الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11830)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(2 أصوات)

أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل فضيلته خطبته الأولى قائلاً: إن من الأمور الهائلة التي ستكون يوم القيامة أن يصير السِّرُّ عَلَانِيَةً وَالْمَكْنُونُ مَشْهُورًا، كما أخبرنا الله تعالى عن ذلك في كتابه فقال: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ فتُختبر الضمائر وتُكشف الأسرار وتُعْرَف العقائد والنيات الصَّالحة من الفاسدة والسَّليمة من المَعِيْبة وتُكْشَفُ بَواطِنُ الأمُور.

عباد الله: يوم القيامة يَظهر ما كان في القلوب من خيرٍ وشرٍّ على صفحاتِ الوجوه: ﴿يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ﴾ قال ابن القيم -رحمه الله-: "فمَنْ كانت سَرِيرتُه صالحة؛ كان عَمَلُه صالحًا، فتبدو سريرتُه على وجهه نورًا وإشراقًا وحسنًا، ومَنْ كانت سريرتُه فاسدة؛ كان عمله تابعًا لسريرته، لا اعتبار بصورته، فتبدو سريرته على وجهه سوادًا وظُلمةً وشَينًا". 

وبين الشيخ غزاوي بأن الواجب علينا أن نستشعر عظمة ذلك الموقف الجليل الذي نعرض فيه للحساب وتظهر فيه الخفايا والخبايا ﴿يَومَئذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ﴾ إنه العرض على عالِم السر والنجوى الذي لا يخفى عليه شيء من أمورنا، بل هو عالم بالظواهر والسرائر والضمائر وقَال تَعالى: ﴿هُنالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ ما أسْلَفَتْ﴾ وقال سبحانه ﴿أفَلا يَعْلَمُ إذا بُعْثِرَ ما في القُبُورِ وَحُصِّلَ ما في الصُّدُورِ﴾، فإلى كل من أيقن أن الله يراه حيث كان وأنَّه مُطَّلعٌ على باطنه وظاهره، وسرِّه وعلانيته، تدارك أمرك من الآن، واحذر الغفلة والعصيان، واقبل الرشد والنصيحة واعمل على ترك ما يوجب العار والفضيحة، يوم تكشف السجلات، وتنشر الصحيفات، ولا يبقى فيه شيء مستور، بل يحصل ما في الصدور. 

وأضاف فضيلته قائلاً: ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ إنها موعظة بليغة لكل غادر؛ إذ سيُعلم غدا نتيجةُ عملِه بظهور سريرته وافتضاح أمره، فقد صح عنه ﷺ أنه قَالَ: (يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ عِنْدَ اسْتِهِ يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ).

﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ إنها أعظـم زاجـرٍ وأبلـغ موعظـة لكل من اغتر بسِتر الله وحلمه، ممن أقام على ذنوب الخلوات فاستوجب مقت رب البريات، ولم يستشعر ذلك اليوم الذي تكشف فيه الأسرار وتهتك الأستار، فيامن سترك الله حال الخلوات ولم يفضحك لا تغفل، واحذر عبد الله من استمراء المعاصي بإطلاق بصرِك في مشاهدة القبائح والمنكرات، والاسترسال في الباطل بإصغاء سمعك للمحرمات، وتذكر أن سريرتك التي لا يطلع عليها أحد الآن إلا الله، سينكشف الحُجب عنها يومًا ما، فقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لأعلمنَّ أقوامًا مِن أمتي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثالِ جبالِ تِهامةَ بيضًا، فيجعلُها الله عز وجل هباءً منثورًا)، قال ثوبان رضي الله عنه: "يا رسولَ الله، صِفْهم لنا، جَلِّهم لنا؛ ألا نكونَ منهم ونحن لا نعلم"، قال: (أَمَا إنهم إخوانُكم، ومن جِلْدتِكم، ويَأخُذُون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوامٌ إذا خلَوا بمحارم الله انتهكوها).

 ﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ يالها من موقظة مذكرة تكشف حال من كان ديدنه الغشَّ والمكرَ والخديعةَ وسوف يظهر عواره يوم الخزي والفضيحة كما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام: (من غشَّنا فليسَ منَّا، والمَكرُ والخِداعُ في النَّارِ) فهو تَهْديدٌ ووعيد لِمَن تَمادَى في الغِشِّ، ألا وإن المَكْرَ والخِداعَ من أنْواعِ الغِشِّ يُؤَدِّيانِ بصاحِبِهما إلى النارِ.

﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ فيا ويح كل منافق ومراءٍ يُظهر خلاف ما يُخفي ويُسِرُّ، فأكبر مصيبة تنزل به وأخطر ما يدهمه حين ينكشف أمره وعندما يَلْقَى ربَّه يوم القيامة، وتبلى السرائر: أي تخرُج مخبَّآتُها وتظهر، فلا يستطيع العبد حينها سترَ ما بدا من سيئاته، وما كان يُضمر من خبث نياته.قال تعالى: ﴿يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا﴾، وكَفى بِهَذِهِ الآيَةِ ناعِيَةً عَلى النّاسِ ما هم عَلَيْهِ مِن قِلَّةِ الحَياءِ والخَشْيَةِ مِن رَبِّهِمْ أنَّهم في حَضْرَتِهِ لا سُتْرَةَ ولا غَفْلَةَ ولا غَيْبَةَ، ولَيْسَ إلّا الكَشْفُ الصَّرِيحُ والِافْتِضاحُ، وهو سبحانه مُطَّلع على سرائرهم وعالم بما في ضمائرهم، ويوم القيامة ستظهر أعمالهم وتنكشف أسرارهم ﴿يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ﴾ أَيْ: ظَاهِرُونَ بَادُونَ كُلُّهُمْ، لَا شَيْءَ يُكِنُّهُمْ وَلَا يُظِلُّهُمْ وَلَا يَسْتُرُهُمْ، وَالْجَمِيعُ فِي عِلْمِ الله عَلَى السَّوَاءِ.  


وفي الخطبة الثانية أوضح فضيلة الشيخ غزاوي قائلاً: فقد أمر الله عباده أن يتركوا ما ظهر من الآثام وما استتر كما جاء في قوله عز وجل: ﴿وَذَرُوا۟ ظَـٰهِرَ ٱلۡإِثۡمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَكۡسِبُونَ ٱلۡإِثۡمَ سَیُجۡزَوۡنَ بِمَا كَانُوا۟ یَقۡتَرِفُونَ﴾ ففيه النَّهْيُ عَنِ الإثْمِ مَعَ بَيانِ أنَّهُ لا يخرجه من معنى الإثم بِسَبَبِ إخْفائِهِ وكِتْمانِهِ. والمراد بالإثم في الآية: جميع المعاصي التي تُؤثِّم العبد، أي: توقعه في الإثم والحرج، ومع الأمر الأكيد في ترك جميع المحرمات والوعيد الشديد لكاسبي الإثم، إلا أن كثيرا من الناس تَخفى عليه كثير من المعاصي، خصوصاً معاصي القلب؛ كالكبر والعُجب والرياء والحسد والغل والحرصِ على الشُّهرة والظُّهور وإرادَةِ السَّوْءِ لِلْمُسْلِمِينَ، حتى إنه يكون به كثير منها، وهو لا يُحس به ولا يشعر، وهذا من الإعراض عن العلم وعدم البصيرة في الدين.

ومما جاء في وصيته صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه: (أوصيك بتقوى الله تعالى في سِرِّ أمرِك وعلانيته)، وقال بلال بن سعد رحمه الله: "لا تكن وليا لله في العلانية وعدوَّه في السريرة ".

وإن من الناس من يخشى من اطلاع الناس عليه حال المعصية ويجعل ربه أهون الناظرين إليه مع أنه سيُحاسب عن كل ما أسرَّه وأخفاه، وما أظهره وأبداه، والله جل جلاله أحقُّ بالخوف والخشية؛ قال ابن الأعرابي رحمه الله: "أخسرُ الخاسرين مَن أبدى للناسِ صالح أعماله، وبارَز بالقبيح من هو أقربُ إليه من حبل الوريد" وقال بعض العلماء: "وقد يُخفي الإنسان ما لا يرضاه اللهُ عز وجل، فيُظهِره الله سبحانه عليه ولو بعد حين، ويُنطِق الألسنة به وإن لم يشاهده الناس، وربما أوقع صاحبَه في آفةٍ يفضحه بها بين الخلق، فيكون جوابًا لكلِّ ما أخفى من الذنوب؛ وذلك ليَعلم الناس أن هناك مَن يُجازي على الزلل  ".

