الاخبار الرئيسية - AR

الاخبار الرئيسية - AR (11830)

فئات موروثة

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام

إقامة صلاة الغائب على المغفور له أمير دولة الكويت الشقيقة بالمسجد الحرام (0)

بتوجيه من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أقيمت صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة – رحمه الله – بالمسجد الحرام والذي وافته المنية يوم أمس الاثنين الموافق 12/2/1442هـ .
وقد أم المصلين لصلاة الغائب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، بحضور عدد من قيادات الرئاسة، وأوضح معالي الشيخ السديس أن إقامة صلاة الغائب على سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح في الحرمين الشريفين تعكس عمق الترابط العميق بين دولتنا المباركة -حماها الله-ودولة الكويت الشقيقة -رعاها الله-، مؤكداً معاليه أن فقيد دولة الكويت فقيد للأمة العربية والإسلامية، داعيًا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين - أيدهما الله -، ويديمهما ذخرًا للوطن والمواطنين، وأن يحفظ دول الخليج من كل سوء ومكروه , وأن يرحم سمو أمير دولة الكويت وأن يسكنه فسيح جناته.

590375A9 C487 4FC7 864D 4D5693FBACDD3E7A10AC 149C 41EE 9F31 668AE8D3A458D691A152 12E5 4987 8006 8FFA9500BE46FDDFBA82 DBE1 49A5 861B 7C50D4FF21E67F87ADAE A06E 4CD2 B079 EFD3F8E1F9E6331D9F6B 4377 4620 B552 77F94AC7097B3541C52E 6DAE 49AB 9E55 BC7DE0F17A83A7FE89C2 559A 43E3 8B02 54576F25B7F5


عرض العناصر...
السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها

السلامة في المسجد الحرام تتابع سير أعمالها (0)


عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.

وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.

ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.

عرض العناصر...
قيم الموضوع
(4 أصوات)
 
رفع الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي المهندس غازي بن ظافر الشهراني، أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظهما الله -؛ بمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ94، مؤكدًا أن هذه الذكرى ترمز لمسيرة حافلة بالعطاء والإنجازات، أرست دعائم النهضة والتنمية في كافة المجالات.
وأشار سعادته إلى أن ما تحقق من منجزات في الحرمين الشريفين تضمنت تطوير وتحسين منظومة التفويج لزيارة الروضة الشريفة في المسجد النبوي؛ انعكست -بفضل الله- على تحسين تجربة الزيارة وتنظيمها وإدارتها بكفاءة، كما أن تدشين مراكز لرعاية الأطفال في المسجد الحرام كان نتاج لحزمة من الأعمال المستمرة؛ بهدف تحسين تجربة القاصد والحرص على راحته وطمأنينته أثناء أداء مناسكه.
وأوضح المهندس الشهراني أن المملكة العربية السعودية، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين، تضع الحرمين الشريفين في قلب اهتماماتها الاستراتيجية، كما قدمت كافة الممكنات التنظيمية والمادية للعمل بخطى ثابتة نحو تطوير الأصول والمرافق في الحرمين الشريفين، وتطبيق الإدارة الذكية التي تعزز من جودة الخدمات المقدمة فيهما.
كما ثمن المهندس الشهراني جهود برنامج خدمة ضيوف الرحمن، الذي يعزز من تجربة الحجاج والمعتمرين، ويهدف إلى تطوير جميع جوانب البنية التحتية والتقنيات المستخدمة لخدمة ضيوف الرحمن، والوصول بعدد قاصدي الحرمين الشريفين إلى 30 مليون معتمر وزائر بحلول عام 2030.
وفي الختام، دعا المهندس غازي الشهراني المولى -عز وجل- أن يحفظ المملكة وقيادتها الرشيدة، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والازدهار، مجدداً شكره وتقديره نظير الدعم الكبير الذي تحظى به الهيئة بفضل توجيهات القيادة الحكيمة ورعايتها.
 
قيم الموضوع
(6 أصوات)
اعتنت المملكة العربية السعودية على مر التاريخ بالحرمين الشريفين وخدمتهما، حيث أولى ملوك هذه البلاد المباركة المسجد الحرام والمسجد النبوي العناية والاهتمام، وذلك منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله - مروراً بأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله – رحمهم الله- إلى العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله -.

 ومن هذه الجهود الجليلة الاهتمام بماء زمزم المبارك، حيث تحظى بئر زمزم بعناية خاصة ليقدم الماء المبارك لقاصدي الحرمين الشريفين وفق أعلى المعايير.

 في عام 1345 هـ - 1926م أمر جلالة الملك عبدالعزيز بإنشاء سبيل لسقيا زمزم تحت مسمى سبيل الملك عبدالعزيز، كما أمر رحمه الله في عام 1346ه-1927م بإنشاء سبيل ثان لسقيا زمزم، وفي العام نفسه أمر أيضاً بإصلاح بئر زمزم وتنظيفها ووضع غطاء عليها.

وفي عهد الملك سعود بن عبد العزيز آل سعود أمر -رحمه الله- عام 1373هـ-1953م بتركيب مضخة لرفع مياه زمزم، وفي عام 1382هـ-1962م أمر بإزالة مبنى بئر زمزم القديم وإنشاء قبو لبئر زمزم.

وواصل الملك فيصل -رحمه الله- اهتمامه ورعايته لبئر زمزم، حيث أمر في عام 1393هـ-1973م بإنشاء قبو ثان للبئر، وذلك حرصاً منه على توفير الراحة لضيوف الرحمن أثناء أدائهم لمناسكهم.

كما أولى الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- ماع زمزم بالغ اهتمامه حيث أمر عام 1399هـ-1978م بنقل مدخل قبو زمزم إلى قرب الرواق الشرقي والقيام بأول عملية استكشاف وتنظيف شامله للبئر وذلك من قبل عدد من الغواصين.

ومع انطلاق مشروع التوسعة السعودية الثانية للمسجد الحرام في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- 1409هـ-1988م تضمن المشروع نظام مياه للشرب والتصريف، حيث تكون من وحدتين ضخمه لماء زمزم وعدة صنابير للشرب وإنشاء مضخة في دور التوسعة الثانية.

وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- أمر عام 1427هـ-2006م بإنشاء محطة تنقية مياه البئر ومحطة ومصنع للتعبئة والنقل تعمل وفق نظام تحكم ومراقبة وتخزين آلي حيث سمي هذا المشروع باسم مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم.

