الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11822)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(1 تصويت)
خطب وأمَّ المصلين لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

 واستهل خطبته بعد أن حمد الله تعالى بقوله: معاشر المؤمنين والمؤمنات: إن العاقل وهو يقطع طريق رحلته في هذه الدنيا، فتتعرج به مسالكها، وتتشعب به مساربها، ليتوقف برهة من عمر الزمان توقف المعتبر، فينظر إلى آثار خطواته، ويتأمل طريق مسيرته الممتد، فتتنازعه مشاعر الدهشة والحزن والاغتباط، اندهاشاً من سرعة تصرم حبال الأيام، وانطواء بساط الأعوام، وحزناً على سالف العمر وماضي الزمان، وما في طوايا ذلك من تفويت وتفريط، وتسويف وتضييع، واغتباطاً بما أنجح من مقاصده وحقق من مآربه، إنها رحلة طويلة قصيرة، مسعدة مشجية، مفرحة مبكية، طويلة في تفاصيل أحداثها، قصيرة حين يلوح للسائر فيها محط رحاله، فيها انكسارات وانتصارات، ودموع حزن وسرور، وراحةٌ ونصب، واجتماع وافتراق، وصعود وهبوط، إنها سنة الله في هذه الدنيا كما قال جل شأنه: (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).

 وما ألطف ذلك التشبيه النبوي لحال المؤمن مع الدنيا وما أرقه، قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه، قلنا يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاء؟ فقال: ما لي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها.

 إخوة الإيمان: إن المؤمن وهو يمخر عباب بحر هذه الحياة الهادر فتتقلب به لجَجها، وتتقاذفه أمواجها، يعيش حالة من الاستقرار النفسي والسلام الروحي؛ لأنه معلق القلب بخالق هذا الوجود، ممتلئ الفؤاد بحبه، متضلع الحنايا بتوحيده، فالصراع الدنيوي عنده صراع خارج النفس لا داخلها، يراه بعينه ولا يعيشه في نفسه.

 إن الإيمان الصادق في غمرات هذه الحياة يتخلل حنايا النفوس المنهكة برداً وسلاماً، ورضاً ويقيناً، وسكينة وثباتاً، فهو ربيع القلوب في بيداء الحياة، وظلها الوارف في هجير الشدائد، وسفينة النجاة في غمرات هذه الدنيا، تجد المؤمن على رغم ما يلقى من أوهاق الحياة ومناكد الدنيا ساكن القلب بسام المحيا طَلْقَ الوجه رضي النفس حلو المنطق، ثقلت مغارمه فزاد نواله، كالعود ضاعف طيبه الإحراق.

 الإيمان سلوان القلوب وأنس النفوس وسرور الأفئدة في حومة ذلك الصراع الدنيوي، فلا يعرف حلاوة العيش وطيب الحياة من لم ينغمس في نهره الدفاق فيعب منه حتى تروى روحه، فتصطبغ به ذاته، ويفيض ذلك الري على جوارحه، ويتنضر به محياه، (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، إن الحياة مع الإيمان حياة طيبة كريمة مطمئنة، تتصاغر أمامها جبال المصاعب والشدائد، ويتهاوى ركام اللذائذ والمطامع، فللإيمان حلاوة كما عبر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، طعمها في نفسه وأثرها في قلبه من رسخ الإيمان في قلبه إذعاناً وإقراراً، وتحقق به امتثالاً وخضوعاً واستسلاماً، لا تصف لذتها ولا تحد حقيقتها العبارات والكلمات، بل هي حقائق يعرفها أهل الإيمان، ويدركها الصفوة من عباد الرحمن.

 واستهل فضيلته خطبته الثانية قائلاً: إن الإيمان الحق ليس معنى مجرداً من الحقائق أو نظرية لا ترجمان لها في واقع الحياة، إنها عقيدة يمتلئ بها القلب فتفيض على النفس طمأنينة وسكينة ورضاً وسروراً، ثم تغمر الجوارح عملاً وامتثالاً، ثم تتسع دائرتها حتى تفيض على الإنسانية كلها سلاماً وسكينة وحباً وخيراً وعدلاً، فهي تسمو بالمؤمن فوق مطامع الحياة البائدة، وترقى به إلى معارج الكمال الإنساني.

 إن هذا الدين العظيم جاء ليعيد صياغة الإنسان عقلاً ونفساً وروحاً وسلوكاً، فيكون على قدر راسخ من القيم والأخلاق والسمو النفسي والروحي والعقلي في هذا الكون، فالإيمان بمعناه الأرحب ربط للمخلوق بالخالق واتصال لعالم الشهادة بعالم الغيب، كما أنه يحقق التكامل بين النفس والروح والسلوك والأخلاق لذلك المخلوق الكريم على الله تعالى، فيتحقق مراده تعالى من خلقه، بأن يغمر الإيمان ذلك الإنسان بالسلام النفسي والسكينة الروحية، قبل أن يعمر الأرض ويغمرها بإقامة الخير والعدل وإشاعة الحب والسلام والرحمة في العالمين قال تعالى: ( وما أرسلناك إلى رحمة للعالمين).
831b954a c257 4344 aa8d 498c84f5d98ddb114f52 69f9 413b aa1c edaaf98ef5d24e099b13 6702 4bf6 8f2b eaf4eaa9af7b1dfb0adb 2663 4065 84fb e731cc6194b1
قيم الموضوع
(2 أصوات)
خطب وأمَّ المصلين في صلاة الجمعة من المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام.

 واستهل فضيلته خطبته قائلًا: إن من أصول العقيدة، الإيمان بوجود الملائكة، وما ورد عنهم من صفات عظيمة، وأعمال جليلة، فقد أقسم الله بهم، وأعلى بين العالمين ذكرهم، والملائكةُ عباد مكرمون، قربهم الله إليه، وشرفهم بعبادته، فهم خاضعون لجبروته، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، يسبحون الليلِ والنهار لا يفترون، ولا يستحسرون ولا يسأَمُون، ولا يسْبِقُونَه بِالْقَوْل، وهم من خشيتِهِ وإجلالِهِ مُشْفِقُون، أعظمُهم مكانة وقدرًا، وأرفعهم منزلة وشأناً: الروح الأمين، جبريلُ عليه السلام، رآهُ النبيُّ  صلى الله عليه وسلم على خِلقَتِه التي خلَقَه اللهُ عليها، وقد سَدَّ الأفُق، وله ستمائة جَناح، ووصفه الله تعالى بقوله: (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ)، وهو مع ما حُبي به من مكانة عظيمة، شديد الخشية لربه، ففي المعجم الأوسط للطبراني: قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى، وَجِبْرِيلُ كَالْحِلْسِ الْبَالِي مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ))،  والحِلْسُ: كِساءٌ يُبسَطُ ويُفرَشُ في أرضِ البَيتِ، وفي سنن أبي داود: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ، سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ لِلسَّمَاءِ صَلْصَلَةً كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفَا، فَيُصْعَقُونَ، فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ جِبْرِيلُ، حَتَّى إِذَا جَاءَهُمْ جِبْرِيلُ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ» قَالَ: " فَيَقُولُونَ: يَا جِبْرِيلُ مَاذَا قَالَ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: الْحَقَّ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)).