 واختتم فضيلة خطيب المسجد الحرام خطبته بقوله: وأما المؤمن فيحرص على إخلاص العمل لله ومراقبة مولاه ويخشى من سوء العاقبة فعن ابن أبي مليكة رحمه الله قال: "أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلُّهم يخاف النفاق على نفسه"، وكان الحسن البصري رحمه الله يقول: ما خافه (أي النفاق) إلا مؤمن، ولا أمنه إلا منافق، وعن عكرمة بن عمار رحمه الله قال: جزع محمّد بن المنكدر عند الموت فقيل له: تجزع؟! فقال: أخشى آية من كتاب الله تعالى ﴿وَبَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ﴾ فأنا أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أحتسب". وهكذا يكون المؤمن دائم الإجلال والتعظيم لربه المطلع على ضميره وباطنه القريبِ منه في جميع أحواله كما قال عز وجل ﴿ونحنُ أقرب إليه من حبل الوريد﴾، فيستحيي منه أن يراه حيث نهاه أو يفقده حيث أمره.

2C927745 771F 46A3 BED8 DDE2ADA33F232294AD26 7111 44C1 BD24 7A05A6B46F2D48C67A09 886A 46E1 955D B5F9AA2CD996DAC6F9FD 54A1 4582 9C6E 524D7EDDD4AE4413BB81 7B4F 4D52 833C B57D6D5A0DA5BF6151C3 8542 40DD B295 8A800E22592D22D4AB73 0D51 477F 874C 99C6CA1E45A32DDB1EBE 58DC 41D3 BF49 60BB619E152C37D75F24 0186 4258 8A85 CF67BF56E7F4
قيم الموضوع
(14 أصوات)

تتماشى الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مع مستهدفات رؤية المملكة العربية السعودية (2030) وتنمية المسؤولية المجتمعية لدى الأفراد والفئات المختلفة من الجنسين والمساهمة في تحقيق تلك المستهدفات بالوصول إلى أكثر من مليون متطوع، عبر استقطاب المتطوعين واستثمار المواهب والكفاءات الوطنية لخدمة ضيوف بيت الله الحرام.

ويتاح في المسجد الحرام عدة مجالات تطوعية تعزز الثقافة التطوعية وأثرها على الفرد والمجتمع، وتراعي القيم الإسلامية والاجتماعية وعظمة المكان وشرف الخدمة، وتقوم المنظومة بتقديم خدمات مخصصة لرعاية شؤون المسنين والأشخاص ذوي الإعاقة والتي جُهزت لهم مصليات خاصة تتوفر داخلها جميع الخدمات.

كما تتوفر في المسجد الحرام خدمة دفع العربات المجانية للطواف والمسعى والخدمات الطبية والإسعافات الأولية، وخدمة الإرشاد المكاني والتوجيه للقاصد، وتوفير عربات مخصصة لنقل كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة في الساحات المحيطة بالمسجد الحرام إلى الأبواب المخصصة للدخول، وفرص تطوعية في خدمة الترجمة، وخدمة إرشاد التائهين بالمسجد الحرام وعدة خدمات إضافية.

وفي سياق تعزيز العمل التطوعي يتم العمل بإجراءات واضحة للتأكد من سير الأعمال التطوعية وفق السياسات والإجراءات المعتمدة والتخطيط للبرامج والفعاليات التطوعية، ووضع المؤشرات التشغيلية للتأكد من تحقيق الهدف، وذلك عبر قاعدة محدثة لبيانات المتطوعين، وآلية للتسجيل في الفرص التطوعية عبر المنصة، وإجراء التقييم، وحفظ الوثائق والتجارب والإنجازات.

كما يتم العمل على تحديد الاحتياج لخلق فرص تطوعية جديدة واستقطاب أكبر شريحة ممكنة للوصول إلى فئات المجتمع المختلفة، وأيضا تنسيق الأعمال التطوعية والمواثيق وعقد الشراكات المجتمعية التي تعود بالنفع على قاصدي البيت العتيق.

وقد أنشأت قاعدة بيانات للمتطوعين لتسهيل عملية البحث والاستقطاب والتواصل مع المتطوعين، ويتم العمل على تنظيم زيارات للمرضى في المستشفيات، ودور المسنين والرعاية ودار الأيتام.
قيم الموضوع
(2 أصوات)

 

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: اتقوا الله تعالى بأداء حقوقه، واتقوا الله بالقيام بحقوق خلقه؛ فقد فاز من اتقى، وقد خسر من ضيع الحقوق وطغى وبغى، قال تعالى: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، وقال تعالى:(وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)، وقال تعالى:(فَأَمَّا مَن طَغَىٰ (37) وَءَاثَرَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا (38) فَإِنَّ ٱلۡجَحِيمَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ (39) وَأَمَّا مَنۡ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ وَنَهَى ٱلنَّفۡسَ عَنِ ٱلۡهَوَىٰ (40) فَإِنَّ ٱلۡجَنَّةَ هِيَ ٱلۡمَأۡوَىٰ)فسعادة الإنسان وحياته الطيبة في الدنيا والآخرة بالقيام بحقوق الرب جل وعلا، وبالقيام بحقوق الخلق، وشقاوة الإنسان وخسارته وهلاكه وخلوده في جهنم بتضييعه حقوق الرب سبحانه وتعالى، وتضييع حقوق الخلق وظلمهم، قال تعالى: (وَتِلْكَ الْقُرَىٰ أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا).
وأكمل فضيلته قائلاً: فصلاح العالم كله يعود إلى الأيمان والعلم النافع والعمل الصالح والعدل، وخراب العالم كله يعود إلى الفسوق والفجور وظلم الإنسان للإنسان، ولأجل إصلاح الإنسان وحمايته من الظلم الذي يدمر الحياة؛ شرع الله الشرائع، وأحل الحلال، وحرم الحرام، وفصل الواجبات، وبين الحقوق وألزم بها، ليسعد الإنسان في حياته وبعد مماته، فأوجب التعاون على الخير، وأوجب التراحم والتعاطف ونصرة المظلوم، وبذل الخير وكف الشر والأذى، لأن الحياة لا تصلح إلا بذلك، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» رواه البخاري ومسلم.
وأضاف الشيخ الحذيفي: وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلمٍ يخذل امرأً مسلمًا في موضِعٍ تُنتهكُ فيه حُرمتُه ويُنتقَصُ فيه من عِرضِه ؛ إلا خَذَلَه اللهُ في مواطنَ يُحبُ فيه نصرتَه ، وما من امرئٍ ينصرُ مسلمًا في موضعٍ يُنتقَصُ فيه من عرضِه ، ويُنتهكُ فيه من حُرمتِه ؛ إلا نصرَه اللهُ في مواطنَ يُحبُ فيه نصرتَه).
فالمسلم مع المسلم في الشدة والرخاء، وفي الهموم والبلواء.
يا أمة الإسلام: يامن أوجب الله عليكم التراحم، والتعاطف، والتواد والتعاون، والتعاضد والتناصر، انصروا إخوانكم المستضعفين من الأطفال والنساء والشيوخ في غزة الذين أحاط بهم البؤس والضراء بالدعاء، انصروهم بالغذاء، انصروهم بالدواء، وانصروهم بالمال والكساء، سدوا حاجاتهم، ونفسوا كرباتهم وتابعوا إمدادهم بالتبرعات، وواسوهم فقد وجب حقهم ونصرهم.
وبين فضيلة خطيب المسجد النبوي: ويذكر في التاريخ ويشكر لقيادة هذه المملكة، عقد قمة عربية إسلامية، اتخذ فيها قرارات تدين العدوان الصهيونيّ على غزة، وعلى حرب الإبادة للأطفال والنساء والشيوخ، وتطالب هذه القمة المجتمع الدولي بإيقاف هذه الحرب الظالمة فوراً على غزة وعلى أجزاء فلسطين، كما يذكر ويشكر لهذه الدولة فتح باب المساعدات والتبرعات الإنسانية، التي دعت إليها في هذه القمة جميع الدول، نصرة لقضية فلسطين، وتضامنا مع الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة، ووقوفا مع المظلومين، فأهل فلسطين ليس لهم إلا الله ثم أمة الإسلام، ولا يحفظ المسلمين من شرور انفسهم إلا تقوى الله عز وجل، والإيمان بالله، ومن كان الله معه لا يخاف عليه، كما لا يحفظ من شرور الأعداء إلا الصبر وتقوى الله تعالى.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: أيها المسلمون: اعتصموا بالله جميعا ولا تفرقوا، وانتفعوا بما مر عليكم من الأحداث والعبر، وليحذر المسلمون من التفرق والاختلاف، وعليهم بالاجتماع والائتلاف، فالاختلاف والتفرق ضعف وخطر على الدين والأوطان، والاجتماع قوة وعز، وجرت سنة الله ورحمته أن الله ينصر أصحاب الحق من الظالمين، ينصر أصحاب الثبات والصبر اليقين.