وفي عام 1439هـ- ـ2017م  صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- على استكمال أعمال بئر زمزم وأعمال تأهيل العبارات حيث تم إنشاء عبارات الخدمات الخاصة بزمزم وعددها خمس عبارات كما تم استكمال المرحلة الأخيرة من تعقيم وإزالة للشوائب وفحص للبيئة المحيطة ببئر زمزم.

وتمر رحلة المياه المباركة من بئر زمزم وصولاً لقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي بعدة مراحل منها التنقية والتعقيم وذلك بضخ المياه الخام من بئر زمزم عن طريق مضختين عملاقتين بقدرة (360) متر مكعب بالساعة تقوم بسحب مياه زمزم من البئر وضخها إلى مشروع الملك عبد الله لتطوير مياه زمزم، والذي يقوم بدوره بتخزين المياه وإجراء أعمال التعقيم ثم إرسال مياه زمزم إلى محطة خزان زمزم وإلى محطة سبيل الملك عبد العزيز، ومرحلة ضخ المياه المسحوبة من المضختين تتم عبر خطوط نقل المياه الخام والتي تبلغ 4 كيلو متر تقريبا وهي مصنوعة من مادة الحديد الغير قابل للصدأ (استانلس ستيل) حيث يوجد على طول الخطوط غرف هواء وغسيل وغرف تحكم موصولة بوسائط خاصة بالتحكم.

وتخزن المياه من البئر في خزانات ذات سعة (5000) متر مكعب وهو مقسم إلى جزئين ومبني من الخرسانة المسلحة، ومرحلة تنقية المياه بعد عملية تخزين المياه تتم بنقلها إلى محطة التنقية وفلترة مياه زمزم وإنتاج المياه بدرجة عالية من النقاوة والتعقيم عبر منظومة متكاملة من الفلاتر، وتنتقل المياه المنتجة بعدها إلى خزاني كدي سعة (10000) م3 وسبيل الملك عبد العزيز.

ويزود المسجد الحرام بماء زمزم من خزان كدي وتعبأ صهاريج زمزم للمسجد النبوي من سبيل الملك عبد العزيز كما يتم الضخ إلى مصنع الإنتاج لتنتج عبوات ماء زمزم 5 لتر، وتنتقل المياه المنتجة من خزان كدي بعد إعادة تنقيتها عن طريق الأشعة فوق البنفسجية عبر أنابيب غير قابلة للصدأ (استانلس استيل) إلى محطات تبريد مياه زمزم حول المسجد الحرام حيث يتم ضخها إلى نقاط تعبئة الحافظات ومشربيات مياه زمزم في المسجد الحرام.

ويسبق كل مرحلة من المراحل الأساسية عملية أخذ عينات وتحليل لمياه زمزم للتأكد من مواصفاتها وخصائصها، ويخضع الماء المبارك في جميع مراحل رحلته إلى عينات عشوائية يتم تحليلها للتأكد من سلامتها وخلوها من أي ملوثات، وتتم عملية فحص عينات ماء زمزم بالتقنية المستخدمة في الفحص بالخطوات التالية: فيزيائياً بالتأكد بعد أخذ العينة وخلوها من أي شوائب ترى بالعين المجردة، وكيميائياً بتحليل جميع مركباتها بأجهزة مخصصة ومطابقتها للمواصفات والمقاييس، وبكتيريولوجيا: بفحص المياه بمواد مخصصة باستزراع البكتيريا والميكروبات، كما تستخدم تقنيات خاصة ذات كفاءة عالية مخصصة لفحص المياه في المختبر ومنها: أجهزة الكيمياء: - جهاز الفحص الفوري للكلور- جهاز قياس الحمضية والقلوية للمياه ph - جهاز تحليل جميع مركبات وعناصر المياه وأجهزة الميكروبيولوجي: -جهاز لتحضين البكتيريا ونموها في أسرع وقت للكشف عن البكتيريا والميكروبات- جهاز كبينة السلامة للعمل على زراعة البكتيريا في بيئة منعزلة عن أي تلوث خارجي، لضمان مستوى التحاليل- جهاز الميكروسكوب لمعرفة أنواع البكتيريا ومصدرها.

ويستقبل المسجد الحرام يومياً قرابة (مليون وربع) لتر، من مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لسقيا زمزم حيث جهزت الهيئة العامة ما يزيد عن (30) ألف حافظة لماء زمزم المبارك موزعة في أنحاء المسجد الحرام وساحاته ومرافقه الخارجية يتم تعبئتها خمس مرات يومياً، وتوفير ما يزيد عن (300) حقيبة متنقلة لتوزيع عبوات زمزم، و(80) عربة ذكية سعة (80) لترا تتم إدارتها وتوزيعها من خلال أكثر من (1030) عامل.

 HIM7665 2IMG 1021IMG 1022IMG 1023IMG 1025IMG 1026IMG 1029IMG 1030IMG 1028IMG 1035
قيم الموضوع
(0 أصوات)
 
تستذكر المملكة العربية السعودية في اليوم الوطني الـ94 إنجازات تاريخية، تأتي في مقدمتها التوسعات العملاقة في المسجد الحرام، منذ تأسيس المملكة على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - والاهتمام بالحرمين الشريفين هو أولوية للمملكة العربية السعودية، انطلاقًا من مكانتهما الدينية العظيمة في قلوب المسلمين حول العالم.
مشروع توسعة المسجد الحرام في عهد المؤسس

انطلقت مشاريع توسعة الحرم المكي الشريف عام 1344هـ - 1925م، عندما أمر الملك عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- بترميم المسجد الحرام ترميمًا شاملاً، وقد تبعه على نهجه أبناؤه الملوك من بعده -رحمهم الله- حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-.
التوسعة السعودية الأولى

في عام 1375هـ -1955م بدأت أعمال البناء والتشييد للرواق السعودي، والتوسعة السعودية الأولى وكان ذلك في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-، وفي العام 1396هـ -1976م تم الانتهاء من أعمال البناء والتشييد للرواق السعودي.
التوسعة السعودية الثانية

وضع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -رحمه الله- في عام 1409هـ - 1988م حجر الأساس لأكبر توسعة للحرم المكي في حينها، والتي شملت إضافة جزء جديد إلى المسجد من الناحية الغربية، وفي العام 1413هـ - 1993م دُشنت التوسعة السعودية الثانية.
التوسعة السعودية الثالثة

مع تزايد أعداد زوار بيت الله الحرام، أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - رحمه الله – في عام 1429هـ - 2008م توجيهاته بالبدء في مشروع توسعة الحرم المكي الثالثة، وهو المشروع الأكبر في تاريخ المسجد الحرام.
الرواق السعودي تجديده وتطويره

اكتمل تطوير الرواق السعودي في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- حيث يستوعب عدد 107 ألف طائف في الساعة، وعدد 278 ألف مصلي
بمساحة إجمالية 210 ألف م 2.
رؤية 2030 وتطوير الحرمين الشريفين

تأتي هذه التوسعات العملاقة كجزء من رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى رفع طاقة استيعاب الحرمين الشريفين إلى مستويات قياسية، لتتمكن المملكة من استقبال أكثر من 30 مليون معتمر سنويًا، تجسد هذه المشاريع رؤية القيادة الحكيمة وحرصها الدائم على توفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، في ظل بيئة آمنة ومريحة تساعدهم على أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.