أيها المؤمنون: خلق الله تعالى الملائكة، وأوكل إليهم أعمالاً جليلة، فمنهم المُوكَّلُ بالوحيِ بين الله ورسله، ومنهم المُوكَّلُ بالنبات والقْطرِ، ومنهم المأمور بالنفخِ في الصُّور، وما من رجل يعود مريضا إلا شيعه سبعون ألف ملك، يستغفرون له، وما من عبد يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، إلا صلت عليه الملائكة، وقَالَ له الْمَلَكُ الموكل بذلك: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ صَلَّى عَلَيْكَ السَّاعَةَ، ولله ملائكة يحثون العبد على طاعة ربه وعبادته، ويحضرون صلاته وقرآنه، وملائكة يدعون لأصحاب الصفِّ الأوَّل، وملائكة يقفون على أبوابِ المساجِدِ يوم الجُمُعة، يكتبون الأول فالأول، وملائكة يطوفون في الطرقات، يلتمسون أهل الذكر، ومُعلِّمي الناسِ الخير، فإذا وجدوهم، جلسوا معهم، وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم، حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، قَالَ: " فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ، مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالُوا: يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ " قَالَ: " فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ " قَالَ: " فَيَقُولُونَ: لاَ وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ؟ " قَالَ: " فَيَقُولُ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ " قَالَ: " يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا، -إلى أن يقول الرب جل جلاله-: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ " قَالَ: " يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ المَلاَئِكَةِ: فِيهِمْ فُلاَنٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ. قَالَ: هُمُ الجُلَسَاءُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ))، رواه البخاري ومسلم.

إخوة الإيمان: إن الملائكة من أعظم جنود الرب تبارك وتعالى، فمنهم الصَّافَّاتِ والزَّاجِرَاتِ والتَّالِيَاتِ، والنازعات والناشطات والمدبرات، ومنهم ملك الموت، ورضوان خازن الجنان، ومالكٌ خازنُ النيران، وملائكة للرحمة، وملائكة للعذاب، وملائكة قد وكلوا بإحاطة الناس يوم الحشر، وملائكة قد أمروا بحمل النار إلى أرض المحشر، وعدد الملائكة كثير، لا يحصيهم إلا العلي الكبير، ففي سنن الترمذي: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ أَطَّتِ السَّمَاءُ -أي: ثقلت-، وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ))، والْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ، وصدق الله إذ يقول: ((وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)).

معاشر المؤمنين: وإن من الملائكة من شرفهم الله بقربه، واختارهم لحمل عرشه، والمسبحين بحمده، وفي سنن أبي داود: قال صلى الله عليه وسلم: ((أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ، مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ، مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ))، وإن من كمال لطف الله بعباده المؤمنين، ما قيضه لأسباب سعادتهم، من استغفار حملة العرش لهم، والدعاء لهم بصلاح دينهم وآخرتهم، فقال جل جلاله: ((الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )).

واستهل فضيلته خطبته الثانية قائلاً : إن الإيمان بالملائكة، له أثر عظيم في مراقبة العبد لأقواله وأعماله، فالله تعالى يقول: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، وقال سبحانه: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ)، فملائكة لكتب الحسنات والسيئات، وآخرون يحفظون العبد بأمر الله، وفي الصحيحين: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ))، فإذا استشعر المرء استصحاب الملائكة له، وتقييدهم لأعماله، ورفعها لخالقه، اجتهد في طاعة ربه، وانزجر عن معصيته، وحافظ على أداء صلاته، وخاصة صلاتي الفجر والعصر، حيث اجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار، فهؤلاء يغادرون عنا وسيسألون، وهؤلاء يرابطون معنا ويكتبون، وهكذا كل يوم وليلة، ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾، وإن ما يسجله الملائكة اليوم، هو ما يعرض في الكتب يوم القيامة، ((وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)).

إخوة الإيمان: أكرموا ملائكة الكبير المتعال، فإن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم، ولا تدخل بيتا فيه كلب ولا تمثال، والملائكة تهجر البيتَ الذي يهجر أهله الذكر والقرآنَ، فإذا هجرته الملائكة، حل فيه الشيطان، ففي صحيح مسلم: قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ))، وقَالَ عليه الصلاة والسلام: ((لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ)).
1559bd3d 8bd1 47f2 9b00 4fcdeab67f217dba5b3f 6a8c 4d65 9190 77f2b600e1c20346a180 7947 4945 b071 2fdb2dd53deff11c5441 2509 49fd 87ec da3d3cda6964

قيم الموضوع
(3 أصوات)

خطب وأمّ المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور صلاح البدير، إمام وخطيب المسجد النبوي.

وبدأ خطبته بقوله: الحمد لله رب المشرقين ورب المغربين، هدانا وأمرنا بإصلاح ذات البين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تجلو قلب قائلها من الرين، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبده ورسوله أرسله ربه وافترض طاعته على جميع الثقلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين تطهروا من الشرك والشك والشين.

وأشار فضيلته إلى أن من القواعد العظيمة التي هي من جماع الدين فقال : فصل الخصومات الثائرة، وقطع المنازعات الشاجرة وتأليف القلوب المتنافرة، وإصلاح ذات البين لأن فساد ذات البين ثلمة في الدين وفتنة بين المسلمين.

وقال فضيلته: إصلاح ذات البين خصلة جليلة وفضيلة عظيمة تستل بها الضغائن والأحقاد والحزازات، وتطفئ بها نيران العداوات والخصومات والمنازعات، وقد أمر الله تعالى عباده بالمسارعة إلى قطع المنازعة بالإصلاح بين المتخاصمين والتوفيق بين المتنازعين، قال الله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما). وقال جل وعلا: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون).

فاتقوا الله أيها المسلمون وتغافلوا عن الزلات ولا تستقصوا الهفوات، وكونوا في كل أوانٍ إخوانًا متحابين بجلال الله تعالى متواصلين في ذات الله، متعاونين على البر والتقوى، نابذين للفرقة والخلاف والأهواء، متمسكين بالجماعة والألفة والمحبة والإخاء.

