اطلع سمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير سعود بن مشعل، على معرض كسوة الكعبة أثناء زيارته للمسجد الحرام اليوم الأحد، رافقه خلالها معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة.

واطلع سموه على المعرض الميداني المقام داخل التوسعة السعودية الثالثة، والذي يتضمن مجسم للمسجد الحرام يبين توسعاته، ومجموعة عينات من قطع كسوة الكعبة، والأدوات المستخدمة في غسل الكعبة من الداخل.

ويشتمل المعرض على شاشة يتم من خلالها عرض فيلم وثائقي عن كسوة الكعبة المشرفة، ومحتوى رقمي يستعرض معالم المسجد الحرام؛ بهدف إثراء تجربة ضيوف الرحمن خلال زيارتهم الحرم المكي.
IMG 2742IMG 2741
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المسلمون: أعظم الأرزاق حسن الأخلاق؛ والخلق الحسن غناء الفقراء وزينة الأغنياء وحلية السعداء، ومن حسنت أخلاقه درت أرزاقه ومن ساءت أخلاقه طاب فراقه وكم وضيع رفعه خلقه، ورفيع وضعه خرقه ومن حسن خلقه أراح واستراح وانجذبت نحوه الأرواح؛ عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ ، وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا ، وخالِقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسنٍ).
وأكمل: كان رسول صلى الله صلى الله عليه وسلم ذو الوجه الوضي والخلق الرضي مع ما خصه الله به من جميل الشمائل والفضائل والأخلاق الزكية والأوصاف العلية يدعو الله أن يهديه لأحسن الأخلاق ويصرف عنه سيئها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اللهمَّ كما حسَّنتَ خَلقي فحسِّنْ خُلُقي)
وبيّن فضيلته: الأخلاق الصالحة ثمرة العقول الراجحة ومن لانت كلمته وحسنت عشرته وجبت محبته وعظمت مودته وارتضيت صحبته وتواردت على مدحه الألسن وروت من أخباره ما يجمل ويحسن؛ قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِن أحبكُم إلي وأقربكم مِنّيِ مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسنكم أخلاقًا).
وبيّن فضيلته: حسن الخلق هو القيام بالحقوق والإحسان والبر والصلة وسلامة الصدر وحسن البشر وصدق الحديث والعدل والنصفة وقبول الأعذار والعفو والمساهلة والمسامحة والتخلي من الرذائل والتحلي بالفضائل وترك الخوض في أخبار الناس وتتبع أحوالهم واستقصاء أمورهم وحكاية أقوالهم وأفعاهم والبحث والتنقير والتفتيش عن أسرارهم وترك الغلظة والفظاظة والجفاء والتقطيب والعبوس وترك العجلة والعنف والطيش وأن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك ولا تقابل الأخلاق السيئة بمثلها قال تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ).
قال جعفر رضي الله عنه: (وليس في القرآن آية أطمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية)؛ وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: (حسن الخلق في ثلاث خصال اجتناب المحارم وطلب الحلال والتوسعة على العيال)؛ وقال عبد الله بن المبارك: (هو بسط الوجه وبذل المعروف وكف الأذى)؛ وقال القاضي عياض: (حسن الخلق مخالقة الناس بالجميل، والبشر والتودد لهم، والإشفاق عليهم، واحتمالهم، والحلم عنهم، والصبر عليهم في المكاره، وترك الكبر والاستطالة عليهم، ومجانبة الغلظة والغضب والمؤاخذة).
وأضاف: ذو الخلق الظريف والأدب المنيف لا يجاري لئيمًا ولا يماري سفيهًا ولا ينازع لجوجًا ولا يكثر من العتاب ولوم الأصحاب فإن مرض ولم يُعَد أو شفع فلم يُجب أو دخل مجلسًا فلم يقدَّم أو تكلم فلم ينصت له لم يحنق ولم يحتد ولم يغضب ولم يتنكر على إخوانه ولم يظهر للناس والجلاس
أنه جفي من فلان وهضم من فلان وظلم من فلان، بل يقابل ذلك بما هو أحلى وأولى وأسمى وأقرب إلى الحكمة والرحمة والعفو والمسامحة.
وأوضح فضيلته: سوء الخلق والمشارسة والمشاكسة والمعاسرة والزعارة دليل الخذلان والحرمان ومن ساءت أخلاقه وعظم كبرياؤه واستحسن حال نفسه واستحقر من دونه سقطت مكانته وطالت ندامته وذهبت كرامته والشرس الشكس الضرس الكز الغليظ الذي يتبزعر على الناس ويتكبر وينظر إليهم شزرًا ويمشي بينهم متبخترًا ولا ينطلق لهم وجهه ولا يسعهم خُلُقه ولا يرى لأحد حقًا ولا فضلاً فذلك الذي لا يزداد من الله إلا بعدًا ولا من الناس إلا بغضًا.
فاحذروا أخلاق اللئام والأنذال والأوباش والسقاط والسفلة، قال ابن حبان: " وقد تكون في الرجل أخلاق كثيرة صالحة كلها وخلق سيء فيفسد الخلق السيء الأخلاق الصالحة كلها.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: الأخلاق طبيعة وجبلة وغريزة وقد تكتسب بالتخلق والتكلف والمجاهدة وتحصل بالمعاشرة والمجالسة وتعتاد بالتهذيب والتأديب حتى تكون ملكة وسجية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّما العلمُ بِالتَّعَلُّمِ ، و إِنَّما الحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ ، و مَنْ يَتَحَرَّ الخَيْرَ يُعْطَهُ ، و مَنْ يَتَّقِ الشَّرَّ يُوقَهُ).
وتغيير الطباع السيئة والأخلاق الرذيلة والعادات القبيحة داخل في حيز المكنة والقدرة والاستطاعة، ومن ابتلي بشيء من ذلك وعزم على التغيير وصدق في طلب الغاية وجاهد وصابر رجي الخروج من كل خلق ردي والظفر بكل خلق سَني؛ فارغبوا في مكارم الأخلاق ومعاليها وتعالوا عن سفاسفها ومساويها.
أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة فضيلةالشيخ الدكتور عبدالله بن عوّاد الجهني إمام وخطيب المسجد الحرام ابتدأها قائلاً: الحمد الله الذي أمر بالمكارم والفضائل، ووعد عليها بالثواب والغفران، ونهى عن الفواحش والرذائل، وأوعد عليها بالوبال والخسران، أحمده تعالى وأشكره وأستعيذ به وأستغفره وأومن به وأتوكل عليه في كل حين وآن، من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا منقذ له من العذاب والهوان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه السادات الأعيان والتابعين ومن تبعهم إلى يوم الدين بإحسان، من يطع الله ورسوله فقد سعد وأصاب، ومن يعص الله ورسوله فقد خسر وخاب.

