الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11745)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(1 تصويت)

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ أحمد بن طالب بن حميد إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: أيها المسلمون: إذا كمل الصائمون صيام رمضان وقيامه، فقد وفوا ما عليهم من العمل، فبقي ما لهم من الأجر وهو المغفرة، فإذا خرجوا يوم عيد الفطر إلى الصلاة، قُسمت عليهم أجورهم، فرجعوا إلى منازلهم وقد استوفوا الأجر واستكملوه، فمن وفى وفيَ له، ومن سلم ما عليه موفرًا تسلم ما له نقدًا لا مؤخرًا، ومن نقص نُقص منه، ومن طفف فقد علمتم ما قيل في المطففين، أما يستحي من يستوفي مكيال شهوته، ويطفف مكيال صيامه وصلاته، ذلك أسوأ الناس سرقة، (فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ (4) ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ).

وأكمل: كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل، وإكماله وإتقانه، ثم يتهمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده، قال الله عز وجل: (إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ خَشۡيَةِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ (57) وَٱلَّذِينَ هُم بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ يُؤۡمِنُونَ (58) وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمۡ لَا يُشۡرِكُونَ (59) وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ (60) أُوْلَٰٓئِكَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَهُمۡ لَهَا سَٰبِقُونَ)؛ وكانوا لقبول العمل أشد اهتمامًا منهم بالعمل، قال الله تبارك وتعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)؛ فلقبول مثقال حبة من خردل، أحب إليهم من الدنيا وما فيها؛ فالحذر في العمل ألا يكون لله، والخوف على العمل ألا يتقبل، وكان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعون ستة أشهر أن يتقبل منهم، فالله جعل شهر رمضان لخلقه مضمارًا يتسابقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا، فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون، فمن هذا المقبول منا فنهنيه ومن هذا المحروم منا فنعزيه، ويا أيها المقبول هنيئاً لك، ويا أيها المردود جبر الله مصابك، فكم بين من حظه فيه القبول والغفران ومن كان حظه فيه الخيبة والخسران، ومن أعتقه مولاه من النار إياك أن تعود بعد أن صرت حرًا إلى رق الأوزار، أيبعدك مولاك عن النار وأنت تقترب منها، وينقذك منها وأنت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها.

وبيّن فضيلته: إن كانت الرحمة للمحسنين، فالمسيء لا ييأس منها، وإن تكن المغفرة مكتوبة للمتقين، فالظالم لنفسه غير محجوب عنها، فأحسن الظن بمولاك وتم إليه، فإنه لا يهلك على الله إلا هالك , والاستغفار ختام الأعمال الصالحة كلها، فتختم به الصلاة، والحج، وقيام الليل، والمجالس، فإن كانت ذكرًا كان كالطابع عليها، وإن كانت لغواً كان كفارة لها، وكما أن صدقة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث، فالاستغفار يرقع ما تخرق من الصيام باللغو والرفث، وصدقة الفطر للصائم كسجدتي السهو للصلاة، وصيامنا يحتاج إلى استغفار نافع، وعمل صالح له شافع، وقد اتسع الخرق على الراقع، فكم نرقع الخروق بمخيط الحسنات ثم نقطعها بحسام السيئات، كان بعض السلف إذا صلى صلاة استغفر من تقصيره فيها، كما يستغفر المذنب من ذنبه، فرحم اللهم من حسناته سيئات، ومن طاعته كلها غفلات , وأوضح: أنفع الاستغفار ما قارنته التوبة وهي حل عقدة الإسرار، فمن استغفر بلسانه، وقلبه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إلى المعاصي بعد الشهر ويعود، حري أن يكون صومه عليه مردود، وباب القبول عنه مسدود، وروي النهي عن قول المرء صمت رمضان كله، أو قمت رمضان كله، قال أبو بكرة رضي الله عنه: فلا أدري أكره التزكية؟ أم لا بد من غفلة.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان، ثم أتبعه ستًامن شوال؛ كان كصيام الدهر). رواه مسلم، الأولى أن يكون ذلك بعد قضاء صيام الفرض، ولا فرق في ذلك بين متابعتها وتفريقها من الشهر كله، والمتابعة أولى مسارعة في الخيرات، ومبادرة للعائقات، ولو آنس أهله وقرابته بالفطر أول الشهر، ثم استأنف الصيام فهو حسن، وروي عن بعض السلف صيام شهر شوال أو أكثره فهو وشعبان حريم لشهر رمضان، وإنما كان صيام ست من شوال مع صيام رمضان يعدل صيام الدهر لأن الحسنة بعشر أمثالها فرمضان بعشرة أشهر والأيام الستة بشهرين فذلك صيام سنة كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا الفضل حاصل ولو كان الشهر تسعًا وعشرين لقوله صلى الله عليه وسلم: (شَهرا عيدٍ لا ينقصانِ رمضانُ وذو الحِجَّةِ)، والمراد كمال الأجر، وكره إسحاق أن يقال لشهر رمضان أنه ناقص وإن كان تسعا وعشرين يومًا لهذا المعنى، واختصاص الست من شوال بأن يكون له أجر صيام الدهر فرضًا بخلاف ما لو صام ستة من غير شوال، وهي كالراتبة البعدية يكمل بها ما حصل في الفرض من خلل ونقص، ومعاودة الصيام والطاعات بعد رمضان علامة على القبول، فثواب الحسنة الحسنة بعدها، وعلامة رد الحسنة السيئة بعدها، وهو من شكر الله على نعمة الغفران أفلا أكون عبدًا شكورا قال الله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)؛ وحقيقة الشكر الاعتراف بالعجز عن الشكر؛ والأعمال الصالحة لا تنقطع بانقضاء رمضان، بل هي باقية ما دام العبد حي، فهو عمره كالحال المرتحل، وبئس القوم قوم لا يعرفون لله حقًا إلا في شهر رمضان، فكن عبدًا ربانيًا لا رمضانيًا.

قيم الموضوع
(1 تصويت)

أم المصلين فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف، وبدأ خطبته بقوله: هنيئاً لكم - معشر المؤمنين والمؤمنات- عيدكم الذي تختالون في حدائقه ورياضه، وتنهلون من عذب معينه وحياضه، وافيتم من إبان الزمان ربيعه وشبابه، وقطفتم من جنى العام ثمرته ولبابه، فلا زالت أيامكم أعيادًا، ولا انبت سروركم آمادًا، عرفكم الله يمن هذا العيد وبركته، وضاعف لكم سروره وسعادته، وأحياكم لأمثاله في أسبغ النعم وأكملها، وأفسح المدد وأطولها.