 
قيم الموضوع
(0 أصوات)
تواصل المملكة العربية السعودية جهودها المستمرة في رعاية وتطوير المسجد الحرام، وتُعتبر الأبواب الرئيسية في المسجد الحرام جزءاً أساسياً من هذه الجهود، لما لها من دور حيوي في تسهيل دخول وخروج الملايين من المصلين والمعتمرين والحجاج سنوياً، وتؤدي دوراً جوهرياً لتبقى تجربة الزوار في المسجد الحرام تجربة فريدة ومميزة، تتماشى مع قدسية المكان وأهميته الدينية.
الأبواب الرئيسية في المسجد الحرام
باب الملك عبد العزيز رقم (1):
يعد من الأبواب الأساسية ويقع في الساحة الجنوبية للمسجد الحرام، تم تطوير هذا الباب ضمن مشروع توسعة المطاف، ليصبح بمساحة تتناسب مع تدفق أعداد كبيرة من الزوار، يبلغ ارتفاع هذا الباب 24.5 مترًا، بينما يصل عرضه إلى 6 أمتار، مما يجعله من أهم الأبواب الرئيسية التي تتيح دخول المصلين بسلاسة.
-باب الملك فهد رقم (79):
يقع هذا الباب في الساحة الغربية للمسجد الحرام، ويعد من الأبواب الهامة التي تم تحديثها لتسهيل حركة الحشود. يتميز بارتفاعه البالغ 9.9 مترًا وعرضه الذي يصل إلى 13.25 مترًا، مما يسهل دخول وخروج أعداد كبيرة من المصلين والزوار.
-باب الفتح رقم (45):
يقع في الساحة الشمالية وتم تطويره ضمن مشروع توسعة المطاف أيضًا، يبلغ ارتفاع الباب 12.7 مترًا، وعرضه 6.06 أمتار، مما يساهم في تسهيل حركة المصلين، خاصة في الأوقات التي تشهد ازدحاماً كبيراً.
-باب العمرة رقم (62):
يقع هذا الباب في الساحة الغربية للمسجد الحرام، ويعد من الأبواب التي شهدت تطويراً حديثاً ضمن مشاريع التوسعة، يبلغ ارتفاعه 12.7 مترًا وعرضه 6.06 أمتار، ويعتبر من الأبواب الرئيسية التي تسهل حركة الحشود الكبيرة.
-باب الملك عبد الله رقم (100):
يعد هذا الباب من أحدث وأكبر الأبواب التي أضيفت ضمن مشروع التوسعة السعودية الثالثة، يقع في الساحة الشمالية للمسجد الحرام، ويبلغ ارتفاعه 25 مترًا وعرضه 42.7 مترًا، والذي يزن 14 طن، ما يجعله من الأبواب الأكثر استيعاباً لأعداد الزوار الكبيرة، ويعتبر نقطة عبور رئيسية للمصلين.
أهمية الأبواب الرئيسية من الناحية التنظيمية
تحظى الأبواب الرئيسية في المسجد الحرام بأهمية كبيرة من حيث التنظيم والتسهيل على المصلين والزوار، تتوزع هذه الأبواب في مواقع استراتيجية حول المسجد الحرام لتسهل الوصول إليه من مختلف الاتجاهات، سواء من الساحات الخارجية أو المناطق المحيطة.
استيعاب الأعداد الكبيرة من المصلين والزوار
يتميز المسجد الحرام بقدرته على استيعاب أعداد كبيرة من المصلين بفضل توسعاته المتعددة، ولأن الأبواب الرئيسية تعتبر نقاطاً أساسية في دخول وخروج الزوار، فقد تم تصميمها بمساحات كبيرة، تضمن تدفق الحشود بسلاسة دون حدوث ازدحام. على سبيل المثال، باب الملك عبد الله الذي يُعدُّ أكبر باب في المسجد، يبلغ عرضه 42.7 مترًا، وهو مصمم لاستيعاب أعداد ضخمة من الزوار.
الرمزية الهندسية والجمالية للأبواب والمآذن
لم يقتصر الاهتمام بتطوير الأبواب على جانبها الوظيفي فقط، بل أيضاً على الجانب الجمالي والمعماري، فقد تم تصميم هذه الأبواب بعناية فائقة، حيث تزينها النقوش والزخارف الإسلامية التي تضفي على المكان رونقاً خاصاً، بالإضافة إلى ذلك، تعلو الأبواب الرئيسية مآذن شاهقة من أطول وأجمل المآذن في العالم الإسلامي، تتيح للزوار رؤية المسجد الحرام من مسافات بعيدة، مما يسهل عليهم تحديد مواقع الأبواب الرئيسية.
خدمات إضافية مرافقة للأبواب
تم تجهيز الأبواب الرئيسية بعدة خدمات تسهل على الزوار الدخول والخروج من المسجد الحرام، يوجد حول هذه الأبواب مداخل مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، مما يجعل التجربة الكاملة للزوار مريحة وآمنة.



قيم الموضوع
(5 أصوات)

أمّ إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور علي الحذيفي المصلين بالمسجد النبوي لصلاة الجمعة واستهل خطبته قائلاً: يا بني آدم قد خلقكم الله تعالى لأمر عظيم وشأن كبير ، تخلت أن تحمله السموات والأرض وأشفقت من القيام به خوفاً من أن تضيعه فتعذب أو تقصر فيه فتلام ويصيبها بما قصرت فيه حساب الله وعقابه ألا إن هذا الأمر العظيم وهو عبادة الله تبارك وتعالى بإحسان وإصلاح الأرض بشرع الله واجتناب المظالم والمحارم.

