الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11830)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(0 أصوات)


خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

وبعد أن حمد الله تبارك وتعالى بدأ خطبته بقوله: من أصول الإيمان وأركانه العظام، الإيمان بالقضاء والقدر، فكل شيء بقدرة الله سبحانه، وعلمه المحيط، ومشيئته النافذة، وهو الخالق لكل شيء، كتب ماكان، وما سيكون، فواجب المسلم الإيمان بجميع المقادير خيرها وشرها، حلوها ومرها، نافعها وضرها، فالواقعات تجري بقضاء الله وقدره وتصرفه وإرادته، لا يكون في ملكه إلا ما يريد، وهو سبحانه غير ظلام للعبيد، قال تعالى: (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ).

وأكمل: فالمصائب التي تقع بالخلق، تحمل من الحكم الربانية، ما لا يكون على بال بشر، ولا تحيطه أذهانهم، فأقدار الله فيها من الحكم ما لا يحصى، ومن المصالح ما لا يجارى، لأن القدر كصفة للرب، وأفعاله القائمة بذاته، كلها خير محض، وإنما الشر في المقضي المقدر.

وأضاف فضيلته: إن مما آلم كل مسلم، ما وقع في بعض بلدان المسلمين، من الزلازل المدمرة،
والأعاصير المهلكة، والسيول المميتة، والحمد لله على ما قضى به وقدر، وحكم وأبرم، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، رحم الله الأموات، وأعان الأحياء وعوضهم كل الخيرات والمسرات في مستقبلهم وجميع المسلمين.

وبيّن: وإن المسلم حين يصاب بمصيبة فيصبر ويحتسب، فهو مبشر بأعلى الدرجات وأسنى المراتب، قال تعالى: (وَبَشِّرِ ٱلصَّٰبِرِينَ * ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّآ إِلَيۡهِ رَٰجِعُونَ * أُوْلَٰٓئِكَ عَلَيۡهِمۡ صَلَوَٰتٞ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةٞۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ).

وقال صلى الله عليه وسلم: «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له».
وأكمل فضيلته: كلما عظمت المصيبة، كلما عظم الأجر، قال صلى الله عليه وسلم: ««إن عظيم
الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم من رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط».
ولهذا بالصبر والرضا بالقضاء والقدر، تهون المصائب، وتسلوا النفوس، وتطمئن القلوب؛ ومن الحكم الربانية في وقوع المصائب والمحن، أن الله عز وجل يكفر عن العبد المسلم السيئات، ويحط بها عنه الخطيئات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما يصيب المؤمن من شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة أو حط عنه بها خطيئة).

فاصبر أيها المسلم على قضاء الله وقدره، واعلم أن الله أعد لك عند المصيبة الخير الأوفى، والعاقبة الحسنى؛ والمصائب والمحن، تعلم العباد أنهم ضعفاء، وأن القوة لله جميعاً، فحينئذ لا بد أن نأخذ منها دروساً لتعرفنا حقيقتنا، فالعباد بحاجة ملحة للتذلل والانكسار لخالقهم، والتضرع وتحقيق كمال التعبد لربهم بالرغبة والالتجاء.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: من رحمة الله بعباده المؤمنين، وعظيم فضله، وواسع كرمه سبحانه، ما من به على عباده المؤمنين، حين تقع بهم المصائب ما أخبر به نبيه صلى الله عليه وسلم حين قال: «الشهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغريق، وصاحب الهدم، والشهيد في سبيل الله».

9DB4C759 BED8 4B23 8C5E 516807C73D7D3578ABEC C35B 4CBE 9765 56BDEB147FD1F26176F0 1D51 4FED 92A5 277192093ADF
قيم الموضوع
(2 أصوات)


أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل فضيلته خطبته الأولى قائلًا: فاتقوا الله ايها المؤمنون حق تقواه، وداوموا على تقواه إلى الممات ، وان مما يعين على التقوى الاجتماع والاعتصام بدين الله تعالى ، فإن من أعظم غايات الشريعة الإسلامية الباثقة اجتماع الكلمة وألفة القلوب بين المسلمين فبهما تتحقق مصالح الدين والدنيا ، قال تعالى : (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرّقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا ).

ثمّ بيّن فضيلة خطيب المسجد الحرام: أن الله عز وجل منّ على هذه البلاد المملكة العربية السعودية من نعم كثيرة، أعظمها وأجلها نعمة التوحيد والإيمان ، وكذلك نعمة اجتماع الكلمة ووحدة الصف التي ما تمت إلا بتلاقي القلوب على هدي الكتاب والسنة على يد جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-، الذي أيده الله ونصره ومكنه في أرضه ، فوحدّ أطراف المملكة العربية السعودية، وجمع شتاتها سائراً على شريعة نبي الرحمة نبينا محمد -صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليماً-، فجعل القرآن دليله والسنة سبيله، فأصبح الناس في هذه البلاد بعد أن كانوا قوى متفرقة في نفوس متناثرة إخوة متآلفين يتناصرون ويتناصحون ، وسار أبناؤه البررة من بعده على طريقته إلى هذا العهد الزاهر، عهد القوي الأمين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- ، فساد الأمن والرخاء والاستقرار والازدهار، وستبقى هذه البلاد بإذن الله تعالى جامعة بين الأصالة والمعاصرة على نهج الكتاب والسنة ، فوجب لمن هذا وسمعه السمع والطاعة في المعروف ، قال تعالى : ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَتَزَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَالِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا).

وفي الحديث المتفق على صحته عن ابي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قال: من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصا الأمير فقد عصاني )  ، ومن النعم العظيمة على هذه البلاد المباركة خدمة الحرمين الشريفين حيث يشرف أهل هذه البلاد وعلى رأسهم ولاة أمرهم بتقديم كل ما يستطيعون عمارة معنوية ومادية حتى يؤدي زوار بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم شعائرهم في طمأنينة وراحة وصفاء نفس يقصدها الناس من كل مكان امتثالاً لقوله تعالى: ( وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ).

ومن نعم الله العظيمة علينا في المملكة العربية السعودية ما منّ الله تعالى به علينا من البيعة الشرعية لولاة الأمر على الكتاب والسنة، وانتقال الحكم بين ملوك هذه البلاد بكل ثقة وطمأنينة ووحدة صف واجتماع كلمة مما يسرُّ الصديق ويغيظ العدو. 

فاتقوا الله أيها المسلمون، واشكروا نعمه واحذروا نقمه، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، والزموا كتاب ربكم، وتمسكوا بسنة نبيكم صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً، واطيعوا ذا امركم بالمعروف توفقوا وتسددوا وتنصروا.

اللهم لك الحمد ولك الشكر كبت عدونا وبسطت رزقنا وجمعت فرقتنا ووحدت صفوفنا خلف قائدنا وإمامنا اللهم زدنا من فضلك وإحسانك وجودك وكرمك واغفر لنا ولجميع المسلمين إنك أنت الغفور الرحيم.

وفي الخطبة الثانية أكّد فضيلة الشيخ الجهني على التضرّع لله سبحانهُ وتعالى عند حدوث المصائب، قال الله تعالى: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا} أي: هلا تضرعوا؛ فحث الله عباده إذا حلَّت بهم المصائب من الأمراض والزلازل والريح العاصفة، أن يتضرعوا إليه، ويفتقروا إليه، فيسألوه العون.

وقد ثبت عن عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- : أنه لما وقع الزلزال، كتب إلى عماله في البلدان أن يأمروا المسلمين بالتوبة والضراعة والاستغفار.
وهذه الكوارث والآيات نذر تظهر ضعف البشر ، لا يستطيعون ردها ولا هم ينصرون، ولا هم ينظرون لعلهم يحذرون، لعلهم يتقون ، لعلهم يتذكرون ، لعلهم يرجعون ، لعلهم ينتهون.
عن سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ رضي الله عنه، يُحَدِّثُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ أَهْلِ الْإِيمَانِ بِمَنْزِلَةِ الرَّأْسِ مِنَ الْجَسَدِ، يَأْلَمُ الْمُؤْمِنُ لِأَهْلِ الْإِيمَانِ كَمَا يَأْلَمُ الْجَسَدُ لِمَا فِي الرَّأْسِ» رواه أحمد.

وإننا في هذه المملكة العربية السعودية مع إخواننا في كل الظروف والأحوال، نشاركهم في مشاعرهم، في أفراحهم وأحزانهم وأتراحهم، ولقد تألمنا كثيراً لأحداث الزلزال والفيضان الذين أصابا المملكة المغربية ودولة ليبيا الشقيقتين فأحدثا نقصاً في الأموال والأنفس والثمرات، وشأن المؤمن عند الابتلاء الصبر والاحتساب والتسليم لينال بشارة الله سبحانه وتعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) فخالص العزاء وصادق الدعاء والمواساة لأهلنا في المغرب وليبيا .

وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -نصرهما الله- لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتيسير جسر جوي لتقديم المساعدات الإغاثية المتنوعة للشعبين المغربي والليبي الشقيقين، تضامنا واستشعاراً للأخوة الإسلامية ولتخفيف معاناتهم، ويأتي ذلك امتداداً لدعم المملكة العربية السعودية المتواصل للدول الشقيقة والصديقة خلال مختلف الأزمات والمحن التي تمر بها، فجزاهما الله عنا وعن الإسلام والمسلمين خيراً، وخير ما نقول ما قاله عباد الله الصالحون إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم.

واختتم فضيلة الدكتور عبدالله الجهني خطبته بالابتهال والدعاء للمولى -عزّ وجل- بأن يرحم ضعف إخواننا في المملكة المغربية وفي ليبيا، وأن يرحم حاجتهم إليه، وانكسارهم بين يديه، وأن يُهيئ لهم من أمرهم رشداً، ويزقهم توبةً نصوحاً ورجوعاً إليه صادقاً، كما دعى فضيلته لمن توفي جراء الزالزل والفيضان بالرحمة والمغفرة، ولأهلهم بالصبر والثبات ، واأن يشفي الله الجرحى والمصابين، ويخفّف عنهم آلامهم عاجلاً غير آجل.
DA7CF64A B12C 40B5 B927 CF4D212414EFD4D64592 16BC 46DD 925C 6792C03C8555E4B9E8B6 529F 4A7B 94B6 D19A401BE9741ACAFC57 C5C4 409A ABCC E24325BB6B5E11EE55A8 5D89 4497 BDD3 5A372C47735DB378B35D 356C 4939 AEAF 22AB34FBB8FBBA55C9A6 A18A 4D50 AEF7 1D7B0BE0818F
قيم الموضوع
(2 أصوات)
منذ عهد المؤسس -طيب الله ثراه- جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود-رحمه الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود-حفظما الله - والمملكة العربية السعودية تولي الحجاج والمعتمرين أكبر اهتمام، ساعية دومًا لتمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم على أكمل وجه، مع وضع أمنهم وسلامتهم في الأولوية.
ويعد الحرمان الشريفان أهم وأولى اهتمامات المملكة العربية السعودية لما تحمله من مكانة عظيمة وجليلة في قلوب المسلمين وفخر، سخر الله لها رجالاً يعتنون بهما وبقاصديهما.
مشاريع جبارة منذ عهد المؤسس

انطلقت مشاريع توسعة الحرم المكي الشريف في العصر الحديث منذ عام 1344هـ، عندما أمر الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- بصيانة المسجد الحرام وإصلاحه.
وفي مستهل عام 1373 هـ أُدخلت الكهرباء وأضيء المسجد الحرام بالكامل، ووُضعت فيه المراوح الكهربائية.

واتسعت مساحة الحرم المكي الشريف في عهد الملك سعود والملك فيصل والملك خالد -رحمهم الله- مع استمرار عمليات التوسعة والتطوير، لتصبح مساحة الحرم 193 ألف متر مربع، وتبلغ طاقته الاستيعابية قرابة 400 ألف مصلٍ.
وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -رحمه الله- في عام 1409هـ حجر الأساس لأكبر توسعة للحرم المكي في حينها، والتي شملت إضافة جزء جديد إلى المسجد من الناحية الغربية، والاستفادة من السطح العلوي للمسجد، لتصل مساحته إلى 61 ألف متر مربع، وإجمالي القدرة الاستيعابية للحرم 1.5 مليون مصلّ، كذلك بنيت مئذنتان جديدتان ليصبح إجمالي عدد المآذن وقتها 9 مآذن بارتفاع 89 مترًا للمئذنة.
وبتزايد أعداد زوار بيت الله الحرام أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله- بالبدء في مشروع توسعة جديد يهدف إلى إحداث أكبر توسعة للحرم المكي الشريف، شملت تطوير الحرم في مختلف النواحي العمرانية والفنية والأمنية.
مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام

أولت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - اهتمامًا كبيرًا بحجّاج ومعتمري بيت الله الحرام من خلال استكمال أعمال توسعة المسجد الحرام بمعايير عالية تُحقّق سبل الراحة والطمأنينة لهم.
ففي حج عام 1437هـ، صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- بالاستفادة من المواقع الجاهزة بمبنى التوسعة والساحات الخارجية الشمالية والغربية والجنوبية وأجزاء من الساحات الشرقية بمشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام والعناصر المرتبطة بها.
وشملت التوجيهات الكريمة الاستفادة من جميع الأدوار بمشروع خادم الحرمين الشريفين، ليصل استيعاب المسجد الحرام إلى مليون و850 ألف مصلّ، والطاقة الاستيعابية للمطاف تصل إلى 107 آلاف طائف في الساعة.
التوسعة السعودية الثالثة الكبرى للمسجد الحرام

شملت مشروعات التوسعة السعودية الثالثة الكبرى للمسجد الحرام عددًا من المكونات الرئيسية.
وتضمَّنت تلك المكونات مبنى التوسعة الرئيسي للمسجد الحرام، وتوسعة المسعى الذي افتُتح سابقًا، وتوسعة المطاف والساحات الخارجية والجسور والمساطب، ومجمع مباني الخدمات المركزية، ونفق الخدمات والمباني الأمنية، والمستشفى، وأنفاق المشاة، ومحطات النقل والجسور المؤدية إلى الحرم، والطريق الدائري الأول المحيط بمنطقة المسجد الحرام والبنية التحتية وتشمل محطات الكهرباء وخزانات المياه وتصريف السيول.
مشاريع توسعة المسجد النبوي

يمثّل الاهتمام بالحرمين الشريفين وقاصديهما أولوية قصوى لدى ولاة الأمر في المملكة، منذ عهد الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- مرورًا بأبنائه الملوك البررة -رحمهم الله- وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله.

ويجسّد الاهتمام واقع الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة الذي يلمسه المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها في مواسم العمرة والحج كل عام.

وقد زادت المشروعات التي أقامتها المملكة لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير المشاعر المقدسة مع إطلاق رؤية المملكة 2030، التي أكدت فخر المملكة بخدمة الحرمين الشريفين بوصفها قبلة المسلمين، والعمق العربي والإسلامي.
وهدفت المشروعات إلى إتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين ليؤدوا مناسكهم في راحة ويسر، وتضاعفت على إثرها الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام والمسجد النبوي، بما يتناسب مع زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين والزوار في كل عام.

وتجسد متابعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظهما الله- للمشروعات الكبرى لتوسعة المسجد النبوي الشريف وتطوير وتحسين المناطق المجاورة وزياراتهما المتوالية لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، مدى حرص القيادة الرشيدة على تحقيق كل ما يمكن ضيوف الرحمن من أداء نسكهم وعباداتهم بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان، لتوفير الرعاية الشاملة لضيوف الرحمن وتسخير الإمكانات لتوفير أفضل الخدمات لقاصدي المسجد النبوي، ولأهالي مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم وزائريها.
مراحل التوسعة في المسجد النبوي الشريف

جرت في عهد الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- عدة إصلاحات للمسجد النبوي الشريف، ففي سنة 1365هـ وبعد تصدّع في بعض العقود الشمالية من المسجد، وتفتت في بعض حجارة الأعمدة في تلك الجهة بشكل لافت للنظر، صدر أمر الملك بعد دراسة المشروع بإجراء العمارة والتوسعة للمسجد, وصرف ما يحتاج إليه المشروع من نفقات دون قيدٍ أو شرط مع توسيع الطرق حوله، وأعلن الملك في خطاب رسمي سنة 1368هـ عزمه توسعة المسجد النبوي الشريف وبدء المشروع, وفي سنة 1370هـ بدأت أعمال الهدم للمباني المجاورة للمسجد النبوي الشريف.
انتهت العمارة والتوسعة في سنة 1375هـ ، في عهد جلالة الملك سعود بن عبد العزيز -رحمه الله- وكانت بالأسمنت المسلح، ونتج عن هذه التوسعة أن أُضيف إلى مسطح المسجد 6033 مترًا مربعًا, واحتفظ بالقسم القبلي من العمارة المجيدية كما هو، ليصبح مجمل العمارة السعودية 12 ألفًا و271 مترًا مربعًا.
وأقيمت التوسعة كمبنى هيكلي من الخرسانة المسلحة عبارة عن أعمدة تحمل عقودًا مدببة، كما قُسم السقف إلى مسطحات مربعة شُكلت على نمط الأسقف الخشبية، أما المآذن فقد بلغ ارتفاعها 72 مترًا، تتكون كل واحدة من 4 طوابق تناسقت في شكلها مع المنائر القديمة للمسجد.
كما حُليّت جدران المسجد بنوافذ جميلة وجُعل للمسجد صحنان مفصولان برواق بدلًا من واحد، وجرت تغطية أرضية المسجد بالرخام وأصبح للمسجد النبوي الشريف 10 أبواب.
أما في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- ولتزايد الأعداد الوافدة للمسجد النبوي خاصة في موسم الحج، فقد أصدر أمرًا بتوسعة المسجد النبوي الشريف، وكانت التوسعة من الجهة الغربية للمسجد النبوي الشريف فقط.
وتمثّلت التوسعة -سنة 1395هـ - في إضافة 35 ألف متر مربع إلى أرض المسجد النبوي الشريف، ولم تتناول عمارة المسجد نفسها بل جُهزت تلك المساحة لإقامة مصلّى كبير ومظلل يتّسع لعدد من المصلين يماثل عددهم داخل المسجد، ثم أضيفت مساحة 5550 مترًا مربعًا، وظُللت كذلك ما أتاح المجال لاسـتيعاب أعداد أكثر من المصلين.
وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- نشب حريق في سوق القماشة سنة 1397هـ في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي الشريف، وجرت إزالة المنطقة وتسوية أرضيتها، وتعويض أصحاب الدور والعقار، وإضافة المنطقة لمساحة المسجد لتبلغ 43 ألف متر مربع، وهو ميدان فسيح مظلل، أُضيف إلى أرض المسجد النبوي ولم تتناول عمارة المسجد.
واستمر الاهتمام بالمسجد النبوي في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- الذي أمر بإجراء دراسات لتوسعة كبرى للمسجد النبوي الشريف.
مشروع التوسعة للمسجد النبوي