8B50A171 4F05 4BAE 8669 01466ED8E345332BDBC6 6357 46ED 9990 22290E64C22790FA63A1 85C1 483F 9229 450D9939E0ED
قيم الموضوع
(3 أصوات)

أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل فضيلته خطبته الأولى قائلاً: أمة الإسلام: سمة من سمات الأنبياء والصّالحين، والعلماء العاملين، بعث الله بها رسله، وأقام عليها كونه وشرعه، وهي نعمة عظيمة، ذكَّر الله بها عباده، ألا وهي الحكمة، قال عز وجلَّ: ((وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَما أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ))، والحكمة هي وضع الأمور في مواضعها اللائقة بها، وتكون بالعلم النافع والعمل الصالح، ومعرفة مقاصد الشرائع، وهي تسود بصاحبها، وتكسوه ثوب الوقار، وتحفظه عن ما يورث الخزي والعار، قال ابْن عُيَيْنَةَ: كان يقال: "إِنَّ أَفْضَلَ مَا أُعْطِيَ الْعَبْدُ فِي الدُّنْيَا الْحِكْمَةَ، وَفِي الآخِرَةِ الرَّحْمَةَ"، وأعظم الناس حكمة، الأنبياء والرسل، لما اختصهم الله به من الفضل، في حمل الرسالة، وإبلاغ الدعوة،  قال سبحانه عن نبينا صلى الله عليه وسلم: ((وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا))، فكان صلى الله عليه وسلم أعلم الناس، وأنفع الناس، وأحكم الناس، فسيرته العطرة، كلها عين الحكمة، في أقواله وأفعاله، وسمته ودله، ((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ))، فأسعَدُ الناس بالحكمة، من تعرف على سيرة سيد الأنبياء، وتأسى بهديه، واتبع سنته، فكم في سيرته صلى الله عليه وسلم من مواقف وأحداث، تجلّت فيها حكمته، وسداد رأيه، وحسن مشورته، وقد قَالَ صلى الله عليه وسلم: ((فُرِجَ سَقْفُ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ، فَنَزَلَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفَرَجَ صَدْرِي، ثُمَّ غَسَلَهُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَأَفْرَغَهَا فِي صَدْرِي، ثُمَّ أَطْبَقَهُ))، رواه البخاري ومسلم، فتجلت حكمته، سواء مع من استجاب لدعوته، أو مع من خالفه ولم يؤمن به، ففي الصحيحين: لما عاد صلى الله عليه وسلم من غزوة بني المصطلق، اختصم في الطريق، رجل من المهاجرين مع رجل من الأنصار، فقَالَ الأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ المُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَقال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَا بَالُ دَعْوَى أَهْلِ الجَاهِلِيَّةِ؟ دَعُوهَا فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ))، فلما وصل الخبر لرأس المنافقين، عبد الله بن سلول، عزم على شق صف المسلمين، وتمزيق وحدتهم، وتفريق جمعهم، وتوعّد بإخراج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة، فقَالَ: "لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ"، فشاع كلامه بين المهاجرين والأنصار، وتلاسن القوم، حتى كادت أن تحصل بينهم فتنة، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر الجيش بالرحيل، وكانوا في حرٍ شديد، فسار بهم سيرا متواصلا، ليلا ونهارا، حتى انشغلوا بمسيرهم، وبلغ بهم الجهد، فلم يصبحوا من ليلتهم، إلا وقد زال من صدورهم ما قد أحدثه الشيطان بينهم، وهكذا تكون الحكمة، سبباً بعد الله في درء الفتنة، وحفظ الأمن واجتماع الكلمة، وقيام مصالح الناس الدنيوية والأخروية، وكم كان لغيابها، واتباع أدعياء الهوى، من مفاسد وأضرار متعدية.

ثم أوضح فضيلة الدكتور المعيقلي أنّ من نماذج حكمة النبي صلى الله عليه وسلم، حديث أَنَس بن مالك رضي الله عنه حيث قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ، فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ، وفي رواية:  فَثَارَ إِلَيْهِ النَّاسُ ليَقَعُوا بِهِ – بالضرب ونحوه- ، فلما رأى ذلك  صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ((دَعُوهُ وَهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ))، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: ((إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ، وَلَا الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالصَّلَاةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ))، رواه البخاري ومسلم.

لقد كان هذا الخلق النبيل من النبي صلى الله عليه وسلم، جانباً من جوانب حكمته، ورفقه ورحمته، التي أسر بها قلوب من حوله، على اختلاف طبائعهم، وتنوّع مشاربهم، فالرفق ما كان في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه، وإن الله تعالى يُعطي على الرفق، ما لا يُعطي على العنف، فالنبي صلى الله عليه وسلم، لم يعنف ولم يشتم، بل علم الرجل بأرفق خطاب، وأجمل عتاب، حتى قَالَ الأَعْرَابِيُّ فِي صَّلاَته: اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي وَمُحَمَّدًا، وَلاَ تَرْحَمْ مَعَنَا أَحَدًا. فَلَمَّا سَلَّمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِه: ((لَقَدْ حَجَّرْتَ وَاسِعًا))، يُرِيدُ رَحْمَةَ اللَّهِ، ولو ترك صلى الله عليه وسلم أصحابه، في زجرهم له، لترتّب على ذلك مفاسد عديدة، ((فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)).

ثم بين فضيلته أن الحاجة إلى الحكمة تزداد في تعاملاتنا اليومية، وخاصة بين الزوجين، لاستمرار المودة والرحمة، وفي تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أزواجه، وصبره وحلمه، وتغاضيه وحسن تصرفه، ما هو حريّ بالمؤمن أن يتأمله، ففي صحيح البخاري: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة، أرسلت أم المؤمنين زينب، صحفة فيها طعام، فتحركت في قلب عائشة غيرتها، وهو ما تجده كل امرأة تجاه ضرتها، فضربت الصحفة بحجر فتناثر الطعام، على مرأى ومسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأهوى بتواضعه الجمِّ، إلى فِلَقِ الصَّحفةِ وأشلاء الطعامِ، يجمعهما من الأرض، وهو يتودَّدُ بأرق عبارة، وأعذب بيان، وأجمل اعتذارٍ، فيقول: ((غَارَت أُمُّكم، غارت أمكم))، فحافظ صلى الله عليه وسلم على قلب حبيبتِه عائشةَ، فلم يكسره أو يخدشه بكلمة، ثم أرسل لزينب الصحفة السليمة، وأبقى المكسورة عند عائشة، فشمل صلى الله عليه وسلم عائشةَ بعطفه ولطفه، وغمر زينب بعدله وإنصافه، فرضي الجميعُ بحكمته، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

