أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس بأن صدور الموافقة الكريمة على ندوة "جهود المملكة في خدمة المسجد النبوي وإعمارها" يجسد إهتمام القيادة الرشيدة بالمسجد النبوي خدمةً وإعمارًا وتطويراً والاستثنائي والغير مسبوق تأريخياً.

وقال الرئيس العام منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن-طيب الله ثراه-، إلى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز-حفظهم الله- والمسجد النبوي يحظى باهتمام وعناية فائقة النظير.

وختم حديثه الرئيس العام سائلا الله -عز وجل- أن يديم على وطننا الغالي نعمة الأمن والأمان والنمو والتقدم والازدهار، وأن يحفظ قيادتنا الرشيدة.

أكد سعادة وكيل الرئيس العام للتخطيط الاستراتيجي والمبادرات والموهبة والابتكار وتحقيق الرؤية الدكتور سمير بن سعد السويهري على أهمية خطة الرئاسة للعام الهجري ١٤٤٥هـ والتي دشنها معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، وأنها جاءات لتواكب الأعداد المليونية لقاصدي وزوار الحرمين الشريفين . 
وأوضح سعادته أن هذه الخطة المباركة وملامحها الواضحة ستعمل على تطوير العمل لاستيعاب الأعداد الكبيرة التي ستأتي لأداء مناسك العمرة والحج والصلاة في بيت الله الحرام ومسجد نبيه المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.

وبين السويهري أن الرئاسة ومسؤوليها ومنسوبيها وعلى رأسهم معالي الرئيس العام، ستبذل الغالي والنفيس لضمان سير العمل على قدم وساق وفق الخطة بحذافيرها وأصغر تفاصيلها.

وأشاد سعادته بدعم معالي الرئيس العام غير المحدود للخطة والقائمين عليها من مسؤولين ومنسوبين وعمال يرجون الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالى.


أطلع معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس على معرض كسوة الكعبة المشرفة المقام بالمسجد الحرام بهوية الرئاسة الجديدة والتي تم تدشينها مع بداية العام الهجري الجديد .

وأكد الرئيس بأن كسوة الكعبة المشرفة تحظى بدعم كبير من قادة بلادنا المباركة -حفظهم الله- لما لها من مكانة في وجدان كل مسلم، فمثل هذا المعرض يترجم للعالم أجمع هذه العناية.

كما أثنى الرئيس العام على جهود القائمين بالمعرض وما يقام به من أعمال تعظيمًا لثوب الكعبة المشرفة، والعناية به تحقيقًا لتطلعات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهم الله-.


مكنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عدد (8) من النساء العاملات بالرئاسة في المسجد الحرام و وكالتها بالمسجد النبوي، من خلال صدور قرار معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بتكليف كلاً من الدكتورة فاطمة بنت زيد الرشود مستشارًا ومساعدًا للرئيس العام للشؤون الاستشارية الشرعية النسائية، والدكتورة العنود بنت خالد العبود مستشارًا للشؤون التطويرية النسائية ومساعدًا للرئيس العام للشؤون النسائية، والدكتورة نورة بنت هليل الذويبي مساعدًا للرئيس العام للشؤون التطويرية النسائية، والدكتورة عبير بنت محمد الجفير مساعدًا للرئيس العام للشؤون التوجيهية والاجتماعية والتطوعية والإنسانية النسائية، والدكتورة فاطمة بنت عبدالعزيز التويجري مستشار ومساعداً الرئيس العام للشؤون النسائية بالمسجد النبوي، والدكتورة أمل بنت محمد الثنيان مساعد الرئيس العام للشؤون العلمية والأكاديمية النسائية في المسجد النبوي، والأستاذة سارة بنت مقبل الحيسوني مساعد الرئيس العام للشؤون التوجيهية والإرشادية والتطويرية النسائية في المسجد النبوي، والأستاذة فوزيه بنت عاقل السهلي مساعد الرئيس العام للخدمات والشؤون الميدانية النسائية في المسجد النبوي.