وأضاف فضيلته: يا ابن آدم تفكر في مبدأ أمرك ونهايته وما بين البداية والنهاية من الأحوال المتقلبة، قال تعالى: لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ ، قال المفسرون: خلق الله الإنسان يلاقي ويواجه شدائد الدنيا والآخرة ومشاقها ثم يكون النعيم بعد ذلك للصابرين المتقين والعذاب لمتبعي الهوى والشهوات المحرمة، قال تعالى: ﴿ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ﴾.

وأوضح الشيخ الحذيفي: إن الحساب عسير وإن الناقد بصير وإن الله لا يخفى عليه شيء وهو عليم بذات الصدور، لن تزول قدما عبد يوم القيامة ولن تنتقل من مكانها لجواز الصراط المضروب على متن جهنم إلى الجنة حتى يُسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه ، يوماً بعد يوم وليلة بعد ليلة، فإن أجاب ربه بالصدق وأفنى عمره في طاعات مولاه فيا فوز الطائعين، قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّدِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَرُ خَلِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الفوز العظيم.

وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وهذا سؤال صعب ووقوف فيه كرب عن مداخل الأموال وكيفية مخارجها وسبل إنفاقها، والمال الحلال يدخل به الصالح أعلى الجنات، والمال الحرام يشقى به صاحبه في حياته ويشقى به ورثته الشؤمه بعد وفاته، عَنْ خَوْلَةَ الْأَنْصَارِيَّةِ – رضي الله عنها - قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّ رِجَالًا يَتَخَوَّضُونَ فِي مَالِ اللَّهِ بِغَيْرِ حَقٍ، فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.» رواه البخاري.

فما أعظم مسؤولية المال وما أكثر شره وفساده لمن أنفقه على الشهوات وحرم المستحقين منه، وعن علمه ماذا عمل به والعمل بالعلم هو تعليمه لمن يحتاج إليه والأمر فيه بالخير والنهي فيه عن الشر، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، فأعظم إحسان هداية الإنسان للهدى ونهيه عن الردى.

وفي ختام خطبته أوصى الحذيفي قائلاً: اتقوا الله حق التقوى وتمسكوا بالعروة الوثقى فمن تمسك بتقواه فاز بالخير ونجا من الشرور والمهلكات، فما من خير يناله المسلم في هذه الدنيا والآخرة إلا أجراه الله على يديه.

WhatsApp Image‏ 1446 03 10 at 14.01.30WhatsApp Image‏ 1446 03 10 at 14.01.42WhatsApp Image‏ 1446 03 10 at 14.01.52
قيم الموضوع
(1 تصويت)

أمّ إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط المصلين في يوم الجمعة بالمسجد الحرام واستهل خطبته قائلًا : أيها المسلمون لئن كثُرت نِعمُ الربِّ على عباده، وتنوَّعَت مِنَنُه، وعظُمَت آلاؤُه، فاستوجَبَت شُكرًا يُعقِبُ لهم منه المزيد، فإن النعمةَ العُظمى -بعد نعمة الهداية إلى دين الله القويم وصراطه المستقيم- هي المِنَّةُ الربانيَّةُ الكريمة، ببِعثة هذا النبي الكريم، يقرأ عليهم آيات كتابه العظيم، ويطهرهم من ذنوبهم باتباعهم إياه، وطاعتهم له فيما يأمرهم به وينهاهم عنه، ويعلمهم كتاب ربهم الذي أنزله عليه، ببيان معانيه وأحكامه، ويوضح لهم سنته التي سنها للمؤمنين، فيستنقذهم مما كانوا فيه من الضلالة، ويبصرهم بعد العماية، كما قال عز اسمه: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾.

وإن النبي صلوات الله وسلامه عليه، مرسل من ربه عز وجل إلى قومه بلسانهم، فليس متهمًا عندهم، ولا يأنفون من الأخذ عنه، وهو في غاية النصح لهم، والسعي في كل ما به صلاح أحوالهم، وسعادتهم ونجاتهم، ويشق عليه ما يشق عليهم، ويحب الخير لهم، ويسعى جاهدًا في إيصاله إليهم، ويحرص على هدايتهم، ويكره الشر لهم، ويسعى في تنفيرهم منه، وذلك لشدة رأفته ورحمته ورفقه بهم، كما قال سبحانه: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ﴾،

وأضاف الدكتور خياط: ولذا كان حقه صلى الله عليه وسلم على أمته مقدمًا على كل الحقوق، وفي الطليعة من ذلك وجوب الإيمان بأنه عليه الصلاة والسلام خاتم النبيين، فلا نبي ولا رسول بعده، كما قال تعالى: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ ، والإيمان بأنه صاحب الشفاعة العظمى التي يتخلى عنها أولوا العزم من الرسل، ومن حقه عليه الصلاة والسلام على الأمة محبَّتُه محبَّةً تفوقُ محبَّة الوالد والولد والناس كافَّة، كما جاء في الحديث الذي أخرجَه الشيخان في صحيحيهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يُؤمنُ أحدُكم حتى أكون أحبَّ إليه من والدِه وولدِه والناسِ أجمعين".

مشيراً فضيلته: أن الصادقَ في محبَّته صلى الله عليه وسلم لا بُدَّ أن تظهرَ علامةُ صِدقِه، وإلا كانت دعوَى لا بيِّنةَ عليها، والبيِّنةُ الدالَّةُ على صِدقِ دعوَى المحبَّة، تتجلَّى في علاماتٍ وأماراتٍ، أهمُّها: الاقتِداءُ به والعملُ بسُنَّته، والتأدُّبُ بآدابه في العُسر واليُسر والمنشَط والمكرَه، وإيثارُ ما صنعَه صلى الله عليه وسلم على هوَى النفس، ونُصرةُ دينِه، والذبُّ عن سُنَّته، والذَّودُ عن شرعِه، وكثرةُ ذِكرِه عليه الصلاة والسلام، فإن من أحبَّ شيئًا أكثرَ من ذِكرِه، وكثرةُ الشوقِ إلى لقائِه عليه الصلاة والسلام، وإن من صدق المحبة له عليه الصلاة والسلام، الإكثارُ من الصلاة عليه، فإنه من صلَّى عليه صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا، كما ثبَت ذلك فيما صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم، لاسيَّما في المواطِن التي يُستحبُّ فيها، كأول الدعاء وآخره، وعقِب الأذان، وعند ذِكرِه، وعند دخول المسجد والخروج منه، ويوم الجمعة وليلته، وفي التشهُّد.