وأكمل: هذه مواكب العيد المجيد تتدفق في هذه البطاح الزاهرة والبقاع الطاهرة تدفق الغيث من السماء، يغمر الناس في هذا اليوم الأغر من مشاعر البهجة والأنس والسرور ما يغمر الروض الجديب حين يتندى بماء السماء، وما يغمر المشتاق حين يستقبل الغائب المحبوب، إنه يوم ينضح في النفوس رواء السرور، وينفح في القلوب عبق الصفاء والحبور، بعد موسم عظيم من مواسم العبادة، تجلت فيه منة الله وبركاته، وانهمرت فيه آلاؤه ورحماته، بعد أن ارتوت الأرواح من معين العبادة في شهر الصيام.

وأضاف فضيلته: إن يوم العيد في الإسلام مع قصر ساعاته يشبه لحظات السرور في الزمن الممتد، سريعة ساعات انقضائها، طويلة آثار بقائها، يعلق في القلوب من مشاعر حبورها ومظاهر سرورها علوق الطيب بصاحبه حينًا، حتى يعاودها الشوق للعيد الذي يعقبه حنينًا، فتتشوق إليه تشوق الضاحي إلى الظل الفينان وقت الهجير، وتتحرق إليه تحرق الظامئ إلى العذب النمير.

وبيّن: إن هذا الدين العظيم دين التوحيد والشريعة والعبودية الخالصة لله وحده، كما أنه دين الحياة ودين الدنيا، ودين العمران والبناء، ودين الأخلاق والقيم، فهو دين متوازن متكامل البناء، يتجلى ذلك الكمال في معالم الجمال المنطبع في مناحي الحياة جميعها، لأن شارعه -تعالى وتقدس- جميل يحب الجمال: جمال الظاهر وجمال الباطن، فهو سبحانه جميل في ذاته وجميل في صفاته وجميل في أفعاله، حتى فاض ذلك الجمال الرباني في كونه وخلقه، وفي تشريعه وأحكامه.

وأوضح فضيلته: ليست ديانة الإسلام بالرهبانية الخرساء التي تنطوي خلف أستار الطقوس العبادية وحدها، ولا بالمادية الجوفاء التي تهرع خلف سراب المظاهر البائدة فحسب، ولكنه دين الحياة المتدفقة التي تضج بصمت في عروق الوجود، وتهدر هدير السيل في التهائم والنجود، ويتزين به الكون جمالاً وجلالاً، وبناء وعطاء، وأخلاقاً وقيماً، إنه دين جامع بين جمال الظاهر والباطن، وبهاء التعامل وصفاء القلوب، وغضارة المحيا البسام، وتدفق البشر في جنبات الحياة، فهو كالنهر العذب يرتوي منه المسلم لينطلق في هذا الكون الفسيح محققًا مراد الله في خلق هذا الإنسان حيث يقول سبحانه: (هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ ٱلْأَرْضِ وَٱسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)؛ وعن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال: (إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الفطر، ويوم النحر)، يشرع العيد في الإسلام بعد أداء عبادتين عظيمتين وانقضاء موسمين جليلين من مواسم العبادات الكبرى، ليجمع الشارع الحكيم سبحانه بين ثنائية التهذيب الروحي والإرواء الإيماني، وبين الاستمتاع بمباهج الحياة الضاحكة للنفس الإنسانية، في ازدواجية بديعة تجلي كمال ذلك التشريع الرباني الذي يريد منه الشارع السمو بالنفس الإنسانية والارتقاء بها من مجرد المظاهر المادية أو العبادية إلى يفاع من التكامل الإنساني، تساوقًا مع متطلبات هذا المخلوق الإنساني البديع في تكوينه الظاهر والباطن.

وأكمل: لا تنزعوا ما تحليتم به من لباس التقوى وتزينتم به من حلل الطاعات في شهر الصيام، فإن لباس التقوى وحلل المكارم وأردية الشمائل إذا اكتسى صاحبها زينة الظاهر، وتزين بمحاسن المظاهر، فقد أشرقت شمس كمالاته واستنارت، واستتمت بدور محاسنه واستدارت.

وأضاف فضيلته: إن بعثة سيد الأنام وهجرته إلى هذا المقام كان على الحقيقة هو يوم الدنيا وإشراقة شمس التاريخ، حين أطلت شمس هذه الملة الخاتمة على حين فترة من الرسل وظلام من الدنيا، فانبعثت شمسها من هذه البلاد الطيبة المباركة هداية للعالمين وحضارة للدنيا وإنسانية للإنسان في كل مكان؛ كان ما قبل ذلك التاريخ المجيد ظلامًا حالكًا لا يعرف منه التاريخ إلا مزقًا من الأخبار المتناثرة، حتى اطرد التاريخ وتتابعت أحداثه بتلكم الإشراقة الربانية في تلكم الرسالة المحمدية، فتتابعت سلاسل التاريخ المجيد للحضارة الإنسانية من حلقة البعثة النبوية والهجرية المدنية المحمدية لذلك النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم نورًا وهداية وحضارة وإشراقًا ورحمة في الأخلاق والتشريع والسلوك والبناء والحياة، انطلقت تلك السلسلة من هذه البطاح الزاهرة والبقاع الطاهرة؛ فهو صلى الله عليه وسلم دعوة أبيه إبراهيم عليه السلام، وذلك أنه لما أخذ في بناء البيت العتيق دعا الله كما حكى الله في تنزيله حيث قال سبحانه: ؟وَإِذۡ يَرۡفَعُ إِبۡرَٰهِـۧمُ ٱلۡقَوَاعِدَ مِنَ ٱلۡبَيۡتِ وَإِسۡمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ (127) رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةٗ مُّسۡلِمَةٗ لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبۡ عَلَيۡنَآۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَٱبۡعَثۡ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡهُمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَيُزَكِّيهِمۡۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ)؛ ثم ما أرق دعاء إبراهيم عليه السلام وأدقه حين عبر بالأفئدة في قوله: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)؛ فهذه مواكب الزائرين والقاصدين تتدفق عليها وكأنها تقدم عليها وتأوي إليها بقلوبها لا بأقدامها، كالمحب المشوق إذا طار قلبه إلى المعشوق.