وقال فضيلته في مطلع خطبته الثانية: الحمد لله الذي آوى من إلى لُطفه أوى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، داوى بإنعامه من يئس من أسقامِه الدًوا، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، الذي من اتبعه كان على الهُدى، ومن عصاه كان في الغواية والردى، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، صلاة تبقى، وسلامًا يترى.

وذكر فضيلته : قد جاءت الرخصة الشرعيةُ في أن يقولَ الرجل في الإصلاح بين المتخاصمين ما لم يسمعه من الذكر الجميل والقول الحسن ليَسْتَلَّ به من قلب أخيه السخيمة والضغينة، عن أم كلثوم بنت عقبة رضي الله عنها قالت: أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْراً أَوْ يَقُولُ خَيْراً" متفق عليه.

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه، اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم وفِّق إمامنا وولي أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبِرِّ والتقوى، اللهم وفِّقه ووليَّ عهده وسائر ولاة المسلمين لما فيه عزُّ الإسلام وصلاحُ المسلمين.

GVqLyAsW8AAjj4gGVqMTf2XEAEqStJGVqMhb5XMAAT4VYGVqLyARWkAIiYHqGVqL4U8WIAAVt74
قيم الموضوع
(0 أصوات)

خطب وأمّ المصلين في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور فيصل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام.

وبدأ فضيلته خطبته بقوله: إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ ونستعينُهُ ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِه اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾.

أما بعد فيا عباد الله: لقد حثنا الباري جل ثناؤه على التفكرِ والتأملِ في أنفسنا فقال: ﴿وَفِي أَنفُسِكُم أَفَلَا تُبصِرُون﴾ أي: وفي أنفُسِكم آياتٌ وعبرٌ دالةٌ على وحدانيةِ خالقكم، وكَمالِ قُدرتِه ورَحمتِه وحِكمتِه، وغَيرِ ذلك مِن صِفاتِ كَمالِه، أفلا تبصرون لتعتبروا؟! ومن تلك الدلائلِ أنَّ اللهَ سبحانه خلقَ في النفس الإنسانية: الضحكَ والبكاءَ، فيُضْحِكُ الإنسانَ ويُبْكِيه، وكلُّ ذلك مما ركبه الله في طبعِ الإنسانِ وفطرته، قال تعالى في محكم التنزيل: ﴿وَأَنَّه هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى﴾ فاللهُ تبارك وتعالى خَلَقَ فِي عِبَادِهِ الضَّحِكَ وَالْبُكَاءَ، وهو مقدرٌ ما يكونُ به الضحك، ومقدرٌ ما يكونُ به البكاء، وأتى بالأمرين، وهما متقابلان؛ ليُعلم بذلك أن الله سبحانه على كل شيءٍ قدير، وهو القادر على خلق الضدين.

عباد الله: إنَّ هديَ النبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم خيرُ الهدي، وهو الهديُ الأمثلُ في كل الأحوالِ البشرية؛ وقد مرَّ صلى الله عليه وسلم على أحوال كثيرة متقابلة، ومنها الضحكُ والبكاء، وقد بيّن العلماءُ هديَه في ذلك، فأما ضَحِكُه عليه الصلاة والسلام فقد قال ابن القيم رحمه الله: "وكان جُلّ ضحكه التبسم، بل كله التبسم، فكان نهايةُ ضحكه أن تبدوَ نواجذه. وكان يَضحكُ مما يُضْحَكُ منه، وهو مما يُتعجب من مثله، ويُستغرب وقوعُه ويُستندر". ومما يُراعى في الضحك ألا يُّحدِّث المرء بالكذب لإضحاك غيرِه كما جاء التحذير عن ذلك في قوله عليه الصلاة والسلام: (ويلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ بالحدِيثِ لِيُضْحِكَ بِهِ القوْمَ فيَكَذِبُ، ويلٌ لَهُ ويلٌ لَهُ)، وألا يُكثر من الضحك؛ فمن توجيهاته صلى الله عليه وسلم قولُه: (وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ).

وقال فضيلته: ألا وإن أعظم ما يُحذر من الضحك القبيح المذموم أن يضحك المرء سخريةً واستهزاءً بالله أو آياته أو رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فإن الاستهزاء بشيء من ذلك أو الضحك كفر بالله تعالى، وقد أخبرنا الله تعالى أن الكفار في الدنيا كانوا يضحكون من المؤمنين استهزاءً بهم وسُخريةً فقال سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ﴾ لكن ذلك الجرم سينقلب عليهم في الآخرة قال تعالى: ﴿فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ﴾.

أيها الإخوة: وأما بكاء النبي صلى الله عليه وسلم، فيصفه ابن القيم رحمه الله بقوله: "كان من جِنس ضحكه لم يكن بشهيقٍ ورفع صوتٍ، كما لم يكن ضحكه بقهقهة، ولكن كانت تدمع عيناه حتى تَهمُلا، ويُسْمَعُ لصدره أزيزٌ، وكان بكاؤه تارة رحمة للميت، وتارة خوفاً على أمته وشفقة عليها، وتارة من خشية الله، وتارة عند سماع القرآن، وهو بكاء اشتياق ومحبة وإجلال، مصاحبٌ للخوف والخشية".

وأشار إلى أن: للبكاء دواع مختلفة فمن ذلك الحزن والوجع والفزع والسرور والفرح والشكر وغيرُ ذلك لكن أفضل البكاء ما كان خشوعا وخشية لله تعالى، وهو دأب الصالحين وأولياء الله قال الله تعالى في صفة من أنعم عليهم ﴿إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُ ٱلرَّحْمَٰنِ خَرُّواْ سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾ وقال صلى الله عليه وسلم :(عينان لا تمسهما النار، عين باتت تحرس في سبيل الله وعين بكت من خشية الله)، ومن السبعة الذين يظلهم الله تعالى يوم القيامة (رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ).


وقال فضيلته في مطلع خطبته الثانية: إن من الأحوال التي تتجلى فيها لدى العبد حقيقةُ عبوديته لربه ودلائلُ صدق إيمانه ما يبتليه الله به من المصائب والابتلاءات قال ابن القيم رحمه الله: " فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتل العبد ليهلكه، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته، فإن لله تعالى على العبد عبودية في الضراء، كما له عليه عبودية في السراء، وإن له عليه عبودية فيما يكره، كما له عليه عبودية فيما يحب، وأكثر الخلق إنما يعطون العبودية فيما يحبون، والشأن في إعطاء العبودية في المكاره"، فعلينا عباد الله أن نتدرع بالصبر الجميل عند الشدائد والمحن، وأن نحذر التسخط والجزع والاعتراض على أقدار الله، ولا نكن ممن إذا أصابتهم مصيبة يئسوا وفقدوا الأمل وقعدوا عن العمل وأصبحوا لا هم لهم إلا ما شغل بالهم، وغيّر حالهم، مع أنهم لو تفكروا ونظروا إلى الدنيا بعين البصيرة وأنها بُلغة فانية، ومُتعة زائلة لم يفرحوا فيها بموجود ولم يحزنوا لمفقود، ولنعتبر بحال أولي النهى والبصائر في الدين، الذين حققوا العبودية لرب العالمين وبادروا آجالهم بأعمالهم، وابتاعوا ما يبقى لهم بما يزول عنهم. قال الحسن البصري رحمه الله: "أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا كَانُوا لاَ يَفْرَحُونَ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا أَتَوْهُ وَلاَ يَأْسُونَ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا فَاتَهُمْ."