مبيناً أن من لوازم محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم طاعته في كل شأن، وقد أمرَ سبحانه بها فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ﴾، وأخبرَ تعالى ذِكرُه أن من أطاعَه عليه الصلاة والسلام فهو مُطيعٌ لله، ومن عصاهُ فقد عصَى اللهَ عز وجل، لأنه لا يأمرُ إلا بأمرِه سبحانه، ولا ينهَى إلا بنهيِه، وإنما تتحقَّقُ طاعتُه صلى الله عليه وسلم بالاقتِداء به واتباعه، والاهتِداء بهديِه، والاستِنان بسُنَّته، وبالتحاكُم إليه في كل الأمور، والرِّضا بحُكمه.

واختتم فضيلته خطبته قائلاً عباد الله: لقد أوجب الله عز وجل التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، مبيِّنًا أنه القدوة الحقة لكل مؤمن بالله واليوم الآخر، يستعصم بها من الضلال، ويبلغ بها ما يأمل من الرِّضوان، ونزول رفيع الجنان، فقال سبحانه: ﴿ لقد كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾، فهديه صلوات الله وسلامه عليه، خير ما يَستمسِك به مَنْ أخلَص دِينَه لله، وابتغى الوسيلة إلى محبته ورضاه، فإنه أكمل الهدي، وأفضل الزاد ليوم المعاد.

HIM 3862HIM 3865 (1)HIM 3865HIM 3868HIM 3869HIM 3875 (1)HIM 3879 (1)HIM 3882HIM 3883HIM 3890
قيم الموضوع
(3 أصوات)
 
أمّ إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الدكتور عبد الباري الثبيتي المصلين بالمسجد النبوي الشريف واستهل فضيلته خطبته قائلا: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فهي زاد العبد وبها فلاحه في الدنيا والآخرة.
«مات فلان»؛ كلمة تتردد في كل وقت ،وأن، وتطرق الأسماع في كل حين؛ تغير مجرى الأحداث، وتشكل منعطفاً في الواقع، وصدمة في الحال؛ ففلان هذا كان قبل يروح ويجي، يحلم ويتمنى، ويأمل ويطيل الأمل، ويتقلب في دنياه وفي بيته بين أولاده وأسرته.
لقد كان يأمر وينهى، ويمشي في الأرض مرحاً؛ فإذا به قد أسلم الروح إلى باريها، وغدا جثة هامدة، البصر، لا يملك لنفسه شيئاً، ولا يقدر على شيء.
في هذه اللحظة لم يعد الموظف الكبير وصاحب السلطان العظيم؛ نزعت الألقاب وسقطت النياشين؛ خرج من منزله الواسع وقصره المنيف بلباس البياض، إلى حفرة يهال عليه التراب.
وحين ترى فلاناً مسجى جثة هامدة لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً؛ تتبين لك حقيقة ضعف الإنسان مهما تكبر، وعجزه مهما تعالى؛ فمن يرى نفسه الأرقى نسباً والأرفع حسباً والأكثر مالاً والمتغطرس والمتعالي؛ هذه نهاية قصته بالحياة الدنيا !!
يحتضر الإنسان؛ فيتحلق حوله أهله ويرون حاله ويرومون إنقاذه، ويطلبون الطبيب ولسان الحال: ولم أر الطبيب اليوم ينفعني؛ فهذا الأجل مكتوب، والأمر محتوم؛ بل تقف البشرية كلها عاجزة بما تملكه من علم وهي حريصة على الحياة أن تؤجل الأجل ساعة من نهار أو لحظة من زمان؛ إعجاز إلهي، وقدرة خالق.
متى الموت؟ وأين تقبض الروح؟ حجب ذلك كله في صحيفة الغيب.
لقد أصبح فلان في عداد الموتى؛ فهو لن يذهب غداً إلى وظيفته ولن يجلس على مكتبه! ولن يحتضن أطفاله ولن يلقى أحبته وأصدقاءه ! لقد طويت صحيفة أعماله وطويت معها آماله وأحلامه، وغدا المال مال الورثة! والبيت ضمن التركة! فالموت فاجأه بلا استئذان، وهذا حال كل إنسان. 
مات فلان؛ خبر يوقظ القلوب، ورسالة تذكير بالمآل المحتوم ؛ قال عمر رضي الله عنه: "كل يوم يقال مات فلان وفلان ولا بد من يوم يقال فيه مات عمر".
مات فلان؛ خبر مفجع؛ وهو أشد وقعاً وأوجع حالاً حين يتعلق الأمر بأحد والديك أو ولدك أو أخيك أو صديقك الحميم؛ والناس يتفاوتون في تحمل الصدمة عند تلقي الخبر على قدر إيمانهم، وبقدر رسوخ الإيمان يتحلى المرء بالصبر والاحتساب والرضا بقضاء الله وقدره .
إذا كان الأجل غيباً، وقد يكون اليوم أو غداً؛ وإن غداً لناظره لقريب؛ فإن أهل البصائر يعقدون العزم على الاستعداد بحسن الزاد يتفقد المرء ،عبادته، ويسبر مسار صلاحه ويراجع علاقته بخالقه؛ ويراجع كشف حسابه، ومسيرة عمله وصلاته، حقوق الآخرين عليه بر والديه صيامه زكاة ماله قراءة القرآن، موقفه من من المناهي والمحرمات. وفي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام قال لي جبريل: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك ملاقيه» رواه البيهقي وحسنه الألباني.
سيحزن الأهل والأصحاب، وتبكي الزوجة والأولاد ألما على فراق فلان ومن طبيعة الحال والأحوال، ومع مرور الأيام والشهور؛ ستجف الدموع، وتختفي الأحزان، وتبقى الذكرى طيف من خيال؛ بل إنه ليصل، الحال كما أخبر رب العزة والجلال عن القيامة ذي الأهوال.
نرى هذه الحقيقة ماثلة للعيان في موت فلان حين يحمله على النعش أهله المحبون له، وأولاده المشفقون عليه، وبعد أن يوسد التراب؛ يرجع الجميع ولن يبقى معه بقبره سوى عمله؛ عمله الصالح رفيقه في قبره، ونعم المسكن لمن أحسن؛ يصور هذا المشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد : يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله» رواه البخاري ومسلم.
واستهل فضيلته خطبته الثانية قائلا: بعد موت فلان؛ تنتشي الألسن بالحديث عن أثره وآثاره وحسناته وأخلاقه، الجار يثني على حسن جواره، والقريب يقدر صلته ،وإنفاقه والفقير يذكر صدقته وإحسانه.
يرحل أقوام وتبقى صحيفة أعمالهم ممتدة، وحسناتهم تتدفق وتتزايد؛ بوقف خالد، أو ولد صالح، أو علم في الأرض سائر ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له» رواه مسلم.
إلا من ومنهم من إذا مات تثاقلت الألسن عن ذكر أثره ، ووصف عمله؛ لسوء خلقه، وشناعة عمله؛ بل قد يدعو عليه مظلوم من شدة ما وجد من ظلمه؛ فكم من حقوق سلبها؟ ومظالم اقترفها؟ أو عمل شائن خلده بعد موته؟ مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة فقال: «مستريح ومستراح منه، قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال : العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب» رواه البخاري، وقال تعالى: لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ .
GWyXZw0WgAArnJQGWyXZwIXQAAKIRt
قيم الموضوع
(7 أصوات)


أمّ وخطب المصلين لصلاة الجمعة من المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد.