واختتم فضيلته الخطبة بقوله: إن خدمة قاصدي الحرمين الشريفين ورعاية المسجدين المقدسين والقيام على خدمتهما والعناية بقاصديهما من أسمى المفاخر وأسنى المآثر، وهي من منن الله الجليلة على ولاة أمر هذه البلاد المباركة، أولتهما قيادة هذه البلاد عنايتها، وجعلتها موضع رعايتها، ولقد جمع الله بفضله ومنته لولاة أمر هذه البلاد هذا الشرف المديد، وهيأ لهم هذا المجد الفريد، فهي من أعظم المنن المستوجبة منا شكر الله المزيد، والدعاء لهم بعظيم الأجر وكمال التسديد.
قيم الموضوع
(1 تصويت)

احتفاءً بعيد الفطر المبارك تتقدم الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بالتهنئة والمعايدة لقاصدي المسجد الحرام بمناسبة عيد الفطر المبارك، معبرةً عن تمنياتها لهم بأيام سعيدة ومباركة، سائلين الله -عز وجل- أن يتقبل منهم صالح الأعمال والطاعات.

وفي ذات الشأن قدمت الهيئة صبيحة أول أيام عيد الفطر المبارك معايدة لقاصدي المسجد الحرام، انطلاقًا من مشاركة المسلمين فرحتهم في هذه المناسبة المباركة، وتعزيز روح الأخوة والتآلف بينهم وبين العاملين على خدمتهم، امتثالاً لتعاليم الشريعة الإسلامية التي تحث على تعظيم شعائر الله، وإظهار الفرح والسرور في مثل هذه المناسبات السعيدة.
IMG 20240410 072720 213IMG 20240410 072719 707IMG 20240410 072719 800IMG 20240410 072720 361IMG 20240410 074421 379IMG 20240410 074428 696
قيم الموضوع
(0 أصوات)

أمّ وخطب المصلين في صلاة عيد الفطر المبارك بالمسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء واستهل خطبته الأولى قائلاً: أما بعد فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله ، فاتقوا الله رحمكم الله ، واعلموا أن الودَّ بين الأخوة نعمة ، والتواصلَ بينهم رحمة ، والنعمة يزيدها الشكر ، والبلاء يخففه الصبر ، والذنب يمحوه الاستغفار.

الله أكبر الله أكبر ، لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ، ولله الحمد.

عيدكم مبارك ، كتب الله لكم سعادة إهلاله، ورزقكم بركة كماله ، وزادكم من فضله ونواله ، ووفقكم لفرضه ونفله ، وصالح أعماله ، وقرن عيدكم بالقبولِ ، وإدراكِ المسؤول ، والفوز بالمأمول ، وقبل الله بالقبول صيامكم ، وبعظيم المثوبة قيامكم .

الله أكبر على ما حبى ، والله أكبر على ما أنعم وأولى .

عيد مبارك لولاة أمرنا لمقام خادم الحرمين الشريفين ، وسموه ولي العهد الأمين ، وعيد مبارك لأهلنا وبلادنا وللمسلمين أجمعين ، وعيد مبارك للطائفين والقائمين ، والعاكفين ، والزائرين ، وجميع قاصدي الحرمين الشريفين.

فها هي - ولله الحمد - صورُ المكرمات من هذه البلاد تتوالى ، وأنواعُ الفضائل تتسابق وتتعالى ، في كل حين ، وفي كل مرفق ، رعايةً ، وخدمةً ، واهتمامًا ، وجدًا واجتهادًا ، وتفانيًا وإتقاناً ، فالمستهدف هو قاصدو الحرمين الشريفين ، وخدمتُهم ، وتيسيرُ أمورهم ، في حلهم وترحالهم ، تسابقٌ كريم في ميادين الخير تحوزه هذه البلاد المباركة ، وقيادتهُا الصالحة.

بلاد كريمة مباركة ، قد من الله عليها بالأمن والإيمان ، والعيش الكريم ، فهي تطعم الجائع ، وتغيث الملهوف ، وتؤي اللاجئ ، وتمسح رأس اليتيم.

أما ضيوف الرحمن فخدمتهم شرف ، وتيسير مناسكهم هدف ، والبذل من أجلهم قربة .

الله أكبر الله أكبر ، ، اطَّلعَ فستر ، وعَلِم فغفر ، وقَصَم من تجبر وكفر .

العيد – حفظكم الله – مناسبة كريمة لتصافي القلوب ، ومصالحة النفوس ، والتحببِّ إلى الأخوة ، وزيادةِ الصلة في القربى.

وبين أيديكم خلق عظيم ، وفن من فنون التعامل لا يتقنه إلا الحليم ، وأدبٌ رفيع لا يحسنه إلا الأفاضلُ من القوم ، والكرامُ من الناس ، خلق من أرقى شيم ذوي الهمم ، يحفظ الكرامة ، ويكسو المهابة ، ويرفع المكانة ، خلق به تعلو المنازل، إنه خلق التغافل والتسامح.

معاشر الإخوة : التغافل أقوم الطرق وأحسنها للتعامل مع الناس إذا صدر منهم ما يغيظ ، أو بدر منهم ما يسوء.

معاشر الإخوة : التغافل – حفظكم الله – هو ترك ما لا يعنى ، والحرص على ما ينفع ، وتحمل الأذى الصغير من أجل دفع الأذى الكبير.

التغافل إعراض عما لا يستحسن من القول والفعل ، والتصرف ، وغض الطرف عن الهفوات ، والترفعُ عن الصغائر.

معاشر المسلمين : المتغافل النبيل يتعمد الغفلة عن الأخطاء والعيوب التي يراها ، وهو مدرك لها عالم بها ، ولكنه يغض عنها تكرما وترفعاً ، وفضلا ونبلاً.

و المتسامح ذو إرادة قوية ، ونفسٍ راقية ، يقدر الشعور الإنساني ، يجبر الخاطر ، ويحافظ على الحياء ، تقوده الحكمة ، ويحكمه العقل ، ولا يجره هوى ، ولا تغلبه شهوة.

معاشر الأحبة : من صلة الرحم نشر التغافل ، ومن دعائم الاستقرار في البيوت التغافل ، ومن المعاشرة بالمعروف التغافل ، وذو الرحم لا يستقصي من رحمه ، فإن الاستقصاء فُرقة.

بلغ الإمامَ أحمد رحمه الله أن عثمان بن زائدة قال: العافية عشر أجزاء تسعة منها في التغافل ، فقال الإمام أحمد : العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل.

ومن جميل ما قيل: من سوء خلقك وقوع بصرك على سوء خلق غيرك، ومن تمسك بزمام التغافل ملك زمام المروءة ، وما الفاضل إلا الفطن المتغافل.

