكر يزيل ذلك الغطاء، ويطرد الشيطان. قال تعالى( واذكر ربك في نفسك تضرعًا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين)؛ وأداء العبادات في الأوقات التي يغفل عنها الناس مما يُنجي من الغفلة، والتوبة سبب طهارة القلب، والسلامة من الغفلة قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إنّ العبد إذا أخطأ خطيئة؛ نكتت في قلبه نكتة- أي نقطة- سوداء، فإذا هو نزع واستغفر وتاب؛ سقل قلبه" أي محيت عنه تلك النقطة (رواه الترمذي)؛ والموت موعظة صامتة، والإكثار من ذكره صلاح للقلب، وسلامة من الغفلة.

وبيّن فضيلته: والشيطان يترقّب غفلة العبد ولا يزال به حتّى يغطي القلب ويعميه، فيكون قلبه الغافل مأوى للشيطان، ومن غفل عن الله؛ عوقب بطمس البصيرة، فيصدّ عن معرفة الله وآياته، وتمييز الحق من الباطل؛ وإذا استحكمت الغفلة؛ فصاحبها لا يفقه ولا يبصر ولا يسمع ولا يعقل، ( لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أظل أولئك هم الغافلون)، وهي سبب انتقام الله من العبد وهلاكه، قال عز وجل: ( فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليمّ بأنّهم كذّبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين). وتوعّد الله الغافلين بالنار، ويوم القيامة يكشف غطاء الغشاوة عن قلوبهم، ويبصرون ما كانوا ينكرون (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد) ويقرّون بغفلتهم ويندمون عليها، (واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذي كفروا يا ولينا قد كنّا في غفلة من هذا) وإذا ولجوا النار أعادوا كرّة الندامة على غفلتهم (يا ويلنا قد كنّا في غفلة من هذا بل كنّا ظالمين).

واختتم فضيلته خطبته قائلًا: فالغافل ليس بمغفول عنّه؛ قال تعالى( وما ربك بغافل عمّا تعملون) وجماع الشرّ الغفلة والشهوة؛ فالغفلة عن الله والدار الآخرة تسدّ باب الخير، والشهوة تفتح باب الشرّ، وكلما كان القلب أبعد من الله كانت الآفات إليه أسرع، وكلّما قرب من الله بعدت عنه الآفات؛ والبعد من الله مراتب، بعضها أشدّ من بعض، ولا خلاص من بلوى المعصية إلا بالتخلّص من الغفلة. ودخول الشيطان على العبد من الغفلة والشهوة والغضب، وصدأ القلب بالغفلة والذنب، وجلاؤه بالاستغفار والذكر، ومن علامة صحّة القلب: أنّه لا يزال يحدو بصاحبه، حتى ينيب إلى الله، ويخبت إليه، ويتعلق به. ومن غفل عن نفسه؛ تصرّمت أوقاته، واشتدّت عليه حسراته؛ فاستدركوا ما فات بما بقى ومن أصلح ما بقي غفر له ما مضى، والرشيد من وقف مع نفسه وقفة حساب وعتاب، ويصحح مسيرتها، ويتدارك زلّتها، ويتصفّح في ليله ما صدر من أفعال نهاره، قال ابن حبّان رحمه الله" أفضل ذوي العقول منزلة: أدومهم لنفسه محاسبة"

584378861714156849058437886171415684915843788617141568492
قيم الموضوع
(1 تصويت)
أم إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس المصلين في يوم الجمعة بالمسجد الحرام واستهل معاليه خطبته قائلًا أيها المسلمون :خير ما يُوصَى به، تقوى الله عَزّ َوجل، فاتَّقوه رحمكم الله؛ فتقواه سبحانه خير الزّاد وأعظم المتاع، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾.
رَأَيْتُ المجْدَ في التَّقْوَى جَلِيًّا                 وَفِيْهَا العِزُّ في دَارِ النُّشُـورِ
فَنِعْمَ الزَّادُ  تَقْوى اللهِ  زَادًا                   وَنِعْمَ الذُّخْرُ في اليومِ العَسِيرِ
 