في سنة 1405هـ وُضع حجر الأساس لمشروع التوسعة للمسجد النبوي، وتضمن مشروع التوسعة وعمارته إضافة مبنى جديد بجانب مبنى المسجد الحاليّ يُحيط ويتصل به من الشمال والشرق والغرب بمساحة قدرها 82 ألف متر مربع، يستوعب 167 ألف مصلّ.
وبذلك تصبح المساحة الإجمالية للمسجد النبوي الشريف 98 ألفًا و500 متر مربع، كما جرت تغطية سطح التوسعة بالرخام والمقدرة مساحته بـ 67 ألف متر مربع، ليستوعب 90 ألف مصلّ، ويسع المسجد النبوي الشريف بعد التوسعة أكثر من 257 ألف مصلّ ضمن مساحة إجمالية تبلغ 165 ألفًا و500 متر مربع.
وتضمَّنت أعمال التوسعة إنشاء دور سفلي بدروم بمساحة الدور الأرضي للتوسعة؛ لاستيعاب تجهيزات التكييف والتبريد والخدمات الأخرى.
واشتمل المشروع على إحاطة المسجد النبوي الشريف بساحات تبلغ مساحاتها 23 ألف متر مربع، تُغطى أرضيتها بالرخام والجرانيت وفق أشكال هندسية بطُرز إسلامية متعدّدة، خُصص منها 135 ألف متر مربع للصلاة، ويستوعب 250 ألف مصلّ ويمكن أن يزيد عدد المصلين إلى 400 ألف مصلٍ في حالة استخدام كامل مساحة الساحات المحيطة بالمسجد النبوي الشريف.
وجعل المشروع الطاقة الاستيعابية لكامل المسجد والساحات المحيطة به تزيد على 650 ألف مصل، لتصل إلى مليون مصلٍ في أوقات الذروة، إذ تضم الساحات مداخل للمواضئ، وأماكن لاستراحة الزوار تتصل بمواقف السيارات التي توجد في دورين تحت الأرض, وخصّصت هذه الساحات للمشاة، وتضاء بوحدات إضاءة خاصة مثبتة على 120 عامود رخام.
وتضمَّن المشروع إقامة 12 مظلة ضخمة في منطقة الحصوات المكشوفة التي تقع بين المسجد القديم والتوسعة السعودية الأولى، فشيدت المظلات بنفس ارتفاع السقف لتظلل كلٌّ منها مساحة 306 أمتار مربعة، يجري فتحها وغلقها أوتوماتيكيًا، لحماية المصلين من وهج الشمس ومياه الأمطار والاستفادة من الجو الطبيعي.
أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف على مدى التاريخ

