عقد سعادة مساعد مدير عام السلامة مدير إدارة السلامة بالمسجد الحرام الأستاذ حسين بن حسن العسافي اجتماعاً بسعادة وكيل الإدارة الأستاذ فيصل من محمد العبدلي، ورؤساء الورديات؛ لمناقشة واستعراض الخطة التشغيلية ومهام الإدارة.
وأوضح العسافي ضرورة مواصلة ومضاعفة الجهود وتهيئة السبل لتأدية الزوار والمعتمرين نسكهم بكل ويسر وسهولة، ومتابعة استمرارية الأعمال على أكمل وجه لتحقيق السلامة في كافة أنحاء المسجد الحرام.
ويأتي الاجتماع بإشراف ومتابعة سعادة مدير عام السلامة المهندس بسام بن سعيد العبيدي وتوجهات سعادة وكيل الرئيس العام للأمن والسلامة ومواجهة الطوارئ والمخاطر الأستاذ فايز بن عبد الرحمن الحارثي؛ المبنية على توجيهات معالي الرئيس العام الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.
أم إمام وخطيب المسجد النبوي فضيلة الدكتور عبدالباري بن عواض الثبيتي المصلين بالمسجد النبوي واستهل فضيلته خطبته: عن الحقوق والواجبات بين الزوجين، والمعاشرة بينهما بالمعروف، وتبادل الاحترام والمودة والرحمة، قائلاً: "إنه مما يثلج الصدر ويبهج النفس، مناسبات الزواج التي يقترن فيها شاب بفتاة بميثاق غليظ، ورباط شرعي لبناء أسرة وتأسيس لبنة تشد أزر المجتمع وتقوي أركان الوطن، تترعرع في ظل أجواء هادئة هانئة تغذيها المودة والرحمة".
وأوضح أن مما يعزز السعادة، ويعمق الاستقرار في الزواج فهم الحقوق والواجبات وحدود المسؤوليات بين الزوجين، مبيناً أن البيت الذي يشع بالإيمان، ويظلله الدين، ويضاء بالطاعة بيت يخرج نباته طيب بإذن ربه ولو بعد حين، مستشهداً بقوله تعالى: (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
وأضاف أن البركة إذا حلت في البيوت والأسرة والحياة، ترادف الخير، ونفر الشيطان منها، موضحاً أن أهم أسبابها قراءة القران، وإحياء ذكر الله والصلاة، مستشهداً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم، ولا عشاء» رواه مسلم.
وذكر فضيلته، أن مما يقرب الأرواح، ويقوي أواصر المحبة بين الأزواج، المعاشرة بالمعروف، فهي قاعدة في أسلوب الحياة، ومنهج تعامل في الحياة الزوجية، قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)، وحسن العشرة: تكون بطيب القول، وحسن الفعل، والتلطف في المعاملة، وتوسيع النفقة، ولين الجانب، وإدخال السرور، والعفو والتسامح، وضبط النفس، والتحكم في الغضب، مضيفاً أن من المعاشرة بالمعروف حفظ الأسرار، وستر الخلافات، والابتعاد عن التجسس وكل ما يفضي إليه، وعدم البحث في العيوب، وتتبع العورات وكشف المستور، مورد قوله عليه الصلاة والسلام (إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم) رواه البخاري ومسلم.
وحذر فضيلته، من سوء الظن بين الزوجين، فهو من آفات الحياة الزوجية الذي يفضي إلى الاتهام بغير بيّنة، داعياً الأزواج إلى الرقي في المعاملة، وتعلم فن التغافل، وعدم الإيغال في تفاصيل الأمور الصغائر، والترفع عن سفاسف الأمور وتتبع السقطات، مشيراً إلى أن الحياة الزوجية قد تواجه بعض التحديات والخلافات التي تكدر صفوها، لكن العقلاء من الأزواج يجلسون على مائدة الحوار، يفندون المشكلات، ويغلبون مصلحة استقرار الأسرة وبقاء العشرة، ويتجردون من آفات حظوظ النفس، ولا بد من الإشارة إلى أن العناد والتحدي نزغة شيطان لتدمير بنيان الأسرة.
وأكد الشيخ الثبيتي، أن أهم مما يهدد الحياة الزوجية، المقارنات في الخلقة والشكل والتعامل مع ما يشاهد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فتحتقر المرأة في نظر زوجها، ويقزم الرجل في قلب زوجته، داعياً إلى تقوى الله في التعامل مع هذه الوسائل، والترفع عن زلاتها، وقناعة الأزواج ورضاهم بما قسمه الله شكراً للنعمة، وحفاظاً على كيان الأسرة، قال الله تعالى: (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
وأبان فضيلته، أن الهدايا اللطيفة، والمفاجآت المبهجة بين الزوجين، مما تجدد دفء الحياة، وتحرك المشاعر الراكدة، وتحيي معاني الحب والمودة، وتوقظ الألفة بينهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تهادوا تحابوا»؛ رواه البخاري، مؤكداً أن الابتسامة تعمل عمل الهدية في سحرها وأثرها على القلب والنفس، فلا يغفل الزوجان عنها، إلى جانب كونها صدقة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تبسمك في وجه أخيك صدقة» رواه ابن حبان في صحيحه.