معاشر الإخوة: والمشورة من الحكمة، لما فيها من التماس الرأي السديد، والعمل الرشيد، وقد أمر الله تعالى بها نبيه، فكان صلى الله عليه وسلم، كثير المشورة لمن حوله، وهو نبي الله ورسوله، أوفر الناس عقلا، وأسدهم رأيا، ففي صلح الحديبية، غضب الصحابة رضي الله عنهم، ظنا منهم أنهم بخسوا حقهم، حتى جَاءَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه، رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَسْنَا عَلَى حَقٍّ وَهُمْ عَلَى بَاطِلٍ؟ قَالَ: «بَلَى»، قَالَ: أَلَيْسَ قَتْلَانَا فِي الْجَنَّةِ وَقَتْلَاهُمْ فِي النَّارِ؟ قَالَ: «بَلَى»، قَالَ: فَفِيمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ فِي دِينِنَا، وَنَرْجِعُ وَلَمَّا يَحْكُمِ اللهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ، فَقَالَ: ((يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، إِنِّي رَسُولُ اللهِ وَلَنْ يُضَيِّعَنِي اللهُ أَبَدًا))، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قَضِيَّةِ الْكِتَابِ، قَالَ لِأَصْحَابِهِ: ((قُومُوا، فَانْحَرُوا، ثُمَّ احْلِقُوا))، قَالَ: فَوَاللهِ مَا قَامَ مِنْهُمْ رَجُلٌ، حَتَّى قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا لَمْ يَقُمْ مِنْهُمْ أَحَدٌ، قَامَ، فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَذَكَرَ لَهَا مَا لَقِيَ مِنَ النَّاسِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَتُحِبُّ ذَلِكَ؟ اخْرُجْ، ثُمَّ لَا تُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ كَلِمَةً، حَتَّى تَنْحَرَ بُدْنَكَ، وَتَدْعُوَ حَالِقَكَ، فَيَحْلِقَكَ. فَقَامَ، فَخَرَجَ، فَلَمْ يُكَلِّمْ أَحَدًا مِنْهُمْ حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ: نَحَرَ هَدْيَهُ، وَدَعَا حَالِقَهُ. فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ قَامُوا، فَنَحَرُوا، وَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَحْلِقُ بَعْضًا حَتَّى كَادَ بَعْضُهُمْ يَقْتُلُ بَعْضًا غَمًّا"، رواه الإمام أحمد في مسنده، فكان رأي أم سلمة رضي الله عنها، رأياً موفقا ومشورة مباركة.

ثم أكد فضيلة خطيب المسجد الحرام بأنّ الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها، وإن من علاماتها، أن يبتغي المرء الرشد في تصرفاته، ويبدأ بالأهم فالأهم، ويأخذ بالأولى فالأولى، فإذا تعارضت مصلحتان، عامة وخاصة، قدم العامة على الخاصة، وإذا ترتب على تصرفه مصلحة ومفسدة، قدم ما فيه درء المفسدة على جلب المصلحة، والحكيم لا يدخل في أمر حتى ينظر في عواقبه، ومن الحكمة: أن يصمت المرء حين يكون الصمت أفضل، ويتكلم حين يكون الكلام أفضل، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت، ألا فليتق الله من يبثون أسباب النزاع والفرقة، في الشبكات الاجتماعية، خلف أسماء وهمية، فالله مطلع عليهم، عالمُ بما كتبت أيديهم، وبما تخفي صدورهم، ((يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِما كانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ)).

ومن الحكمة مخاطبة الناس بما تحتمل عقولهم ومداركهم، ومراعاة تنوع ثقافتهم، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما أنت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم، إلا كان لبعضهم فتنة"، فاتقوا الله عباد الله، وتحلوا بالحكمة في سائر الأحوال، فإنها من أعظم النوال، واطلبوها من مظانها، واسألوا الله المزيد منها، فالله جل جلاله يقول: ((يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ)).

وفي الخطبة الثانية بيّن فضيلة الشيخ ماهر المعيقلي بأن من الحكمة ما هو محض هبة من الله تعالى، يؤتيها من يشاء من عباده، ومنها ما هو مكتسب، فإنما العلم  بالتعلم، والحلم بالتحلم، والصبر بالتصبر، فيرزقها الله تعالى، لمن بذل أسباب تحصيلها، وتوفرت فيه أركانها، ولا يكون ذلك إلا بسؤالها من مالكها، سبحانه جل شأنه، وتقدست أسماؤه، ومن أسباب كسب الحكمة، الإخلاص والتقوى، ومخافة الله جلَّ وعلا، فمن خاف الله، انتظمت حياته، وصلحت سريرته وعلانيته، ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ))، وأهل البدع والأهواء، محرومون من الحكمة، لأن الهوى يعمي ويصم، ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ))، ومنزلة الحلم والأناة من الحكمة، كمنزلة الرأس من الجسد، قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِأَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ: ((إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ وَالْأَنَاةُ ))، رواه مسلم، والحلم هو العقل، والأناة هي التثبت وترك العجلة، والله تبارك وتعالى يقول: ((وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ)).

وإن من الحكمة، التغافل عن أخطاء الناس وزلاتهم، وذكر محاسنهم ومواطن الخير فيهم، فحين تظاهرت بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى عن نبيه: ((وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ))، فالتغافل أدب عظيم، وخلق نبوي كريم، والحكيم يداري الناس ولا يداهنهم، ويخفض الجناح لهم، ويلين الكلام معهم، وهي من أسباب الألفة، وسل السخيمة، ففي فتح مكة، لما أعلن أبو سفيان إسلامه، قال العباس رضي الله عنه يا رسول الله: إن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فاجعل له شيئًا، قال: ((نعم! مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ))، رواه مسلم.
فأراد النبي صلى الله عليه وسلم بحكمته، تخصيص دار أبي سفيان، للأمن والأمان، إرضاء لما تتطلع إليه نفسه، وتقوية لإيمانه.

والتجارب تنمي المواهب، وتجعل العاقل حكيما، وتزيد الحليم حلما، ففي حديث الإسراء والمعراج:  قال موسى لنبينا عليهما الصلاة والسلام: ((إِنَّ أُمَّتَكَ لاَ تَسْتَطِيعُ خَمْسِينَ صَلاَةً كُلَّ يَوْمٍ، وَإِنِّي وَاللَّهِ قَدْ جَرَّبْتُ النَّاسَ قَبْلَكَ، وَعَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ المُعَالَجَةِ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ لِأُمَّتِكَ))، فما زال النبي صلى الله عليه وسلم يراجع ربه، حتى قَالَ الجَبَّارُ: ((يَا مُحَمَّدُ، قَالَ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، قَالَ: إِنَّهُ لاَ يُبَدَّلُ القَوْلُ لَدَيَّ، كَمَا فَرَضْتُهُ عَلَيْكَ فِي أُمِّ الكِتَابِ، فَكُلُّ حَسَنَةٍ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، فَهِيَ خَمْسُونَ فِي أُمِّ الكِتَابِ، وَهِيَ خَمْسٌ عَلَيْكَ))، رواه البخاري ومسلم.

فكان فضل الله تعالى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بأن تصلي في اليوم والليلة خمس صلوات، ولها في الأجر خمسون، فاللهم لك الحمد على فضلك وكرمك، وجودك ومنتك.

واختتم فضيلة خطيب المسجد الحرام خطبته بالصلاة على النبي ﷺ، ثم الدعاء لولاة أمرنا بأن يسدد الله خطاهم، ويبارك سعيهم، ويحقق مبتغاهم، وأن يكون لهم مؤيداً ونصيراً وظهيرا.

كما دعا فضيلتهُ لأهلنا في غزّة ، وأن يحفظ الله المسجد الأقصى من الصهاينة المعتدين حيث قال: اللهم كن لأهلنا وإخواننا في غزّة، اللهمَّ احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، ومن فوقهم، ونعيذهم بعظمتكَ أن يُغتالوا من تحتهم.

الله اجبر كسرهم، وارحم ضعفهم، وأحسن عاقبتهم في الأمور كلها يا رب العالمين.

اللهم عليك بعدوك وعدوهم يا قوي يا عزيز.

اللهمَّ احفظ المسجد الأقصى، واجعله شامخًا عزيزًا إلى يوم الدين.

9B71F7CD 2D3E 44DC 9E15 29AD90B0DC52
B2B76DD1 DCBE 4F62 A373 C1E6A5043CF4B3941EC6 3DD6 47B2 892F 48C806BADBFEA250042E 28F0 4C0A 9F48 5A6D0BF3FA566FE07560 4246 4E0C AE38 DD83AF6B70469EDE3E51 8F99 4C21 ABBE 60C67D167F7A
قيم الموضوع
(1 تصويت)
مع دخول موسم الشتاء تزداد العناية بالمهام الميدانية في المسجد الحرام تحسبًا للأحوال الجوية واستعدادًا لاستقبال الأمطار فتتولى الإدارة العامة للعمليات والتحكم والسيطرة استقبال وتمرير البلاغات الإلكترونية والنداءات اللاسلكية والاتصالات الهاتفية بين الإدارات الميدانية العاملة بالمسجد الحرام والجهات ذات العلاقة بخدمة ضيوف الرحمن عبر رقمها الموحد (1966) ورقماً خاصاً بخدمة الواتساب لاستقبال البلاغات لتحقيق أعلى معايير الأمن والجودة في العمل الميداني بالمسجد الحرام وضمان سلامة القاصدين ليؤدوا مناسكهم في طمأنينة وأمان.