وأضاف فضيلته قائلًا: فاتقوا الله عزوجل في السر والإعلان واجيبوه في جميع الأوقات والأحيان، واحفظوه في ما عز قدره أوهان، وتمسكوا بما شرعه لكم في بيانه وتبيينه، ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور، وتذكروا نعمة الله عليكم فقد فسح في آجالكم، لتصلحوا مافسد فيما مضى من أعمالكم.

وبيّن فضيلته أنّه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال لأبي ذر رضي الله عنه: اتق الله حيث كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن. رواه احمد والترمذي، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخاطب نفسه: (والله يا ابن الخطاب لتتقين الله أو ليعذبنك)، وقال مالك رحمه الله: بلغني أن عمر بن الخطاب كان يقول: كرم المؤمن تقواه ودينه حسبه ومروءته خلقه.

وأهاب الجهني: إن الإسلام دين خلقي رفيع، دعا إلى التحلي بالفضائل، والتخلي عن الرذائل، وحض على مكارم الأخلاق، وحميد الصفات ومحاسن الشمائل، وقد بين رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما الغاية من بعثته، فقال عليه الصلاة والسلام: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق) رواه احمد والبيهقى واللفظ لهما، أي: أُرْسِلْتُ للخلْق "لأُكمِّلَ ما انتقَصَ من الأخلاقَ الحَسنةَ، وأساسها توحيدالله عزوجل والإخلاص له سبحانه وتعالى في عبادته وترك الإشراك به، ثم يلي ذلك الصلوات الخمس فهي أعظم الأخلاق وأهمها بعد التوحيد وترك الإشراك بالله عزوجل، وتليهما الأفعال المُستحسَنة الَّتي جبَلَ اللهُ عليها عِبادَه مِن الوفاءِ والمُروءةِ والحياءِ والعِفَّةِ فيَجعَلُ حَسَنَها أحسَنَ، ويُضيِّقُ على سيِّئِها ويَمنَعُها، وَيُؤَكِّدُ هَذَا مَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لما هَاجَرَ إِلَى الْحَبَشَةِ سَأَلَهُ النَّجَاشِيُّ عَنْ حَقيقَةِ هَذَا الدِّينِ فَأَجَابَهُ قَائِلًا : "أيها الملك، لَقَدْ كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةِ، نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ ، وَنُسِيءُ الْجَوَارَ ، وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ ، وَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لِنُوَحِدَهُ وَنَعْبُدَهُ ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَان ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَحُسْنِ الْجِوَار ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ ،  وَنَهَانَا عَنِ الْفُحْشِ ، وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكُلِ مَالِ الْيَتِيمِ ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ .... ) الحديث ، لَقَدْ لَخُص الدِّينَ كُلَّهُ فِي هَذِهِ الْجُمْلَةِ الَّتِي عُنْوَانُهَا الْكَبِيرُ : مَكَارِمُ الْأَخْلَاق ، وَقَدْ تَلَخَّصَ الدِّينُ كُلُّهُ فِي صَفْوَةِ الْخَلْقِ مُحَمَّد صلّى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما ، الذِي أَثْنَى عَلَيْهِ رَبُّهُ بِأَرْقَى وَأَجْمَلِ مَا فِيهِ فَقَالَ: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) صلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