وختم الخطبة موصياً المسلمين بصيام يوم عاشوراء وهو العاشر من محرم، فقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على صيامه فقال: (وصيام يومٍ عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله) رواه مسلم، ويستحب صوم التاسع مع العاشر لقوله صلى الله عليه وسلم: (لئن بقيت إلى قابلٍ لأصومنّ التاسع) رواه مسلم.
أتمت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم الأحد الأول من شهر محرم لعام 1446هـ مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة، بمشاركة 159 صانعًا مؤهلاً من أبناء المملكة العربية السعودية، على مدار 365 يوم لضمان خروج الكسوة بأعلى درجات الإتقان والجودة.
مراسم تغيير كسوة الكعبة المشرفة مرت بثلاث مراحل، بدأت بالتجهيزات التحضيرية عند الكعبة المشرفة عقب صلاة عصر يوم 30/12/1445هـ وتضمنت إنزال ستارة باب الكعبة المشرفة والصمديات والقناديل والحليات، وجاءت المرحلة الثانية بعد صلاة العشاء حيث نُقلت الكسوة الجديدة من مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة إلى المسجد الحرام، واستكملت كافة المراحل بتغيير الكسوة بعد الساعة 12 صباحاً غرة محرم 1446هـ بمشاركة مسؤولي الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.
وتم تغيير كسوة الكعبة برفع الكسوة الجديدة إلى سطح الكعبة ثم إنزال الكسوة السابقة تدريجياً وإزالتها، واستعملت في مراسم التغيير 8 رافعات، إلى جانب حواجز بلاستيكية بارتفاع 2.2 م، وعدد 2 شاحنة لنقل الكسوة، ونُقلت الكسوة إلى المسجد الحرام وصولاً إلى منطقة المطاف عبر مقطورة طولها 13 متراً.
وأنتجت كسوة الكعبة المشرفة البالغ ارتفاعها 14 متراً، ووزن 1350 كجم؛ بأفخر أنواع الحرير الطبيعي، وتم تطريزها بخيوط من الذهب والفضة، وتضمنت كمية أسلاك فضية بلغت 100 كجم، بالإضافة إلى 120 كجم من أسلاك الفضة المطلية بالذهب، واستُخدم فيها 1000 كجم من الحرير، مما يبرز حجم العمل الكبير في تصنيع هذه الكسوة، وتمر الكسوة بعشرة مراحل لإنتاجها بدأً من قسم التحلية، حيث يتم ضبط درجة عذوبة الماء المستخدم في غسيل الحرير وتهيئته وفق مواصفات ومعايير معينة، وفي قسم الصباغة يتم غسل الحرير في درجة حرارة عالية لإزالة الطبقة الشمعية وصبغه باللون الأسود للثوب الخارجي للكعبة، وباللون الأخضر للكسوة الداخلية والحجرة النبوية، ثم يُجفف في مجففات مخصصة، وفي المختبر تُجرى اختبارات على عينات الحرير قبل وبعد الصباغة لضمان مقاومتها للعوامل المناخية، وقوة الشد، ومطابقتها للمواصفات والمقاييس المعتمدة، بما في ذلك أسلاك الفضة والفضة المطلية بالذهب، وفي قسم النسيج الآلي يتم تحويل خيوط الحرير إلى بكرات بواسطة مكائن اللف الآلي، ثم تُحوَّل البكرات إلى سداية تضم أكثر من 9900 خيط للمتر الواحد عن طريق آلة التسدية، وتُركب السداية في مكينة نسج الجاكارد لإنتاج الثوب الخارجي للكعبة أو في مكينة نسج السادة لإنتاج قماش الحرير وطباعة الآيات القرآنية وتطريزها بأسلاك الذهب والفضة المستخدمة في الحزام.
في قسم الطباعة تُثبت قطع الحرير السادة على قطعتي خشب تسمى (منسج)، وتُطبع الآيات القرآنية لحزام الكعبة وما تحت الحزام من آيات وقناديل وستارة باب الكعبة، أما في القسم اليدوي تُجهز خيوط القطن لحشو الآيات القرآنية والزخارف الإسلامية، وتُجهز الملفات بأسلاك الفضة والفضة المطلية بالذهب، وفي قسم الحزام تُطرز الآيات القرآنية والزخارف بأسلاك الفضة المطلية بالذهب وتُحشى بخيوط القطن لبروز الحروف، ثم تُسلم القطع المذهبة إلى قسم تجميع الثوب، في وحدة الجودة تُحدد معايير الجودة المطلوبة لجميع المدخلات والمخرجات، مع متابعة ميدانية في جميع أقسام المجمع لضمان مطابقتها للمواصفات، في قسم تجميع الثوب تُجمع قطع ثوب الكعبة وتُوصل ببعضها (كل جهة على حدة تضم 10/11 قطعة)، وتُجمع قطع ستارة باب الكعبة، وتُثبت القطع المذهبة على الثوب، وأخيراً في عملية تلبيس ثوب الكعبة المشرفة تستبدل الكسوة القديمة بالجديدة في اليوم الأول من شهر محرم، وتُسدَل على جدران الكعبة وتُثبت من الأركان وأسفل الكعبة، مع تركيب ستارة باب الكعبة.