وجاء القرار لإثراء تجربة قاصدات المسجد الحرام والمسجد النبوي، وتمكين المرأة في جوانب الاستشارات الشرعية، وفق ماجاء في الكتاب والسنة وبما يتناسب مع ظروف النساء، ويحقق توجهات المملكة العربية السعودية في نشر ثقافة الوسطية والاعتدال.
كما تسعى الرئاسة من خلال هذا القرار إلى مواكبة رؤية المملكة ٢٠٣٠ من خلال خطتها التطويرية ٢٠٢٤ وتطوير منظومة العمل النسائي وفق أعلى المعايير وبما يتناسب مع التطورات التي تشهدها المملكة.
وحرصت الرئاسة من خلال هذا القرار على الاهتمام بالجانب الإنساني والتطوعي لتوفير بيئة إنسانية محفزة تتناسب مع جميع القاصدات رغم اختلاف جميع ثقافاتهن وظروفهن الإجتماعية والصحية من خلال أنسنة جميع الخدمات المقدمة خاصة المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة.
ووضعت الرئاسة العمل التطوعي من ضمن أولوياتها لخلق بيئة عمل تطوعي جذابة تستطيع من خلالها المرأة المسلمة المشاركة في خدمة قاصدات المسجد الحرام.
وتأتي هذه القرارات تحقيقًا لتطلعات القيادة الرشيدة -حفظهم الله- بتوفير أفضل الخدمات وتوفير بيئة عمل مناسبة تتناسب مع ما تشهدة المملكة من تطور وازدهار.


انطلاقًا من الهوية الجديدة للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، المستوحاة من الرواق السعودي، استفتحت الرئاسة خطب صلاة الجمعة مع بداية هذا العام 1445هـ، بمنبرها الحديث الذي جاء بطراز إسلامي فريد.

وركزت الرئاسة في هويتها على تصميم الرواق السعودي لتميزة بمميزات متعددة أهمها توفير مساحات واسعة داخل المسجد الحرام من أجل راحة وسلامة ضيوف الرحمن.

كما يعد الرواق السعودي أيقونة بناء لم يشهدها من قبل المسجد الحرام؛ فقد اهتمت حكومة المملكة العربية السعودية بأن يكون بناء المسجد الحرام من أفضل التصاميم وأن تستخدم فيه أفضل المواد فأتى أعجوبة معمارية في العمارة والبناء. وقد أنير الرواق بثريات خاصة وأعمدة ملبسة بالرخام وألوان زاهية في السقف. كما تم تبليطه بالرخام بألوان مختلفة.

IMG 2105


تتكامل الخطط الميدانية بالمسجد الحرام في أول جمعة من موسم العمرة لاستقبال القاصدين وسط جاهزية الامكانات والطاقات البشرية والآلية التي وفرتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بدعم لا محدود من قيادة المملكة العربية السعودية لتهيئة مواطن الخدمات التي تقدمها الإدارات الميدانية والإدارية بالمسجد الحرام وساحاته من أجل أداء النسك والعبادات بيسر وسهولة.

وتحدث رئيس قسم الخدمات المساندة بالإدارة العامة للشؤون الخدمية سعادة الأستاذ ماجد بن عبدالرحيم العمودي في تطوير أداء الخدمات المساندة وفق خطة عمل موضوعة وفرق إشراف ميدانية؛ لرصد الملاحظات ومعالجتها وعمل توصيات لمنع تكرارها حيث يعمل القسم على مدار الساعة، على تقديم لجميع الإدارات من خلال نظام البلاغات بالموقع الرسمي، الذي يتيح لكافة إدارات المسجد الحرام والمرافق الخارجية تقديمَ البلاغات كطلب فرق نظافة أو نجارة وغيرها من الخدمات الاهتمام بسلم الكعبة المشرفة، ومنبر الجمعة وصيانته بشكل دوري من قبل فنيين مختصين، وصيانة معدات الغسيل ومعدات سقيا زمزم بشكل دائم ومستمر، بالإضافة لصيانة سيارات القولف المخصصة لأعمال النظافة والخدمات وعربات الغسيل وصناديق الأحذية وبراميل النفايات الدواليب الخشبية، وصناديق الأحذية، وتوفير العمالة في مختلف الاختصاصات.

كما تحدث سعادة الأستاذ ناصر عبادي من وكالة اللغات والترجمة عن دورهم في تمكين وصول المستفيدين إلى الخدمات بشكل سريع وفعال لكافة الخدمات بعدة لغات عالمية منها ( الإنجليزية- الأردية- الأزبكية- الفارسية- التركية - الفرنسية- البنغالية- التاميلية- السيلنكية - البامبارا  وجولا ولغة ساحل العاج - البشتو- الهندية ) وتقديم خدمات الترجمة الفورية والاحتفاء بخدمة المعتمرين والزوار بلغاتهم وتعريفهم بالخدمات التي تقدمها الرئاسة لهم لتسهيل آداء مناسكهم وعباداتهم كذلك خدمات التوجيه المكاني والإرشاد الديني ، وتوزيع السماعات المختصة بسماع الخطب داخل المصليات والعديد من البرامج الهادفة إلى تقديم الخدمات المميزة بأرقى التقنيات وأحدث الأساليب الممكنة في سبيل خدمة الزائرين والمعتمرين وتلبية احتياجاتهم باللغات العالمية.