وأوضح فضيلته: فالأخلاق الفاضلة الحسنة، والشمائل الطيبة الكريمة، والصفات الحميدة الرفيعة، هي من قواعد الدين وأصوله الثابتة الراسخة بل إن الخلق الحسن أساس العقيدة الإسلامية والعمل، وثمرة التهذيب والتقويم،  وأية قيمة لعقيدة وعمل لا يصحبها خلق كريم فاضل يقود صاحبه إلى العفة والحكمة، وشرف النفس وعلو الهمة، ويرده عن مواطن السوء، ورذائل الطبع، ويحول بينه وبين ما يفسد المروءة، ويثلم الشرف، ويمس حرمة العقيدة والدين، عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: أَقَمْتُ مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بالمَدِينَةِ سَنَةً ما يَمْنَعُنِي مِنَ الهِجْرَةِ إلَّا المَسْأَلَةُ، كانَ أَحَدُنَا إذَا هَاجَرَ لَمْ يَسْأَلْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عن شيءٍ، قالَ: فَسَأَلْتُهُ عَنِ البِرِّ وَالإِثْمِ، فَقالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ : البِرُّ حُسْنُ الخُلُقِ ، وَالإِثْمُ ما حَاكَ في نَفْسِكَ ، وَكَرِهْتَ أَنْ يَطَّلِعَ عليه النَّاسُ . رواه مسلم ، والبر هو الإحسان إلى الناس ،  والتقرب إلى الله تعالى : ولا يتم ذلك إلا بحسن الخلق ، والإثم صفات قبيحة وأفعال شنيعة ، يحرص المرء على سترها ، ويكره أن يطلع الناس عليها ، فهي تؤثر وترسخ في الصدر ، وتتحدث بها النفس ويوسوس بها الشيطان ويترجمها الفعل إلى جرائم وآثام.

وأوصى فضيلة الشيخ الجهني المصلين: فحري بك أيها المسلم  أن تكون أخلاقك حسنة فاضلة كريمة، تتعفف عن الأذى والعدوان، وتصبر على قسوة الناس وسوء معاملتهم وتتقبل برحابة صدر كل ما يصدر عنهم من أخطاء وأحقاد، فتكظم الغيظ، وتعفو عن الهفوة، وتغفر الزلة، وتقيل العثرة، وتقبل العذر، وتصفح الصفح الجميل، ويكون إخوانك المسلمون في سلامة من أذى لسانك، وأمن من عدوان يدك.

وعقّب فضيلته: إن الخلق العظيم مبدأ عظيم من مبادىء الهداية والإصلاح بين الناس، ويندرج تحته سائر الفضائل الخلقية، والمكارم النفسية، من عفة وأمانة ووفاء وصدق وكرم وحياء، وشجاعة وتراحم وإخاء. وإن الحياء أفضل الخلق الحسن، فهو رأس الفضائل، والباعث على الخير والإيمان، وقد دلت النصوص الشرعية على التحلي بالإيمان والحياء، والابتعاد عن البذاء وسيئ الأخلاق قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما: (الحياءُ منَ الإيمانِ، والإيمانُ في الجنَّةِ، والبَذاءُ منَ الجفاءِ، والجفاءُ في النَّارِ) خرجه الترمذي وأحمد وابن حبان.

ونوّه فضيلته: والحياء هو انقباض النفس عن القبيح، والتعفف عما لا يحل ولا يجوز، وهو من خصائص الإنسان المميز له عن بهائم الحيوان. ومن أولى الناس بالحياء أخذا به وتمسكا المرأة المسلمة، فالحياء تاج المرأة المسلمة، وحصنها المنيع، وسياجها المتين.
وحرّص فضيلته: أيتها المسلمة إن لك فيمن سبق أسوة حسنة، وسلفٌ صالح، فهذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: كنت أدخل بيتي الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبي فأضع ثوبي، وأقول إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر رضي الله عنه معهم، فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي، حياء من عمر رضي الله عنه.
فها هي رضي الله عنها تشد عليها ثيابها لما دفن عمر في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر مع أنه كان ميتا رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم، وعلى المرء المسلم أن يأمر أهله بالحياء والحجاب والعفاف والستر ويحبب هذه الأخلاق الحسنة إليهم بالحسنى والمعروف لينال الرضا والثواب من الله عزوجل فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.

وبّين فضيلته الشيخ الجهني: لقد رغّب الإسلام في الخلق الحسن، وهو بسط الوجه وطلاقته، واستقامة اللسان ونظافته، واجتناب المحارم، وإتيان المكارم، وسعة الصدر، وقوة الاحتمال والصبر، وجعله عنوان الكمال، ورمز الخير والبر، وأساس التعامل بين الناس، قال: إنكم لاتسعون الناس بأموالكم، ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه، وحسن الخلق، خرجه الطبراني والحاكم والبيهقي.

وأضاف فضيلته: وفي هذا الزمان ساءت الأخلاق، وعم الشقاق والنفاق، واستفحلت الشرور والآثام، وكثر الفحش والبذاء، وضعف الإيمان والحياء، وتعامل الناس بالغدر والخيانة والدهاء، وانقطعت حبال التراحم بينهم والإخاء، وفسدت العلائق الزوجية، والروابط العائلية، بسبب سوء الأخلاق وفساد التربية، وانحطاط النفوس إلى درك المادة والشهوات فسوء الخلق ياعبادالله شر ذميم الأخلاق، وأقبح النقائص على الإطلاق، فهو شر مستطير على المجتمع والناس،  وشؤم محقق في الحياة، فهو يُحبط الأعمال، ويجرّ إلى الآثام، ويقضي على صفات النبل والمروءة والكرم، ويسرع بصاحبه إلى الشر والغضب، ويدفع به إلى الأذى والعدوان.