ونوّه معاليه: إن في تتابع الفصول والمواسم لَمُدَّكَرَا، وتعاقب الأيام والليالي الحواسم لَمُعْتَبَرَا، وفي هذه الآونة يَتَبَدَّى لنا حَرُور من الصَّيْف النَّافِحْ، وتهب علينا رياحه اللَّوَافِحْ، إذ الآمال إلى استِثماره مُشْرَئِبَّةٌ رَانِيَة، والآماق إلى اهتِبَالِه متطلعة حانية، كيف وقد نشر علينا مطارفَه، ونَسَخَ للظل وارفَهْ، ونَثَر في الدُّنا السَّمُومُ، وبسط بشمسه قيْظه الهَجُوم، مما يحمل على الادكار، ويبعث على الاعتبار، ويُذَكِّر بِحَرِّ النار، في الصحيحين من حديث أبي هريرة t أن النبي r قال:"اشتكتِ النار إلى ربها، فقالت: يا رَبِّ أكَلَ بعضي بعضا، فأذِنَ لها بِنَفَسَيْنِ، نَفَسٌ في الشتاء، ونَفَسٌ في الصيف، فأشد ما تجدون من الحَرِّ من سَمُومِ جهنم، وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم"، وفي الصحيحين أيضًا من حديث أبي هريرة t أن النبي r قال:"إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شِدَّة الحر من فيح جهنم".
قال الإمام الحسن البصري: "كل بَرْدٍ أهلك شيئًا فهو من نَفَسِ جهنم، وكل حَرٍّ أهلك شيئًا فهو من نَفَسِ جهنم"، وقال الإمام ابن رجب: "وينبغي لمن كان في حر الشمس أن يتذكر حرها في الموقف، فإن الشمس تدنو من رؤوس العباد يوم القيامة، ويُزاد في حَرِّها، وينبغي لمن لا يصبر على حرِّ الشمس في الدنيا أن يجتنب من الأعمال ما يستوجب صاحبه به دخول النار، فإنه لا قوة لأحد عليها ولا صبر."
نَسِيتَ لَظَى عند ارتكابك  للهوى      وأنت توقَّى حر شمس الهواجرِ
كأنك لم تدفن حميـمًا ولـم تكن         له في سياق الموت يومًا بحاضرِ
رأى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز قومًا في جنازة قد هربوا من الشمس إلى الظل، وتوقوا الغبار، فبكى، ثم قال:
من كان حين  تُصِيبُ  الشمس  جبهته      أو الغبار يخاف الشَّـين والشَّعثا
تجهـزي بجهـازٍ تبلُغـين  بـه              يا نفسُ قبل الرَّدى لم تُخلقي عَبَثَا

وتابع معاليه: وإن مما يُحمد لولاة الأمر في بلادنا حرسها الله، التوجيه الكريم بتقصير الخطبة وتخفيف الصلاة في الحرمين الشريفين؛ فقد جاء مراعيا لمقاصد الشريعة في التيسير ورفع الحرج، وحِرْصًا على صحة وسلامة المُصَلِّين والمعتمرين من حرارة الصيف اللاهب، ولِتُؤكد أن الإنسان أولا،  فجزى الله ولاة أمرنا خير الجزاء وأوفاه على ما قَدَّمُوا للحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزائرين.