واستهل معاليه خطبته الثانية قائلاً: أيها المسلمون : العيد مناسبة جليلة لمزيد من الترابط والتآلف : أفشوا السلام ، وتبادلوا التهاني ، وتصالحوا ، وتسامحوا ، وتغافلوا .

أيها المسلمون : التمسوا بهجة العيد في رضا ربكم ، والإقلاع عن ذنبكم ، والازدياد من صالح أعمالكم.

واعلموا إن من مظاهر الإحسان بعد رمضان استدامةَ العبد على الطاعة ، وإتباعَ الحسنة الحسنة ، وقد ندبكم نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم ، بأن تُتْبِعوا رمضان بست من شوال ، فمن فعل ذلك فكأنما صام الدهر كله، تقبل الله منا ومنكم وأعاننا على ذكره ، وشكره ، وحسن عبادته.
IMG 20240410 071919 443
قيم الموضوع
(0 أصوات)
أعلن سعادة الرئيس التنفيذي لهيئة العناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المهندس غازي بن ظافر الشهراني عن نجاح الخطة التشغيلية لموسم رمضان 1445هـ، وتحقيقها لأهدافها، وإنجاز المؤشرات والمستهدفات لكافة الأصول والخدمات بالحرمين الشريفين، وذلك لتمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بيسر وسهولة. 

وأكد الرئيس التنفيذي أن خطة هذا العام بنيت على عدد من الركائز من أهمها: صياغة نموذج تشغيلي للخدمات الرئيسية، ووضع مستهدف لكل أصل وخدمة تقدمها الهيئة، وتعزيز الإشراف الميداني والجولات الرقابية، وحوكمة الأعمال والخدمات لرفع جودتها والطاقة التشغيلية لها، وتحفيز الموظفين والموظفات الميدانيين المتميزين؛ وذلك لتحسين تجربة القاصد الكريم، وعكس الصورة الإيجابية لمستوى الخدمات المتميز الذي تقدمه الدولة "رعاها الله" لخدمة ضيوف الرحمن.

كما عملت الهيئة على تعزيز التكامل والمواءمة مع مختلف الشركاء العاملين في خدمة الحرمين الشريفين وتمكينهم من أداء أدوارهم بشكل فعال.

وفي ختام تصريحه رفع سعادة المهندس غازي بن ظافر الشهراني، الشكر والامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود "حفظه الله" وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود "حفظه الله" على ما يوليانه من عناية ورعاية لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.
قيم الموضوع
(0 أصوات)
أعلن المتحدث الرسمي للهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المهندس ماهر بن منسي الزهراني أبرز الإحصائيات لموسم رمضان المبارك لعام 1445هـ، والذي شهد تنوع في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من زائرين ومعتمرين في عدة مجالات.

وأوضح سعادته أنّ من أبرز الخدمات النوعية والحديثة في موسم هذا العام 1445هـ إنشاء وتشغيل مركزين لضيافة الأطفال في التوسعة السعودية الثالثة بجوار مستشفى الحرم للطوارئ، تستوعب قرابة (2000) طفل يومياً، ومركزًا للمفقودات في الساحة الشرقية من المسجد الحرام، يتيح للقاصد تقديم البلاغات بسهولة عبر الإنترنت، وأيضًا توفير (101) عربة كهربائية تتسع لـ 6 الى 10 أشخاص خُصصت لنقل كبار السن وذوي الإعاقة في سطح المطاف، و(2700) عربة كهربائية صغيرة تتسع لشخص او شخصين تسهل على المعتمرين أداءهم للطواف والسعي بكل يسر وسهولة.

وأضاف الزهراني أنّ أعمال النظافة للمسجد الحرام والمطاف بمعدل 10 مرات يوميا، حيث قام أكثر من (6434) عامل في تنظيف المسجد الحرام باستخدام (5633) معدة و (63) ألف لتر من المطهرات، وتوفير مياه زمزم المبارك داخل المسجد الحرام وفي صحن المطاف كانت من أولويات الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في هذا الموسم، حيث تم استهلاك ( 35 ) الف م3 من ماء زمزم المبارك، وتوزيع مليون عبوة زمزم و استخدام (70) مليون كاسة بلاستيكية من قبل ضيوف الرحمن خلال هذا الموسم المبارك.

وأبان أنّ في المسجد الحرام أعمال الكتروميكانيكية وفنية تتابعها الهيئة بحرص شديد على مدار اليوم والليلة؛ كأعمال الإنارة بالمسجد الحرام والصوتيات والتهوية والتكييف ومتابعة عمل المصاعد والسلالم الكهربائية؛ لكي تهيئ لضيوف الرحمن أجواء تعبدية وروحانية تعينهم على أداء نسكهم وعبادتهم.

وأشار إلى دور السلامة والأمن في المسجد الحرام الذي يُعنى بسلامة ضيوف الرحمن كمراقبة أنظمة المرافق العامة والكشف المبكر عن المخاطر، وفحص فعالية أنظمة الإطفاء والصيانة الدورية لصناديق الإطفاء وأجهزة الإنذار، وإزالة أية عوائق تعيق حركة القاصدين، والمساهمة في تنظيم الدخول عبر السلالم الكهربائية، وتنسيق توجيه المصلين إلى الأدوار العلوية، وتنظيم الممرات المؤدية إلى صحن الطواف والسعي، وتوجيه الزوار إلى المصلى المخصص لسنة الطواف، مع اهتمام خاص لتنظيم مصلى الجنائز واستقبال ذويهم.

ونوّه سعادته بالدور الرقمي والذي يستهدف المسلمين غير القاصدين في أنحاء العالم، فتنقل لهم عبر الأثير خطب المسجد الحرام وصلاتي التراويح والقيام عبر تطبيق منارة الحرمين، حيث بلغت احصائيات منصة منارة الحرمين خلال شهر رمضان المبارك لعام 1445هـ (4.3) مليون مستفيد من الخطب والدروس المباشرة والمسجلة وأكثر من نصف مليون مستفيد من البث المباشر لخطب الجمعة، كما يوفر لهم خدمات متنوعة منها الإجابة عن الاستفسارات الشرعية وتصفح القرآن الكريم بعدة لغات.

وفي الجانب الإعلامي حققت الرسائل التوعوية الإعلامية متابعات ولاقت صدى في جميع وسائل التواصل الاجتماعي ومن أبرز هذه الجهود إطلاق فيلم " أنا الفريدة " السينمائي عبر الشاشات والقنوات الإعلامية والإخبارية والتواصل الاجتماعي والذي حصد أكثر من (12) مليون مشاهدة، ويحكي الفيلم عن الكعبة المشرفة كما لم ترها من قبل، في مشاهد تلامس الوجدان وتحبس الأنفاس وتأخذ المشاهد في جولة روحانية فريدة بالقرب من الكعبة المشرقة.