فيتم رصد البلاغات وملاحظة الميدان على مدار (24) ساعة من خلال (600) من العاملين موزعين في المسجد الحرام وساحاته وجنباته يرصدون الملاحظات وينقلونها عبر اللاسلكي إلى غرفة العمليات المجهّزة بأجهزة رقابية وشاشات للمراقبة الدقيقة تغطي كامل المسجد الحرام؛ لمعالجتها على الفور بالتعاون مع كافة الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن.

ولا ننسى أنّ القائمين على المنظومة الرقابية يولون اهتماماً كبيراً بالملاحظات الواردة من المنظومة الخدمية والإدارية المقدمة للقاصدين باعتبارها عاملاً مهمًا في تحسين جودة منظومة العمل الميداني في المسجد الحرام، كما تواصل الإدارة استحداث الخطط والبرامج التطويرية للمنظومة الرقابية وفق معطيات تعمل على تسهيل مهام العاملين بالميدان.

كما أنّ في موسم الشتاء يتزايد توافد الزوار والمعتمرين إلى المسجد الحرام والمسجد النبوي من الداخل والخارج على مدار اليوم والليلة؛ لذا كثّفت الجهود الميدانية في تنظيم دخول المصلين إلى المسجد الحرام وساحاته حيث يتابع منسوبو الأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر عملهم في تنظيم دخول المصلين بأدوار وساحات المسجد الحرام، وكذلك يتابعون جاهزية وسائل السلامة داخل المسجد الحرام وساحاته، والتواصل مع الجهات ذات العلاقة، والكشف المبكر عن جميع المخاطر عبر رصد الملاحظات والتأكّد من فاعلية أنظمة الإطفاء، ومتابعة الصيانة الدورية لصناديق إطفاء الحريق وأجهزة الإنذار، والتأكد من سلامة طرق المشاة وإزالة جميع ما يعيق حركة ضيوف الرحمن خلال أداء مناسكهم، وتطبيق خطة تقلبات حالة الطقس.

ولأن موسم الشتاء يكثر فيه هطول الأمطار؛ يقوم منسوبو الإدارة العامة للعمليات والتحكم والسيطرة باستقبال وتمرير البلاغات الإلكترونية والنداءات اللاسلكية والاتصالات الهاتفية بين الإدارات الميدانية العاملة بالمسجد الحرام والجهات ذات العلاقة لوضع الاحترازات وترشيد المصلين والمعتمرين إلى أماكن آمنة من الانزلاقات في المسعى والمطاف والمصليات والسلالم الكهربائية والتأكد من معالجتها على الفور وفق منظومة عمل تراعي الظروف البيئية والعمرانية داخل المسجد الحرام.

وفي هذه الأثناء تكون الإجازة المدرسية، فتهيب الإدارات الميدانية من أجل سلامة الأطفال وذويهم باتباع التعليمات الصحية حتى يؤدوا نسكهم وعباداتهم في أمن وسلامة من الأنفلونزا وما يصاحبها من أعراض.
قيم الموضوع
(5 أصوات)

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: الزمان صروف تجول ومصائب تصول سلم وحرب، وأجاج وعذب، ورخاء وجدب والمؤمن مهما تفاقمت الشرور والبلايا وحلت المحن والرزايا فإنه يعلم أنه لا راد للقضاء المسطور ولا مانع للقدر المقدور ما قضي كائن، وما قدر واجب، وما سُطر منتظر، ومهما يشأ الله يكن، وما يحكم به الله يحق، لا رافع لما وضع، ولا واضع لما رفع، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، وما شاء ربنا صنع، فلا جزع ولا هلع، وإنما صبر ومصابرة، وتفاؤل بأن النصر والظفر لأهل الإسلام والإيمان والذل والصغار والخسار لأهل الظلم والعدوان والطغيان، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

وأكمل: أيها المسلمون: إن القلب ليعتصر ألماً وحسرة لما حل بأهلنا في غزة من كربة ونكبة، لقد بلغ السيل زباه، والكيد مداه، والظلم منتهاه، والظلم لا يدوم ولا يطول، وسيضمحل ويزول، والدهر ذو صرف يدور، وسيعلم الظالمون عاقبة الغرور؛ فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).

وأضاف فضيلته: أيها المسلمون: كم شحن الظالمون المعتدون من الشوكة الرادعة والشكة القاطعة والقوة الجامعة لكنهم غفلوا عما أجراه الله لعباده المظلومين من منح الصبر وعوائد النصر ومهما بلغت قوة الظلوم وضعف المظلوم فإن الظالم مقهور مخذول، مصفد مغلول، وأقرب الأشياء صرعة الظلوم، وأنفذ السهام دعوة المظلوم، يرفعها الحي القيوم فوق الغيوم فعن أي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ والإمامُ العادلُ ودعوةُ المظلومِ يرفعُها اللهُ فوق الغمامِ وتُفتَّحُ لها أبوابَ السَّماءِ ويقولُ الرَّبُّ وعزَّتي لأنصُرنَّك ولو بعد حين). فسبحان من سمع أنين المضطهد المهموم، وسمع نداء المكروب المغموم، فرفع للمظلوم مكاناً، ودمغ الظالم فعاد بعد العز مهاناً.

وبين فضيلة الشيخ البدير بأن الظالم الجائر سيظل محاطاً بكل مشاعر الكراهية والعداء والحقد والبغضاء، لا يعيش في أمان، ولا ينعم بسلام، حياته في قلق، وعيشه في أخطار وأرق مهما تدرع
بالأكاذيب وتلبس بالمكر وتظاهر بأنه المظلوم المهضوم المعتدى عليه لأن الظلم جالب الإحن ومسبب المحن، والجور مسلبة للنعم مجلبة للنقم.
وأوضح فضيلته: قد ينعم الله على الكافر نعم نفع أو نعم دفع او نعم رفع، ولكنه استدراج وإملاء في صورة إنعام وإعطاء، قال تعالى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)؛ وقال تعالى: (وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)؛ وقال سبحانه: (أَيَحۡسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِۦ مِن مَّالٖ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمۡ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ بَل لَّا يَشۡعُرُونَ).

إنه إغناء مشوب بالمصائب والأرزاء، منغص بالأمراض واللأواء، مكدر بالخوف والرعب وعدم الهناء، لا يغرنك ما هم فيه من الاستعداد والإمداد، لا يغرك ما هم فيه من التعالي والاستبداد، لا يغرنك ما يملكون من القوة والعدة والعتاد، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ).

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: أيها المسلمون، اتقوا الله فإن تقواه أقوى ظهير وأوف نصير، كل أمر عليه يسير، وكل شيء إليه فقير، والأمور إليه تصير، وهو السميع البصير، لا يخفى عليه ما وقع على أهل الإسلام من الظلم الكثير والجور الكبير، وإن الله على نصرهم لقدير؛ وللدهر طعمان حلو ومر، وللأيام صرفان عسر ويسر، وكل شدة فإلى رخاء، وكل غمرة فإلى انجلاء، وإن بعد الكدر صفواً، وبعد المطر صحواً، والشمس تغيب ثم تشرق، والروض يذبل ثم يورق، ولله أيام تنتصر من الباغي وتنتقم من العاتي.