وأضاف معاليه: الصيف يحمل في أندائه إجازة صيفية، وهَدْأة نَفْسِيَّة، إثر شواغل الحياة، وكلال المسؤوليات والمهمات، حيث يستريح في مجاليها اللاغبُ والمحرور، ويمتح المكدود من فُسْحَتِها بَرْدَ الهدأة والسرور، ورَوْح الراحة الموفور. فيَا بُشْرَى لِمَن عَمَرَها بالبُرور والطاعات ووشَّاها، ويا سُعْدى لِمَن دَبَّجَها بِخَيْرِ الخَيْرِ وغَشَّاها!!
تَفِيْضُ العُيونُ بِالدُّمُوعِ السَّواكِبِ             ومَا ليَ لا أَبْكِي عَلَى خَيْرِ ذَاهِبِ
عَلَى أَنْفَسِ السَّاعَاتِ لَمَّا أَضَعْتُها             وقَضَّيْتُها  في  غَفْلَةٍ  وَمَعَاطِـبِ
قال الإمام ابن الجوزي :"يَنْبغي للإنسان أن يَعْرِف شَرَفَ زمانه، وقدْر وقته، فلا يُضَيِّع منه لحظة في غَيْرِ قُرْبَةٍ"
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه               وأراه أسهل ما عليه يضيع

وأكدّ معاليه: نَعم -يا عباد الله- إنَّ الفَرَاغ نِعْمةٌ جُلَّى لا يَقْدُر قدْرَها إلا مَنْ سُلِبَها، فَأَنَّى لِعَاقِل يُبَدِّدُ الوقْت الشريف مُتَعطِّلا، ويُمَزِّق الزّمن النَّفيس مُتبطّلا، فَذَاك الذي أَضَاع الفُرَص؛ فَبَاء بالغُصص، واسْتَلْزَم المَقْت والنَّغَصْ، فيا مَن هم في مُنْفَسِح الفَرَاغ، أَلاَ مِنْ ضنين بأوقاتِه وسَاعاته، ألا مِن مُعْتبِرٍ بِفَوَاتِ شهوره وسَنَواته، ألا من مدكر بمرور أيامه ولحظاته!!
ثُمَّ انْقَضت تلك السّنُون وأهْلُهَا      فكأنَّهـا وكأنّهـم أحْـلامُ
يشهد لذلك أكمل الهدي، هَدْي نبينا محمّدٍ r، فقد كانت أوقاته خير مثالٍ يُقْتَدى، وترويحه أزكى دليل يُحتذى، توسُّطًا واعتدالا، وسُموًّا وكمالا، فقد كان –بأبي هو وأمي- r أظهر الناس حزمًا ولُطفًا، وأوفاهم أُنسًا وعطفا.
ألا فاستمسكوا بهديه، واقتفوا سنته r، واعتزوا بإيمانكم وتوحيدكم وهويتكم، تصافوا، وتصالحوا، تراحموا، وتسامحوا، تفوزوا وتغنموا، وتفلحوا وتنعموا.  ﴿قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ~ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾، بارك الله لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإياكم بهدي سيد الثقلين، أقول هذا القول من غير حول لي ولا طول، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولكافة المسلمين من كل خطيئة وإثم، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي لغفور رحيم.

واستهل معاليه خطبته الثانية قائلًا: فاتقوا الله عباد الله واغْنَمُوا الأوقات قبل الفوات، وبالخيرات دَوْمًا فَاعْمُروها، واعْتبِروا زوال هذه الدُّنيا بِانقضاءِ الإجازات، أَلاَ فاعْبُرُوها.

وأضاف معاليه: ومع الانْسِرَابِ في صَوَارِف الإجازة الصيفية التي تخلع على المجتمعات مظاهر البهجة والاسترواح، ومطارف الحَبْرة والانشراح خاصة مَنْ عَزَمُوا على إقامة مناسبات الزواج والأفراح؛ فالله الله في رعاية الضوابط والآداب الشرعية في هذه المناسبات، من الاقتصاد والترشيد وحسن الطاعة، والبُعد عن الإسراف والتبذير والبذخ وسائر المعاصي، والجِدُّ في معالجة ظواهر العنوسة، وغلاء المهور، ونحوها ما يتعلق بمناسبات الأفراح.
 