وفي عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- دُشنت أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف على مدى التاريخ، إلى جانب مشروع مظلات المسجد النبوي التي أمر بها، وهي من المشاريع العملاقة، لتصل طاقة المسجد النبوي الاستيعابية بموجبها إلى مليوني مصلٍّ.
وشيّدت ضمن مشروع المظلات 436 مروحة رذاذ لتلطيف الأجواء، جرى تركيبها على 250 مظلة، في واحدة من أبهى صور العناية والخدمة التي تجسّد العناية والرعاية لمرتادي المسجد النبوي الشريف.
ويحتضن المسجد النبوي الروضة الشريفة التي تقع غربي الحجرة النبوية مباشرة، وتمتدّ إلى المنبر، وتبلغ مساحة الروضة نحو 330 مترًا مربعًا، وتبلغ أبعادها 22 مترًا من الشرق إلى الغرب، و 15 مترًا من الشمال إلى الجنوب، وتضم الروضة المحراب النبوي الذي يقع في الجزء الغربي منها يفصله عن المنبر مسافة 7 أمتار تقريبًا.
ويحدّ الروضة من الجنوب سياج من النحاس يفصلها عن زيادتي عمر وعثمان -رضي الله عنهما- أما من الجهتين الشمالية والغربية فهي متصلة ببقية أجزاء المسجد.
ويميّز الروضة عن باقي مساحة المسجد أعمدتها المكسوة بالرخام الأبيض الموشّى بماء الذهب إلى ارتفاع مترين تقريبًا، وتقع إلى الناحية الشرقية من الروضة الشريفة حجرة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- ومن الغرب المنبر الشريف، ومن الجنوب جدار المسجد الذي به محراب النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الشمال الخط المار شرقًا من نهاية بيت السيدة عائشة -رضي الله عنها- إلى المنبر غربًا.
كسوة الكعبة المشرفة وعناية المملكة العربية السعودية بها:
توالى الاهتمام والعناية بصناعة الكسوة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- وأبنائه من بعده ، ففي بدايات الثمانينات الهجرية أمرَ الملك سعود بن عبد العزيز بتجهيز مصنع الكسوة المشرفة، وأسندَ هذه المهمة حينها إلى أخيه الملك فيصل، الذي كلَّفَ وزيرَ الحج والأوقاف حسين عرب فاختار مبنى تابعا لوزارة المالية في جرول حيث تم الانتهاء من أول كسوة تصنع بالمصنع الجديد بعد عمل استمر ثلاثة أشهر وكُتب عليها نص الإهداء التالي: "صُنعت هذه الكسوة في مكة المكرمة وأهداها إلى الكعبة المشرفة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود تقبل الله منه ".
واستمرت هذه العناية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، ثم الملك خالد، والملك فهد - رحمهم الله -، حيث انتقل مصنع كسوة الكعبة سنة (1397)هـ إلى مبناه الجديد بأم الجود وجُهّز بأحدث الماكينات المتطورة في الصناعة وظلت حتى الآن تصنع في أبهى صورها.
ثم توالت بعد ذلك هذه العناية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز، ثم الملك خالد، والملك فهد (رحمهم الله), حيث انتقل مصنع كسوة الكعبة سنة (1397)هـ إلى مبناه الجديد بأم الجود وجُهّز بأحدث المكائن المتطورة في الصناعة وظلت حتى الآن تصنع في أبهى صورها.
وصدرت موافقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - على تحديث وتغيير الأنظمة الإلكترونية والأجهزة الكهربائية والمعدات الميكانيكية بمصنع كسوة الكعبة المشرفة بما يوافق الأنظمة المستحدثة، وتعدُ هذه الخطوةُ نقلةً تطويريةً متقدمةً في مجال صناعة رداء الكعبة المشرفة.
وتكريماً للملك المؤسس، صَدَرَتْ موافقةُ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بنِ عبدِ العزيزِ آل سعود - حفظه الله - يوم الثلاثاء 13 شعبان 1439 هـ بتغير مسمى مصنع كسوة الكعبة المشرفة إلى مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة الذي يعدُّ من أكبر مجمعات تصنيع الحرير وتطريزه ونحته، ابتداءً من تصنيع الخيوط الحريرية وحياكتها وطباعة الرموز على القماش الحريري.
ويدخلُ بعدها إلى قسم التطريز بالمذهبات ثم يحوّل لقسم التجميع ثم الحشو للحروف بالقطن لإعطاء البروز والجمال للحرف في أثناء التطريز، ثم بعد ذلك يقومون بعملية التطريز التي تكون بالأسلاك الفضية المطلية بماء الذهب والأسلاك الفضية المخالصة، ثم يكون الثوب جاهزاً للاستبدال.
وقد منَّ اللهُ على المملكة العربية السعودية باستدامة هذه الصناعة وتطويرها وإدخال كل السبل التقنية الحديثة التي أسهمت في تمكين المجمع من إنتاج الثوب، ومن أهم ما تم استحداثه في عهد خادم الحرمين الشريفين الملكِ سلمانَ بنِ عبدِالعزيز آل سعود -حفظه الله- توفير ماكينة "تاجيما"، وماكينة الجاكارد، التي تقوم بصناعة ثوب الكعبة المشرفة المنقوش بالتسبيحات والقناديل المذهبة والكلمات وهي: "يا الله، وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، وياديّان، ويامنّان، ولا إله إلا الله محمد رسول الله"، وتتم هذه العملية بواسطة الفريق الفني المختص من الأيدي الوطنية المدربة المؤهلة على هذه الماكينة التي تحتوي على أكثر من 9 آلاف وتر من الحرير، والثوب تستغرق صناعته من 6 إلى 8 أشهر، ويعمل في صناعته أكثر من (200) صانع على مدار السنة.
وتمرُّ مراحلُ كسوة الكعبة المشرفة بمجموعة من الأقسام الفنية والتشغيلية، وتبدأ بمرحلة الصباغة وهي أولى مراحل إنتاج الكسوة بالمصنع حيث يزود قسم الصباغة بأفضل أنواع الحرير الطبيعي الخالص في العالم، ثم النسيج الآلي الذي يحتوي على العبارات والآيات القرآنية والمنسوخة، ثم قسم المختبر الذي يقوم بإجراء الاختبارات المتنوعة للخيوط الحريرية والقطنية؛ من أجل التأكد من مطابقتها المواصفات القياسية المطلوبة من حيث قوة شد الخيوط الحريرية ومقاومتها لعوامل التعرية، إضافةً إلى عمل بعض الأبحاث والتجارب اللازمة لذلك, يأتي بعدها مرحلة الطباعة التي يتكون منها قسم الحزام والتطريز وقسم خياطة الكسوة, ثم وحدة العناية بكسوة الكعبة المشرفة.
وكسوة الكعبة التي تزن (850) كيلوجراما، ومقسمة على (47) قطعة قماش بعرض (98) سم، وارتفاع (14)، تطرز بخيوط من الذهب والفضة، ويصل عدد قطع المذهبات إلى (54) قطعة على الكعبة، في قسم متخصص باسم "تطريز المذهبات" بالمجمع، وذلك باستخدام (120) كيلو جراما من المذهبات، و(100) كيلو جرام من الفضة المطلية بماء الذهب، و (760) كيلو جراما من الحرير.
وعند الانتهاء من جميع مراحل الإنتاج والتصنيع، وفي منتصف شهر ذي القعدة، يقامُ حفلٌ سنوي في مصنع كسوة الكعبة المشرفة وتسلَّمُ الكسوة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام، الذي بدوره يقوم بتسليمها إلى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام المسجد النبوي، وصدر أمر ملكي بتسليم كسوة الكعبة في العاشر من شهر ذي الحجة.
وتأتي آخر قطعة يتم تركيبها وهي "ستارة باب الكعبة المشرفة" من أصعب مراحل عملية تغيير الكسوة، وبعد الانتهاء منها يرفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض، وبارتفاع نحو ثلاثة أمتار من شاذروان (القاعدة الرخامية للكعبة) المعروفة بعملية "إحرام الكعبة" ويرفع ثوب الكعبة.
photo_5791730559792300831_y.jpgphoto_5791730559792300830_y.jpgphoto_5791730559792300828_y.jpg
قيم الموضوع
(50 أصوات)
حظيت مكة المكرمة والمدينة المنورة باهتمام وعناية ولاة الأمر -حفظهم الله- في كل النواحي الدينية والعمرانية الحضارية والاهتمام بزوارهما ، حيث إنهما بقعتان مباركتان فيهما أعظم وأشرف مسجدين المسجد الحرام وفيه الكعبة المشرفة التي يتجه إليها المسلمون في صلواتهم الخمس ، والمسجد النبوي الشريف وفيه الروضة الشريفة وقبر الرسول عليه الصلاة والسلام.
وقد بدأت هذه البلاد المباركة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-بوضع لبنة هذه العناية والاهتمام بأدق تفاصيلها خدمة للحرمين الشريفين وقاصديهما اتباعاً لهدي النبي المصطفى وسنته عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ومنها عمارتهم حيث ابتدأ العمل في تحسين وترميم الحرم المكي الشريف عام 1354هـ ، بعد أن تم تأسيس المملكة العربية السعودية مباشرة ، وقد شمل العمل صحن الطواف والمسعى وجميع أروقة وجدران ومآذن وقبب الحرم المكي الشريف وقام بإنشاء سبيلين لماء زمزم يضاف إلى السبيل القديم.
وفي عام 1348هـ وعند زيارته للمدينة المنورة -رحمه الله-ووقوفه على الحرم النبوي الشريف لاحظ تصدّعات وخدوش وتشققات على جدر وحوائط المسجد فأمر بعمل الترميم والتجديد اللازم لجميع مرافق الحرم النبوي الشريف , وفي عام 1368هـ أمر الجهات المختصة بالعمل على توسعة المسجد النبوي الشريف بعد أن ضاق على المصلين.
وقد استكمل أبناؤه الملوك البررة هذه المسيرة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، نذكر أولها مبادرة الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – التي توسع به الاهتمام بالأماكن القريبة من الحرم المكي الشريف فتم إزالة مجموعة من العقارات المجاورة للحرم بعد تعويض أصحابها ليكمل ما بدأه والده في عمل التوسعة للحرم المكي الشريف , وكان من ضمنها بناء ثلاثة طوابق للمسجد وطابقين للمسعى وتوسعة صحن الطواف وتوسعة المطاف , وتم إنشاء الطرق التي تؤدي للحرم بعد تعبيدها وأهمها الشارع الذي يلي المسعى , إضافة إلى إنشاء سلّم كهربائي خاص للكعبة.
كان كثير الاهتمام – رحمه الله – بالحرم النبوي الشريف فأمر بعمل التوسعة له وكان يشرف على هذا الأمر بنفسه , وقد قدّم الكثير من وقته لهذا الأمر وقد أخذت الكثير من وقته ليرى بنفسه ما تم من أعمال وما بقي وما يحتاج منها إلى تعديل أو تبديل، وعليه فقد تم في عهده إكمال بناء توسعة المسجد النبوي الشريف على أتقن وأجمل شكل , واحتفل بمناسبة انتهاء أعمال توسعة المسجد النبوي الشريف في مساء اليوم الخامس من شهر ربيع الأول سنة 1375هـ .
وفي عهد الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – أكملت مسيرة البناء للحرمين الشريفين وتواصلت قصة العناية والاهتمام بهما , فقد تم إزالة البناء القائم على مقام إبراهيم ليتّسع صحن الطواف ووضع المقام في غطاء بلوري ، وذلك عام 1387هـ فقد أمر – رحمه الله – بنقل مصنع الكسوة إلى موقعه الجديد , وخصص له دعماً خاصاً ودعا له مجموعة كبيرة من الموظفين المميزين في مجال الحياكة والصناعة والتطريز , كما أمر – رحمه الله – ببناء مبنى خاصاً لمكتبة الحرم المكي الشريف .
وقد لاحظ – رحمه الله - تضاعف أعداد الحجاج فقرر إجراء توسعة جديدة للمسجد النبوي الشريف تمثلت في إضافة 35000 متر مربع إلى أرض المسجد ، ولم تتناول العمارة للمسجد نفسه ، بل جهزت تلك المساحة لإقامة مصلى كبير مظلّل يتسع لعدد من المصلين يماثل عددهم داخل المسجد، ثم أضيفت مساحة 5550 مترا مربعا وظللت كذلك، مما أتاح المجال لاستيعاب أعداد كبيرة من المصلين.
وفي عهد الملك خالد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – يواصل التاريخ نشر السير الناصعة والمواقف الخالدة في الاهتمام والعناية بالحرمين الشريفين , فقد أمر – رحمه الله - بصنع باب جديد للكعبة وذلك عام 1397هـ ، وآخر لباب السلم إلى سطح الكعبة من الذهب الخالص , وأسس أول برنامج صيانة ونظافة للمسجد الحرام عام 1398هـ , واستمر العمل في إكمال التوسعات المختلفة للحرم.