7D652213 83C9 4FD9 B731 EA6B531CBB473FD62C3F 3A00 4178 BDE0 38D1B87C5EF5176A879C D778 493D 9B6F 0F1817E983A4
قيم الموضوع
(2 أصوات)


أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل معاليه خطبته الأولى قائلاً: أُمَّة الإسلام: في خِضمِّ المآسي والكروب، ومَعَامِع الخطوب، وحوالك الدُّروب، تَشْرَئِبُّ النفوس، إلى الخلاص من أسباب الوهْن والانكسار، والأخذ بأسباب العزّة والانتصار، وتَتَطلع الأرواح إلى أَرَجِ الرَّحمات المُفَرِّجات، وعَبَقِ النفحات المُصَبِّرات، وَيَزْداد الأمر إلحاحًا وتأكيدا، وتَحَتُّمًا وتَعْضِيدا، في هذه الآونة العصيبة، والحِقْبة التاريخية اللَّهِيبة، التي أحدقت بأمتنا اللَّهيفة من أَطرافها، وتَنَاوَشَتْهَا المِحَنُ مِن سِوَاها وأكنافها ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾.
أيها المؤمنون: إنَّ مِن سنن الله -جل وعلا- أن جعل لكلِّ شيءٍ أسبابًا ونتائجًا، وغَايات ومَبَاهجًا، وأمر عباده باتخاذ الأسباب، للوصول إلى أسمى الغايات: معاقد العزَّة والانتصارات.

وإنَّ من الواجبِ على أهل التوحيد والإيمان الآملين في تأييد القويّ المنّان، أن يَتدَرَّعُوا بأسباب النصر والعزَّة والتمكين؛ ويأخذوا بها في كل مكان وحِين.
وإنَّ من فضل الله سبحانه على عباده المؤمنين، أنه دلّهم وأرشدهم إلى هذه الأسباب وبيّنها في كتابه الكريم والسنة النبوية المطهرة.

ثم بيّن معاليه عشرةُ من أسباب النصر التي ذُكرت في الكتاب والسنة، ويأتي في مقدمة هذه الأسباب إخوة العقيدة: التوحيد والإخلاص، فإنَّ أعظم ما أمر الله به التوحيد والإخلاص، فالتوحيد والإخلاص في العمل من أعظم أسباب النصر، قال سبحانه مخاطبًا صفوة هذه الأمة رضي الله عنهم: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ ، وفي الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حَمِيَّة، ويقاتل رياء، أيّ ذلك في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله".

وثاني أسباب النصر أيها المؤمنون: الإيمان والعمل الصالح: قال الله سبحانه: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْـمُؤْمِنِينَ﴾ ، وقال عز وجل: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾، وقال تعالى: ﴿إنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾.

السبب الثالث عباد الله: نُصرةُ دينِ الله: قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، وقال تعالى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْـمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْـمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾، فمن أعظم أسباب النصر إقامة دين الله، والدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ونصر المستضعفين في الأرض.

ورابع هذه الأسباب أحبَّتي في الله: اجتـماع الكلـمة على الحق، وإصلاح ذات البين، وعدم التــنازع والتـفرُّق: قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾، وقال: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ﴾، فأولُ طريقِ التمكين للأُمة تقوى الله والإصلاح، قال تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾، أي: نصْركم وقُوَّتكم.

وخامس أسباب النصر أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها: إعداد ما يُستطاع من قوَّة: فالقوَّة للمؤمنين المدافعين عن دينهم وأمَّتهم مطلب شرعي، فالإسلام دين القُوّة والعزة، وقِوامُه بكتابٍ يهدي، وسلاحٍ ينصر؛ قال الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ﴾.

وسادس هذه الأسباب أيها المتبعون الأبرار: التوكّل على الله: قال جلَّ في علاه: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾، فالتوكّل على القويِّ المتينِ من أعظم الأسباب الشرعية الجالبة للنصر والتمكين، قال الله تعالى: ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ﴾.

السبب السابع أيها الأمجاد: الصبـْر والثبات: قـال الله تعالى: ﴿وَإنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾، وقال عز من قائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "واعلم أنَّ النصر مع الصبر، وأن الفَرَجَ مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا" أخرجه الترمذي.

وثامن أسباب النصر أيها الموحِّدون الغُير: إقامةُ الصلاة والإكـثـارُ مـن ذكر الله سبحانه واستغفارهُ ودعـاؤهُ والاستغاثةُ به واللَّجَاُ إليه، قـال الله تعالى: ﴿ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ * فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ﴾.

وتاسعها: التجافي عن طريق أهل الضلال ومسالك أهل البطِر والرِّياء: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾.

وعاشرها يارعاكم الله: الدعاء الدعاء: فإنَّ من حقِّ إخوانكم في الأرض المقدسة عليكم نصرتهم بالتضرُّع إلى الله والدعاء والإلحاح عليه، والتذلل بين يديه سبحانه، وسؤاله عاجل النصر والثبات والتمكين.

فالله الله إخوة الإيمان.. الله الله في إخوانكم.. الدعاء الدعاء.

وبيّن خطيب المسجد الحرام أنّ هذهِ الأسبابُ العشرةِ من أهم أسباب النصر المبين والعِزَّة والتمكين، استنهاضًا للهِمَم، ورُنُوًّا لِبلوغ القِمَم؛ للدفاع عن رمْزِ مقدَّسات الأمة وحُرُماتها، المسجد الأقصى المبارك، أولى القبلتين ومسرى سيد الثقلين، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، في هذه الآونة الرَّاهنة، والأوقات الدَّامِية التي تمرّ بها أمَّتنا الإسلامية، في ظلِّ العدوان الصهيوني الغاشم، والهجمة المدَمِّرة المستعرة، في عُنجهيةٍ واستكبار، وتجبُّرٍ ومكْرٍ كُبَّار، وسطوة شعواء، على المستضعفين من المدنيين الأبرياء، والأطفال والشيوخ والمرضى والضعفاء، الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا..، والتي يعاني من بطشها وضراوتها وقسوتها إخواننا في فلسطين الأبيَّةِ؛ لقد دَمَّروا البلاد، وأفْنَوُا الذُّريَّة والعباد بِأَقْمَإ الوجوه وأقسى الأكباد، وأفتك الصَّواريخ والقَنَابِل والعَتَاد، في كارثةٍ إنسانيةٍ بشعة، فاللهم رحماك ربَّاه رحماك، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

فيا إخواننا في فلسطين: صبرًا صبرًا، وثباتًا ثباتًا، وكلُّنا أملٌ وتفاؤلٌ واستبشار، ألا إنَّ نصر الله قريب.

ثمّ اختتم معالي الشيخ السديس خطبتهُ قائلاً: تقتضينا أُخُوَّتُنا القعْساء، وعقيدتُنا الشمّاء، مؤازرةَ أهالينا في فلسطين الإباء؛ ليحَقِّقوا الأمن والانتصار، وحقْنَ الدماء والاستقرار، وفكّ الحصار، ووقف العُنف والتهجير القسْريّ، ووصول المساعدات والإغاثة الإنسانية، والنصر قادمٌ بإذن الله، ﴿فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾، ﴿حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾.

ألا فاتقوا الله عباد الله، وخذوا بأسباب النصر المبين، يتحقق لكم الظفر والتمكين.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.


وفي الخطبة الثانية بيّن معالي الشيخ السديس أنّ ممّا يثلج صدور المؤمنين في هذا الأوان، تلك الوقْفة المشرِّفة لبلاد الحرمين الشريفين قيادةً وشعبًا، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، أيدهما الله، تجاه الأحداث الرَّعِيبَة، والتَّدَاعِيات الرَّهيبة في فلسطين، وتوجيههما الكريم بتنظيم حملةٍ شعبية كبيرة لإغاثة إخواننا في غزّة وسائر فلسطين، والمساهمة في رفع المُعاناة عن المدنيين، وبذل كل ما من شأنه تخفيف المِحَن المأساوية التي يُعانيها سكّان القطاع وسواهم، وعقْد مؤتمر القمّة العربية والإسلامية الاستثنائية الموفَّقة، وبيانها الختاميَّ الحازم.

وإنَّ هذه الوقفة المجيدة الأبيَّة تجاه هذه القضيّة الشريفة لتأتي ضِمن موقف المملكة التاريخي المعهود، بالمؤازرة الرِّيادِيَّة للشعب الفلسطيني الشقيق في مختلف الشدَائد والمحن التي مرّت به.


ثم اختتم معالي الشيخ عبدالرحمن السديس خطبته بالدعاء لأهلنا في فلسطين حيث قال: إلهنا عظُم الخطْبُ واشتدَّ الكرْبُ وتفاقَم الأمْرُ على إخواننا في فلسطين، اللهم انصرهم وعجِّل بنصرهم ياقوي ياعزيز.