واختتم معاليه خطبة الجمعة بقوله: ومع مرور الأعوام فإن قضية المسلمين الكبرى في فلسطيننا وأقصانا المبارك تظل في وجدان الأمة شاهدا لها على اهتمامها بالقضايا الكبرى، وإيجاد الحلول الناجعة لحلها، والنَّأي عن الصراعات والنزاعات، والعمل على إحلال السلام والاستقرار، والله المسؤول أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، ويُحَقِّقْ لنا فيما يُرضيه التطلعات والآمال، وأن يجعل حاضر أيامنا خيرًا من ماضيها، ومستقبلها خيرًا من حاضرها.

AB9I81275843788617141568486

قيم الموضوع
(1 تصويت)

 

أم إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي المصلين بالمسجد النبوي واستهل فضيلته خطبته: عن الحقوق والواجبات بين الزوجين، والمعاشرة بينهما بالمعروف، وتبادل الاحترام والمودة والرحمة، قائلاً: "إنه مما يثلج الصدر ويبهج النفس، مناسبات الزواج التي يقترن فيها شاب بفتاة بميثاق غليظ، ورباط شرعي لبناء أسرة وتأسيس لبنة تشد أزر المجتمع وتقوي أركان الوطن، تترعرع في ظل أجواء هادئة هانئة تغذيها المودة والرحمة".

 

وأوضح أن مما يعزز السعادة، ويعمق الاستقرار في الزواج فهم الحقوق والواجبات وحدود المسؤوليات بين الزوجين، مبيناً أن البيت الذي يشع بالإيمان، ويظلله الدين، ويضاء بالطاعة بيت يخرج نباته طيب بإذن ربه ولو بعد حين، مستشهداً بقوله تعالى: (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).

 

وأضاف أن البركة إذا حلت في البيوت والأسرة والحياة، ترادف الخير، ونفر الشيطان منها، موضحاً أن أهم أسبابها قراءة القران، وإحياء ذكر الله والصلاة، مستشهداً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم، ولا عشاء» رواه مسلم.

 

وذكر فضيلته، أن مما يقرب الأرواح، ويقوي أواصر المحبة بين الأزواج، المعاشرة بالمعروف، فهي قاعدة في أسلوب الحياة، ومنهج تعامل في الحياة الزوجية، قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، وحسن العشرة: تكون بطيب القول، وحسن الفعل، والتلطف في المعاملة، وتوسيع النفقة، ولين الجانب، وإدخال السرور، والعفو والتسامح، وضبط النفس، والتحكم في الغضب، مضيفاً أن من المعاشرة بالمعروف حفظ الأسرار، وستر الخلافات، والابتعاد عن التجسس وكل ما يفضي إليه، وعدم البحث في العيوب، وتتبع العورات وكشف المستور، مورد قوله عليه الصلاة والسلام (إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم) رواه البخاري ومسلم.

 

وحذر فضيلته، من سوء الظن بين الزوجين، فهو من آفات الحياة الزوجية الذي يفضي إلى الاتهام بغير بيّنة، داعياً الأزواج إلى الرقي في المعاملة، وتعلم فن التغافل، وعدم الإيغال في تفاصيل الأمور الصغائر، والترفع عن سفاسف الأمور وتتبع السقطات، مشيراً إلى أن الحياة الزوجية قد تواجه بعض التحديات والخلافات التي تكدر صفوها، لكن العقلاء من الأزواج يجلسون على مائدة الحوار، يفندون المشكلات، ويغلبون مصلحة استقرار الأسرة وبقاء العشرة، ويتجردون من آفات حظوظ النفس، ولا بد من الإشارة إلى أن العناد والتحدي نزغة شيطان لتدمير بنيان الأسرة.