من جانبه أشار سعادة الأستاذ موفق فيصل أبو عاطي من إدارة الأبواب إلى دورهم في إرشاد المصلين إلى أماكن المصليات ومساندة رجال الأمن في تحويل وتوجيه المصلين عند امتلاء المصليات بما يحقق انسيابية الحركة في الدخول والخروج من المسجد الحرام ويمنع الاختناقات المرورية والازدحام إضافة إلى تنفيذ التعليمات الخاصة بالإدارة ومنها عدم دخول الأمتعة والأطعمة وغيرها من الممنوعات مما يساعد على نظافة المسجد الحرام، وتأدية النسك والعبادات براحة واطمئنان وسط منظومة من الخدمات الميدانية التي وفرتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بما يتوائم مع الإجراءات المخططة والمدروسة مسبقاً والاشتراطات المعتمدة.

وقال سعادة الأستاذ سعود بريك الندوي موظف بادارة حسن انتظام العاملين: نعمل في الإدارة على مراقبـــة سير العمل وضبط العملية الحضورية للموظفين الإداريين والميدانيين لتسهيل إدارة وضبط عمليات الحضور والانصراف إلكترونياً بما يساعد على التكامل بين الإدارات والوكالات ويسهم في حودة مخرجات الأعمال في مختلف المواقع بالمسجد الحرام وساحاته ومرافقه الخارجية واقتراح المحفزات أو الإجراءات لأي من حالات التميز أو عدم حسن الأداء بالتعاون والتنسيق مع الإدارات المختصة.

IMG 2101IMG 2102IMG 2104


أعربت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن إدانتها واستنكارها الشديدين بمنح بعض المتطرفين التصاريح الرسميّة التي تخولهم من حرق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم، في تصرف يُعد استفزازاً ممنهجاً لمشاعر الملايين من المسلمين حول العالم.

وفي هذا الشأن دعت الرئاسة باسمها وباسم خطباء وأئمة وعلماء الحرمين الشريفين ومنسوبيها جميع المسلمين حول العالم بالتحلي بالحكمة، قال الله عز وجل: (هو الذي بَعَث في الأمّيين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويُزكِّيهم ويُعلِّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبلُ لفي ضلال مبين).

وطالبت الرئاسة جميع الحكومات والسلطات حول العالم باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لوقف هذه الأعمال المشينة، التي تخالف التعاليم الدينية كافة، والقوانين والأعراف الدولية، ومحاربة كل عمل يولد البغض والكراهية بين الناس، ويحد من الحوار بين الشعوب ويفسد الأرض.
 
خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ خالد بن سليمان المهنا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، وبعد أن حمد الله عز وجل بدأ خطبته بقوله: أيها المسلمون: ما من عبد امتلأ قلبه من محبة ربه تعالى وتعظيمه وشهود نعمته إلا كانت غايته ونهاية مطلبه حلول ورضوان الله سبحانه عليه، وذلكم هو الفضل الكبير الذي هو أكبر من كل نعيم أنعم الله به على عباده في جنة الخلد، إلا النظر إلى وجهه الكريم سبحانه، قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة، فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعطي أحدا من خلقك؟ فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، فقالوا: يا رب وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا)؛ ألا ما أعظمها وأجزلها من منحة ربانية، شمَّر إليها صفوة الخلق من رسل الله وأنبيائه، وسعى إليها خيرة عباده من أوليائه، إذ كان إنعام السيد على عبيده لا يدل إلتزامًا على إكرامه لهم، ولا عن رضاه عنهم، وإن المولى قد يعفو عن عبده وهو عنه غير راض، فلما أعطاهم جل ثناؤه ثم بشرهم برضاه عنهم رضا لا سخط بعده كان ذلك أتم النعيم وأكمله، وأهناه وأمرأه.
وأضاف: لقد مهَّد الكريم سبحانه لعباده سبل حلول رضوانه، وعرفهم عليها بأدلة الوحي فقال عز سلطانه: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
وأكمل فضيلته: مهما كثرت شرائع الدين على المسلم الراغب في مرضاة ربه فإن لها أسبابًا تبنى عليها، ومرجعًا تعود إليه، إذا استمسك به العبد هدي إلى كل طاعة تبلغه رضوان مولاه، وذلك الأصل يا عباد الله هو الصدق مع الله، فإنه موجب حلول رضوان الله تعالى على عباده في الدنيا والآخرة، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام في قوله: (عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقًا).
ففي هذا الحديث العظيم أبين الدلائل على أنه من صدق مع ربه فإنه يهديه إلى أسباب رضاه ويوفقه إليها، يسلك به سبلها، وإن من جانب الصدق مع ربه خذله وأضله عنها؛ ألا وأن للصدق مع الله تعالى لوازم تنشأ عنه، وبراهين تدل عليه، وثمار طيبة تنبت به ولا بد، ألا وهي الأعمال الصالحة الظاهرة والباطنة التي لا يزال العبد يتقرب بها إلى مولاه حتى يكون من خير البرية الموعودين بجزيل الثواب، وحسن المآب، ورضى العزيز الوهاب؛ والصادقون مع الله يجدون بركة صدقهم ونفعه أحوج ماكانوا إليه، قال تعالى: (قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
يقول تعالى رضي الله عن هؤلاء الصادقين الذين صدقوا في الوفاء له بما وعدوه من العمل بطاعته واجتناب معصيته: (ورضوا عنه) أي: ورضوا هم عباد الله في وفائه لهم بما وعدوه على طاعتهم إياه فيما أمرهم ونهاهم من جزيل ثوابه، وهذا الذي أعطاهم من النعيم مرضيًا عنهم وراضين هم عن ربهم هو الظفر العظيم بالطاعة لله، وإدراك الحاجة التي كانوا يطلبونها في الدنيا، ولها كانوا يعملون فيها، فنالوا ما طلبوا وأدركوا ما أملوا؛ وإذا رضي العبد بربه ورضي عنه رضي الله عن عبده، أشهده بشائر الرضا عنه في الدنيا بتهيئة الطاعة له وصرف المعصية والسوء عنه، فالجزاء من جنس العمل، ورضا العبد بربه يقتضي انقياده لشرعه، واستسلامه لحكمه، من غير حرج في نفسه، ورضاه عن ربه يكون فيما قضاه له من أقداره وإن آلمته.
واختتم فضيلته الخطبة بقوله: ربنا جل جلاله شكور، يكرم العبد برضاه إذاكان لسانه لهجاً بحمد ربه وشكره على ما أنعم به عليه، قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها)،
وهذا الجزاء العظيم من الكريم سبحانه هو غاية الفضل، إذ أنعم على عبده بالطعام ثم أساغه له، ثم ألهمه الثناء عليه به، ثم أجل عليه رضاه، وربنا سبحانه حليم يعيذ عبده من سخطه برضاه، إذا هو سأله كما كان يسأله إمام المتقين وقدوة السالكين، وذلك في ما أخبرت به أمنا أم المؤمنين عائشة الصديقة بنت الصديق أبي بكر رضي الله عنهما بقولها: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان، وهو يقول: (اللهم أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وبك منك، لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك).


أمّ المسلمين اليوم لصلاة الجمعة في المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ياسر الدوسري إمام وخطيب المسجد الحرام، واستهل فضيلته خطبته الأولى قائلاً: تتعاقَب الأيامُ، وتتوالى الشّهورُ، وتمضـي السُّنون، والأعمارُ تُطوَى، والآجالُ تُقضَـى، والأبدانُ تَبلَى، وكلُّ شيءٍ بأجلٍ مسمَّى، وها نحنُ قدْ ودعنَا عاماً تقضَّتْ ساعاتُهُ سِراعاً، ومضتْ أوقاتُهُ تِباعاً، وكأنَّها طيفُ خيالٍ، أو ضيفٌ زارَ ثمَّ زالَ، وفي استقبالِ عامٍ وتوديعِ آخَرَ تذكرةٌ للمتدبِّرين وعبرةٌ للمتفكرين، {يُقَلِّبُ اللهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ}.