أيها المسلمون: الموحد العابد لربه في شرف وكرامة، قد علق قلبه بالله واستكان له، وإن فاته من دنياه ما يَطيب لمبتغي الحياة، إلا أنه في عزة ورفعة في دينه ودنياه.

هذا وصلوا وسلموا عباد الله على من أمركم ربكم بالصلاة والسلام عليه فقال: ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما﴾ اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

 HIM1220 HIM1229 HIM1232 HIM1235 (2) HIM1239 (2) HIM1243 (1) HIM1245 HIM1249 (2) HIM1251 (1) HIM1252 HIM1254
قيم الموضوع
(2 أصوات)
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن سليمان المهنا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها الناس: لقاء الله تعالى حتم لا مفر منه، وهو واقع بالجن والإنس لا محيد لهم عنه، وذلك يوم الحشر للجزاء على أعمالهم، فملاق ربه فائز قد قرت عينه بمحبوبه، فذاك لقاء الفوز والكرامة، وملاقٍ خاسرٌ فذاك لقاء خزي وندامة، قال الله تعالى: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحٗا فَمُلَٰقِيهِ)؛ وقال عليه الصلاة والسلام (وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم).
وأضاف: اليقين بلقاء الله تعالى ودوام استحضاره من أعظم ما يعين العبد على الوفاء بعهده مع ربه والثبات على دينه، والصبر على طاعته، ورجاء حسن ثوابه، والخوف من أليم عقابه، وهو عدة العبد في مواجهة الشدائد والكرب، وعواصف الفتن والنوب،
وحُقَّ لكل عبد عمل للقاء ربه واستعد لذلك اليوم أن يشتاق إلى لقياه جل ثناؤه، فإنما يلاقي العبد مولاه الذي آثر حبه على جميع محابه، وقدم مرضاته على كل رغائبه.
وبيّن فضيلته: الشوق إلى الله ولقائه نسيمٌ يهب على القلب يروّح عنه وهج الدنيا، ويخفف عنه آلامها، ومن أنس بالله واشتاق إلى لقائه فقد فاز بأعظم لذة يمكن لبشر الوصول إليها في هذه الدار؛ والشوق إلى لقاء الله حادٍ يحدو العبد إلى التقرب إلى مولاه، بل هو ثمرةحسن العلاقة مع الله، فإنما يحب لقاء الله ويشتاق إليه من عمّر قلبه بتوحيد الله ومحبته ورجائه وخوفه، وأكثر من ذكره، وعمل عملًا صالحًا خالصًا لمولاه، لا يرجو فيه أحدًا سواه.
وأكمل: الشوق إلى الله ومحبة لقائه ياعباد الله ثوابٌ عظيم معجلٌ لأهل ولاية الله، يواسيهم به، ويذيقهم من حلاوة لقائه قبل الوفود عليه، ويستقبلهم به قبل قدومهم إليه، قال عليه الصلاة والسلام: (المؤمن إذا حضره الموت بشر بكرامة الله ورضوانه، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه)؛ وفي هذا الحديث بشارةٌ عظيمة لأهل الإيمان، وتهوين لكربات الموت، وتسلية للمسلمين في فقد أصفيائهم.
وأوضح فضيلته: هذا إمام المتقين وقدوة السالكين قد ملأ قلبه الشوق إلى لقاء ربه فاختاره على الخلد في الدنيا مع مفاتيح خزائنها ثم الجنة بعد ذلك، فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم،قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل، فقال: (يا أبا مويهبة إني أُمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي) فانطلقت معه، فلما وقف بين أظهرهم قال (السلام عليكم يا أهل المقابر، ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبعُ آخَرُها أولَها، الآخرة شر من الأولى)، ثم أقبل علي، فقال: (يا أبا مويهبة، إني قد أوتيتُ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، فخيرتُ بين ذلك ولقاء ربي والجنة) قال: قلتُ: بأبي أنت وأمي فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة، قال: (لا والله يا أبا مويهبة، لقداخترتُ لقاء ربي والجنة)، ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف، فبُدئ برسول الله وجعه الذي قبض فيه، وفي لفظ أحمد في مسنده: فما لبث بعد ذلك إلا سبعاً أوثمانياً حتى قبض؛ وفي هذا الخبر دلالةٌ بينةٌ على أن نبينا محمد صلى الله عليه كان أشد الخلق حبًا لله، فإنه خُصّ بهذا التخيير الذي منتهاه إلى لقاء الله والجنة، فاختار التعجيل بلقاء مولاه ومحبوبه، وهذه حقيقة الحنيفية ملة إبراهيم عليه السلام؛ وكان آخر ما قال عليه الصلاة والسلام في هذه الدنيا (اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى).
قيم الموضوع
(4 أصوات)
أمّ إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري المصلين في صلاة الجمعة بالمسجد الحرام واستهل فضيلته خطبته

بالحمدُ للهِ الذي علَّمَ بالقلمِ، عَلَّمَ الإنسانَ مَا لم يعلمْ، هَدانَا للإسلامِ فجعلنَا خيرَ الأممِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أن محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، المبعوثُ رحمةً للعالمين، صلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ عليهِ، وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين، والتابعين ومَنْ تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ.
أما بعدُ:
فأوصيكُم أيها الناسُ ونفسي بتقوى اللهِ، فالتقوى هدايةٌ منَ الضلالةِ، ونجاةٌ منَ الجهالةِ، {وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ}.

معاشرَ المسلمين:
وقال فضيلته إن للعلمِ في الإسلامِ منزلةً عُظمى، ومرتبةً كُبرى، يبلغُ العبدُ بهِ منازلَ الأبرارِ، في جناتٍ تجري منْ تحتهَا الأنهارُ، قالَ تعالى: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ}، فالعلمُ أفضلُ ما أُفنيتْ فيهِ الأعمارُ، وأُنفقتْ فيهِ الأموالُ، فهو الطريقُ إلى معرفةِ اللهِ وخشيتِهِ، وتعظيمِهِ ومخافتِهِ، قالَ تَعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}، ولكلِّ ساعٍ إلى النجاةِ وصولٌ، وإنَّما الوصولُ إحكامُ العَملِ بأحكامِ العِلْمِ المنقولِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقاً يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْماً سَهَّلَ اللهُ لَهُ بِهِ طَرِيقاً إِلَى الجَنَّةِ». رواهُ مسلمٌ.