واستهل خطبته قائلًا: إن للحق نورا، وللفضيلة جمالًا، والحكمةُ البالغةُ، والموعظةُ الحسنةُ حين تكون في كلماتٍ رصينة، وخطابٍ رفيق تُقْبِل عليها النفوس، وتأنس بها العقول؛ من حجة ظاهرة، وبرهان جلي، في رفق وأدب: دالةٍ على أن لكل مقام مقالًا، ولكل طبقة خطابًا.

أيها المسلمون: يقول أهل العلم: الاستقامة على الحق تكون في سلوكِ سبيلِ الهدى، وطيبِ الغذاء، والجدِّ في تحصيل التقوى، وملازمةِ الذكر، ولزومِ الشرع، وتعظيمِ حرمات المسلمين، ومن استقام باطنه استقامت أموره.

والخيرُ في خمس خصال: لباسِ التقوى، والثقةِ بالله، وكسبِ الحلال، وغنى النفس، وكفِّ الأذى، وأدوأُ الداء خلقٌ دنيء، ولسانٌ بذيء.

واعلموا رحمكم الله أن إمهال الله ليس إهمالا، فالعبد مُساءل ومجازى، ولا يتعظ إلا أهل الخوف والخشية، وكفى بالمرء علمًا أن يخشى الله، وكفى به جهلا أن يعجب بعمله.

وليحذر العبد الناصح لنفسه من خشوع الظاهر وفجور القلب، وليستح العبد أن يُصلح ما ظهر للخلق، ولا يُصْلحْ ما يعلمه الخالق جل وعلا (إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أعمالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم)، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن ستر عورة أخيه ستر الله عورته، ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ثم يفْضَحْه ولو في جوف بيته).

أيها المسلمون: والصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة، والكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، وصحبة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار، والحسد يُولِّد قلة الشفقة بالمسلمين، وبئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.

ومِنْ ظُلْمِ العبد لنفسه أن يجد لنفسه عذراً في كل شيء ولا يعذر إخوانه في أي شيء، ولا يعتذر إلا القوي، ولا يسامح إلا الأشجع، ولا ينسى إلا الأسعد.

واعلموا – رحمكم الله – أن الخلق لا يذمون العبد إلا بمقدار ما جعل الله في قلوبهم، ومن خاف الله لم يضره أحد، ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد، وعلى قدر حب العبد لربه يحبب إليه خلقه، وكلما زاد خوفه من ربه ألقى الله مهابته في عباده.

يا عبد الله: قُلْ الصدق، والزمْ الحق، واعمل الصواب، وسوف يرضى الناس ولو بعد حين، وهمُّ الدنيا ظلمة في القلب، وهمُّ الآخرة نور في القلب، والغضبُ عقابٌ يعاقب به المرء نفسَه والمخطئُ غيرُه، والصداقة خسارة إلا ما صافيت، والمال حسرة إلا ما واسيت، والمخالطة تخليط إلا ما داريت.

وليعلم العبد الصالح الناصح لنفسه أن اختيار الله خير له من اختياره لنفسه، فالعبد مدبَّر لا مدبِّر، وسخطه لا يغير القضاء، فليلزم طريق الرضا بالقضاء، والثبات يكون عند الابتلاء، أما في زمن العافية فالثابتون كثير، والرضا حين البلاء، أما في حال طيب العيش فالراضون كثير.

ومن أطاع مطامعه استعبدته، ومن زادت مطامعه هان عليه دينه، والأطماع تقطع أعناق الرجال، وليُعلم – عباد الله - أن سبب الخلاف بين الناس إما مقصود لم يفهم أو مفهوم لم يقصد.

معاشر الإخوة: ومن تعامل مع أدوات التواصلَ فْليُذَكِّر بفريضة، ولْيدُلَّ على سنة، ولينبِّه على خطأ، ولينصحْ باحتساب، وليحتسبْ الأجر والثواب، وليحرصْ على جمع الكلمة، وإحسان الظن، وليحبَّ لأخيه ما يحب لنفسه، وليظنَّ بأخيه الخير، وليتق شر ظنون نفسه.

وليحذر أن يكون الناصح لنفسه في هذه الأدوات ممن يتجول بدلاء فارغة، ويجعل عقله مستباحا لمتطفلي هذه الأدوات الثرثارين بما لا ينفع.

فيالسعادة عبد رزقه الله توبة تحفظه من الإصرار، وخوفاً يقيه من التسويف، ورجاءً يقصر عنده الأمل، وعَمَر وقته بذكر ربه في توحيد خالص وإخلاص صادق، وكلُّ ساقٍ سيُسقى بما سقى، ومن ذُكِّر فلم ينزجر فهو محروم، ومن دخل فيما لا يعنيه فهو الملوم، واتقوا يوما يقول فيه العبد.

وذكر معاليه في خطبته الثانية: احرص – حفظك الله – على أن تكون ممن إذا علم رفق، وإذا سُئل بذل، وكن عونا للمسترشد، وحليف الصدق للمستنصح، ومستودع البر للمسترفد، قريبَ الرضا، بعيدَ الهمة، الحقُّ مبتغاك، والحياءُ سترُك، والورعُ سربالُك، في بصائرَ من النور تبصرها، وحقائقَ من العلم تأخذ بها، وإذا زللت فارجع، وإذا أخطأت فاعتذر، وإذا أذنبت فأقلع، وإذا جهلت فاسأل، وإذا غضبت فأمسك، واعلم أن لك الفضل ما لم تر فضلك، فإذا رأيت فضلك فلا فضل لك.
IMG 20240906 134128 168IMG 20240906 134127 880IMG 20240906 134127 829IMG 20240906 134127 562
قيم الموضوع
(1 تصويت)
خطب وأمَّ المصلين لصلاة الجمعة في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن علي الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف.