وعرّج على الجانب الإثرائي الذي يُعنى بإثراء تجربة ضيوف الرحمن والتعريف بالخدمات المقدمة للقاصدين، فقد أُقيمت معارض بالتوسعة السعودية الثالثة في المسجد الحرام؛ وهي (المعرض التوعوي الرقمي، ومعرض معالم الكعبة المشرفة) لتعرفّ بالخدمات المقدمة في المسجد الحرام وطرق الاستفادة القصوى منها، مما يعزز من توعية ضيوف الرحمن بما تقدمه الهيئة لهم في المسجد الحرام، وكذلك استقبال الزوار لمجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة والتعرف على مراحل تصنيع الكسوة وآلية انتاجها، وأيضا اتاحة الفرصة لطلاب العلم والباحثين بزيارة مكتبة المسجد الحرام على مدار الساعة.

واختتم سعادة المهندس ماهر بن منسي الزهراني تصريحه بشكر الله عزّ وجل ثم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله على حرصهم وعنايتهم، والشكر موصول لرئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي معالي الدكتور توفيق الربيعة على حرصه لإنجاح هذا الموسم المبارك، سائلاً المولى عزوجل أن يؤيدنا بتوفيقه وامتنانه حتى نحقق أسمى أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ليصل عدد المعتمرين والزائرين في المسجد الحرام إلى 30 مليون زائر في ظل عناية ولاة الأمر -حفظهم الله- بالحرمين الشريفين وقاصديهما.
photo1712678400 7photo1712678400 10photo1712678400 9photo1712678400 4photo1712678400 2msg233677939 18283photo1712678400 15
قيم الموضوع
(2 أصوات)

تعمل الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خلال شهر رمضان على تحقيق راحة القاصدين، من خلال توفير كافة الخدمات والتسهيلات اللازمة التي تساعدهم على أداء النُسك بيسر وطمأنينة، وتحرص على تعزيز سلامتهم وضمان وصولهم بسهولة، لتجربة دينية مريحة.


النظافة والتطهير:

تعمل الفرق الميدانية على نظافة المسجد الحرام بشكل مستمر، حيث يتم غسله 10 مرات يومياً من خلال 4000 عامل وعاملة، مع استخدام 2500 لتر من المعطرات، و120 ألف لتر من المطهرات يومياً، كما يتم غسل صحن المطاف بعد صلاة المغرب في 20 دقيقة فقط بمساعدة 200 عامل و2000 لتر من المياه.


خدمات المعتكفين:

تهيئ للمعتكفين أماكن مخصصة تتوفر من خلالها خدمات تُعينهم مثل: خدمات السقيا، وتقديم وجبات الإفطار والسحور، وخدمات النظافة، والطيب والبخور، وحقيبة هدية "مصحف"، كما تتوفر عيادات طبية متكاملة للمحافظة على صحة المعتكفين وسلامتهم، بالإضافة إلى تقديم سلسلة من المحاضرات العلمية والإرشادية.


مراكز رعاية للطفل وعربات للطواف:

تتوفر للقاصد خدمات متنوعة أخرى تشمل: العربات اليدوية والكهربائية والجولف التي تسهل التنقل داخل المسجد الحرام، ومركزان لضيافة الأطفال يقدمان خدمات تناسب أعمارهم واحتياجاتهم.


مركز للمفقودات:

اتيح للقاصد خلال شهر رمضان المبارك الاستفادة من مركز المفقودات والذي يقع في الساحة الشرقية من المسجد الحرام، والذي يُمكنه من تقديم البلاغات بسهولة عبر الإنترنت عبر منصة (أبشر).


آراء المستفيدين:

أعرب العديد من قاصدي المسجد الحرام عن سعادتهم بالخدمات المقدمة خلال موسم رمضان، حيث أفادوا أن من ضمن الخدمات التي سهلت عليهم أداء عبادتهم إلحاق أبنائهم في مراكز الضيافة دون قلق على سلامتهم، كما أشاد مستفيدو خدمة العربات الكهربائية "القولف" المستحدثة في سطح المسجد الحرام والمسعى بجودتها وفعاليتها في تسهيل أداء مناسكهم.
قيم الموضوع
(1 تصويت)
تيسيرًا على قاصدي المسجد الحرام وسعيًا لراحتهم، أطلقت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي مركزاً للمفقودات في الساحة الشرقية من المسجد الحرام، يتيح للقاصد تقديم البلاغات بسهولة عبر الإنترنت، بالإضافة إلى توفير قنوات اتصال مباشرة للتواصل السريع والفعال.

وتعمل الخدمة على مدار الساعة بواسطة قوة أمن المسجد الحرام، ويتلقى الفريق البلاغات بطريقة إلكترونية عبر بوابة وزارة الداخلية (أبشر)، مع إمكانية إرفاق المستندات أو الصور الداعمة للبلاغ، وعقب استلام البلاغ يتم جمع وفرز المفقودات وتوثيقها باستخدام نظام آلي مخصص للمفقودات، لتُعاد لاحقًا لأصحابها.

ويمكن للقاصد الاستفادة من الخدمة عبر التقدم ببلاغ في منصة أبشر باتباع الخطوات التالية:-
1 – ادخل بوابة وزارة الداخلية (أبشر).
2 – اختر الخدمات الإلكترونية.
3 – اختر نظام الرسائل والمعاملات الإلكترونية.
4 – اختر قوة أمن المسجد الحرام.
5 – دوّن البلاغ وأرفق المستندات أو صور المفقودات عند توفرها.
6 – عند إرسال البلاغ سيتم تزويدك برقم مرجعي للبلاغ.

يذكر أن تنفيذ الخدمة يتم عبر كادر يجيد التعامل بلغات عدة لضمان التفاعل مع ضيوف الرحمن، كما تم تخصيص أرقام اتصال خاصة لاستقبال البلاغات عن المفقودات على مدار الساعة، من خلال رقم الواتساب للتواصل المباشر 0504321147 أو الرقم الثابت 0125751204 تحويلة 106.
قيم الموضوع
(2 أصوات)

خطب وأم المصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف, 
وبعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: معاشر المسلمين: رمضان شهر عبادة وتوبة، شهر تقرب وأوبه، شهر توبة ورجوع، وإخلاص وخشوع، وسجود وركوع، شهر صيام وقيام، شهر بر وإحسان، وتلاوة للقرآن؛ ألا وإنه قد آذن بالرحيل، وما بقي منه إلا القليل القليل، قد وقف على ثنية الوداع، وأوشك على الرحيل، فليت شعري من المقبول فنهنيه، ومن المردود فنعزيه؛ فالغنيمة الغنيمة عباد الله، والبدار البدار، تداركوا ما بقي منه، وبادروا بالتوبة والاستغفار، وسابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.