اللهم كن لإخواننا المستضعفين في غزّة، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ومن فوقهم ونعيذهم بعظمتك اللهم أن يغتالوا من تحتهم، اللهم ارحم الشيوخ الركّع والأطفال الرضّع، وأنزل السكينة عليهم، وانصرهم على من بغى عليهم ياقوي ياعزيز، ياخير الناصرين، يامجيب دعوة المضطرين، اللهم إنهم مظلومون فانصرهم، إلهنا إلى من تكلهم، إليك نشكوا ضعف قوّتهم وقلّة حيلتهم، فكن لهم معينًا ونصيرًا ومؤيدًا وظهيرا.

اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، ومُجْرِيَ السَّحابِ، وَهازِم الأحْزَابِ، اهزمِ الصهاينة الطغاة المعتدين، وَانْصُرْنَا عَلَيْهِمْ‏، اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكتابِ، سَرِيعَ الحِسابِ، اهْزِمِ الأحْزَابَ.

اللهمَّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، واجعل هذا البلد آمنًا مطمئنًّا سخاء رخاء وسائر بلاد المسلمين.

اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، خادم الحرمين الشريفين، واجعل عمله في رضاك، وارزقه البطانة الصالحة التي تدله على الحق وتعينه عليه، واحفظ اللهم ولي عهده ووفقه إلى ما تحبه وترضاه وإلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء فأشغله بنفسه ورد كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه ياسميع الدعاء، اللهم احفظ بلادنا وبلاد المسلمين من شر الأشرار وكيد الفجار وشر طوارق الليل والنهار.

اللهمَّ انصر جنودنا المرابطين على ثغورنا وحدودنا، ووفّق رجال أمننا، اللهم تقبلْ شهداءهم، واشفِ مرضاهم، وعافِ جرحاهم، وسددْ رميهم ورأيهم، وانصرْهم على عدوِّك وعدوِّهم.

C9E9BDA6 028F 44E2 8379 C8A61D9346A4100D00D9 B2C1 4AD4 9EF7 37BACCC3E922A9F16DC2 45D4 4116 89C5 3F65ECD7EA60457A54A8 B401 45F7 A5FA 77967CFC768347A236C0 2C3E 4B72 9030 DA2E1F3804E2023DCF2E 39EA 44F7 B4E5 36BBB1D22469
قيم الموضوع
(152 أصوات)

تعلن الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن بدء التقديم للحصول على تصريح دافعي العربات اليدوية بالمسجد الحرام والذي يبدأ من يوم الأحد الموافق 5 / 5 / 1445هـ، ودعت الراغبين المطابقين للشروط بالتقديم عبر إدارة خدمات التنقل بالتواصل على هاتف رقم: 0125746462

الشروط:
1- أن يكون المتقدم سعودي الجنسية.
2- إرفاق بطاقة الأحوال سارية المفعول.
3- أن لا يقل عمر المتقدم عن 20 سنة ولا يزيد عن 60 سنة.
4- حضور الدورات التدريبية والتثقيفية التي تنظمها الإدارة.
5- أن يجتاز المقابلة الشخصية.
6- إرفاق ورقة تعريف من قبل العمدة.
7- إرفاق كشف طبي يثبت لياقته وقدرته على العمل.
8- إرفاق كشف طبي لفحص السموم.
9- إرفاق تقرير طبي يثبت خلوه من الأمراض النفسية وقدرته الحالية على العمل داخل المسجد الحرام(فقط للأشخاص الذين يظهر عليهم عوارض الأمراض النفسية).
ويتم التقديم عبر الرابط التالي: https://eservices.gph.gov.sa
قيم الموضوع
(0 أصوات)
 
 
تواصل الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تقديم خدماتها  في الحرم المكي بالتزامن مع دخول موسم هطول الأمطار وتغير أحوال الطقس، من خلال تعزيز السلامة والتنسيق المسبق مع الجهات المعنية، والعمل بعدة إجراءات إضافية لراحة قاصدي المسجد الحرام. 
 
ومن الإجراءات المتبعة ضبط درجة الحرارة داخل المسجد الحرام وأروقته الداخلية في ظل انخفاضها، وضبط درجة الحرارة من خلال التحكم بها أوتوماتيكيًا عن طريق حساسات الهواء التي تعمل على فتح وغلق محابس المياه المثلجة (محابس كهربائية) لجميع وحدات مناولة الهواء بالمسجد الحرام، مع زيادة تشغيل وإيقاف عدد من المبردات لتخفيض وزيادة الحمل الحراري وبالتالي تأمين درجة الحرارة المناسبة لضيوف بيت الله الحرام. 
 
ميدانيًا يعمل 200 مشرف ومراقب في الإشراف على 4000 عامل وعاملة على مدار اليوم لتهيئة صحن المطاف والمصليات والمداخل والمخارج قبل هطول الأمطار، والعمل على إزالة المياه وآثار الأمطار من أجل المحافظة على السلامة العامة لضيوف الرحمن؛ ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة. 
 
ويتم توزيع معدات شفط المياه ومعدات الغسيل داخل المسجد الحرام وساحاته بغرض سرعة التجفيف، حيث بلغ عدد الآلات والمعدات قرابة (500) آلة ومعدة في صحن المطاف والساحات الخارجية وسطح المسجد الحرام، و أعداد كافية من المشايات البلاستيكية على المداخل الرئيسية والفرعية ومداخل السلالم الكهربائية؛ لمنع حدوث الانزلاقات، إلى جانب تنظيف مناهل الصرف وغرف التفتيش وضمان عدم الانسداد. 
 
ويقوم العاملون في غرفة العمليات والتحكم والسيطرة باستقبال وتمرير البلاغات الإلكترونية والنداءات اللاسلكية والاتصالات الهاتفية بين الإدارات الميدانية العاملة بالمسجد الحرام والجهات ذات العلاقة بخدمة ضيوف الرحمن، والتأكد من معالجتها على الفور، واستقبال البلاغات عبر نظام البلاغات الإلكترونية بالموقع الرسمي للهيئة العامة، وكذلك الرقم الموحد (1966) على مدار اليوم، بالإضافة إلى متابعة شاشات المراقبة الميدانية لمعالجة الملاحظات فوريًا.
 
ويساهم العاملون بالأمن والسلامة والطوارئ ومواجهة المخاطر في تنظيم دخول المصلين بأدوار وساحات المسجد الحرام, وتهيئة الممرات والمداخل الرئيسية وتنظيم الصعود والنزول من السلالم الكهربائية، والتنسيق مع العمليات وتوجيه المصلين إلى الأدوار العلوية والمعتمرين إلى صحن الطواف، والمراجعة الدورية للتحقق من وسائل السلامة، والتواصل مع الجهات ذات العلاقة للكشف المبكر عن جميع المخاطر، وإزالة جميع ما يعيق حركة ضيوف الرحمن، وتطبيق خطة تقلبات حالة الطقس بالتعاون مع الإدارات المعنية.
photo1699869193 5photo1699869193photo1697529921photo1699870767 2photo1699870767 4

قيم الموضوع
(5 أصوات)

أمّ المسلمين لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ واستهل فضيلته خطبته الأولى عن خطورة الإشاعات وتناقلها فقال : من الأمور الخطيرة على الأفراد والمجتمعات ، تلك الإشاعات من الأخبار المتناقلة، دون برهان على صحتها، ولا دليل على صدقها، إنها الإشاعات التي تنتشر في وسائل الإعلام المختلفة، من مصادر مجهولة تبث الأراجيف، وتثير الفتن العريضة والشرور المستطيرة.
 
إشاعات متنوعة الطرح، تحمل المخاوف، وتبث القلاقل، وتتناول ولاة أمور المسلمين وعلمائهم بالسوء والفحشاء، ذات مقاصد سيئة، وأهداف مغرضة.
 
إن تلك الإشاعات سلاح فتاك، يبثها الأعداء لتدمير الأمة، وشق صفها، وتمزيق وحدتها. وقديماً قيل في وثائق الأعداء : الصحافة بأيدينا، وسنستعملها لبث الإشاعات، حتى تصبح حقائق.
 
ولذا فالإشاعات صناعة من صناعات أعداء الإسلام للصد عن المناهج الربانية، والشرائع الإلهية، ومع تطور العالم أصبحت صناعة متقنةً، وفق قواعد مرسومة لتدمير الدول، سياسياً، واقتصادياً، وأخلاقياً، وسلماً، وحرباً.