 

وأكد الشيخ الثبيتي، أن أهم مما يهدد الحياة الزوجية، المقارنات في الخلقة والشكل والتعامل مع ما يشاهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فتحتقر المرأة في نظر زوجها، ويقزم الرجل في قلب زوجته، داعياً إلى تقوى الله في التعامل مع هذه الوسائل، والترفع عن زلاتها، وقناعة الأزواج ورضاهم بما قسمه الله شكراً للنعمة، وحفاظاً على كيان الأسرة، قال الله تعالى: (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).

 

وأبان فضيلته، أن الهدايا اللطيفة، والمفاجآت المبهجة بين الزوجين، مما تجدد دفء الحياة، وتحرك المشاعر الراكدة، وتحيي معاني الحب والمودة، وتوقظ الألفة بينهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تهادوا تحابوا»؛ رواه البخاري، مؤكداً أن الابتسامة تعمل عمل الهدية في سحرها وأثرها على القلب والنفس، فلا يغفل الزوجان عنها، إلى جانب كونها صدقة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تبسمك في وجه أخيك صدقة» رواه ابن حبان في صحيحه.

 

وختم الخطبة موصياً المسلمين بصيام يوم عاشوراء وهو العاشر من محرم، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامه فقال: (وصيام يومٍ عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) رواه مسلم، ويستحب صوم التاسع مع العاشر لقوله صلى الله عليه وسلم: (لئن بقيت إلى قابلٍ لأصومنّ التاسع) رواه مسلم.
GSSCIOwXEAENLZa

قيم الموضوع
(3 أصوات)

أم إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الدكتور صالح بن حميد المصلين في يوم الجمعة بالمسجد الحرام واستهل معاليه خطبته قائلًا أيها المسلمون : في مسيرة الإنسان إلى ربه فتن خطافة ، وابتلاءات جذابة، والابتلاء من سنن الله عز وجل ليتبين الذين صدقوا ، وليتبين الكاذبون، وعند الابتلاءات – عباد الله -تخشى الانتكاسات .
معاشر المسلمين : تقلب القلوب وتحولها من أعظم دلائل سلطان الله على القلوب، فمن تثاقل عن الاستجابة وتباطأ عن القبول فلا يأمن أن يحول الله بينه وبين قلبه .
أيها المسلمون : الثبات على الدين مطلب عزيز ، ولزوم الجادة مقصد ثقيل يحتاجه المسلم في حياته كلها، ثبات أمام الشبهات ، وثبات أمام الشهوات ، وثبات أمام الفتن.
وعن سبرة بن فاكهة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن إن شاء أن يزيغه أزاغه ، وإن شاء أن يقيمه أقامه ، رواه ابن أبي عاصم في السنة ، وصححه الألباني .
وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قلب ابن آدم أشد تقلبا من القدر إذا استجمعت غليانَها" . رواه أحمد وغيره.
وعن أنس رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، فقلت يا رسول الله : آمنا بك ، وبما جئت به فهل تخاف علينا ؟ قال : نعم ، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء" . رواه الترمذي بسند صحيح .
معاشر الإخوة : والخوف من الزيغ بعد الاستقامة ، والضلالِ بعد الهدى حاضر في صدور الربانيين الراسخين في العلم أولي الألباب.
يقول الإمام بن بطة العكبري رحمه الله : اعلموا - رحمنا الله وإياكم - أن من شأن المؤمنين وصفاتهم وجودَ الإيمان فيهم ، وداومَ الإشفاق على إيمانهم ، وشدةَ الحذر على أديانهم ، فقلوبهم وجلة من خوف السلب، قد أحاط بهم الوجل ، لا يدرون ما الله صانع بهم في بقية أعمارهم ، حذرين من التزكية ، متبعين لما أمرهم به مولاهم الكريم، خائفين من حلول مكر الله بهم في سوء الخاتمة ، لا يدرون على ما يصبحون ويمسون.
والحكماء يقولون : قد يكون تحت صفاء الأوقات غوامضُ الآفات .
أيها المسلمون: ومن أجل أن يحذر العبد من هذه الانتكاسات والتقلبات فعليه بمراقبة ربه في السر والعلن ، والظاهر والباطن ، وحفظِ وقته ، ولسانه ، والجدِّ في عمله ، والبعدِ عن الغلو والجفاء ، وليحذر الهوى ، والعجبَ ، والرياء .
قال أهل العلم : الطاعة توجب القرب من الرب ، والمعصية توجب البعد عن الرب ، وكلما اشتد القرب قوي الأنس ، وكلما زاد البعد قويت الوحشة .
أيها المسلمون : ولقد ذكر أهل العلم جملة من الأسباب المعينة على الثبات منها :
العمل بالشرع، ومنها : ملازمة كتاب الله، ومنها صحبة الأخيار، ومنها : البعد عن مواطن الشبه : شهوات ، وشبهات (من سمع بالدجال فلينأ عنه).
معاشر الإخوة : لا صلاح إلا بالثبات ، ولا نجاة إلا بالإخلاص ، والقلب أحق ما حُرِس ، والجوارح أكرم ما حُمي .
وما صدق صادقَ فُردَّ ، ولا طرق البابَ مخلصٌ فَصُدَّ .
والله كاف عبده ، وكلما زادت طاعة العبد ازدادت كفاية الله له . قرر ذلك الحافظ ابن القيم رحمه الله .
وبعد حفظكم الله : فليلحأ العبد إلى حرم الإنابة ، وليطرق في الأسحار باب الإجابة ، ومن صدق في توبته ندم قلبه ، وأقلع عن ذنبه ، وعزم على عدم العود ، وأتبع السيئة الحسنة، اللهم وفقنا للعبرة ، وأقل منا العثرة ، وأزل عنا الحسرة ، ولا تدعنا في غمرة ، ولا تأخذنا على غرة .