البصيرُ لا يركنُ إلى الخُدعِ، ولا يغترُ بالطمعِ، ومن أطالَ الأملَ نسِـيَ العملَ، وغفلَ عن الأجلِ فالعاقلُ الحَصيفُ هو مَنْ يتَّخِذُ مِنْ صفَحاتِ الدَّهرِ وانطوائِهِ وقفاتٍ للمحاسبةِ الجادَّةِ، ولحظاتٍ للمُراجعةِ الصّادقةِ، فيرتقي في مراتبِ الكمالِ البشـري الذي أمرَهُ اللهُ بنشدانِهِ، وشَحَذَ الهِمَمَ للسعيّ في بنائِهِ وإتقانِهِ فحقٌّ على كلِّ مُكلَّفٍ عَاقِلٍ، وحَتمٌ على كلِّ مُوقنٍ حَازمٍ، يُؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ أنْ لا يغفلَ عنْ مُحاسبةِ نفسِهِ، ومُراجعةِ وتقييمِ مَسارِهِ في ماضِيهِ وحَاضرِهِ ومُستقبلِهِ، ففي حوادثِ الأيامِ عِبَرٌ، وفي قوارعِ الدهرِ مُزدَجَرٌ، فالفُرَصُ تَفوتُ، والأجلُ مَوقوتُ، والإقامةُ محدودَةٌ، والأيّامُ معدودةٌ.


أنَّ النفسَ خُلقتْ أمـارةً بالسـوءِ تجري بطبعِهَا في ميدانِ المخالفةِ، وقدْ أُمِرَ العبدُ بتقويمِهَا وتزكيتِهَا، وأنْ يقودَهَا بسلاسلِ القهرِ إلى عبادةِ ربِّهَا، فإنْ أهملَهَا وأغفلَهَا جمحَتْ وشردَتْ وتمردَّتْ، ولم يظفرْ بهَا بعدَ ذلك، وإن قوّمَهَا وحاسبَهَا ارتدعَتْ وأذعنَتْ واستقامَتْ وإذا عَرَفَ الإنسانُ عيوبَ نفسِهِ وآفاتِهَا دفعَهُ ذلك إلى مَقتِهَا، والتذللِ والخضوعِ بينَ يَدي خالقِهَا، كما يدعوهُ ذلكَ إلى محاسبةِ نفسِهِ ومجاهدتِهَا، وتطهيرِهَا مِنَ الذنوبِ، وتنقيتِهَا مِنَ العيوبِ، وتزكيتِهَا طاعةً لعلّامِ الغيوبِ، راجياً بذلك الفوزَ والفلاحَ الذي أقسمَ اللهُ عليه في قولِهِ: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا }.

أنَّ محاسبةَ النفسِ كما تكونُ بعدَ العملِ فإنَّها تكونُ قبلَهُ وفي أثنائِهِ، فأمَّا محاسبتُهَا قبلَ العملِ فيكونُ بالوقوفِ عندَ أولِ همِّهِ وإرادتِهِ، ولا يُبادرُ بالعملِ حتى يتبينَ لهُ رجحانُ العملِ بهِ على تركِه وأما محاسبةُ النَّفسِ في أثنائِهِ فتكونُ بالاجتهادِ في تحقيقِ الإخلاصِ والمتابعةِ في العملِ حتى يفرَغَ منهُ وأما محاسبتُهَا بعدَ العملِ فتكونُ بالنظرِ في الفرائضِ والأوامرِ، فإنْ رأى فيهَا نقصاً بذلَ جهدَهُ، واستعانَ بربِهِ في تتميمِهِ وتكميلِهِ، وإتقانِهِ، ثم ينظرُ في المناهِي، فإنْ عَرَفَ أنَّهُ ارتكبَ منهَا شيئاً تداركَهُ بالإقلاعِ والتوبةِ النصوحِ والاستغفارِ والحسناتِ الماحيةِ، والإعراضِ عنِ الأسبابِ الموصلةِ إليهِ فاتقوا الله، وحاسِبُوا أنفسَكُم، فإنَّ صلاحَ القلبِ وسلامتَهُ بمحاسبةِ النَّفسِ، وفسادَهُ وعَطبَهُ بإهمالِ النَّفسِ والاسترسالِ في ملذاتِهَا وشهواتِهَا، وإهمالِ ما بِهِ كمالُهَا، والسعيدُ هو مَن يستغفرُ لماضيهِ، ويستعدُّ لمستقبلَهِ وما يأتيهِ، {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}