عبادَ الله:
إنَّ العلمَ حياةُ القلوبِ، ونورُ البصائرِ والعقولُ، بهِ يُطاعُ الله ويُعبدُ، ويُذكرُ ويحمدُ، وبهِ توصلُ الأرحامُ، ويُعرفُ الحلالُ منَ الحرامِ، طلبُه قُربةٌ، وبذلهُ صدقةٌ، ومدارستُهُ عبادةٌ، ولذا جاءتْ نصوصُ الوحيين متضافرةً في بيانِ فضلِهِ، وما أُعدَّ لأهلِهِ، قالَ تَعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ}، وعن مُعَاوِيَةَ قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ». رواه البخاريُّ ومسلمٌ.

أيها المسلمون:
إن العِلمَ بالكتابِ والسنةِ هو الأصلُ الذي تُبنى عليه سائرُ العلومِ، وعلماءُ الشريعةِ الراسخون همْ ورثةُ الأنبياءِ، وهم الأخيارُ الأصفياءُ، والأئمةُ الثقاتُ، والأعلامُ الهداةُ، والأدلّاءُ الذين يُهتدى بهم في المُلماتِ، فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي اللهُ عنهُ قالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلى الله عَلَيهِ وَسَلمَ يَقُولُ: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَإِنَّمَا وَرِثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ». رواه أحمد، فمِنْ سلكَ الطريقَ بلا علمٍ، وقطعَ مفازةَ الحياةِ بلا بصيرةٍ وفهمٍ، فقدْ سلكَ عسيراً ورامَ مستحيلاً، إذ لا يستطيعُ المرءُ أنْ ينفعَ نفسَهُ، أو يقدِّمَ خيراً لمجتمعِهِ إلا بالعلمِ، فبالعلمِ تُبنى الأمجادُ، وتُشيّدُ الحضاراتُ، وتسودُ الأممُ، وما فشَا الجهلُ في أمةٍ منَ الأممِ إلا قَوَّضَ أركانَهَا، وصدَّعَ بنيانَهَا.

أمةَ الإسلامِ:
وأضاف فضيلته إنَّ ديننَا الحنيف كما فرضَ طلبَ العلومِ الشرعيةِ، فإنه حثَّ على اكتسابِ العلومِ الكونيةِ؛ التي بها صلاحُ الإنسانِ وعمارةُ الأرضِ، قالَ تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}، ومنْ محاسنِ هذا الدينِ وكمالِهِ أنهُ جاءَ بالأخلاقِ العاليةِ، والمبادئِ الساميةِ، التي تحكمُ الحياةَ وعلومَهَا، وتضمنُ استقرارَهَا واستمرارَهَا، محققةً المقاصد الكبرى والغاياتِ العظمى، التي أرادَهَا اللهُ تَعالى، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضيَ اللهُ عنهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الْأَخْلَاقِ». رواه البيهقيُّ.
فاتقوا اللهَ - عبادَ الله - واستزيدُوا منَ العلومِ أنفعهَا، ومنَ المعارفِ أفضلهَا، ومنَ الأخلاقِ أكملهَا، والتزمُوا بمنهجِ ربِّكُم، تصلحُ حياتُكُم، وتزكُوا نفوسُكُم، وتفوزوا برضَا ربِّكُم.

عبادَ الله:
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ والسنةِ، ونفعني وإياكُم بما فيهما منَ الآياتِ والحكمةِ، أقولُ ما سمعتُم، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، فاستغفرُوه إنهُ هو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ نبيِّنَا محمدٍ، وعلى آلهِ وصحبِهِ ومَنْ والاهُ، أما بعدُ:

معاشرَ المسلمين:
أوشكتِ الإجازةُ على الانقضاءِ، وأيامُها على الانتهاءِ، غَنِمَ فيها قومٌ، وفرَّطَ آخرونَ، وها نحنُ على مشارفِ عامٍ دراسيٍّ جديدٍ، تستأنفُ فيه رحلةُ العلمِ والمعرفةِ، وتنطلقُ مسيرةُ التعليمِ في طريقِ الرُّقي والازدهارِ والعِزَّةِ والافتخارِ.
واعلموا - رحمكم الله - أنَّ المؤسساتِ التعليمية إنما أُنشئتْ لتكونَ مناراتٍ للهُدى، وأبوابًا للخيرِ، ونماءً للعلمِ، وزكاءً للنفسِ، وتأسيسًا للفضيلةِ، فعلينا أنْ نستشعرَ هذه المسؤوليةَ العظيمةَ، وأنْ تتحدَ جهودُنَا لتحقيقِ تلكَ الأهدافِ الساميةِ، والغاياتِ النبيلةِ، وأنْ يكونَ مدارُ أعمالِنَا على الإخلاصِ؛ فما كان للهِ يدومُ ويتصلُ، وما كانَ لغيرهِ ينقطعُ ويضمحلُ، فإنما الأعمالُ بالنياتِ، يقولُ ابنُ المباركِ رحمه الله: «أَوَّلُ العِلْمِ النِّيَّةُ، ثُمَّ الِاسْتِمَاعُ، ثُمَّ الفَهْمُ، ثُمَّ الحِفْظُ، ثُمَّ العَمَلُ».

معاشرَ المعلمينَ والمعلماتِ:
وبين فضيلته إنَّ التعليمَ مِهنةٌ جليلةٌ، تقلَّدهَا الأنبياءُ، وورثَهَا العلماءُ، وقامَ بها الأخيارُ والصلحاءُ، فطوبى لمن عَرَفَ حقَّهَا، وبذلَ الوسعَ في إتقانِهَا، فالتعليمُ رسالةٌ وأنتم حملتُهَا، وعليكمْ بعدَ اللهِ تُعقدُ الآمالُ، وتُحطُّ عندكمْ الرِّحَالُ، فبينَ أيديكمْ عقولُ الناشئةِ، فأغنوهُم بالعلومِ النافعةِ، وأَقْنُوهُم بالوصايا الجامعةِ، وابذلوا قصارَى جهدِكُم في التربيةِ على الأخلاقِ الفاضلةِ، والآدابِ الزاكيةِ، والمكارمِ الساميةِ، واغرسُوا في القلوبِ الولاءَ للهِ ولرسولِهِ ، ثم السمعَ والطاعةَ لولاةِ الأمر، واحرصُوا على تعزيزِ الانتماءِ للوطنِ، والمحافظةِ على ثقافتِهِ ومقدراتِهِ، والسعي لتحقيقِ رؤيتِهِ وتطلعاتِهِ.
يا مصابيحَ العلمِ والنورِ، لقدْ كانَ نبيُّكم ﷺ في تعليمِهِ حليماً رفيقاً، رحيماً شفيقاً، ييسِّرُ
ولا يُعسِّرُ، يبشِّرُ ولا يُنفِّرُ، فعنْ معاويةَ بنِ الحكمِ رضيَ اللهُ عنه قالَ: «فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ
مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ، فَوَاللهِ، مَا كَهَرَنِي وَلَا ضَرَبَنِي وَلَا شَتَمَنِي». رواه مسلمٌ.