أما بالنسبة للمسجد النبوي فقد تم في عهد الملك خالد – رحمه الله – أعمال التوسعة الثالثة وكان من أسبابها أن وقع حريق كبير في منطقة مجاورة للحرم اسمها (القماشات) فمسح المكان كاملاً وتم تعويض أصحاب العقارات الموجودة فيه وضمّت الأرض إلى ساحات المسجد النبوي ، وظلّلت منها مساحة 43000 متر مربع على غرار المظلات السابقة وهيئت للصلاة فيها .وبذلك صارت المساحة الكلية للمسجد النبوي بعد التوسعة السعودية الأولى 16327 مترًا مربعًا.
واتخذ الملك فهد بن عبد العزيز – رحمه الله - من لقب خادم الحرمين الشريفين وسام عز وشرف يسطره لـه التاريخ على صفحاته , فسخر كل إمكاناته وطاقاته لأعمال الخير، وعلى رأسها توسعة الحرمين الشريفين ، فاهتم بتعبيد الطرق وإنشاء الأنفاق وإقامة الجسور وتوفير المياه المبردة والمستشفيات المتنقلة في كل مكان ووسائل الاتصالات الحديثة ووسائل النقل المريحة المكيفة وتسهيل إجراءات الدخول والمغادرة عبر بوابات المملكة البرية والبحرية والجوية , كما اعتنى كثيراً بمواسم الحج واستقبال الحجاج وإكرامهم والسعي لراحتهم , وفي عام 1409هـ أمر رحمه الله بتوسعة المسجد الحرام في مشروع يعدّ من أضخم المشروعات على مدار أربعة عشر قرناً ، حتى أصبح المسجد الحرام يستوعب ما يقارب المليون و نصف المليون مصل في مواسم الحج و العمرة ورمضان , ومما صاحب ذلك من مشاريع جبّارة أن زيدت المآذن وجمعت الشبكات الكهربائية في غرف خاصة طرزت بأشكال جميلة , وكذلك تم تبليط سطوح الحرم والاستفادة منها لتكون للصلاة والطواف والسعي , وتبليط صحن الطواف بالرخام البارد , كما أمر – رحمه الله - بإنشاء خمسة سلالم كهربائية بالمسجد لتسهيل الصعود والنـزول إلى السطح والطابق الأول وبناء خمسة جسور علوية للدخول إلى الطابق الأول والخروج منه من جهة الشمال. 

وأيضاً حظي المسجد النبوي الشريف بعناية الملك فهد - رحمه الله - حيث تمت توسعته في مشروع يعد من أكبر المنجزات للمسجد النبوي الشريف ففي شهر صفر من عام 1406هـ بدأ العمل بمشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد النبوي الشريف وعمارته مع ما يتبعه من ساحات ومواقف للسيارات تحت الأرض، ومحطات ومبان للخدمات ليشكل أكبر توسعة في تاريخ مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليتوج مشاريع الخير التي اعتمدت في السنوات الأخيرة , وتضمن مشروع الملك فهد لتوسعة المسجد النبوي الشريف إضافة مبنى جديد على مبنى المسجد يحيط ويتصل به من الشمال والشرق والغرب بمساحة مقدارها 82,000م2 تستوعب 137,000 مصلٍ وبذلك أصبحت المساحة الإجمالية للدور الأرضي 98,500م2 تستوعب 167,000 مصلٍ، وتمت الاستفادة من سطح التوسعة للصلاة بمساحة قدرها 67,000م2 تستوعب 90,000 مصلٍ.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله – تم عمل أكبر مشروع تاريخي لتوسعة المسعى لتتضاعف مساحته أربع مرات , وكذلك تم توسعة صحن الطواف في عمل هندسي متميز , إضافة إلى مشروع جسر الجمرات الذي تم إنجازه بكفاءة وروعة وضخامة أذهلت كل من يراه ، وكذلك إنشاء قطار المشاعر والذي ساهم بشكل مرن وانسيابي في تنقلات الحجاج بين منى وعرفات ومزدلفة , وكذلك أمر بافتتاح قناتين فضائيتين تنقل بشكل مباشر من الحرم المكي والحرم المدني ولمدة أربع وعشرين ساعة حتى يرى المسلمون في جميع أقطار العالم المسجدين اللذين تشتاق نفوسهم إليهما.

ولا يقل اهتمامه – رحمه الله – بالمسجد النبوي عن المسجد الحرام فقد أمر بتوسعة الجهة الشمالية والشرقية لتبلغ الطاقة الاستيعابية إلى مليون و800 ألف مصل , إلى جانب مشروع مظلات المسجد النبوي التي أمر بها – رحمه الله -.
وفي هذا العهد الميمون , عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - يتواصل الاهتمام والمتابعة منه شخصياً لتذليل كافة العقبات في سبيل عمارة الحرمين الشريفين وسهولة الوصول إليهما وتوسعتهما ليؤدي حجاج ومعتمرو وزوّار مكة والمدينة مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان واطمئنان , وقد أمر – حفظه الله – بإكمال جميع التوسعات في الحرم المكي والتي بدأت في عهد الملك عبد الله – رحمه الله -.
ويتابع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الاهتمام بمشروع مظلات المسجد النبوي التي أمر بها - أيده الله - وهي من المشروعات العملاقة ، حيث جاء التوجيه بتصنيعها وتركيبها على أعمدة ساحات المسجد النبوي الشريف التي يصل عددها إلى 182 مظلة ، ثم الأمر بإضافة 68 مظلة في الساحات الشرقية ، وتغطي هذه المظلات مساحة 143 ألف متر مربع من الساحات المحيطة بالمسجد من جهاته الأربع يصلي تحت الواحدة منها ما يزيد على 800 مصل ، يضاف إلى ذلك تظليل ستة مسارات في الجهة الجنوبية يسير تحتها الزوار والمصلون وهذه المظلات صنعت خصيصًا لساحات المسجد النبوي على أحدث تقنية ، ولا يزال هذا الاهتمام متواصل حتى يومنا هذا.
٩٣ عاماً نجد أن هذه البلاد المباركة بقيادة ولاة الأمر الميامين حفظهم الله يسعون لمواكبة رؤية المملكة الطموحة ٢٠٣٠م لتحقيق التطلعات والاحتياجات التي تقدمها المملكة العربية السعودية لخدمة ضيوف الرحمن وزوار الحرمين الشريفين والذي يجسد واقع الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة الذي يلمسه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها في مواسم العمرة والحج كل عام.
ومر الحرمان الشريفان خلال الأعوام السابقة بالعديد من المشاريع التنموية والتطويرية والتي وجدت لها أولوية في هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - ووجد اهتمامًا كبيرًا بحجّاج ومعتمري بيت الله الحرام من خلال استكمال أعمال توسعة المسجد الحرام بمعايير عالية تُحقّق سبل الراحة والطمأنينة لهم.
ففي حج عام 1437هـ، صدرت توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- بالاستفادة من المواقع الجاهزة بمبنى التوسعة والساحات الخارجية الشمالية والغربية والجنوبية وأجزاء من الساحات الشرقية بمشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام والعناصر المرتبطة بها.
وشملت التوجيهات الكريمة الاستفادة من جميع الأدوار بمشروع خادم الحرمين الشريفين، ليصل استيعاب المسجد الحرام إلى مليون و850 ألف مصلّ، والطاقة الاستيعابية للمطاف تصل إلى 107 آلاف طائف في الساعة. 
وأمنت الخدمات الضرورية لتوفير الراحة لضيوف الرحمن وتجهيز دورات المياه والمواضيء، ليصبح العدد الإجمالي لها 16 ألفًا و300 دورة مياه وميضأة، مع توفير مشارب مياه مبردة داخل مبنى التوسعة والمطاف وفي الساحات الخارجية، وتشغيل السلالم والمصاعد الكهربائية لخدمة الحركة الرأسية ما بين أدوار المسجد الحرام، وتشغيل نظام التكييف والإنارة ونظام الصوت والمراقبة التليفزيونية وأنظمة مكافحة الحريق.
وتضمَّنت التوجيهات فتح باب الملك عبد العزيز وباب أجياد وباب إسماعيل وباب الفتح وباب العمرة، والاستفادة من 3 مناسيب من مباني الخدمات المصاطب المطلة على الساحات الشمالية وأنفاق المشاة المؤدية إلى منطقة جرول، بما فيها الأنفاق العرضية للمساعدة على وصول المعتمرين والمصلين إلى الحرم المكي الشريف أو انصرافهم منه، وهي الأنفاق التي تربط بين المنطقة الشمالية لمكة المكرمة والتوسعة المباركة.
ولتعظيم الفائدة من تلك الإجراءات جرى تشغيل الطريق الدائري الأوّل بمكة المكرمة بعد أن تم الانتهاء من تنفيذه ، بالإضافة إلى ربط الحرمين الشريفين بقطار الحرمين الذي يربط مدينة مكة المكرمة والمدينة المنورة مروراً بمطار الملك عبدالعزيز والذي يتوافد له أغلبية الحجاج والمعتمرين من خارج المملكة ، والكثير من المشاريع القائمة والمستقبلية التي ستسهل على قاصدي بيت الله الحرام والمسجد النبوي أداء نسكهم وعباداتهم بكل يسر وسهولة.
photo_5791730559792300835_y.jpgphoto_5791730559792300833_y.jpgphoto_5791730559792300843_y.jpgphoto_5791730559792300842_y.jpgphoto_5791730559792300827_y.jpgphoto_5791730559792300844_y.jpgphoto_5791730559792300832_y.jpg