وشددّ فضيلته: فعلى الإنسان أن يتخلق بالأخلاق الموجبة للشرف والسيادة ويعتني في طلب المكارم ويسعى لنيل المعالي من الأمور بهمة وعزيمة وإيمان، وأن يروض نفسه على تحسين خلقه وصقل طبعه وتزكية نفسه وضميره. قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما: (إنَّ مِن أحَبِّكُم إليَّ، وأقْرَبِكُم مِنّي مَجلِسًا يومَ القيامَةِ، أحاسِنُكُم أخلاقًا، وإنَّ أبَغْضَكُم إليَّ، وأبْعَدَكُم مِنّي يومَ القيامَةِ، الثَّرْثارونَ، والمُتشدِّقونَ والمُتفَيْهِقونَ". إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة: أحسنكم أخلاقاً) أخرجه الترمذي في سننه.
 
وأوصى فضيلته: فاتقوا الله ايها المسلمون: وتحلوا بمكارم الأخلاق، وتجنبوا رذائلها، فإنكم إن فعلتم ذلك هديتم إلى سنة نبيكم، ونلتم سعادة الدنيا والآخرة. وفقني الله وإياكم لمكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، ورزقنا وإياكم الصدق في الأقوال والأعمال، وجنبنا منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء والأدواء، واستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

ثم بيّن فضيلته في الخطبة الثانية: التوبة والاستغفار من جميع الذنوب والمعاصي، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون  اولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الانهار …. )

وأوصى الجهني: ما أحوجنا ونحن نسير على طريق الدعوة إلى أن نراجع أنفسنا وسلوكنا في مجتمعنا، وأن نتدبر حالة أخلاقنا، ونعلم أن العبادة بلا أخلاق تبقى جسدا بلا روح، ولا خير في إنسان عابد سيئ الأخلاق، كما أنّه لا خير في إنسان حسن الأخلاق  سيئ العبادة، بل الخير كل الخير في اجتماعهما، فاتقوا الله أيها المسلمون واجمعوا بين حسن العبادة وحسن الخلاق تسعدوا وتفوزوا في الدنيا والآخرة  وأكثروا من الصلاة والسلام على ملاذ الورى في الموقف العظيم يوم القيامة،  نبينا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما، وأرض اللهم عن الخلفاء الراشدين وعن سائر الصحب أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، اللهم أنفعنا بمحبتهم واحشرنا يالله في زمرتهم ولا تخالف بنا عن سنتهم وطريقتهم يا أكرم الأكرمين.

واختتم فضيلته خطبته بالدعاء قائلًا: اللهم أيد الإسلام والمسلمين واعلي بفضلك كلمة الحق والدين ، ووفق وسدد إمامنا وولي امرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز  نصره الله واعنه اللهم بعزتك وقوتك على أمور الرعية ، وأعلي به راية الإسلام والمسلمين ، وأيده بعضده وولي عهده صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين لمافيه صلاح البلاد والعباد لاوطانهم .وأسبل اللهم سترك على بلادنا وعلى جميع بلاد المسلمين،  اللهم انصر اخواننا المومنين في كل مكان على أعداء كلمة الحق والدين وأجمع يامولانا كلمة المسلمين والف بين قلوبهم على الحق واخماد الكفر والباطل ونصر المؤمنين بمنك وفضلك يا قوي ياعزيز  ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم  سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.





عقدت وكالة التخطيط الاستراتيجي والمبادرات والموهبة والابتكار وتحقيق الرؤية ممثلة بمكتب إدارة المشاريع PMO ورشة عمل لمناقشة منهجية وحوكمة مشاريع الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي يوم الثلاثاء الموافق 13-06-1445هجري الموافق 26-12-2023م في مبنى الشيلر.

تطرقت أجندة الورشة لاستعراض المهام والمسؤوليات لمكونات نموذج الحوكمة والمنهجية المتبعة لادارة مشاريع الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي وتحليل التحديات التي تواجه الكيانات الادارية ومدراء المشاريع ونقاط الالم وفرص التحسين الممكنة.

0b9ceb17 c8a4 4f75 92a9 a4cde652522e5a36e5af 5f52 4169 a495 718a41fdcce09d380934 98b1 460c 9548 e7b0bad8ca29773d5a9d 8d86 4d46 97fd b2f578e5e6936153320b 9671 4038 b087 fd2d1a251abd57529616 47f7 4346 9012 cd7bc4669e9ea3f70d56 2914 4dfb 881b baf7f54c158ecb737e0f 3457 412a bdd1 66f74f870e2dfe61de92 2eb1 4f9f 9f72 e2e7fa6b09b2

نظمت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي برعاية معالي رئيس مجلس الإدارة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة ورشة عمل تحت عنوان (الضوابط التنظيمية لخدمة دافعي العربات بالمسجد الحرام) اليوم الأحد وذلك بمقر الهيئة بمكة المكرمة، بحضور ممثلي عدة جهات حكومية.