معاشِرَ الآباءِ والأمهاتِ:
وختم فضيلته ربُّوا أبنائَكُم وبناتِكُم على حُبِّ العلمِ وإجلالِ العلماءِ، وعلِّمُوهُم أنَّ الأدبَ قبلَ العلمِ رفعةٌ وسناءٌ، فهذه والدةُ الإمامِ مالكٍ كانتْ تُلبسُهُ أحسنَ الثيابِ، ثمَّ تقولُ لَه: اذهبْ إلى ربيعةَ فتعلَّمْ مِنْ أدبِهِ قَبلَ علمِهِ.
واعلمُوا - رحمكم اللهُ - أن لكم في التربيةِ والتعليم الجانبَ الأكبرَ، والحظَّ الأوفرَ، فإنَّ
أولادَكُم ودائعُ عندَكُم، قالَ تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». متفقٌ عليهِ.

فاللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صليتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ في العالمين إنكَ حميدٌ مجيدٌ، وباركْ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما باركتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ في العالمين إنكَ حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم عنِ الخلفاءِ الراشدين الأئمةِ المهديين: أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ، وارضَ اللهم عنِ الصحابةِ أجمعين، وعنِ التابعين، ومَنْ تبعهُمْ بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهُم بمنِّكَ وكرمِكَ وإحسانِكَ يا أكرمَ الأودنيانَا وأهلنَا وأموالنَا، واسترْ عوراتِنَا وآمنْ روعاتِنَا، وفرِّجْ همومَنَا، ونفِّسْ كُروبَنَا، واقضِ ديونَنَا، واشفِ مرضانَا، وارحمِ اللهمَّ موتانَا.
اللهمَّ آمِنَّا في أوطانِنَا، وأيِّدْ بالحقِ إمامَنَا ووليَّ أمرِنَا خادمَ الحرمين الشـريفين الملكَ سلمانَ، ووليَّ عهدِهِ الأميرَ محمدَ بنَ سلمانَ، واجزِهم عنَّا وعنِ البلادِ والعبادِ وعنِ الإسلامِ والمسلمين خيرَ الجزاءِ، ووفِّقْ جميعَ ولاةِ المسلمين لكلِّ ما تُحبُّ وترضَى، وخُذْ بنواصيهِم للبرِّ والتقوى.
اللهمَّ انصرْ رجالَ أمنِنَا وجنودَنَا على ثغورِنَا، واحفظْهُم بحفظِكَ، وتولَّهم بعنايتِكَ، واكلأْهُم برعايتِكَ.
اللهمَّ كُنْ للمستضعفينَ منَ المسلمين في كلِ مكانٍ، واجعلْ لهمْ مِنْ كلِّ همٍّ فرجاً، ومِنْ كلِّ ضيقٍ مخرجاً، ومِنْ كلِّ بلاءٍ عافيةً.
اللهمَّ آتنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقِنَا عذابَ النارِ.
سبحانَ ربِّكَ ربِّ العزةِ عما يصفونَ، وسلامٌ على المرسلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.
IMG 20240816 134227 400



قيم الموضوع
(4 أصوات)


أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ أحمد بن طالب حميد في خطبة الجمعة المسلمين بتقوى الله تعالى قال جل من قائل ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) .

وقال فضيلته: يقول الله جل وعز: (للَّهُ خَلِقُ كُلِّ شَيء وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيء وَكِيل لَّهُ مَقَالِيدُ لسَّمَوَتِ وَلأَرضِ وَلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَايَتِ للَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ لخَسِرُونَ).، فكل خلق الله بأمره، وتحت سلطانه وقهره، وبمقتضى علمه وقدره؛ فلا الأسباب تخلق، ولا الأعمال ترزق، ولا الأدواء تعدي، ولا الأهوال تردي، ولا الأقوات تغذي، ولا الطبيب يشفي، ولا العائل يكفي.

ونوه فضيلته أن الله سبحانه شرع الأسباب رحمة بخلقه، وأقام حياتهم على مقتضى سنن حكمته وحكمه، وعلق بها آثارها، وأظهر في البرية أسرارها، وبث في الخلق علومها، وأورثهم فهومها، فمن أخذ بأسباب الخير ورث خيرًا، ومن أخذ بأسباب الشر ورث شرًا.

وأضاف فضيلته: صح الخبر عن سيد البشر أنه لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا نوء ولا صفر؛ فلا العدوى تخلق الأدواء، ولا مع حركة الطير شر ولا خير، ولا البوم والغراب تأتي بالخراب، ولا الأنواء والنجوم تنزل بسيب الغيوم، ولا حلول شهر صفر يحل مشؤوم الأثر؛ وصحت الأخبار عن النبي المختار في اجتناب أسباب الأذى والهلاك، كمقاربة المجذوم، والورود على بلد الوباء، فالفرار من القدر بالقدر، والتوكل على الصمد البر.

وبيّن فضيلته أنه من انقبض عن شي أقبل عليه لحال شهده أو قال سمعه، فلا يصدنه، وليتوكل على مولاه، وعليه بلا حول ولا قوة إلا بالله فإنها رأس التوكل وكنز العبد في الجنة، وليقل اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك، فإن قعدت ولم تمض فقد طعم قلبك طعم الإشراك.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: اعلموا أن من مشروع الأسباب أن يتحول المرء عن دار أو زوج أو دابة أو تجارة أو حال، لا يجد خيرها ولا يأنس بركتها، أو وجد معها النقص والمحق والضرر، مع استقامة الأسباب ظاهرًا؛ واعلم عبدالله أن كل زمان شغلته بطاعة الله فهو بركة ستجد أنوارها، وكل زمان شغلته بمعصية الله فهو شآمة ستذوق مرارتها؛ وفر من مواطن الآثام ومواقع الحرام فرارك من سيء الأسقام؛ وكما أنه لا يمنع حذر من قدر، فإن الله يمحو بالدعاء ما يشاء، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر".
GUiFiVTXsAA5LAiGUiFiVUXcAA9CDo
قيم الموضوع
(2 أصوات)


أمّ إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة المصلين في صلاة الجمعة بالمسجد الحرام واستهل فضيلته خطبته قائلًا: أيُّها المسلمونَ...خلقَ اللهُ النفسَ البشريةَ، وأودعهَا طبائعَ وأخلاقاً، لتكونَ أكثرَ اِئتلافاً واتِّفاقاً، لِما يعرضُ لها في دينِها ودُنياها. فالحُبُّ والبُغضُ، والرِّضا والسُّخْطُ، والحِلْمُ والجَهْلُ، والأَناةُ والعجلَةُ، والجُودُ والبُخْلُ، كلُّ أولئكُمُ وغيرُها من الأخلاقِ ممَّا جُبلتْ عليهِ تلكَ النفسُ ولابُدَّ، ولم يخلُ منهَا مهمَا عَظُمَ أحدٌ.