 واستهل خطبته بعد أن حمد الله تعالى بقوله: معاشر المؤمنين والمؤمنات: إن العاقل وهو يقطع طريق رحلته في هذه الدنيا، فتتعرج به مسالكها، وتتشعب به مساربها، ليتوقف برهة من عمر الزمان توقف المعتبر، فينظر إلى آثار خطواته، ويتأمل طريق مسيرته الممتد، فتتنازعه مشاعر الدهشة والحزن والاغتباط، اندهاشاً من سرعة تصرم حبال الأيام، وانطواء بساط الأعوام، وحزناً على سالف العمر وماضي الزمان، وما في طوايا ذلك من تفويت وتفريط، وتسويف وتضييع، واغتباطاً بما أنجح من مقاصده وحقق من مآربه، إنها رحلة طويلة قصيرة، مسعدة مشجية، مفرحة مبكية، طويلة في تفاصيل أحداثها، قصيرة حين يلوح للسائر فيها محط رحاله، فيها انكسارات وانتصارات، ودموع حزن وسرور، وراحةٌ ونصب، واجتماع وافتراق، وصعود وهبوط، إنها سنة الله في هذه الدنيا كما قال جل شأنه: (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور).

 وما ألطف ذلك التشبيه النبوي لحال المؤمن مع الدنيا وما أرقه، قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه، قلنا يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاء؟ فقال: ما لي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها.

 إخوة الإيمان: إن المؤمن وهو يمخر عباب بحر هذه الحياة الهادر فتتقلب به لجَجها، وتتقاذفه أمواجها، يعيش حالة من الاستقرار النفسي والسلام الروحي؛ لأنه معلق القلب بخالق هذا الوجود، ممتلئ الفؤاد بحبه، متضلع الحنايا بتوحيده، فالصراع الدنيوي عنده صراع خارج النفس لا داخلها، يراه بعينه ولا يعيشه في نفسه.

 إن الإيمان الصادق في غمرات هذه الحياة يتخلل حنايا النفوس المنهكة برداً وسلاماً، ورضاً ويقيناً، وسكينة وثباتاً، فهو ربيع القلوب في بيداء الحياة، وظلها الوارف في هجير الشدائد، وسفينة النجاة في غمرات هذه الدنيا، تجد المؤمن على رغم ما يلقى من أوهاق الحياة ومناكد الدنيا ساكن القلب بسام المحيا طَلْقَ الوجه رضي النفس حلو المنطق، ثقلت مغارمه فزاد نواله، كالعود ضاعف طيبه الإحراق.

 الإيمان سلوان القلوب وأنس النفوس وسرور الأفئدة في حومة ذلك الصراع الدنيوي، فلا يعرف حلاوة العيش وطيب الحياة من لم ينغمس في نهره الدفاق فيعب منه حتى تروى روحه، فتصطبغ به ذاته، ويفيض ذلك الري على جوارحه، ويتنضر به محياه، (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون)، إن الحياة مع الإيمان حياة طيبة كريمة مطمئنة، تتصاغر أمامها جبال المصاعب والشدائد، ويتهاوى ركام اللذائذ والمطامع، فللإيمان حلاوة كما عبر النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم، طعمها في نفسه وأثرها في قلبه من رسخ الإيمان في قلبه إذعاناً وإقراراً، وتحقق به امتثالاً وخضوعاً واستسلاماً، لا تصف لذتها ولا تحد حقيقتها العبارات والكلمات، بل هي حقائق يعرفها أهل الإيمان، ويدركها الصفوة من عباد الرحمن.

 واستهل فضيلته خطبته الثانية قائلاً: إن الإيمان الحق ليس معنى مجرداً من الحقائق أو نظرية لا ترجمان لها في واقع الحياة، إنها عقيدة يمتلئ بها القلب فتفيض على النفس طمأنينة وسكينة ورضاً وسروراً، ثم تغمر الجوارح عملاً وامتثالاً، ثم تتسع دائرتها حتى تفيض على الإنسانية كلها سلاماً وسكينة وحباً وخيراً وعدلاً، فهي تسمو بالمؤمن فوق مطامع الحياة البائدة، وترقى به إلى معارج الكمال الإنساني.

 إن هذا الدين العظيم جاء ليعيد صياغة الإنسان عقلاً ونفساً وروحاً وسلوكاً، فيكون على قدر راسخ من القيم والأخلاق والسمو النفسي والروحي والعقلي في هذا الكون، فالإيمان بمعناه الأرحب ربط للمخلوق بالخالق واتصال لعالم الشهادة بعالم الغيب، كما أنه يحقق التكامل بين النفس والروح والسلوك والأخلاق لذلك المخلوق الكريم على الله تعالى، فيتحقق مراده تعالى من خلقه، بأن يغمر الإيمان ذلك الإنسان بالسلام النفسي والسكينة الروحية، قبل أن يعمر الأرض ويغمرها بإقامة الخير والعدل وإشاعة الحب والسلام والرحمة في العالمين قال تعالى: ( وما أرسلناك إلى رحمة للعالمين).
831b954a c257 4344 aa8d 498c84f5d98ddb114f52 69f9 413b aa1c edaaf98ef5d24e099b13 6702 4bf6 8f2b eaf4eaa9af7b1dfb0adb 2663 4065 84fb e731cc6194b1
قيم الموضوع
(2 أصوات)
خطب وأمَّ المصلين في صلاة الجمعة من المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور ماهر بن حمد المعيقلي إمام وخطيب المسجد الحرام.

 واستهل فضيلته خطبته قائلًا: إن من أصول العقيدة، الإيمان بوجود الملائكة، وما ورد عنهم من صفات عظيمة، وأعمال جليلة، فقد أقسم الله بهم، وأعلى بين العالمين ذكرهم، والملائكةُ عباد مكرمون، قربهم الله إليه، وشرفهم بعبادته، فهم خاضعون لجبروته، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، يسبحون الليلِ والنهار لا يفترون، ولا يستحسرون ولا يسأَمُون، ولا يسْبِقُونَه بِالْقَوْل، وهم من خشيتِهِ وإجلالِهِ مُشْفِقُون، أعظمُهم مكانة وقدرًا، وأرفعهم منزلة وشأناً: الروح الأمين، جبريلُ عليه السلام، رآهُ النبيُّ  صلى الله عليه وسلم على خِلقَتِه التي خلَقَه اللهُ عليها، وقد سَدَّ الأفُق، وله ستمائة جَناح، ووصفه الله تعالى بقوله: (ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ)، وهو مع ما حُبي به من مكانة عظيمة، شديد الخشية لربه، ففي المعجم الأوسط للطبراني: قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى، وَجِبْرِيلُ كَالْحِلْسِ الْبَالِي مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ))،  والحِلْسُ: كِساءٌ يُبسَطُ ويُفرَشُ في أرضِ البَيتِ، وفي سنن أبي داود: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ، سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ لِلسَّمَاءِ صَلْصَلَةً كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفَا، فَيُصْعَقُونَ، فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ جِبْرِيلُ، حَتَّى إِذَا جَاءَهُمْ جِبْرِيلُ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ» قَالَ: " فَيَقُولُونَ: يَا جِبْرِيلُ مَاذَا قَالَ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: الْحَقَّ، وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)).