وتناولت الورشة الآلية التي تعمل بها خدمة العربات في الوقت الراهن، كما ناقش الحضور المقترحات التطويرية الهادفة لتحسين جودة الخدمة.

msg 1001468035115 51136msg 1001468035115 51138msg 1001468035115 51140msg 1001468035115 51141msg 1001468035115 51142msg 1001468035115 51143msg 1001468035115 51144msg 1001468035115 51145msg 1001468035115 51146msg 1001468035115 51147msg 1001468035115 51148msg 1001468035115 51149msg 1001468035115 51150msg 1001468035115 51151msg 1001468035115 51152msg 1001468035115 51155msg 1001468035115 51156msg 1001468035115 51157msg 1001468035115 51158msg 1001468035115 51159msg 1001468035115 51160msg 1001468035115 51162msg 1001468035115 51163msg 1001468035115 51164msg 1001468035115 51167msg 1001468035115 51172
 
 
 ألقى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله البعيجان خطبة يوم الجمعة في رحاب المسجد النبوي وسط منظومة متكاملة من الخدمات التوجيهية والإرشادية والخدمية والتي قدمتها الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي للزوار والقاصدين.  
وابتدأها قائلاً: الحمد لله الذي حكم بقدرته وقدر بحكمته وكل شي بإرادته ومشيئته وذلكم الله ربكم خالق كل شي وهو على كل شي قدير وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير, فله الحمد وبه نستعين ونستجير وعليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير، موضحاً أن طاعة الله خير مغنم ومكسب ورضاه خير ومطلب والجنة حفت بالمكاره وحفت النار بالشهوات, وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز، فاتقوا الله في ما أمركم وكفوا عما نهى عنه وزجر (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد، واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون. 
وأكد فضيلته على الإيمان بالقضاء والقدر الصبر والرضا وعدم التسخط والجزع عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( احرص على ماينفعك واستعن بالله ولاتعجز وأن أصابك شي , فلا تقل لو فعلت كذا وكذا. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان ) فمن رضي فله الرضا, ومن سخط فله السخط ولن يضر الله شيئا.  
 مضيفاً أن الإيمان بالقضاء والقدر يورث راحة البال وطمانينة النفس، قال تعالى ( لكيلا تأسوا على مافاتكم ولاتفرحوا بما أتاكم ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم (وإن أصابك شيْ فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا, ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ) والإيمان بالقضاء والقدر يورث اليقين والتعلق بالله وصدق التوكل عليه فكل شي بقضاء وقدر مكتوب, عن أبن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال ( ياغلام إني اعلمك كلمات، احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فأسال الله, وإذا استعنت فاستعن بالله، وأعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشىء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك, ولو اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك إلا بشئ قد كتبه الله عليك, رفعت الأقلام وجفت الصحف، واعلم أن النصر مع الصبر, وأن الفرج مع الكرب, وأن مع العسر يسرا) .  
 وختم فضيلته خطبة الجمعة داعياً ، اللهم أجعلنا من المطمئنين الراضين بقضائك المستسلمين لقدرك, اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعنا من الراشدين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين وانصر عبادك الموحدين، واجعل اللهم هذا البلد آمناً مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين.
٢٠٢٣١٢٢٢ ١٤١١٢٨٢٠٢٣١٢٢٢ ١٤١١٣٠٢٠٢٣١٢٢٢ ١٤١١٣٣

أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام ابتدأها قائلاً: أحمده سبحانه وأشكره على نعم وآلاء تتجدد في الآصال والبكور، وأشهد إلا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أدخرها ليوم النشور، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله، صاحبُ المقام المحمود، والشفاعةِ العظمى ، والعَلَمِ المنشور، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه، هم في ليالي الدجى النجوم والبدور ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا ما يضيء نجم أفل وما فلك يدور .

أيها المسلمون: من رحمة الله بعبده أن فطره على ما فيه خيره وصلاحه في دينه ودنياه وآخرته وجعل الدين حافظاً لهذه الفطرة وموجها لها ومهذبا، ومن الفطرة عباد الله ما فُطِر عليه الإنسان من لزومه للستر، وحبه له والتمسكِ به، فالإنسان بفطرته يسعى لتغطية جسده حتى أمام نفسه، وأقربِ الأقربين إليه، ويتريث في إظهار أعماله وأقواله حتى يبدو له الوقت المناسب لإظهار ما يرى إظهاره، والإنسان بفطرته يستر المستقبحات من الأعمال والأقوال خوفا وأدباً وخجلاً.

وأضاف معاليه: لقد كرم الله بني آدم بالستر واللباس دون سائر المخلوقات كما كرمهم بالزينة والتزين , وحين وسوس الشيطان لآدم وحواء عليهما السلام وأكلا من الشجرة كانت العقوبة أن بدت لهما سوءاتهما، والإنسان هو الوحيد من بين المخلوقات الذي يستتر ويلبس ويتزين، وحين تنتكس عنده الفطرة يخلع ستر الله عليه، ويدخل في القبائح والفضائح وكشف السوءات والعورات، وقال الشاطبي رحمه الله : إن الستر من المنن العظيمة التي خص الله بها هذه الأمة، ثم قال : إن بني إسرائيل كانوا إذا أذنب أحدهم ليلاً أصبح وعلى بابه معصيته مكتوبة، وكذلك في شأن قرابينهم، فإنهم كانوا إذا قربوها أكلت النار المقبول منها، وتركت غير المقبول، وفي ذلك افتضاح المذنب، ثم قال رحمه الله : ولعله من حكمة تأخير هذه الأمة عن غيرها أن تكون عيوبها مستورة عن الأمم السابقة، فلا يُطَّلعُ عليها كما اطلعوا هم على ذنوب غيرهم ممن سلف.