ولقدْ جاءَ أمرُ اللهِ لعبادهِ تَشْريعًا وتَكْلِيفًا، بِتزكِيَة هذه النفسِ وتَهذِيبِهَا، لِيُسْلَكَ بها سَبِيلُ المُتَّقِينَ، ويُنْتَهَجَ بها نهْجُ الصَّالِحينَ المُصْلِحِينَ، ألا وإنَّ مِن أعظَمِ هذهِ الطَّبائعِ أثراً على العبادِ، خُلُقَ الإِلْفِ والِاعْتِيادِ، وهُوَ في ذاتِهِ خُلُقٌ يَدُلُّ على استكمالِ النِّعَمِ ودوامِها، وثُبُوتِها واستقرارِها، واستمرارِها واستمرائِها، وهُوَ لعَمْرُ اللهِ خُلُقٌ ينبَغِي أن يدفَعَ بالمؤمنِ إلى مَزيدٍ مِن الشُّكرِ والاِعترافِ، والتَّوْبةِ والاِزْدِلافِ.

الإلفُ عبادَ اللهِ، هو المقوِّمُ الأكبرُ الَّذِي يقفُ وراءِ ثباتِ العبدِ على الاستقامةِ، والباعثُ لهُ على السيرِ على منهاجِ الصَّلاحِ والدِّيانةِ، إذا ما عوَّدَ صاحبَهُ على الطاعةِ، وربَّاهُ على البِرِّ والعبادةِ، فيألَفُ العباداتِ، ويعتادُ فعلَ الخيراتِ، مِن صلاةٍ، وصيامٍ، وصدقةٍ، وتِلاوَةٍ للقرآنِ، وصِلةٍ للأرحامِ، وسعيٍ في تَفريجِ الكُرُباتِ، وقضاءِ الحاجاتِ، وصُنعِ المعروفِ وإغاثةِ الملهوفِ، وهذا إلفٌ محمودٌ، مرغَّبٌ فيهِ مقصودٌ، يُشكرُ عليهِ صاحبُهُ، ويزدانُ بهِ حائزُهُ، حينَ يقودُ نفسَهُ لدروبِ الطاعاتِ، فتصبحُ لهُ عادةً، يصعُبُ عليهِ انفكاكُهُ منهَا، ولا يَتَصَوَّرُ نفسَهُ بدُونِها، وهذَا وأَيْمُ اللهِ لهو التَّوفِيقُ للهِدَاية وللبِرِّ، ولِلصَّلاحِ وطِيبِ الأثرِ.

ومِن أضربِ الإلفِ المحمودِ عبادَ اللهِ: ما أودعهُ اللهُ في الإنسانِ من تعوُّدٍ على المصائبِ، وقُدرةٍ على تحمُّلٍ للمتاعبِ، ولولَاهُ لما صفتْ حياةُ أولئكَ الذينَ نزلتْ بهِمُ الشدائدُ، وأحاطتْ بهِمُ المُدلهِّماتُ؛ لأنَّ صدمةَ المصيبةِ إنَّما تؤلـِمُ أوَّلَ حدوثِها، كما قال  : « ‌إِنَّمَا ‌الصَّبْرُ ‌عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْأُولَى.» متفقٌ عليهِ، ثُم ما إن تلبَثُ حتَّى تخِفَّ وطأتُها، ويسهُلَ أمرُها، فتتقبَّلُها النفسُ وترضَى بها، تسلِيمًا للهِ وإذعانًا، ورِضًا بقضاءِ اللهِ وقَدرِهِ وإيماناً، وهذهِ مِن النِّعمِ الَّتي تستوجبُ الشكرَ، ذلكَ أنَّ المصائبَ لا يدومُ أثرُها، إذاً فتتنغَّصُ حياةُ أصاحبِها، ويعسُرُ عليهِم قَبولُها.

عبادَ اللهِ: وهناكَ إِلفٌ مذمومٌ، صاحبُهُ ملومٌ، وهو إلفُ نِسيانِ النِّعمِ، والغفلةُ عن ذكرِها وشُكرِها، وذلكُمْ هو بَريدُ كُفرانِها، المُؤذنُ بزوالِها، فلا يَعتَرِفُ للهِ بنعمَةٍ، ولا يُقِرُّ له بِمنَّةٍ، ورُبَّما نَسبَها إلى نفسِهِ وإلى آبائِه وأجدادِهِ، كُفرًا منهُ وجُحودًا، ومعالجةُ ذلكَ، إنَّما تكونُ بالحرصِ على عَدِّ النِّعمِ واستشعارِها، والاعترافِ بها للمُنعمِ وادِّكارِها، وإعقابِ ذلكَ حمدًا وشكرًا، قولًا باللِّسانِ وفعلًا.

واستهل فضيلته خطبته الثانية قائلاً أمَّا بعْدُ: فاعلمُوا رحمكُمْ اللهُ أنَّ أَقْبَحَ أنواع الإلفِ: إِلْفُ المَعْصِيَةِ واعتيادُها، والتغافُلُ عن شُؤمِها وبلائِها، وأشنعَ مِن ذلكَ: عدَمُ التأثُّمِ مِن فعلِهَا، وعدَمُ التأَلُّمِ من مُقارفَتِها، حتَّى تُصبِحَ كأنَّها مِن قَبِيل المُباحاتِ، حينهَا يُختمُ على قلبِ صاحِبها، وهذِهِ لعمرُ اللهِ مِن أعظَمِ العُقوباتِ، الَّتي تستنزِلُ غضبَ رَبِّ الأرْضِ والسَّماواتِ.