وأكمل: ألا وإن الأعمال بالخواتيم، فاجتهدوا فما هي إلا أيام معدودة، وساعات محدودة، ويذهب التعب والنصب، ويبقى الأجر إن شاء؛ ما هي إلا أيام يسيرة وتطوى صحفه، وتختم أعماله، فيا سعادة الفائزين، ويا ضيعة الخائبين، يا ويح المفرطين، ويا حسرة الخائبين، ويا مصيبة الغافلين؛ صعد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المنبر فلمّا رقي عتبةً قال: (آمين)، ثمّ رقي عتبةً أخرى فقال: (آمين)، ثمّ رقي عتبةً ثالثةً فقال: (آمين)، ثمّ قال: أتاني جبريل فقال: يا محمد من أدرك رمضان فلم يغفر له فأبعده اللّه، قلت: آمين، قال: ومن أدرك والديه أو أحدهما فدخل النار فأبعده اللّه قلت: آمين، فقال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فأبعده الله قل: آمین فقلت: آمین". رواه ابن حبان.


وأضاف فضيلته: إنكم في أيام عظيمة، وأوقات فاضلة، فلا تضيعوها في القيل والقال، وفي الغفلة والكسل واللهو واللعب، ولا تضيعوها بالاشتغال بالجوالات ووسائل التواصل؛ اغتنموا أوقاتكم، اغتنموها في الصلاة والذكر وقراءة القرآن، اغتنموها في التوبة والاستغفار والدعاء والابتهال. وأوضح: ألا وإن طرق الخيرات كثيرة فأين السالكون، وإن أبوابها المفتوحة فأين الداخلون، فخذوا عباد الله من كل طاعة بنصيب، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)


وأضاف فضيلته: أيها الصائمون ..للعبادة المقبولة أثر في الإيمان، فأثرها في القلب والجنان، إصلاح النية، وتزكية النفوس والتقوى، والإخلاص والخشوع لله الأعلى؛ وأثرها في الجوارح والأركان، الكف عن المعاصي والمحرمات، والمثابرة على فعل الخير والطاعات، وقد قال تعالى عن الصلاة، (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ)؛ وقال عن الصوم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)؛ فراقبوا الله في أعمالكم، فإن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، ورب صائم ليس له من صيامه إلا العطش والجوع والنصب، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب، نسأل الله السلامة والعافية.


وبيّن: إن من علامات قبول الأعمال، تغير الأحوال إلى أحسن حال، والاستقامة على صالح الأعمال، والتوبة إلى الله عز وجل، فأروا الله من أنفسكم خيرًا. وأوضح فضيلته: في العشر الأواخر ليلة خير من ألف شهر، تنزل فيها الرحمات، وتستجاب فيها الدعوات، وتكفر الخطيئات، وتغفر الزلات، من قامها إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر، وفيها تكتب المقادير، ويفرق كل أمر حكيم، فاحرصوا على قيامها، واجتهدوا في تحريها، وجدوا في طلبها، وتضرعوا إلى الله فيها، وحري بمن التمسها أن لا يخيب، والله ذو الفضل العظيم، وهي تلتمس في سائر ليال العشر، وخاصة في الوتر منها، وما بقي منها القليل.


ألا وإن أمامكم أرجى لياليها ليلة السابع والعشرين، فعن أبيّ بن كعبٍ رضي الله عنه أنه كان يقول في ليلة القدر: «واللّه الّذي لا إله إلّا هو، إنّها لفي رمضان، يحلف ما يستثني، وواللّه إنّي لأعلم أيّ ليلةٍ هي، هي اللّيلة الّتي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشّمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها» رواه مسلم. وعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين"، وقال: "تحروها ليلة سبع وعشرين"، يعني ليلة القدر. رواه أحمد؛ فاحرصوا على قيامها، واجتهدوا في تحريها، وجدوا في طلبها، وتضرعوا إلى الله فيها.



واختتم الخطبة بقوله: قد شرع الله في ختام هذا الشهر الكريم زكاة الفطر، فتجب على كل مسلم تلزمه مؤنة نفسه إذا فضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، وتلزم الذكر والأنثى والصغير والكبير، وعلى الغني والفقير، يخرجها المسلم عن نفسه وعن من تلزمه نفقته. والمستحق لزكاة الفطر هو المستحق لزكاة المال، ومقدارها صاع من بر أو تمر أو شعير أو زبيب أو قمح أو أقط، أو ما يقوم مقام ذلك من قوت أهل البلد كالأرز والحنطة. والصاع مكيال يقاس به الحجم، وليس الوزن، فعن عبد اللّه بن عمر رضي الله عنه «أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على كلّ نفس من المسلمين حر، أو عبد، أو رجل، أو امرأة، صغيرٍ أو كبير صاعًا من تمرٍ، أو صاعًا من شعير» رواه مسلم؛ وقد شرع الله زكاة الفطر طهرة للصائمين من اللغو والإثم، وزكاة للبدن، وطعمة للمساكين، ومواساة للفقراء يوم العيد؛ وتجب بغروب الشمس من آخر يوم من شهر رمضان، والسنة إخراجها يوم العيد قبل الصلاة، ويجوز تعجيل إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، ويأثم من أخرها بعد صلاة العيد من غير عذر، ويلزمه إخراجها.
قيم الموضوع
(2 أصوات)

أمّ وخطب المصلين بالمسجد الحرام معالي رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس واستهل معاليه خطبته قائلًا: أَيُّها المُسْلمون الصائِمون: في هذهِ الآونَةِ الشَّريفَةِ من الزّمانِ، أناخَتْ أُمَّتُنَا الإِسْلاَمِيَّةُ مُنذُ بِضْعةِ أيَّامٍ مَطَايَاهَا، بَيْنَ يَدَيْ عَشْرٍ عَظِيمَةٍ، مُبَجَّلَةٍ كَرِيمَةٍ، بِالخَيْرَاتِ جَمِيمَةٍ، وَبِالفَضَائِلِ عَمِيمَةٍ، تِلْكُم ياعِبادَ الله العَشْرُ الأواخِر مِن رمضان، سيِّدِ الشُّهور، يغشاكُم فيها بِرحمتِه الربُّ الغفور، وتَفيضُ أيَّامُها بالقُرُباتِ وَالسُّرُورِ، وَتُنِيرُ لَيَالِيهَا بِالآيَاتِ المَتْلُوَّاتِ وَالنُّورِ. 