واستهل معاليه خطبته الثانية قائلاً: الحمد لله مقلب القلوب ، وغافر الذنوب ، أحمده وأشكره أفاض علينا من جزيل آلائه أمنا وإيمانا ، وأسبغ علينا من كريم ألطافه منًّا وإحسانا ، وأشهد إلا إله إلا الله ، وحده لا شريك له شهادة تبلغ جنةً منه ورضوانا ، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله ، دلنا على ما فيه خيرُ ديننا ودنيانا ، صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وأصحابه ، أكرم بهم علما وعملاً وعرفانا ، وأتباعه بإحسان يرجون رحمة من ربهم وغفرانا .
أما بعد عباد الله : وأسباب الضلال والانحراف والانتكاس - عياذاً بالله – تعود للمرء نفسه ولمسؤوليته الخاصة.
ومن قسا قلبه فما ذلك إلا بذنبه وكسبه، ومحقرات الذنوب متى يؤخذْ بها صاحبها تهلكْه .
معاشر الإخوة : ومن أخطر مسالك المهالك ذنوبُ الخلوات ، وقد كثرت وسائلها ، ولا يزجر عن اثمها واقترافها إلا خوف الله ومراقبته .
يقول ابن القيم رحمه الله : ذنوب الخلوات سبب الانتكاسات ، وعبادة الخلوات سبب الثبات ، وكلما طيب العبد خلوته بينه وبين ربه طيب الله خلوته في قبره .
فليأخذ العبد حذره من ذنوب الخلوات مع أدوات الاتصالات ، وعبادة السر تقي من نوازع الشهوات ، والمراقبة في الخلوات ترسخ قدم الثبات ، ومن أكثر العبادة في الخلوات ثبته الله عند الشدائد والمدلهمات ، ومن خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل .
إلا فاتقوا الله رحمكم ، واحفظوا جوارحكم ، وحاسبو أنفسكم ، وإن من خير ما تستقبلون به عامكم صيام يوم عاشوراء ، ولقد كان نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم يحرص على صيام هذا اليوم حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما : ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم ، يوم عاشوراء . متفق عليه .
وإن صام معه اليوم التاسع فهو أعظم أجراً لقوله صلى الله عليه وسلم : (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع) .
IMG 20240712 WA0028
قيم الموضوع
(5 أصوات)

أتمت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم الأحد الأول من شهر محرم لعام 1446هـ مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة، بمشاركة 159 صانعًا مؤهلاً من أبناء المملكة العربية السعودية، على مدار 365 يوم لضمان خروج الكسوة بأعلى درجات الإتقان والجودة.

مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة مرت بثلاث مراحل، بدأت بالتجهيزات التحضيرية عند الكعبة المشرفة عقب صلاة عصر يوم 30/12/1445هـ وتضمنت إنزال ستارة باب الكعبة المشرفة والصمديات والقناديل والحليات، وجاءت المرحلة الثانية بعد صلاة العشاء حيث نُقلت الكسوة الجديدة من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة إلى المسجد الحرام، واستكملت كافة المراحل بتغيير الكسوة بعد الساعة 12 صباحاً غرة محرم 1446هـ بمشاركة مسؤولي الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وتم تغيير كسوة الكعبة برفع الكسوة الجديدة إلى سطح الكعبة ثم إنزال الكسوة السابقة تدريجياً وإزالتها، واستعملت في مراسم التغيير 8 رافعات، إلى جانب حواجز بلاستيكية بارتفاع 2.2 م، وعدد 2 شاحنة لنقل الكسوة، ونُقلت الكسوة إلى المسجد الحرام وصولاً إلى منطقة المطاف عبر مقطورة طولها 13 متراً.

وأنتجت كسوة الكعبة المشرفة البالغ ارتفاعها 14 متراً، ووزن 1350 كجم؛ بأفخر أنواع الحرير الطبيعي، وتم تطريزها بخيوط من الذهب والفضة، وتضمنت كمية أسلاك فضية بلغت 100 كجم، بالإضافة إلى 120 كجم من أسلاك الفضة المطلية بالذهب، واستُخدم فيها 1000 كجم من الحرير، مما يبرز حجم العمل الكبير في تصنيع هذه الكسوة، وتمر الكسوة بعشرة مراحل لإنتاجها بدأً من قسم التحلية، حيث يتم ضبط درجة عذوبة الماء المستخدم في غسيل الحرير وتهيئته وفق مواصفات ومعايير معينة، وفي قسم الصباغة يتم غسل الحرير في درجة حرارة عالية لإزالة الطبقة الشمعية وصبغه باللون الأسود للثوب الخارجي للكعبة، وباللون الأخضر للكسوة الداخلية والحجرة النبوية، ثم يُجفف في مجففات مخصصة، وفي المختبر تُجرى اختبارات على عينات الحرير قبل وبعد الصباغة لضمان مقاومتها للعوامل المناخية، وقوة الشد، ومطابقتها للمواصفات والمقاييس المعتمدة، بما في ذلك أسلاك الفضة والفضة المطلية بالذهب، وفي قسم النسيج الآلي يتم تحويل خيوط الحرير إلى بكرات بواسطة مكائن اللف الآلي، ثم تُحوَّل البكرات إلى سداية تضم أكثر من 9900 خيط للمتر الواحد عن طريق آلة التسدية، وتُركب السداية في مكينة نسج الجاكارد لإنتاج الثوب الخارجي للكعبة أو في مكينة نسج السادة لإنتاج قماش الحرير وطباعة الآيات القرآنية وتطريزها بأسلاك الذهب والفضة المستخدمة في الحزام.