وأوضح الشيخ صالح بن حميد أن الله قد حكم الستر بالدين والشرع، فبين للإنسان ما يجب عليه ستره من بدنه وأفعاله ومشاعره وبين له ما يكشف وما لا يكشف وبين له حدود الإظهار والإخفاء، والستر يحافظ على طهارة المجتمع ويُبقي على سمته ووقاره، فتحفظ الآذان عن سماع البذئ من الأقوال، وتغض الأبصار عن المستقبح من المناظر، وبالستر تقل فرص الغواية ، وتغيب عوامل الفتنة، وتتلاشى أسباب الإثارة .

وبين معاليه أن الستر- كما يقول أهل العلم – هو تغطيةُ المسلم عيوبه وإخفاءُ هناته وما يقع منه وعدم كشفها للناس مع ما يطلب من الندم والتوبة ، والاستغفار والستر إخفاء وصون وحفظ والستر مقرون بالأدب والحكمة والذوق ورهافة الحس، ومن هنا سميت العورة سوأة لأنه يسوء صاحبَها انكشافهُا، كما يسوء الآخرين خدشُ حيائهم في حال رؤيتهم لها، ومن أعظم علامات الصلاح سترُ العبد على أخيه عيبه وحسنُ ظنه بإخوانه واشتغاله بعيبه عن عيوب الناس،.

وحذر الشيخ بن حميد معاشر المسلمين قائلاً: فإياكم – يا عباد الله – كشف ستر الناس والتجسس والتحسس فإنه مفسد للدين ومفسد لأخلاق الناس، وما كانت الغيبة والنميمة من كبائر الذنوب إلا لأنها كشف لأستار المسلمين ونشر أسرارهم ، وإن في وسائل التواصل ميداناً غير كريم لضعاف النفوس الذين يشيعون الفاحشة في الذين آمنوا، بل بعضهم يوثق معصيته وينشرها وهذا من الغفلة والخذلان، يستره ربه ويكشف ستر الله عليه، والقبائح والفضائح تشيع وتنتشر عبر أدوات التواصل والهواتف المحمولة وشاشات الفضائيات فلا دين عندهم يمنع ولا خلق لديهم يردع ولا حول ولا قوة إلا بالله، سماعون لقالة السوء ونقالون لأخبار الفساد ويتلذذون بالإشاعة ، ويتصدرون بالطعن والتجريح وكشف العيوب والمساوئ.

ويقول ابن الجوزي رحمه الله : اعلم أن الناس إذا أُعجبوا بك فإنما يعجبون بستر الله عليك ، ولو أن الله نشر ما ستر ما نظر أحد إلى أحد ولما استمع أحد إلى أحد، ويقول سفيان بن عبينه: لولا ستر الله عز وجل ما جالسْنا أحداً ،ولا جالسَنا أحد، ووقيل لذي النون رحمه الله : كيف أصبحت ؟ فقال : بين نعمتين عظيمتين لا أدري أيَّها أشكر ؟ أعلى جميل ما نشر أم على قبيح ما ستر . وكان يحيى بن معاذ يناجي ربه ويقول : إلهي ما أكرمك : إن كانت الطاعات فأنت اليوم تبذلها، وتعين عليها ، وغداً تقبلها وتثيب عليها، وإن كانت الذنوب فأنت اليوم تسترها وغداً تغفرها، فنحن من الطاعات بين عطيتك وقبولك، ومن الذنوب بين سترك وغفرانك.

وأوصى معاليه ألا فاتقوا الله رحمكم الله واعلموا أن ستر الأخطاء والخطايا لا يعني تهوين أمرها ولا الدعوةَ إلى اقترافها وتكرارها، بل هو فتحٌ لباب التوبة، وتطهيرٌ للقلب من الإصرار على المعصية، كما أن الستر لا يقتضي ترك الإنكار على مرتكب المعصية فيما بينه وبينه، كما أن المجاهر المتهتك لا يستر عليه، ومن كان ضرره يلحق بالمجتمع أو يزعزع الأمن، ومن يهرب المخدرات ويروجها، ويتعاطى السحر والكهانة، ومن يريد تفريق كلمة المسلمين ويزعز وحدتهم ، ومن كان معلنا لفسقه فكل هؤلاء لا بد من اتخاذ المواقف الحازمة لاتقاء ضررهم، وكشف شرهم، ودفع أذاهم ، والرفع بهم لولاة الأمور، اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا ونعوذ بك أن نغتال من تحتنا وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.
IMG 20231222 135441 502IMG 20231222 135441 946IMG 20231222 135441 630IMG 20231222 135442 192IMG 20231222 135441 539IMG 20231222 135441 563

تظهر جمالية اللغة العربية للمتجول عبر أرجاء المسجد الحرام، وحين تقع العين على الكعبة المشرفة تشاهد التطريز الفريد بآيات من القرآن الكريم، كما أن زخارف المسجد الحرام والمسجد النبوي تُشكل لوحة جمالية تلفت الأنظار، كل ذلك في إطار الاعتزاز باللغة العربية الأصيلة.