معَاشِر المُسلمين: ومن فضْلِ الموْلى الكريمِ سُبحانه على هذِه الأُمَّة المحمَّديَّةِ في هذه الأوْقاتِ الشَّريفات، أنْ فضّلَها على غيرِها من الأُممِ السَّابقاتِ، بليلةٍ شريفةٍ في قدْرِها، عظيمَةٍ في أجْرِها، لاتُشابهُها في الفضْلِ والشَّرفِ والمكانةِ أيُّ ليلةٍ أٌخْرى منْ ليالي الدَّهْر، وتَتَجلَّى هذهِ الَّليلةُ المُباركة ويسْطعُ نورُها في العشْر الأخيرةِ من ليالي رمضَان، وبِها تُباهي العشْرُ غيْرَها من الَّليالي وتُفاخِِر، فهيَ غُرَّةُ هذِه الَّليالي وشامَتُها، إنّها ليلةُ القدْر؛ التي أُنْزل فيها القرآن، وفيها تكتب الأرزاقُ والأقدارُ، و الآجال، منْ لدُنِ الملكِ المُتعال، [وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ]. 

إِنَّهَا أيُّها القائِمون المتهجّدون: اللَّيْلَةُ الَّتِي تَتَنَزَّلُ فِيهَا المَلاَئِكَةُ حَتَّى تَكُونَ أَكْثَرَ فِي الأَرْضِ مِنْ عَدَدِ الحَصَى، إِنَّهَا اللَّيْلَةُ الَّتِي مَنْ قَامَهَا إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَأَرْجَحُ الأَقْوَالِ - عباد الله - في وقْتِها أَنَّهَا فِي الوِتْرِ مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَأَنَّهَا تَنْتَقِلُ، وَأَرْجَى أَوْتَارِ العَشْرِ عِنْدَ الجَمْهُورِ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، كَمَا نَصَّ عَلَى ذَلِكَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ رحمه الله. غَيْرَ أَنَّ القَوْلَ بِتَنَقُّلِهَا بَيْنَ لَيَالِي أَوْتَارِ العَشْرِ هوَ القَوْلُ الرَّاجِحُ إن شاء الله، جَمْعًا بَيْنَ الأَخْبَارِ؛ فَيَنْبَغِي عَلَى المُسْلِمِ أَنْ يَجْتَهِدَ فِي هَذِهِ العَشْرِ كُلِّهَا، قَالَ أَهْلُ العِلْمِ:وَإِنَّمَا أَخْفَى اللَّهُ مَوْعِدَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ؛ لِيَجْتَهِدَ العِبَادُ فِي العِبَادَةِ، وَكَيْلاَ يَتَّكِلُوا عَلَى فَضْلِهَا وَيُقَصِّرُوا فِي غَيْرِهَا، فَأَرَادَ مِنْهُمْ الجِدَّ فِي العَمَلِ أَبَدًا. إِنَّهَا عِبادَ الله، لَيْلَةٌ تَجْرِي فِيهَا أَقْلاَمُ القَضَاءِ، بِإِسْعَادِ السُّعَدَاءِ، وَشَقَاءِ الأَشْقِيَاءِ:﴿فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان:4]، فَتَحَرَّوْهَا عِبَادَ اللَّهِ فِي هَذِهِ اللَّيْلَتين الباقِيَتَيْن مِنَ الأوتارِ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَمُنَّ عَلَيْكُمْ بِقيامهَا إيمانًا واحتِسابًا، فيَغْفِرُ لكم ما تقدّم من ذنوبِكم، ويُعْتِقَكُمْ مِنَ النَّارِ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ، وَقَدْ وَرَدَ فِي السُّنَنِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنْها، قَالَتْ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيَّ لَيْلَةٍ هِيَ لَيْلَةُ القَدْرِ، مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ:[قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي].

وأوضح الشيخ السديس أن الدُّنيا كُلّها كلَمْحةِ برقٍ أوْ غَمْضةِ عَين، فكيف بأيَّامٍ وليالٍ معدودات؟!!، وكيْفَ بالثُّلُثِ الأخيرِ منْها وما بقيَ منْه ؟!!، فالوقْتُ قصيرٌ لا يحْتملُ التقْصير، وهذِه الأيَّامُ السَّعيداتُ والَّليالي المباركاتُ، قدْ ذَهَبَ جُلُّها وأسْناها، وبقيَ خَاتِمَتُها وأَرْجَاها، فاتَ مُعْظمُها، وبقيَ أعْظَمُها، وأكْثرُ الشَّهرِ قدْ ذهبَ، وما بقيَ أغْلى من الذّهب، وَقَدْ فازَ وسَعِد - بإذنِ الله - من وُفِّق لِقِيامِها وعَمَلِ الصَّالِحاتِ فِيها والقُرُبات، ومَنْ تثاقَلَ وتَوانَى فَلْيبَادِر فيما بَقي، ولْيُحْيي ليلهُ قائِمًا ُقانِتًا، راكِعًا ساجدًا، لَعَلّه أنْ يلْحق الرّكْبَ الأُلَى، ويفوزَ بالقَبول والرِّضا.


أيُّهَا الصّائمون الأبرار: إنّ الله عزّ وجلّ كتبَ على هذه الدُّنيا الزَّوالَ والفَناء، وَتِلْكَ سُنَّةُ اللهِ فِي خَلْقِهِ، أَيَّامٌ تَنْقَضِي وَأَعْوَامٌ تَنْتَهِي إِلَى أَنْ يَرِثَ اللهُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا، وما هيَ إلاّ أيَّامٌ قَليلةٌ حتّى نوَدِّع ذَلِكُمُ المَوْسِمَ الكَرِيم، شَهْر رَمَضَانَ المُبَارَكَ، فَقَدْ قُوِّضَتْ خِيَامُهُ، وَتَصَرَّمَتْ أَيَّامُهُ، وَأَزِفَ رَحِيلُهُ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ قَلِيلُهُ، وإنَّ قُلوبَ الصالحينَ ونُفوسهُم إلى هذا الشهرِ تَحِنُّ، ومِن أَلَمِ فِراقِهِ تَئِنُّ، وكيفَ لاَ؟! وقَد عاشُوا فِيه أجْملَ الأوقاتِ وأسْعَد الَّلحظاتِ، حَيْثُ  تُسْكَبُ العبَراتُ، وتُرْفعُ الدعواتُ إلى ربِّ الأرضِ والسماوات، فتُنَزَّلُ الرَّحمات، وتُمْحى الخطايا وتُبَدَّلُ السَّيئاتُ حسَنات، وتُعْتقُ الرِّقابُ من النيران والدّركات، وتُرفَعُ الدَّرجاتُ في أعالي الجنّات ؟ فكيفَ لاَ تَتأَلَّمُ قلوبُ المُحبِّينَ الْوالهين على فِراقِهِ.

وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن الشَّهْرُ الكَرِيمُ سينْقضي بعدَ أيَّام، وَقَدْ أَحْسَنَ فِيهِ أُنَاسٌ وَأَسَاءَ آخَرُونَ، وَهُوَ شَاهِدٌ لَنَا أَوْ عَلَيْنَا، شَاهِدٌ لِلْمُشَمِّرِ بِصَيَامِهِ وَقِيَامِهِ وَبِرِّهِ وَإِحْسَانِهِ، وَعَلَى المُقَصِّرِ بِغَفْلَتِهِ وَإِعْرَاضِهِ وَشُحِّهِ وَعِصْيَانِهِ، وَلاَ نَدْرِي هَلْ نُدْرِكُهُ مَرَّةً أُخْرَى أَمْ يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ هَادِمُ اللَّذَّاتِ وَمُفِرِّقُ الجَمَاعَاتِ، فَالسَّعِيدُ فِي هَذَا الشَّهْرِ مَنْ وُفِّقَ لإِتْمَامِ العَمَلِ وِإِخْلاَصِهِ، وَمُحَاسَبَةِ النَّفْسِ وَالاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ النَّصُوحِ فِي خِتَامِهِ، فَإِنَّ الأَعْمَالَ بِالخَوَاتِيِمِ.

أيّها الصَّائِمون القائِمون: إِنَّ رَبَّكُمُ الجوادُ الكريم، يُفِيضُ مِنْ جُودِهِ وَكَرَمِهِ عَلَى عِبَادِهِ الصّائمين القائِمين فِي خِتَامِ الشَّهْرِ، فَيُعْتِقُ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ بِمَنِّهِ وَكَرَمِهِ مِنَ النَّارِ؛ فَقَدْ وَرَدَ أَنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ لِعِبَادِهِ الصَّائِمِينَ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَعْظَمَ فَضْلَ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَمَا أَوْسَعَ رَحْمَتَهُ بِعِبَادِهِ؛ فأروا الله من أنْفُسِكم خيرا، وطوبى ثمّ طوبى لِمَن اغتُفِرتْ زَلَّتُهُ، وتُقُبِّلتْ تَوبَتُه، وأُقِيلَتْ عَثْرَتُهُ، ويا بُؤسَ مُذْنبٍ لمْ تُغفر زلّتُه، ولم تُمْحَ جريرته، فقد رَغِمَ أنْفُه وعَظُمَ جُرْمُه.

واستهل معاليه خطبته الثانية قائلاً: فَاتَّقُوا اللَّهَ -عِبَادَ اللَّهِ- وَاعْلَمُوا -رَحِمَكُمُ اللَّهُ- أَنَّ اللَّهَ شَرَعَ لَكُمْ فِي خِتَامِ شَهْرِ رمضانَ المباركِ، أَعْمَالاً عَظِيمَةً تَسُدُّ الخَلَلَ، وَتَجْبُرُ النَّقْصَ، وَتُكَمِّلُ التَّقْصِيرَ، وَتَزِيدُ فِي الأَجْرِ وَالخَيْرِ، ومِمّا شَرَعَ لَكُمْ في خِتامِ شهْركم، زَكَاةَ الفِطْرِ شُكْرًا لِلَّهِ عَلَى التَّوْفِيقِ لِلصِّيَامِ وَالقِيَامِ، وَطُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ، وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ، وَتَحْرِيكًا لِمَشَاعِرِ الأُخُوَّةِ وَالأُلْفَةِ بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ وَالفُقَرَاءِ، وَهِيَ صَاعٌ مِنْ طَعَامٍ مِنْ بُرٍّ أَوْ نَحْوِهِ مِنْ قُوتِ البَلَدِ كَالأرُزِّ وَنَحْوِهِ، وَيَجِبُ إِخْرَاجُهَا عَنْ الكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالحُرِّ وَالعَبْدِ، وَيُسْتَحَبُّ إِخْرَاجُهَا عَنِ الحَمْلِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَالأَفْضَلُ أَنْ يُخْرِجَهَا مَا بَيْنَ صَلاَةِ الفَجْرِ وَصَلاَةِ العِيدِ، وَإِنْ أَخْرَجَهَا قَبْلَ العِيدِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ فَلاَ حَرَجَ، وَالسُّنَّةُ أَنْ يُخْرِجَهَا طَعَامًا كَمَا هِيَ سُنَّةُ المُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ -عِبَادَ اللَّهِ- وَأَدُّوا زَكَاةَ الفِطْرِ طَيِّبَةً بِهَا نُفُوسُكُمْ وَادْفَعُوهَا إِلَى مُسْتَحِقِّيهَا مِنَ الفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَنَحْوِهِمْ وَرَاقِبُوا اللَّهَ فِيهَا وَقْتًا وَقَدْرًا وَنَوْعًا وَمَصْرِفًا.

واعْلموا - رحِمكمُ الله-  أنَّ المولى تعالى شرَعَ لكمُ التكبيرَ عندَ إكْمالِ العِدَّةِ،  وشرعَ لكُم صلاةَ العيدِ؛ ابتهاجًا بيومِ الجوائزِ السَّعيد، فَأَقْبِلوا على صلاتِكُم، بكلِّ طيِّبٍ منَ الِّلباس وجَديد، وأظْهِروا نعْمةَ الله عليكُم بالإحسانِ والشُّكر، فالشُّكر بريدُ المزيد، واجْتهِدوا في دُعاء العزيزِ الحميد، واسألوه جلَّ جلالُهُ صلاحَ أحوالَ المسلمينَ وتوفيقهُم في أمورِ الدُّنيا والدين، إنّه جوادٌ مجيد.
photo 5801087085917093932 yphoto 5801087085917093926 yphoto 5801087085917093934 yphoto 5801087085917093935 y