إن شهرَ اللهِ المحرمِ شهرٌ رفيعُ القَدْرِ، عظيمُ الأجرِ، والصومُ فيه عبادةٌ جليلةٌ، والإكثارُ منه قربةٌ وفضيلةٌ، فعن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى اللهُ عليه وسلم قال: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ» ويتأكّدُ صيامُ يومِ عاشوراءَ وهو اليومُ العاشرُ من شهرِ المحرمِ، يومَ نجَّى اللهُ فيه مُوسَى عليهِ السلامُ وقومَهُ مِنْ فرعونَ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يتحرَّى صومَهُ على سائرِ الأيامِ، فعنِ ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما قالَ: «مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا هَذَا اليَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ» وعَنْ أبي قتادةَ رضي الله عنه، أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سُئِلَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: «يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ».
IMG 20230721 134734 028IMG 20230721 134733 327IMG 20230721 134733 507IMG 20230721 134733 825IMG 20230721 134734 098


أشار المتحدث الرسمي للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سعادة المهندس ماهر بن منسي الزهراني إلى تكامل الخطط الميدانية بالمسجد الحرام في أول جمعة من موسم العمرة وسط جاهزية الامكانات والطاقات البشرية والآلية التي وفرتها المملكة العربية السعودية لتهيئة مواطن الخدمات التي تقدمها الإدارات الميدانية والإدارية بالمسجد الحرام وساحاته ومرافقه الخارجية.

ونوه "الزهراني " إلى تجهيز (٥٠٠٠) عربة عادية وقرابة (٣٠٠٠) عربة كهربائية، عبر تطبيق "تنقل" وتشغيلها عبر خطط منهجية تتضمن تكثيف عمليات التعقيم الدوري والاشراف على تنظيم مهام دافعي العربات.. وستوفر الرئاسة مراقبين على أبواب المسجد الحرام لاستقبال المصلين وتوجيههم إلى الأماكن المخصصة لهم، وتنظيم عملية دخول وخروج المصلين وإرشادهم إلى أماكن المصليات ومساندة رجال الأمن في تحويل وتوجيه المصلين حال امتلاء المصليات ولحظة رصد أي تزاحم للمصلين.

وأضاف: وفرت الرئاسة في التوسعة الشمالية للمسجد الحرام خدمات تتنوع بين مشربيات ماء زمزم، وتكييف ودواليب للمصاحف ونظام صوتي وأنظمة الإنارة وتأمين السجاد وتهيئة دورات المياه بالإضافة لتشغيل عدد من السلالم الكهربائية التي تنقل المصلين و كبار السن إلى جميع الأدوار المتاحة، وذلك من خلال كفاءات تمتلك الخبرة في التعامل المباشر مع دخول وخروج المصلين للتأكد من سلامتهم وتوجيههم إلى المساحات المخصصة لأداء الصلوات والمحافظة على تنظيم المشايات والممرات بمشاركة الجهات ذات الاختصاص وفق الخطط المعدة مسبقاً لتسهيل حركة قاصدي التوسعة الشمالية للمسجد الحرام.

وأشار: تشارك الإدارات النسائية في خدمة قاصدات المسجد الحرام واستقبالهن بالحفاوة والترحيب وتقديم الهدايا كالمصاحف وعبوات ماء زمزم وتهيئة المصليات وتجهيزها بخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة كالقلم القارئ ومصاحف برايل، وحافظات زمزم، كما تنفذ الكفاءات النسائية خطط تفويج ميسرة في يوم الجمعة لتضمن آلية دخول وخروج القاصدات إنتظام وصولهن إلى صحن المطاف والمسعى والمصليات، مجالات التطوع الصحي والتوجيه والإرشاد المكاني و المشاركة في تنظيم الحشود وسقيا زمزم بالإضافة إلى الترجمة واللغات لخدمة أكبر فئة من قاصدات البيت الحرام.

وقال: يقوم (200) مشرف سعودي مؤهل للقيام بمراقبة الأعمال الميدانية على (4000) عامل وعاملة، بغسل المسجد الحرام (١٠) مرات يومياً، وتهيئة (7000) عبوة ماء زمزم و(800) عامل لتوزيع الماء المبارك على المصلين في أرجاء المسجد الحرام، فيما وُزعت (4500) حافظة ماء زمزم في أرجاء المسجد الحرام، يستهلك من خلالها حوالي (500) ألف لتر.

وأكد سعادته إشراف معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس على الخطط الميدانية المعدة لاستقبال القادمين لأداء صلاة الجمعة بالمسجد الحرام وتوفير منظومة خدمية متكاملة تلبي رغبات المصلين والمعتمرين في موسم العمرة لعام ١٤٤٥ هـ.

msg596667819 21023msg596667819 21024msg596667819 21025msg596667819 21026msg596667819 21027msg596667819 21030msg596667819 21031