قيم الموضوع
(0 أصوات)
عملت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على العناية والاهتمام بالحرمين الشريفين وقاصديهما ووفرت أحدث الأجهزة والآليات لخدمة زوار المسجد الحرام والمسجد النبوي وفق أعلى المعايير. 
وبمناسبة اليوم الوطني 93 للمملكة العربية السعودية تستعرض الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، في تسخير التقنية الحديثة والذكاء الاصطناعي لخدمة بيت الله الحرام وضيوف الرحمن.
حيث تم توفير العديد من الروبوتات الذكية التي تقوم على خدمة المصلين والمعتمرين بالمسجد الحرام منها "روبوت التعقيم" والذي يعمل لتعقيم جنبات المسجد الحرام، بنظام تحكم آلي مبرمج على خريطة مسبقة، وعلى (6) مستويات مما يحسن سلامة الجو الصحي البيئي وتحليل متطلبات التعقيم بذكاء، وفقاً لسيناريوهات الاستخدام، ومسار التعقيم، والمدة المخططة بشكل مستقل لتغطية كاملة للفضاء البيئي، ويعمل الروبوت (5-8) ساعات من دون أي تدخل بشري، ويسع الجهاز (23.8) لتر، يستهلك منها لترين كل ساعة تقريباً، للقضاء على ‏البكتيريا في مساحة (600) متر مربع كل جولة.
"الروبوت التوجيهي الذكي"

والذي يعمل على توجيه الحجاج والمعتمرين بكيفية أداء المناسك، والإفتاء والإجابة عن السائلين من قاصدي المسجد الحرام، مع إمكانية إضافة الترجمة الفورية للغات، وكذلك التواصل مع المشايخ عن بعد، ووضع عدد من التوجيهات التعريفية بأكثر من لغة، كل ذلك يتم عن طريق التحكم بالروبوت عن بعد، ويدعم الروبوت التوجيهي 11 لغة وهي اللغة العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الروسية، الفارسية، التركية، الملاوية، الأوردية، الصينية، البنغالية، الهوساوية, كما يحتوي الروبوت على شاشة 21 بوصة تعمل باللمس يمكن الاستفادة منها بعمل عدد من الخدمات التي تهم قاصدي المسجد الحرام من توجيه وإرشاد وإبداء رأي.
"الروبوت الذكي لتوزيع عبوات ماء زمزم"

يعمل على توزيع عبوات ماء زمزم بدون تدخل بشري، حيث يقوم بتوزيع (30) عبوة في الجولة الواحدة والتي تستغرق (10) دقائق، ‏ويعمل الروبوت لمدة ثمان ساعات، ويتميز بالوقوف لمدة (20) ثانية لأخذ عبوة ماء زمزم، ولا ‏يصطدم بالأشخاص ولا يعيق الحركة، وحاصل على عدة شهادات منها براءة الاختراع، والشهادة الأوروبية cs.
"روبوت توزيع المصاحف"

يعمل "روبوت توزيع المصاحف"، بمستشعر ثلاثي لتجنب الإصطدام، ونظام ملاحي ذكي يدعم تحديد المواقع المحددة يدويًا وآليًا، ويعمل الروبوت الذي تشرف على تشغيله وكالة الشؤون التقنية والتحولات داخل المسجد الحرام لتوزيع المصاحف والكتب، وأنه يحتوي على (4) أرفف تتحمل أوزانا تصل إلى (40) كجم.
"روبوت التلاوات والخطب والأذانات"

ويعمل الروبوت على عرض الباركودات لجميع المواد بحيث يمكن للقاصد أخذ غايته بالتحميل وعرضه في جهازه الشخصي، كما يمكنه التواصل مع الزائر عبر أوامر صوتية تمكن المستفيدين من الحصول على معلومات عامة عن الأئمة والمؤذنين، والجداول الأسبوعية.
وفي ظل التطور التكنولوجي واستخدام المعدات والتقنيات الحديثة التي وُفرت بدعم القيادة الرشيدة-حفظها الله- وفرت الهيئة (100) لوحة إرشادية وإلكترونية بالمسجد الحرام وساحاته، بعدة لغات عالمية لإرشاد وتوجيه زوار وقاصدي البيت العتيق نحو المواقع المراد التوجه لها، وكونترات إلكترونية متوفر بها أجهزة لوحية تفاعلية تحوي إصدارات الهيئة التوعوية والتعليمية منها (صفة العمرة، إرشادات من الكتاب والسنة، مطوية البركة، مطوية وهديناه النجدين)، كما يوجد حول الكونترات بنرات مصممة بخاصية الترميز الإلكتروني لتحميلها من خلال الهواتف الذكية لدى الزوار والقاصدين بالقارئ الإلكتروني ( QR )مواكبة للتحول الرقمي بتفعيل التقنية في الخدمات المقدمة للزوار والقاصدين.
كما وفرت منصة منارة الحرمين عرض الخطب والدروس والمحاضرات الشرعية وتقديم الإرشاد والوعظ الديني وتمكين الزوار من الوصول إلى خدمات الحرمين الشريفين ذات الصلة عبر منصات رقمية سلسة الاستخدام وفائقة الجودة، وإتاحة إمكانية التواصل المباشر مع أهل العلم والاختصاص الشرعي، كما تسهل الخدمات والبرامج الرقمية الإجابة عن فتاوى السائلين عن أحكام الشريعة الإسلامية من خلال الموقع الإلكتروني للرئاسة، والوصول إلى القرآن المترجم بلغات متعددة والذي يخدم بدوره غير الناطقين باللغة العربية مباشرةً ومن أي مكان في العالم.
وبالنسبة لكسوة الكعبة المشرفة تم استحداث وتوفير ماكينة "تاجيما"، وماكينة الجاكارد، والتي تقوم بصناعة ثوب الكعبة المشرفة المنقوش بالتسبيحات والقناديل المذهبة والكلمات ، حيث تتم هذه العملية بواسطة الفريق الفني المختص من الأيدي الوطنية المدربة المؤهلة على هذه الماكينة والتي تحتوي على أكثر من (9) آلاف وتر من الحرير، والماكينة الحديثة (TWESTING MACHINE)، وتعمل الماكينة على خيوط اللحمة لثوب الكعبة المشرفة بقسم النسيج الآلي، وفق أساليب تقنية حديثة، وهي مزودة ب (12) رأسا، كل رأس يعمل على لف بكرة للحمة الواحدة.
وجميع هذه الخدمات والمبادرات والبرامج وتسخير التقانة والتطبيقات الإلكترونية في جميع الخدمات والمهام المتعلقة بالحرمين الشريفين يأتي بتوجيهات كريمة من القيادة الرشيدة -حفظها الله- واهتمامهم الدائم بتطوير العمل وتسخير التقانة في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما وتهيئة كل السبل والمقومات ليتمكن قاصدو الحرمين الشريفين من أداء مناسكهم بيسر وسهولة وطمأنينة.
photo_5791730559792300807_y.jpgphoto_5791730559792300813_y.jpgphoto_5791730559792300875_y.jpgphoto_5791730559792300872_y.jpgphoto_5791730559792300860_y.jpgphoto_5791730559792300869_y.jpg
قيم الموضوع
(5 أصوات)
بذلت القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية، منذ توحيدها على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -رحمه الله- وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- الغالي والنفيس لخدمة ضيوف الرحمن والارتقاء بالخدمات المقدمة لهم.
حيث يجسد الحرمان الشريفان إنموذجا فريداً لعناية المملكة بضيوف الرحمن وتوفير كافة الرعاية والعناية لهم، ومن هذه العناية المشروعات العملاقة التي نفذتها المملكة لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير كافة الخدمات بهما والتي تتناغم مع رؤية المملكة 2030.
وتعد عمارة المسجد الحرام والمسجد النبوي وتوسعتهما لاستقبال ضيوف الرحمن، في مقدمة خطط المملكة لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين لزيارة الحرمين الشريفين وأداء النسك على أكمل وجه، حيث نفذت المملكة العديد من التوسعات في الحرمين الشريفين وفق تخطيط محكم وخبرات هندسية تسعى لتقديم أرقى الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين على مدار العام.
وبالنسبة للتوسعة السعودية الثالثة والمشاريع المرتبطة بالخدمات المقدمة لزوار بيت الله الحرام، تعد من أبرز المنجزات المتعلقة بزيادة الطاقة الاستيعابية بالمسجد الحرام لاستقبال الزوار و المعتمرين من ضيوف الرحمن، في إطار تحقيق أحد أهداف رؤية المملكة (2030) باستقبال أكثر من 30 مليون معتمر، وذلك وفق معايير جودة عالية لتحقيق مستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن وتقديم تجربة فريدة ومميزة.
photo_5791730559792300870_y.jpgphoto_5791730559792300805_y.jpgphoto_5791730559792300871_y.jpg
الأربعاء, 20 أيلول/سبتمبر 2023 09:30

51 لغة إرشاد مكاني لقاصدي المسجد الحرام

قيم الموضوع
(6 أصوات)

تقدم الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خدمة الإرشاد المكاني في المسجد الحرام بـ 51 لغة عالمية، وتتم الاستعانة بعدد 78 مترجمًا ومترجمة على مدار اليوم في عدة مواقع رئيسية يفد عن طريقها القاصد وهي: باب الملك فهد، باب الملك عبد العزيز، باب أجياد، باب العمرة، سلم باب الفتح، باب المروة، باب السلام، جسر أجياد، والصفا، كذلك في المواقع الفرعية وهي مدخل باب الملك فهد باتجاه المطاف، توسعة الملك فهد (الدور الأول)، مدخل التوسعة السعودية الثالثة، مدخل المسعى (الدور الأول)، سلم الأرقم، مدخل المطاف (باب أجياد)، سلم 91 (الدور الأول).