ينتشر صدى لغة القرآن وصوت المؤذنين في الأرجاء، ليعكس هوية المكان ويعبر عن الإرث الثقافي العريق، وتعد اللغة العربية أكثر من مجرد وسيلة اتصال، ففي الحرمين الشريفين، تتجلى أهمية هذه اللغة في جميع جوانب الحياة الدينية والثقافية؛ إذ تسهم في إيصال رسائل الدين وتعليم القرآن الكريم بشكل يتناغم مع عظمة المكان.

وتحظى اللغة العربية وتعزيز التعليم بها في الحرمين الشريفين باهتمام بالغ، حيث تظهر جهود الحفاظ على هذه اللغة الخالدة كهوية تعكس قيمتها العظيمة، عبر تعليم القرآن الكريم والسنة النبوية، مع تقديم خدمات متميزة ودروس التفسير والتجويد.

ويعد تفعيل الحلقات القرآنية لمختلف الفئات، وتعليم التلاوة الصحيحة مع التجويد وإعانة القاصد على تحسينها وإتقانها و مراجعة الحفظ لهم على يد نخبة من الكفاءات الحافظين لكتاب الله -عز وجل- من مظاهر العناية باللغة العربية.
تعمل المملكة العربية السعودية على تيسير تجربة ضيوف الرحمن من خلال تقديم كافة التسهيلات والإمكانيات، وتطوير مشاريع البنية التحتية في الحرمين الشريفين، ولأهمية ذلك تضمنت رؤية المملكة العربية السعودية (2030) مستهدفات تُعنى برفع كفاءة خدمة ضيف الرحمن، منها استضافة 30 مليون زائر ومعتمر سنويًا.
وتحرص الهيئة العامة للعناية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي على تحقيق الرضى عن جودة الخدمات المقدمة للقاصد، وتسعى الرؤية الطموحة لعمل مشترك بين الجهات المشاركة لخدمة ضيوف الرحمن من خلال التنسيق المتكامل والاستفادة من التقنيات الحديثة.
وتخضع تجربة ضيوف الرحمن إلى التطوير والتحسين من خلال رفع الكفاءة التشغيلية والخدمية في الحرمين الشريفين، والتي بدورها ستسهم في تحقيق البيئة المناسبة، ومواجهة التحديات وتذليل العقبات في رحلة ضيف الرحمن منذ الوصول حتى المغادرة.
تجسد رحلة ضيف الرحمن إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي تجربة فريدة من نوعها، حيث يلتقي المسلم بمكانين مقدسين، تبدأ الرحلة بالوقوف أمام الكعبة المشرفة في المسجد الحرام، حيث السكينة والسلام، وفي هذا السياق، تأخذ البيئة الصحية للمسجد الحرام دورًا هامًا، إذ يتم الحرص على نظافة وجودة الهواء، مما يسهم في إيجاد تجربة مريحة لضيوف الرحمن.

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته قائلًا: أيها المسلمون: جعل الله الخلق في الأرض خلائف، ورفع بعضهم درجات، والمرتبة العليا على الإطلاق مرتبة الرسل؛ فهم المصطفون من عباده الذين سلم عليهم في العالمين، واختصهم بوحيه، وجعلهم أمناء على رسالته؛ وهؤلاء العظماء فاضل الله بينهم فأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم إبراهيم عليه السلام، وقد أكثر الله في كتابه من أخبار إبراهيم عليه السلام؛ من نشأته إلى مآله في الآخرة، اجتباه ربه من بين العالمين؛ قال تعالى: (وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا)، وفي صباه من عليه بعقل سديد ورأي رشيد؛ قال سبحانه: (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ)، أمره الله بالاستسلام والانقياد له، فأجابه من غير تردد (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ)، جمع الله له بين الصديقية والنبوة؛ فصدق بقوله واعتقاده، وحقق صدقه بفعله.

وأضاف فضيلته: نشأ في أرض ليس فيها مسلم إلا هو، ثم تبعته زوجته سارة، وكان قومه: منهم من يعبد الأصنام، وآخرون يعبدون الكواكب، وواليهم يدعي الربوبية، فدعاهم إلى الله جميعًا وهو شاب؛ووهبه الله قوة الحجة بالعقل بأجمل عبارة وأخصرها؛ فناظر من يعبد الأصنام بقوله: (قَالَ هَلۡ يَسۡمَعُونَكُمۡ إِذۡ تَدۡعُونَ (72) أَوۡ يَنفَعُونَكُمۡ أَوۡ يَضُرُّونَ)؛ وقال لأبيه: (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا)، وحاج من يعبد الكواكب بغيابها عن عابدها حيناً من الزمن بقوله: (قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ). وقال للنمرود مدعي الألوهية: (فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ).