في قسم الطباعة تُثبت قطع الحرير السادة على قطعتي خشب تسمى (منسج)، وتُطبع الآيات القرآنية لحزام الكعبة وما تحت الحزام من آيات وقناديل وستارة باب الكعبة، أما في القسم اليدوي تُجهز خيوط القطن لحشو الآيات القرآنية والزخارف الإسلامية، وتُجهز الملفات بأسلاك الفضة والفضة المطلية بالذهب، وفي قسم الحزام تُطرز الآيات القرآنية والزخارف بأسلاك الفضة المطلية بالذهب وتُحشى بخيوط القطن لبروز الحروف، ثم تُسلم القطع المذهبة إلى قسم تجميع الثوب، في وحدة الجودة تُحدد معايير الجودة المطلوبة لجميع المدخلات والمخرجات، مع متابعة ميدانية في جميع أقسام المجمع لضمان مطابقتها للمواصفات، في قسم تجميع الثوب تُجمع قطع ثوب الكعبة وتُوصل ببعضها (كل جهة على حدة تضم 10/11 قطعة)، وتُجمع قطع ستارة باب الكعبة، وتُثبت القطع المذهبة على الثوب، وأخيراً في عملية تلبيس ثوب الكعبة المشرفة تستبدل الكسوة القديمة بالجديدة في اليوم الأول من شهر محرم، وتُسدَل على جدران الكعبة وتُثبت من الأركان وأسفل الكعبة، مع تركيب ستارة باب الكعبة.

263fc478 58a7 4e08 8ae2 5d5b2ded96fb566d8d27 053c 41e0 a62a dbd02d86ba646782feb9 0407 4618 838d 809ac230d58e9ce74385 e863 47d8 aafe 3d5b56d5bb0f3b6be5ac 2e5d 4bbf 9c8c 5c6825f835f72da695cb 3063 4c22 b4e9 9e7883723c0105c04fcf 8611 4885 a93e 1441db171f6d9b2614fc 261e 4f19 b573 eda73eefb2c3144595e5 b448 40d1 b95c 7432d9954ee697df08a9 40d2 4efe 8ce3 891f455a7fa0a874d6c3 67e2 4017 aaf0 5b16297f4e67cb6c70b4 6370 49d3 8320 06136c5f9834e534c340 7ef3 4903 90d5 fa18be282c184b8157a1 5470 4033 8100 9b45e057c63b6ce544be 1cde 46d4 9729 2fe1a1cf8550450d9989 7c25 41cc 8ff6 58f5e1db2cdab21da89e 8ab1 4bca 88cc f5436a82de76b501c1c5 62bd 4887 9984 a4d6dffa9ca8bc09e165 2cb0 49e9 87ba 64b01f87ca71d378dea6 6f8f 458e 9370 52879424bf47609c0920 612f 416d b195 48b76d0e435a6281d9ed 15bf 4af9 af51 c366f392c03f3c4af08d eea4 4ebb 907b 89a7b7a05f7f24b92501 bf1a 4a78 8328 c9f0f4c5fcd17e5776b9 8978 4ed3 bc8b c33e321feb359fe2d8ac 6e7f 4207 998f 60aeb36b4a1a5b3e4321 f254 477a 8fa1 1178eab9e8965b4225ad 0c9b 48c2 968e c37f266e971522e114f1 2794 4025 9f39 1572b34274b577cd31cf 7958 4184 a7a3 3f2d01f767dd8471ab83 0ffb 4ac4 8c71 42a0b1f29de5777777777777hfjybf06d943 32ed 4fff 8faa 9549a45b60182af803cb f817 4ab8 bd8c b6c4b208119e5f84ade3 3c21 460b a004 ed1a8eb45d2c9a77a0d8 14c0 4ca6 8481 bc2f297002139b04c8d0 5ee1 4da2 9bad af0f2b6249545f84ade3 3c21 460b a004 ed1a8eb45d2c10cf9d80 7307 495d ae1c 1b627cbe08c9719d2170 5f61 4c28 85a6 7ceac012dafc1515facf 1817 42a7 ad0d 0c5a4538c683c031fa27 91a9 4ac0 8376 a3fb293126e1c8ebf71d 4476 4024 9750 da4ad521d853d759ac43 b928 4438 9024 5dbb3371396c