والشفاءُ من ذلكَ عبادَ اللهِ: بأوانِ الأَوْبةِ، ودوامِ التَّوبةِ، حتَّى تبقَى في النفسِ وحشَةٌ مِن كُلِّ معصيَةٍ وخطيَّةٍ، ونُفرةٌ مِن كُلِّ زَلَّةٍ ورَدِيَّةٍ، وذلكَ من أماراتِ الإيمانِ، في جامعِ الترمذيَّ وصححَهُ، قال : « ‌مَنْ ‌سَرَّتْهُ ‌حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَذَلِكَ الْمُؤْمِنُ ».
IMG 20240809 134214 302IMG 20240809 134223 744IMG 20240809 134232 840
قيم الموضوع
(5 أصوات)
أم إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور حسين آل الشيخ المصلين في يوم الجمعة بالمسجد النبوي واستهل خطبته قائلًا: إن الإنسان تمر به في هذه الحياة من آيات الله الكونية ما ينبغي أن يتخذ منها العبر والعظات، فها هو فصل الصيف نمر به وبحرارته الشديدة مما يجعل الناس يلجؤون لأسباب مختلفة تقيهم شدة الحرّ وقسوته هذا وهم في دنيا زائلة ودار فانية فكيف بدار القرار وأن مصيرها إما جنة لا تفنى أو نار تتلظى.

مضيفاً: إن العاقل من ينتهز الفرص حين تمر سنن الله الكونية وآياته الباهرة، فيستعد لدار الجزاء بكل ما يرضي به مولاه ويكون سبباً للفلاح السرمدي والفوز الأبدي، وشدة حرارة الصيف يجب أن تذكرنا لما بعد النقلة من هذه الدار إلى دار فيها الأهوال المفزعة والمشاهد المرعبة وقال تعالى: وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ ۗ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا ۚ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ (81).

وأوصى فضيلته من أسرف على نفسه بالعصيان، المسارعة بالتوبة الصادقة إلى الرحمن قبل فوات الأوان، فتذكر أيها الغافل عن حقوق خالقك ، تذكر باشتداد الحرّ المواقف العصيبة ، والأهوال المفزعة عند الانتقال من هذه الحياة الزائلة يقول جل وعلا: ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين.

 وأكد آل الشيخ أنه لا فلاح إلى لمن حافظ على المفروضات ولا نجاة إلا لمن خاف مقام ربه، فاجتنب الموبقات والسيئات قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)، وتذكروا أيها الناس حرّ الدنيا وحرّ النار الكبرى فخذوا حذركم بالأعمال الصالحة والبعد عما يغضب الله جل وعلا، واتعظوا بالآيات الربانية الكونية والشرعية فمن اتعظ واعتبر واستجاب واتقى، كان برحمة ربه في فلاح دائم وفوز عظيم.
b8618765 5127 4295 a570 f8b35a1200a25aaf529e 112a 4eca 8026 3f1070f0cecf73f374ea 7f30 4698 9b2e deb26619b23a
قيم الموضوع
(1 تصويت)
أم إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عواد الجهني المصلين في يوم الجمعة بالمسجد الحرام واستهل فضيلته خطبته قائلًا: أيها الناس اتقوا الله حق التقوى، وراقبوه مراقبة من يعلم أنه يسمع ويرى، واستمسكوا بالعروة الوثقى، و آثروا ما يبقى على ما يفنى، فالآخرة باقية، والدنيا فانية، وارغبوا فيما عند الله، فما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.

مضيفاً: ما أحوج المسلمين في هذا الزمن المملوء بالفتن والإحن والمحن المملوء بالحقد والضغائن ، المحفوف بالعقوبات والأخطار ما أحوجهم إلى تقوية الصلة بالله للتغلب على عوامل الفساد ودعاة الهلاك ، وإن أقوى الصلات بالله -عز وجل - وأقربها إليه هي الصلاة، فالصلاة قوة لها نفوذ  تنفذ إلى أعماق النفس وإلى أحاسيس الضمير تطهر من الخبائث والفواحش ، يستعين بها المسلم على نفسه وشهواته وشيطانه , وهي وسيلة من وسائل الشكر لله سبحانه وتعالى، على ما أنعم على العبد من نعم لا تعد ولا تحصى، فواجب على العبد المسلم، أن يظهر للإله المنعم المتفضل، الخضوع والعبودية بأداء الصلاة التي فرضها عليه، تعبيراً عن شكر الله تعالى، وإقراراً بربوبيته، واعترافاً بفضله ونعمه.

 وأكد فضيلته أن الصلاة هي عماد الدين الأرفع، وأن من حافظ عليها حفظ دينه ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع قال تعالى : ﴿ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ﴾ وقال تعالى :( إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) وأنها بعد الشهادتين أعظم أركان الدين اعتباراً وثبوتاً، وكرر الله تعالى ذكرها في القرآن الكريم معرفا بالألف واللام سبعا وستين مرة في ثمان وعشرين سورة ، تارة يأمر بإقامتها وأدائها في أوقاتها المختصة بها على أكمل وصف قال تعالى: ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) ، وتارة يمدح فاعلها ويثني عليه وما يناله من الأجر والثواب، وتارة يذم تاركها ويبين عقوبته.

فاتقوا الله وأحسنوا صلواتكم، يحسن الله أحوالكم ، واطمئنوا في الركوع والسجود والاعتدال بعد ركوعكم وبين السجدتين في القعود ، فإن الإخلال بالطمأنينة مبطل للصلاة قطعاً ، والمصلي بغير اطمئنان وسكون في الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، ألا وإن روح الصلاة الخشوع والخضوع وعمادها تدبر القراءة في القيام وتدبر التسبيح في السجود والركوع، ولعظم شأن الصلاة فإنها لا تسقط عن العاقل البالغ بحال ولا تترك إلى الكفاءة والإبدال ولا تجزئ فيها النيابة ولا عذر للمكلف في تركها ولو في حالة القتال، والمحافظ على الصلاة في الجماعة يُشهد له بالإيمان، ومن ترك فعلها جماعة في بدو أو قرية فقد استحوذ عليه الشيطان.   

وفي ختام خطبته أوصى الدكتور الجهني عباد الله: أن امتثلوا المأمور، واجتنبوا المحظور، وأمروا أولادكم وأهليكم بأدائها والمحافظة عليها، فإنكم عنهم مسؤولون، وأعدوا زاداً كافياً ليوم البعث والنشور، ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور، وجعلني الله وإياكم ممن تاب وأناب وغفر لنا بمنه وكرمه و وقانا سوء الحساب.
964bdfc9 0719 422c 997a 40c98678d3959d54f7bd c710 462f afa5 87c57364c818499eea55 44b8 4112 bf48 c6c4353a136e80b74046 f3d9 464b a4d1 4a2e4b04ed9da85a6189 f2db 4b01 a593 8dae97f79c00