وأكمل: أمره الله ببناء الكعبة، وعهد إليه بتطهير البيت من الشرك، وأمره أن يؤذن بالحج؛ فامتثل جميع ذلك؛ وامتحنه الله بالنعم فكان شاكرًا لها، وابتلاه بالمحن فكان صابرًا عليها، في شبابه حُرِم الولد، وفي كبره - وهو في الشام - وهبه الله من هاجر إسماعيل عليهما السلام، فأمره الله أن يضعها مع ولدها الرضيع بين جبال، في وادٍ لا حسيس فيه ولا أنيس، ولا ماء ولا زرع، فاستوحشت ولحقته وقالت له: (قَالَتْ لَه: آللَّهُ أَمركَ بِهذَا؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَت: إِذًا لاَ يُضَيِّعُنا)، فصبر على فراقهما، ثم شب إسماعيل وتزوج وماتت أمه وهو لم يرهما، ثم قدم إبراهيم، فلما رآه إسماعيل «قام إليه، فصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد - من الاعتناق والمصافحة - ثم قال: يا إسماعيل، إن الله أمرني أن أبني هاهنا بيتًا، فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني»، ولما فرح إبراهيم عليه السلام بولده الوحيد بعد طول فراق، أمره الله أن يذبحه، وبذبحه ينقطع نسله، ومع هذا امتثل أمر الله، وصرع إسماعيل على وجهه ليذبحه من قفاه؛ ففدي بذبح عظيم، قال سبحانه: (إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ)، ولما دعا قومه لتوحيد الله، أججوا له ؛نارًا عظيمة؛ مبالغة في تعذيبه وإحراقه، ثم ألقوه فيها، فقال الله: (يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ)،اختبره الله بأوامر ونواهي فقام بهن كلهن؛ قال تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ)، أثنى الله عليه بأنه كثير الدعاء، وهو أكثر الأنبياء دعاء في القرآن العظيم، وقلبه ممتلئ بحسن الظن بالله والثقة بأنه يعطيه ما سأله، (وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا)، فدعا بما يظن أنه محال فتحقق؛ دعا أن يكون ذلك الوادي المخوف الذي بنيت فيه الكعبة آمنًا، وان يفد الناس إليه، ويجبى إليه ثمرات كل شيء؛ فأجاب الله دعاءه. ودعا أن يهب الله له من الصالحين؛ فلم يبعث نبي بعده إلا من ذريته؛ ودعا أن يبعث من بين تلك الجبال الجرداء من يعلم الناس القرآن؛ فبعث الله من مكة نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم.

وأضاف: وسأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى ليترقى إلى عين اليقين بالمشاهدة؛ فأراه الله ذلك؛ بل أراه الله ملكوت السموات والأرض؛ ودعا ربه أن يجنبه عبادة الأصنام فكان إمام الموحدين؛ ودعاه أن يجعل له ذكرًا جميلاً، قال ابن القيم رحمه الله: «جميع أهل الملل متفقة على تعظيمه وتوليه ومحبته، وكان خير بنيه سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم يجله ويعظمه ويبجله ويحترمه»، وكما دعا للقريب دعا لعموم المؤمنين بالمغفرة؛ ومع عبادته ودعوته للناس كان مهتمًا بصلاح أبنائه، فنشأهم على التوحيد وإقام الصلاة، وكان يدعو لهم؛ وكان يوصيهم بالثبات على الإسلام؛ وكان رحيمًا بالناس؛ لما أخبرته الملائكة أنهم مهلكوا قوم لوط لإتيانهم الفاحشة، جادلهم أن لا يهلكوهم لعلهم يتوبون، فقالت الملائكة: (يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ).

وأكمل فضيلته: كان ذو خلق عظيم؛ أثنى الله عليه بأنه حليم، وكان جوادًا كريماً؛ ذبح عجلاً سميناً لنفر قليل من الضيفان؛ قال البغوي رحمه الله: «اجتمع فيه من الخصال الحميدة ما يجتمع في أمة»؛ وبيّن: قام الخليل عليه السلام بجميع ما أمره الله به، ووفى كل مقام من مقامات العبادة، فأثنى الله عليه بقوله: (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّىٰ ). فكان جزاء الله له أن سلم عليه؛ (سلام على إبراهيم)، وبارك عليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كما باركت على إبراهيم»، وفي ختام كل صلاة يذكره المسلمون في تشهدهم: «اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم»، وخلد أعماله الصالحة، فجعل البيت الذي بناه تشتاق إليه الأرواح؛ وأمر الناس أن يتخذوا مقامه مصلى، وسميت سورة في القرآن باسمه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه وسمى ابنه باسمه، وأقرب الناس شبهاً به، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرض علي الأنبياء، ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه فإذا أقرب من رأيت به شبهاً صاحبكم - يعني نفسه -».

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: دعوة المرسلين متفقة في التوحيد، وأما شرائعهم في الأوامر والنواهي فمختلفة، فقد يكون الشيء في شريعة حراماً، ثم يباح في الشريعة الأخرى، والعكس، وأكمل الشرائع وأتمها شريعة خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أخذ الله العهود والمواثيق على جميع الأنبياء والمرسلين إن بعث فيهم محمداً صلى الله عليه وسلم أن يتبعوا شرعه؛ ولما بعث نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم وجب على جميع الثقلين الإيمان به وطاعته، وبذلك ينال خير الدنيا والآخرة.
٢٠٢٣١٢١٥ ١٤٢٨٤٧٢٠٢٣١٢١٥ ١٤٢٨٥٠٢٠٢٣١٢١٥ ١٤٢٨٥٣
الصفحة 1 من 2