وتحدث فضيلته عن موقف المؤمن الصحيح من هذه الإشاعات فقال: موقف المسلم من تلك الإشاعات اتباعُ المنهج الإسلامي الذي يدعو إلى الوعي واليقظة، وإدراك أضرار هذه الإشاعات، يقول تعالى:{وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا }.

والمعنى أنه إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة العامة، مما يتعلق بالأمن، وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا، بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أولي الأمر ، ممن يعرفون الأمور على حقيقتها، ويدركون ما وراء نشر تلك الأخبار من المصالح والمضار.

ففي هذا المنهج النهي عن العجلة والتسرع بنشر الأخبار حين سماعها، بل لا بد من التأمل الدقيق والنظر العميق في حقائق الأمور وعواقبها، قال أهل العلم وفيها تحريم إذاعة الأخبار، خاصة في حالات المحن، إلا بعد التأكد من صحتها وعدم الأضرار من نشرها، والله سبحانه أمرنا بالتثبت والتيقن، فقال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}.

قد ربى النبي صلى الله عليه وسلم أمته على التبين ، والتأني وحذرهم من الانزلاق في نشر الأخبار حين سمعها.
 
روى الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين منها، يزل بها في النار أبعد ما بين المشرقين».
والمعنى أنه يتكلم بما لا يتدبر فيه، ولا يفكر في قبحه، ولا ما يترتب عليه من المفاسد.

وتحدث فضيلته عن عن فوائد العمل بالثوابت لدرء الإشاعات فقال : إنما يدرء شرور الإشاعات المغرضة، العمل بالثوابت الدينية والعمل بالحكمة والتروي، وإجادة تقدير المواقف والتعاضد والتعاون مع ولاة الأمر، والوقوف صفا واحداً فيما يخدم الدين والدنيا معاً، وعلى الجميع الحذر من تلك المعارك الجدلية في وسائل التواصل، فيما لا نفع فيه ولا جدوى.
 
وعلى الجميع الحذر من السير وراء كل ناعق، والركض وراء كل صيحة، فالله حذرنا من ذلك بقوله: ﴿وَفِيكُمْ سَمَّعُونَ لَهُمْ، أعاذنا الله وإياكم من شرور الفتن، ما ظهر منها وما بطن.

احذروا خاصة أيام المحن والبلايا، كهذه الأيام من تلك الأطروحات التي تستغلها وسائل التواصل من ادعاءات كاذبة، ظاهرها الإخلاص للأمة والصدق لقضاياها، وهم يحدثون فتناً أكبر، ومخاطر أعظم، ومحناً أطم للأمة، فكلما برزت محنة احدثوا منها ما يثير الفتن على المجتمعات، والتاريخ الحديث أعظم شاهد، وأكبر برهان.

وحث فضيلته المسلمين بالتعاون مع ولاة الأمر في درء الشرور عن المسلمين فقال: لقد آن الأوان للعمل الجاد الحكيم، الذي نتعاون فيه مع ولاة الأمور، بما يدرء عن المسلمين الشرور، بعيداً عن العواطف النفسية والمشاعر المجردة عن معرفة ما وراء الأمور، من فتن للإسلام وأهله آن لنا أن نسلك المسالك السديدة الحكيمة، التي تحملها المقاصد الشرعية الكبرى لتنظيم حياتنا، ونصرة ديننا، وقضايانا، وفق وحدة صف واجتماع كلمة، فكم عانت الأمة قبل عقود من وراء دعوات وأطروحات، ما جنت منها البلدان إلا خراباً ودماراً، وتشديداً، وتهجيراً. فالأمة المسلمة، يجب أن تستقبل الفتن بالتعاون المثمر، والأخوة الإيمانية، والنصرة الإسلامية، بقواعد الشريعة وأصول الحكمة، التي تضمن بإذن الله رؤية الأمور بمنظور واضح، ينظر للعواقب والمالات، بصلابة إيمان صادق مع الله سبحانه.

فمتى صدقت النوايا وكان العمل صواباً، على ضوء سنة المصطفى، لنصرة الإسلام وأهله، ووفق تصور واضح راسخ مدروس مبني على الثوابت الإسلامية، لا على العواطف المحمودة فقط، كانت العاقبة حميدة، والمالات ناجحة، والعمل ناجعاً.

ولذا فما أعظم ما اتفقت عليه الأمة اليوم، حكاماً وشعوباً، من الاهتمام بقضية العالم المطروحة من الظلم الأعظم والإرهاب الأكبر والجرم الذي تعظم الكلمات البليغة عن قبحه وفداحته، من المغتصبين المحتلين على أهل غزة، فيا أهل الإسلام تعاونوا وتناصحوا وناصروا إخوانكم بكل ما يمكنكم، مخلصين لله في ذلك، ومتعبدين له وحده، راجين نصره، وعزه، وتمكينه، على حرص كامل لوحدة الصف واجتماع الكلمة، وحذر من مكائد الأعداء، وحبائل المتربصين.
 
أما الذين يتخذون من هذه المحنة سبباً للطعن وإحداث الفتن فذلكم هم الذين يسلكون مسلك الأعداء المتربصين، فالأمة أمة تعاون وتعاطف وتشارك وتناصح وإخلاص وصدق، لا أمة تخاذل وتخاصم وغش وخداع {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}.

واختتم فضيلته خطبته الأولى بالحديث عن موقف المملكة العربية السعودية من نصرة المسلمين في فلسطين فقال: وإن بلاد الحرمين الشريفين منذ نشأتها حكاماً ،ومجتمعاً علماء وعامة، هم من أوائل الأمة الذين سطر التاريخ لهم المواقف المحمودة، والنصرة المشهودة لقضية فلسطين وأهلها، من منطلق إسلامي، وواجب ديني، هذا مبدأ يتواصى عليه حكامها، وتربى عليه مجتمعها، فلا مزايدة عليها لأحد، إلا لعدو متربص أو حاقد مغرض.
 
وبهذه المناسبة، نناشد الجميع بالاستجابة لمبادرة خادم الحرمين الشريفين، أطال الله في عمره على طاعته، ووفقه، وولي عهده حفظه الله وسدده للتبرع بما تجود به الاستطاعة، لإخواننا في غزة، فالله الله تجار المسلمين بادروا وابذلوا وأنفقوا خيرا لأنفسكم، والدعوة لكل مسلم في هذه البلد، أن يبادر بما تجود به نفسه مما أعطاه الله وأنعم عليه، قال تعالى:{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }.

ودعا فضيلته في خطبته الثانية بنصرة المسلمين في فلسطين فقال: قال ربنا: ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، اللهم إنا نتوجه إليك، وندعوك بأسمائك الحسنى، وصفاتك العلى يا عزيز يا ناصر المستضعفين ومهلك الظالمين وقاهر المتجبرين، اللهم عليك بالصهاينة المعتدين، اللهم أرهم عجائب قدرتك، اللهم منزل الكتاب وهازم الأحزاب، ومنشئ السحاب، أهزمهم وردهم خائبين ،مخذولين اللهم زلزلهم وأقذف الرعب في قلوبهم، اللهم يا حافظ يا معين كن لإخواننا في غزة وفلسطين، اللهم احفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم، وعن شمائلهم، ومن فوقهم، ونعوذ بك أن يغتالوا من تحتهم اللهم اربط على قلوبهم وانصرهم نصراً عزيزاً، اللهم قوي عزائمهم واشف مرضاهم وارحم موتاهم واجعلهم من الشهداء يا رحمن يا رحيم، اللهم احفظ المسلمين في كل مكان ووحد صفهم ، واجمع كلمتهم على الحق والسنة يا كريم.
 
اللهم وآمنهم في أوطانهم، اللهم من أراد بأهل الإسلام شراً فرد كيده، وأبطل مكره، واجعل تدميره في تدبيره اللهم احفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ووفقهما وسددهما وانصر بهما الإسلام والمسلمين اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لما فيه خير مجتمعاتهم ونصرة هذا الدين، اللهم استجب دعاءنا وفرّح قلوبنا بنصرة المسلمين.

WhatsApp Image 2023 11 10 at 2.24.18 PMWhatsApp Image 2023 11 10 at 2.24.30 PMWhatsApp Image 2023 11 10 at 2.24.39 PM