3430e55f a8f5 431d 8e21 ff585b0f607d4be1af12 4110 4223 bd7f 95b397f5a282

وتندرج ضمن خدمات الإرشاد المكاني باللغات، الإرشاد الزماني والذي يعمل على إثراء القاصدين بأوقات الصلوات والدروس والمحاضرات ومواعيد زيارة المتاحف والمعارض، والإرشاد الثقافي عبر تقديم المعلومات الثقافية والتاريخية والأرقام المتعلقة بالمسجد الحرام، ومراكز الاستعلامات الخارجية للاستعلام عن كافة الخدمات  بالمسجد الحرام والتعريف بخدمات الترجمة والبث المباشر.

4d2215c5 80d1 4f6e 8d73 6cbc5f141948dda0b211 fcb5 46b4 aa43 38088e6b1b91f888ec67 da2c 457a b2d6 ba87504b1c3f

وتتوسع الخدمات إلى توزيع وسائل صوتية مثل السماعات للاستفادة من خدمات البث المباشر للخطب والدروس، ودعم مختلف مقدمي الخدمة بالمسجد الحرام بالترجمة اللفظية لتمكينهم من تقديم خدماتهم بعدة لغات، إضافة إلى تزويد القاصدين بالترددات الإذاعية لقنوات FM للبث المباشر للخطب والدروس التي تصل إلى نطاقات واسعة وتستهدف قاصدي بيت الله الحرام من غير الناطقين بالعربية.

8de3e638 071d 42cd 9613 f307156c97e0

ومن ضمن الخدمات المقدمة البطاقة الإرشادية باللغات وهي بطاقة تحتوي على مجموعة من الروابط (الباركودات) لتسهيل عملية الوصول إلى الخدمات الإلكترونية المقدمة في المسجد الحرام، ومن أبرز محتوياتها الخرائط التفاعلية وهي عبارة عن (باركود) يحتوي على تطبيق وموقع منصة منارة الحرمين الشريفين والتي يتم بث الخطب والدروس من خلالها، وباركود الموقع الرسمي للهيئة، وباركود الخريطة التفاعلية للإرشاد المكاني في المسجد الحرام؛ والتي يستطيع المستفيد عبرها الوصول إلى جميع المواقع والخدمات داخل وخارج المسجد الحرام وساحاته.


قيم الموضوع
(13 أصوات)

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

وبعد أن حمدالله تعالى بدأ خطبته بقوله : معاشر المسلمين ..إن من أعظم الواجبات وأجل الطاعات وأزكى القربات أداء الحقوق والواجبات وأعظم تلك الحقوق عباد الله ، وأولاها بالأداء والوفاء عند الله ، حقوق ذوي الأرحام ، حقوق الأقرباء ، الذين أوجب الله لهم حق الصلة والمودة والوفاء ، قال الله تعالى ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ).

وأكمل فضيلته الخطبة بقوله : عباد الله .. إن صلة الرحم تثير ندى العاطفة الإنسانية في القلوب فتثمر المحبة والوفاء والأخوة والصفاء ، وتميت الحقد والجفاء والبغضاء ، لهذا شرع الله تعالى صلة الرحم بالزيارة والألفة ، بالإحسان والمودة بالمواساة والرحمة ، وأخذ بذلك الميثاق على من كان قبلكم ، قال تعالى ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ) .

وأضاف فضيلته : صلة الرحم حق أوجبه الله وعبادة يتقرب بها إلى الله وإنكم ستسألون عنها بين يدي الله ، فألله الله في رحمكم وأقاربكم ، صلو من قطعكم وأعطوا من منعكم واعفوا عمن ظلمكم ، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين .

وفي الخطبة الثانية ذكر فضيلته : لقد حرم الله تعالى قطيعة الرحم وحذر منها ، قال تعالى ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَىٰ أَبْصَارَهُمْ) ، فقطيعة الرحم ذنب وكبيرة يوجب اللعنة والعقاب وظلم يؤدي إلى إيحاش القلوب ونفرتها وتأذيها ، وأي ظلم أشد من تقطيع الوشائج وفصم عرى المحبة وتجفيف ينابيع الوداد .

واختتم فضيلته الخطبة بقوله؛ أيها الناس: الرحم أثر من آثار رحمة الله تعالى ، مشتبكة بها فمن قطعها كان منقطعاً من رحمة الله ومن وصلها وصلته رحمة الله ، عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " خَلَقَ الله الخَلْقَ فلما فرغ منه قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَت: هَذَا مقَامُ الْعَائِذِ بِكَ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: ألا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَك قَالَتْ: بَلَى، قال: فذَلِكَ لَكِ".
5BC8E342 CE6E 4324 A327 A58C5354B1F570220305 DC47 46B0 806C 877E9024D69926169E4E CAEE 4ECC A625 ECEAD3F37C64
قيم الموضوع
(1 تصويت)

أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة إمام وخطيب المسجد الحرام.

وبعد أن حمد الله تبارك في علاه استهل خطبته قائلاً: أوصيكم أيها الناسُ ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله رحمكم الله، فالتقوى أفضلُ المكاسب، وأجزلُ المواهب.

أيها المؤمنون:
معرفةُ اللهِ تعالى أصلُ الدين، وسُلَّمُ اليقين، واللهُ سبحانه له من الأسماءِ أكرمُها، ومن الصفاتِ أعظمُها، ومن أسمائه سبحانه الرحمنُ والرحيم، ومِن صفاتِه الرحمة، وهي صفةُ كمالٍ لائقةٍ به سبحانه، لا نقصَ فيها بوجه من الوجوه، قال تعالى: ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلّا هُوَ عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحمنُ الرَّحيمُ﴾ ، وقال تعالى: ﴿قُل لِمَن ما فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ قُل لِلَّهِ كَتَبَ عَلى نَفسِهِ الرَّحمَةَ﴾.
 
عبادَ الله:
إنَّ رحمةَ ربِّنا سبحانه عامةٌ شاملة، عَمَّت الكونَ ومَن فيه، قال تعالى: ﴿وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ﴾
وقال سبحانه عن دعاء الملائكة للمؤمنين: ﴿رَبَّنا وَسِعتَ كُلَّ شَيءٍ رَحمَةً وَعِلمًا﴾.
وآثارُ رحمته سبحانه ظاهرةٌ للعَيان، واضحةٌ للأنام، فبرحمته خلق الإنسان في أحسن تقويم، وسوَّى جِسمَه وأحيا روحَه، وأمدَّه بالعقل، وغَذَاه بالنِّعم
﴿الرَّحمنُ ۝ عَلَّمَ القُرآنَ ۝ خَلَقَ الإِنسانَ ۝ عَلَّمَهُ البَيانَ﴾.

وأضاف فضيلته أنّ من آثار بحمته سبحانه أنْ خَلَقَ الشمسَ والقمر، وجَعَل الليلَ والنهار، وبَسَط الأرض، وجعلها مِهادًا وفِراشًا وقرارا، وكِفاتًا للأحياء والأموات، قال تعالى: ﴿تَبارَكَ الَّذي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُروجًا وَجَعَلَ فيها سِراجًا وَقَمَرًا مُنيرًا ۝ وَهُوَ الَّذي جَعَلَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ خِلفَةً لِمَن أَرادَ أَن يَذَّكَّرَ أَو أَرادَ شُكورًا﴾.

وبرحمته سبحانه أرسلَ الرُّسُل، وأنزلَ الكتب؛ هُدىً للخَلْق بعد ضلالة، وتعليمًا بعد جَهالة، وتبصيرًا مِن عَمى، ورُشدًا مِن غَي، قال تعالى: ﴿لَقَد مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤمِنينَ إِذ بَعَثَ فيهِم رَسولًا مِن أَنفُسِهِم يَتلو عَلَيهِم آياتِهِ وَيُزَكّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتابَ وَالحِكمَةَ وَإِن كانوا مِن قَبلُ لَفي ضَلالٍ مُبينٍ﴾، وقال تعالى: ﴿وَما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمينَ﴾، وقال تعالى: ﴿وَنَزَّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيانًا لِكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً وَبُشرى لِلمُسلِمينَ﴾.

ونوّه فضيلة إمام المسجد الحرام بأنّ من دلائل رحمةِ الله سبحانه: إنشاءُ السحاب، وإنزالُ الغيث، وإحياءُ الأرضِ بعد موتها، فمنها يأكلُ الخلقُ ويقتاتون ويدَّخرون، قال تعالى: ﴿فَانظُر إِلى آثارِ رَحمَتِ اللَّهِ كَيفَ يُحيِي الأَرضَ بَعدَ مَوتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحيِي المَوتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ﴾.