أيها المؤمنون: خلق الله تعالى الملائكة، وأوكل إليهم أعمالاً جليلة، فمنهم المُوكَّلُ بالوحيِ بين الله ورسله، ومنهم المُوكَّلُ بالنبات والقْطرِ، ومنهم المأمور بالنفخِ في الصُّور، وما من رجل يعود مريضا إلا شيعه سبعون ألف ملك، يستغفرون له، وما من عبد يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، إلا صلت عليه الملائكة، وقَالَ له الْمَلَكُ الموكل بذلك: يَا مُحَمَّدُ، إِنَّ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ صَلَّى عَلَيْكَ السَّاعَةَ، ولله ملائكة يحثون العبد على طاعة ربه وعبادته، ويحضرون صلاته وقرآنه، وملائكة يدعون لأصحاب الصفِّ الأوَّل، وملائكة يقفون على أبوابِ المساجِدِ يوم الجُمُعة، يكتبون الأول فالأول، وملائكة يطوفون في الطرقات، يلتمسون أهل الذكر، ومُعلِّمي الناسِ الخير، فإذا وجدوهم، جلسوا معهم، وحف بعضهم بعضا بأجنحتهم، حتى يملؤوا ما بينهم وبين السماء الدنيا، قَالَ: " فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ، وَهُوَ أَعْلَمُ مِنْهُمْ، مَا يَقُولُ عِبَادِي؟ قَالُوا: يَقُولُونَ: يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيُمَجِّدُونَكَ " قَالَ: " فَيَقُولُ: هَلْ رَأَوْنِي؟ " قَالَ: " فَيَقُولُونَ: لاَ وَاللَّهِ مَا رَأَوْكَ؟ " قَالَ: " فَيَقُولُ: وَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟ " قَالَ: " يَقُولُونَ: لَوْ رَأَوْكَ كَانُوا أَشَدَّ لَكَ عِبَادَةً، وَأَشَدَّ لَكَ تَمْجِيدًا وَتَحْمِيدًا، وَأَكْثَرَ لَكَ تَسْبِيحًا، -إلى أن يقول الرب جل جلاله-: فَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ " قَالَ: " يَقُولُ مَلَكٌ مِنَ المَلاَئِكَةِ: فِيهِمْ فُلاَنٌ لَيْسَ مِنْهُمْ، إِنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ. قَالَ: هُمُ الجُلَسَاءُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ))، رواه البخاري ومسلم.

إخوة الإيمان: إن الملائكة من أعظم جنود الرب تبارك وتعالى، فمنهم الصَّافَّاتِ والزَّاجِرَاتِ والتَّالِيَاتِ، والنازعات والناشطات والمدبرات، ومنهم ملك الموت، ورضوان خازن الجنان، ومالكٌ خازنُ النيران، وملائكة للرحمة، وملائكة للعذاب، وملائكة قد وكلوا بإحاطة الناس يوم الحشر، وملائكة قد أمروا بحمل النار إلى أرض المحشر، وعدد الملائكة كثير، لا يحصيهم إلا العلي الكبير، ففي سنن الترمذي: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ أَطَّتِ السَّمَاءُ -أي: ثقلت-، وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ))، والْبَيْتُ الْمَعْمُورُ فِي السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ، وصدق الله إذ يقول: ((وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ)).

معاشر المؤمنين: وإن من الملائكة من شرفهم الله بقربه، واختارهم لحمل عرشه، والمسبحين بحمده، وفي سنن أبي داود: قال صلى الله عليه وسلم: ((أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ، مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ، مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ))، وإن من كمال لطف الله بعباده المؤمنين، ما قيضه لأسباب سعادتهم، من استغفار حملة العرش لهم، والدعاء لهم بصلاح دينهم وآخرتهم، فقال جل جلاله: ((الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )).

واستهل فضيلته خطبته الثانية قائلاً : إن الإيمان بالملائكة، له أثر عظيم في مراقبة العبد لأقواله وأعماله، فالله تعالى يقول: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ * إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ * مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)، وقال سبحانه: (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ)، فملائكة لكتب الحسنات والسيئات، وآخرون يحفظون العبد بأمر الله، وفي الصحيحين: قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلَاةِ الْفَجْرِ، وَصَلَاةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ رَبُّهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ: كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي؟ فَيَقُولُونَ: تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ))، فإذا استشعر المرء استصحاب الملائكة له، وتقييدهم لأعماله، ورفعها لخالقه، اجتهد في طاعة ربه، وانزجر عن معصيته، وحافظ على أداء صلاته، وخاصة صلاتي الفجر والعصر، حيث اجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار، فهؤلاء يغادرون عنا وسيسألون، وهؤلاء يرابطون معنا ويكتبون، وهكذا كل يوم وليلة، ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ﴾، وإن ما يسجله الملائكة اليوم، هو ما يعرض في الكتب يوم القيامة، ((وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا)).

إخوة الإيمان: أكرموا ملائكة الكبير المتعال، فإن الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى منه بنو آدم، ولا تدخل بيتا فيه كلب ولا تمثال، والملائكة تهجر البيتَ الذي يهجر أهله الذكر والقرآنَ، فإذا هجرته الملائكة، حل فيه الشيطان، ففي صحيح مسلم: قال النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ، وَلَا عَشَاءَ، وَإِذَا دَخَلَ، فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ، وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أَدْرَكْتُمُ الْمَبِيتَ وَالْعَشَاءَ))، وقَالَ عليه الصلاة والسلام: ((لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ)).
1559bd3d 8bd1 47f2 9b00 4fcdeab67f217dba5b3f 6a8c 4d65 9190 77f2b600e1c20346a180 7947 4945 b071 2fdb2dd53deff11c5441 2509 49fd 87ec da3d3cda6964