ثم بيّن فضيلة الدكتور بندر بليلة أنّ الله سبحانه وضعَ الرحمةَ بين عباده وبين الحيوان ليتراحموا، فما رحمةُ الأمُّ بأولادها، وما رحمةُ القلوبِ البشريةِ بالضعفاء، وما رحمةُ الطيرِ والوحشِ بعضها ببعض، إلا فيضُ رحمةٍ من رَحَمات الرحيم سبحانه، عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه عن النبي ﷺ قال: (إن لله مائةَ رحمة، أنزل منها رحمةً واحدةً بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تَعطِفُ الوحشُ على ولدها، وأخَّرَ اللهُ تسعًا وتسعين رحمة، يرحمُ بها عبادَه يوم القيامة) أخرجه مسلم، قال ابنُ القيم رحمه الله: (وأنت لو تأملتَ العالمَ بعَينِ البصيرةِ لرأيتَه مُمتلئا بهذه الرحمةِ الواحدة، كامتلاء البحرِ بمائه، والجوِّ بهوائه).

واختتم فضيلته خطبته الأولى موضحاً أنه من رحمة الله سبحانه بعباده فَتْحُ بابِ التوبة لهم، ومغفرةُ ذنوبِهم، وسَترُ عيوبِهم؛ إذْ حِلمُه سبق غضبَه، وعفوُه سبقَ مؤاخذتَه، ثم يُدخِلُهُم جنتَه برحمته لا بأعمالهم فحسْب ﴿قُل يا عِبادِيَ الَّذينَ أَسرَفوا عَلى أَنفُسِهِم لا تَقنَطوا مِن رَحمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغفِرُ الذُّنوبَ جَميعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ﴾، عن أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن رسول الله ﷺ قال: (لما قضى اللهُ الخلقَ كتب عنده فوق عرشه: إن رحمتي سَبَقتْ غضبي) وفي رواية: (غَلبتْ غضبي) أخرجه البخاريُّ ومسلم.

 وفي الخطبة الثانية أكّد فضيلة الشيخ بندر بليلة أنَّ أسعدَ الناسِ برحمة اللهِ مَن جانبَ المعاصي والمحرمات، وأقبل على الطاعات والقُرُبات، قال تعالى: ﴿إِنَّ رَحمَتَ اللَّهِ قَريبٌ مِنَ المُحسِنينَ﴾ .
وقال تعالى: ﴿وَرَحمَتي وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ فَسَأَكتُبُها لِلَّذينَ يَتَّقونَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَالَّذينَ هُم بِآياتِنا يُؤمِنونَ﴾.

والاستغفارُ جالبٌ للرحمة، دافع للنِّقمة، قال تعالى: ﴿لَولا تَستَغفِرونَ اللَّهَ لَعَلَّكُم تُرحَمونَ﴾.
ومَن رَحِم عبادَ اللهِ رحمهُ الله، وفي الحديث: (إنما يَرحمُ اللهُ مِن عباده الرحماء).
3213A7A2 4034 4141 B14D 8B9F27C2EFA6C592F35A 5003 403B A1D9 4914F1227EBDE5D83BD2 F0B8 475A 9201 0D54599F082EA4FB8FCF 23AA 4450 9EE9 D38D2E6AB767F4F22E4A 7497 48B1 A53D 288F68E549C109AB7610 C035 49E1 8769 97287E7787FC0A9187AD 55E5 4F98 804A AD1AEBF13169468F4090 4113 4569 8A06 5C78F63B6AD7
الأربعاء, 13 أيلول/سبتمبر 2023 09:29

وسائل مساندة لذوي الإعاقة في المسجد الحرام

قيم الموضوع
(9 أصوات)
تستمر الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تقديم الخدمات المساندة لذوي الإعاقة في مختلف أرجاء المسجد الحرام من خلال عدة مواقع مجهزة بوسائل مخصصة لهم؛ كون المسجد الحرام قبلة المسلمين الأولى ومهوى الأفئدة، ويفد إليه القاصدون من شتى أصقاع المعمورة على مختلف أحوالهم الصحية، لذا يجري العمل على تهيئة المواقع وأنستنها لتتناسب مع كافة أوضاع القاصدين بما يراعي أداء النُسك بيسر وسهولة ويحقق لهم الطمأنينة التي قدموا من أجلها.

مصليات مجهزة بوسائل مساندة

يتمكن القاصدون للمسجد الحرام من ذوي الإعاقة من أداء فروضهم في المصليات المهيئة لهم والمجهزة بأدوات ووسائل مساندة، حيث خُصصت مصليات داخل المسجد الحرام تتواجد بالقرب من الأبواب تسهيلًا لوصولهم، وتتم أعمال تنظيف وتعقيم المصليات دوريًا قبل وبعد كل صلاة، كما تزود المصليات بماء زمزم بمشربيات خاصة.

f4fda9d1 46cb 4db1 b531 56227bc1aa48

وبإمكان القاصد من ذوي الإعاقة التوجه إلى أي من المصليات الثلاثة الخاصة بالرجال الواقعة في توسعة الملك فهد -رحمه الله- الدور الأول مقابل باب (91)، والدور الأول مقابل جسر الشبيكة باب (68)، والدور الأرضي باب (68) بجوار سلالم الشبيكة، كما أن القاصدات خصص لهن (3) مصليات تقع في توسعة الملك فهد -رحمه الله- باب (88) الأرضي وباب (65) الدور الأول "الشبيكة"، وتوسعة الملك فهد بمصلى (15) المطل على صحن المطاف.

المصليات تتوفر فيها وسائل مساندة لذوي الإعاقة كأدوات التيمم، والمصحف المزود بقلم قارئ لكبار السن، والمصحف بلغة (برايل) وعدد من الكتب القيمة، والعصا المخصصة لفاقدي البصر، بالإضافة إلى تواجد عدد من مترجمي ومترجمات لغة الإشارة المؤهلين لترجمة الخطب والدروس المقامة وحلقات الذكر.
  
97937e61 e4b3 4d6b 942e d35dc2b54a22838fc0e0 9497 46a1 8a3b 3ae580b09a1e

مسارات لدخول العربات

خُصص للعربات اليدوية القادمة إلى المسجد الحرام عبر ساحاته مسارات رئيسية، أولها جسر أجياد وهو جسر يقع في الساحة الغربية مؤدي إلى الدور الأول من المطاف، والمسار الثاني عبر جسر الشبيكة جوار باب (64)، إضافة إلى مسار يتجه إلى المروة عبر الساحات الشرقية، وهناك عدد من السلالم الكهربائية والمصاعد المزودة برموز وعلامات واضحة للتسهيل عليهم إضافة إلى وجود مسارات إلى المصليات الخاصة.

90c06355 af4a 469c b409 ebd1f076e8f6

أبواب مهيأة بمنحدرات للعربات

تقع هذه الأبواب في مختلف أنحاء المسجد الحرام، بما في ذلك الأبواب الرئيسية والأبواب الداخلية، وهي مزودة بعلامات إرشادية واضحة بلغة برايل، وذلك لمساعدة ذوي الإعاقة البصرية، وتهدف هذه الخطوة إلى تسهيل عملية الدخول والخروج لذوي الإعاقة في المسجد الحرام، وذلك من خلال توفير منحدرات ومزلقانات آمنة وسهلة الاستخدام.

حيثُ تم تهيئة 8 أبواب مزودة بمنحدرات لتسهيل عملية الدخول والخروج من وإلى المسجد الحرام وهي (68 - 74 - 79 - 84 - 89 - 90 - 93 - 94)، كذلك عدة جسور وهي (جسر أجياد، والشبيكة، والمروة، والأرقم).

de9f9b80 fcbe 4dd9 a869 8ffa195e56a0

نقل ترددي عبر الساحات الشرقية للمسجد الحرام

وفرت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي نقلا تردديا للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن وذلك عبر عربات ترددية متواجدة في الساحات الشرقية للمسجد الحرام، يستطيع القاصد الاستفادة منها عبر نقله من وإلى أبواب المسجد الحرام.

0c9032da 14d0 4357 ab8f e58a3ebca4c9ab3b5e83 06c8 4517 af48 1dfd6e308fbd

5 نقاط للعربات الكهربائية

وعبر تطبيق تنقل أتاحت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمكانية حجز عربة كهربائية، يستطيع القاصد الوصول إليها عبر نقاط عدة وهي (مدخل جسر المروة باب 25، مدخل سلم الأرقم باب 16، مدخل جسر أجياد باب 5، مدخل جسر الشبيكة باب 66، مدخل سلم أجياد الكهربائي باب 5)، كما أن العربات اليدوية توجد في موقعين هما (مدخل الساحة الشرقية باب السلام 19، ومدخل الساحة الغربية جسر أجياد).

وتتوفر كذلك خدمة دفع العربات المجانية تطوعًا بلا مقابل لكبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة في موقعين، الأول عند مدخل أجياد من الداخل للدور الأرضي والذي يخدم المعتمرين في المطاف الأرضي، والموقع الثاني في الصفا الدور الثاني ويخدم المعتمرين في المسعى.